الافراج عن " برونسون " يفتح ملف اضطهاد اردوغان للمسيحيين بتركيا

الإثنين 15/أكتوبر/2018 - 10:45 ص
طباعة الافراج عن  برونسون روبير الفارس
 
لم يكن القس الأمريكي أندرو برونسون  الذى افرجت عنه  تركيا مؤخرا وعاد الي بلده والتقي الرئيس ترامب  هو المسيحي الوحيد الذى تعرض للظلم في تركيا الخليفة الظالم " اردوغان " بعد ما عرف بالانقلاب الفاشل في تركيا في يوليو 2016 حيث استغل اردوغان الانقلاب  من خلال تطرفه وتعصبه البغيض للانتقام من الاقليات الدينية الذين وضعهم في عداوة مع المجتمع ككل  فبعد ماعرف بمحاولة الانقلاب الفاشل في وجهت تركيا أصابع الاتهام إلى رجل الدين التركي فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة والذي تطلب تسليمه لها بأي ثمن، بينما ترفض الأخيرة ذلك.وكان القس  برونسون، من بين المعتقلين الذين اتهمته تركيا بالتجسس ومساعدة المنظمات الإرهابية. بطريقة  ساذجة للغاية  فكما ان  القس امريكي وجولن تحميه امريكا اذا هو شريكا في التدبير للانقلاب  وقد قضي أندرو برونسون 18 شهرا وراء القضبان بعد اعتقاله 
والقس برونسون  ولد عام 1968. و عاش  في تركيا منذ 23 عاماً، ويرعى كنيسة إنجيلية صغيرة هناك،  كان يبلغ عدد أتباعها 25 شخصا.
وألقت السلطات التركية القبض عليه بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله جولن، اللتان تعتبرهما تركيا منظمات "إرهابية"وكانت تركيا، مصرة على عدم إطلاق سراحه بسبب التهمة الموجهة إليه وهي الانخراط في أنشطة بالنيابة عن جماعة جولن، وحزب العمال الكردستاني المحظورين في تركيا، بناء على أدلة قدمها شهود لم يفصح عن هويتهم.

وأصر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أنه لن ينحني لمحاولات واشنطن لتأمين إطلاق سراح برونسون ، رغم العقوبات الأمريكية التي دفعت بالليرة التركية إلى التراجع بشدة مقابل الدولار، وتدهور العلاقات بين البلدين.

وكان أردوغان، قد اقترح في شهر سبتمبر 2017  الإفراج عن برونسون مقابل تسليم واشنطن لفتح الله جولن في صفقة تبادل، لكن الأخيرة رفضت الفكرة.حتى تم الافراج عنه وسقوط غطرسة الخليفة الديكتاتور  الذى اعلن عن حملة حملة تطهير واسعةعقب عملية انقلاب فاشلة ضدّ نظامه، طالت الحملة الصحفيين  وكل محاور  العلمانية  بل وصنعت فتنة طائفية  ضد الاقلية المسيحية التى عانت الامرين لانها تقف في خندق العلمانية التى يعتبرها اردوغان عدوا شخصيا له  وبنفس الطريقة الساذجة في تطرفه العقلي المقيت فان المسيحيين ضالعين في الانقلاب لانهم يفضلون الحكم العلماني من هنا انطلق يوجهه انيابه  
الي مجموعة من الكنائس في خضم التوترات وعملية التطهير التي تعيش على وقعها البلاد منذ انقلاب 15 يوليو. ففي مدينة طرابزون، الواقعة في شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود، اقتحمت مجموعة من الأشخاص كنيسة السيدة العذراء مريم  وقامت بتخريبها.وهي كنيسة اثرية ذات قيمة تاريخية لاتعوض 

كما وقع في مدينة ملطية حادث اخر حيث  هاجمت حشود من مؤيدي اردوغان اللذين تم اشعل نار الكراهية في دخلهم  علي الكنيسة الانجيلية الواقعة شرق البلاد، وكسرت نوافذها. ونقلت صحيفة ديلي اكسبرس البريطانية عن القس تيم ستون أن الكنيسة كانت الهدف الوحيد لهجومها على مدى الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت عملية الانقلاب.

وأضاف القس ستون “ما حدث يذكرنا بالهجوم على دار لنشر الكتاب المقدس في ملطية في عام 2007، وقام خلاله خمسة أشخاص من المسلمين بتقييد ثلاثة موظفين مسيحيين وقاموا بتعذيبهم وذبحهم”. ومردّ هذا الهجوم وفق بعض المراقبين أن أنصار حزب العدالة والتنمية، يعتبرون أن المسيحيين من العلمانيين الرافضين للحزب الحاكم ذي الخلفية الإسلامية، وبالتالي هم من مؤيدي الانقلاب.
وفي اطار معاملة النظام التركي الفاشي للمسيحيين  الغت السلطات التركية لقداس سنوي كان من المقرر  له ان يقام في الخامس عشر من أغسطس –الماضي  في الدير التاريخي الذى يحمل اسم "بناجا سوميلا" بالقرب من مدينة ترابزون.

وأغلق الدير، الذي أقيم سنة 386 ميلادي في عهد الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس، وأعلم الأب" بارثولوميوس " الذي كان من المنتظر أن يراس القداس  بالغاء الصلاة  واشارت بعض صحف النظام الطائفي إن هناك شكوكا بأن الأب بارثولوميو كان متواطئا مع الانقلابيين.

وفي سياق  اشعال  التوتر الطائفي  سجلت العلاقة بين النظام التركي والفاتيكان أعلى مستويات التوتر والعداء بينهما إثر وصف البابا فرنسيس مذبحة تركيا ضد المسيحيين الأرمن بالإبادة، في شهر يونيو 2017  ويعتبر الخبراء أن ما يتعرّض له المسيحيون في تركيا، بعد الانقلاب، يعود في جزء منه إلى هذا الموقف، الذي أغضب النظام في أنقرة إلى درجة أنه وصف البابا فرانسيس بأنه يمتلك “عقلية صليبية”.
وللمسيحية في تركيا  تاريخٌ طويل وحافل في الأناضول، تُعتبر تركيا الحاليّة مسقط رأس العديد من الرسل واباء المسيحية الاوائل ، مثل بولس الطرسوسي، وتيموثاوس، والقديس نقولا وبوليكاربوس من سميرنا وغيرهم من الشخصيات المسيحيّة البارزة. وتعتبر البلاد مركزًا للعديد من المواقع المسيحيّة التاريخيّة والتراثيّة منها بطريركية القسطنطينية المسكونية وبطريركية أنطاكية تاريخيًا. وفيها عدد من الأماكن المقدسة المسيحية مثل أنطاكية وأفسس وهي من أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً إذ تحظى أنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والقسطنطينية والقدس وفي انطاكية أطلق على المسيحيين لقب مسيحيين أول مرة. أما أفسس فقد كانت مركزاً للمسيحية، واستخدمها بولس كقاعدة له. حيث كان بولس يٌجادل الحرفيين الذين كانوا في هيكل آرتميس وهناك كتب بولس رسالة كورنثوس الأولى من أنطاكية وأفسس. وتشتهر أفسس بوجود منزل العذراء مريم فيها، الذي يٌعتقد بأنه آخر بيت سكنت فيه مريم العذراء، وهو الآن مكان للحج.

وفي عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية، والتي أصبحت مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، فأضحت أعظم مدن العالم في ذلك العصر. وعلى الأراضي التركية الحاليّة امتدت الإمبراطورية البيزنطية والتي لعبت دور هام وأساسي في تاريخ المسيحية وتركت أثرًا هامًا على الحضارة المسيحية الأرثوذكسية. أدّت الحروب الأهلية المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية في الحروب البيزنطية العثمانية، والتي بلغت ذروتها في سقوط القسطنطينية والاستيلاء على الأراضي المتبقية من قبل الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر. وقد سمح العثمانيون للمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم، والأرمن.


كنيسة القديس جورج، في مدينة إسطنبول، مركز بطريركية القسطنطينية المسكونية.
في مطلع القرن العشرين شكّل المسيحيون بين 17.5% إلى 25% من مجمل سكان أراضي تركيا الحاليَّة، وفي عام 1910 ضمت تركيا الحالية سابع أكبر تجمع سكاني مسيحي أرثوذكسي في العالم؛لكن انخفضت نسب وأعداد المسيحيين عقب المذابح ضد الأرمن وبعض الطوائف المسيحية الأخرى،فضلًا عن عملية التبادل السكاني لليونانيين الأرثوذكس وضريبة الثروة التركية عام 1942 وبوجروم إسطنبول عام 1955 والتي أدَّت إلى هجرة أغلبية مسيحيين من إسطنبول.

وفي مطلع القرن الواحد والعشرين تراوحت أعداد المسيحيين في تركيا بحسب الدراسات المختلفة بين 120 ألف إلى حوالي 310 ألف،منهم 80 ألف شخص من أتباع كنيسة الأرمن الأرثوذكس، وحوالي 40 ألف شخص من أتباع الكنيسة الكاثوليكية (منهم خمسة آلاف ينتمي إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية)، وحوالي 22 ألف شخص من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (منهم 18 ألف رومي أنطاكي وحواي أربعة الآف يوناني أرثوذكسي) فضلًا عن 17 ألف من أتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. كما وتتواجد أقلية من المجتمع المسيحي التركي البروتستانتي المكونّ من الإثنية والعرقية التركية، أغلبهم من خلفية تركية مسلمة وحسب رئاسة الشؤون الدينية التركية هناك 349 كنيسة تتواجد في أراضي الجمهورية التركيّة منها 140 كنيسة لليونانيين و58 للسريان و54 للأرمن.ومع ازياد انغلاق وتطرف اردوغان وفتحه البلاد لاعضاء جماعة الاخوان الارهابية التى تجيد نشر التعصب ضد المسيحيين فيتوقع المحللون المزيد من التضييق المجتمعي علي المسيحيين والتعنت ضدهم وضد الكنائس الامر الذى يطرهم للهجرة من تركيا 

شارك