خبير جزائري في الحركات الإسلامية: «الإخوان» هي الخاسر الأكبر في انتخابات الرئاسة المقبلة

الثلاثاء 22/يناير/2019 - 01:03 م
طباعة خبير جزائري في الحركات حسام الحداد
 

يرى الخبير الجزائري في الحركات الإسلامية، رياض رمضان بن وادن، أن الخاسر الأكبر في الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر في 18 إبريل المقبل هو حركة الإخوان المسلمين، رغم عدم إعلان إبداء الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، حتى الآن، عزمه الترشح، مما يعزز التكهنات بشأن انشقاقات منتظرة في صفوفها جاء ذلك في حواره الخاص مع جريدة المصري اليوم والذي تركز حول الانتخابات الجزائرية وموقف "حمس" الإخوانية منها.

وحول رأيه عن الرابحون والخاسرون بعد استدعاء الهيئة الناخبة في الجزائر قال: "أصبح مؤكدا من خلال استدعاء الهيئة الناخبة أن السلطة الجزائرية قد رتبت بيتها بإحكام، وأنها أصبحت على أتم الاستعداد لدخول غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء بفترة خامسة للرئيس الحالى أو بمرشح آخر سيظهر لنا مع الأيام. لكن المهم فى كل هذا أن السلطة قد سجلت أمام الرأى العام الداخلى والخارجى أنها تحترم الدستور، وأنها مستمرة فى طريق ترسيخ الديمقراطية، وأنها تُمارس السياسة بوضوح تام، وليس لديها ما تخفيه وليس هناك من يخيفها.

والمتضرر في كل هذه الأحداث فى رأيي الشخصي هو أحزاب المعارضة، وعندما أقول أحزاب المعارضة أقصد بطبيعة الحال حركة مجتمع السلم (حمس) ممثلة الإخوان فى الجزائر. فحركة «حمس» طرحت عدة حلول لمشكلة السلطة، ثم بعد ذلك صدّقت نفسها بأنه سيتحقق لها ذلك، أجهدت نفسها وأضاعت الكثير من الوقت من أجل فرض منطقها وكأنها حزب قوى يملك كل خيوط اللعبة وتتحكم كذلك فى الشارع، حتى إنها بالغت فى التصريحات وطرح المبادرات وكذلك الكتابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن طرحت فكرة التأجيل، مما يعنى ذلك أنها لا تحترم ولا تكترث للدستور!".

كما قال عن مدى ربحية السلطة الجزائرية: "السلطة حققت العديد من النقاط فى العديد من «الشباك»، فبدعوة الهيئة الناخبة، أظهرت السلطة على الأقل أمام الشعب أنها تحترم الدستور أكثر من المعارضة، وأنها أكثر شفافية ووضوحا من أحزاب أصبحت تتحرك فى الخفاء وتلتقى فى الخفاء، مما أدخل الريبة والشك لدى بقية الأحزاب، وفتحت بابا واسعا من التساؤلات والتوجسات والمخاوف. كما أن السلطة لها القدرة على تجديد ذاتها، وأن الحديث عن الخلافات بين ما يسمى أجنحة السلطة أمر مبالغ فيه، وهى الآن- أى السلطة- تفتح سباقا آخر ومرحلة أخرى وانطلاقة جديدة، مما يجعلنا نطرح سؤالا مهما: هل المعارضة مستعدة لهذه المرحلة ولهذا السباق؟.. هل هى قادرة على التجديد من ذاتها، خاصة في اعتقادي أن الحلول التي كانت متكئة عليها قد تبخرت، وأن الإرهاق والتعب قد نال منها ومن مناضليها كثيرا، خاصة من الناحية النفسية؟!.

وعن دخول حركة الإخوان معترك الانتخابات الرئاسية بمرشحين اثنين قال: "يبدو أن الإخوان من خلال حركة مجتمع السلم حسموا أمرهم من خلال الاجتماع الأخير لمكتبها الوطنى بعد استدعاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للهيئة الناخبة، وأنها قررت خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشحها الدكتور عبدالرزاق مقرى، وقد دعت من خلال بيانها الذى أصدرته كل مناضليها ليكونوا على أهبة الاستعداد من أجل جمع التوقيعات لصالح مرشحها.

ومن جهة أخرى من خلال بعض المؤشرات، فإن رئيس الحركة السابق، أبوجرة سلطانى، هو رئيس المنتدى العالمى للوسطية، عبر عن عزمه دخول سباق الرئاسة إذا ما توافرت الظروف المناسبة، والظروف المناسبة التى يتحدث عنها أبوجرة سلطانى، حسب ما نراه المقصود منه، عدم استمرارية بوتفليقة فترة خامسة.

وستكون الأنظار فى الأيام المقبلة مشدودة إلى «البيت الإخوانى»، خاصة إذا لم تكن هناك فترة خامسة، فرئيس الحركة الحالى سيترشح بكل تأكيد، وهذا ما أكده نائب رئيس الحركة عبدالرزاق عاشورى على قناة «البلاد» الجزائرية، كما أن تصريحات وتلميحات عديدة سجلناها برغبة رئيس الحركة السابق فى دخول السباق، لكن ليس باسم الحركة ولا باسم المنتدى، الذى ذكر فى العديد من الحوارات أنه سيكون بعيدا عن التحزب أو الدفاع عن مرشح بعينه. وبالتالى فإن حركة «حمس» الإخوانية إذا حدث هذا الخيار فإنها ستشهد أزمة أخرى، لا تقل تكلفة عن الأزمات السابقة التى أدت إلى انشقاقها، خاصة أن العلاقة بين الرئيس السابق والرئيس الحالى ليست على ما يرام، وهناك حساسية مفرطة بين الشخصيتين، وكذا تذمر القيادة الحالية من تأسيس الرئيس السابق للمنتدى دون العودة إليهم.

أما عن مستقبل «حمس» الإخوانية قال: "«حمس» في كل الحالات ستتأثر سياسيا، لأن كل المبادرات التى تقدمت بها للسلطة وللأحزاب لم تتحقق، وهيكليا سينشب صراع كبير بين القيادة السابقة والحالية حول نظرتهم وتعاملهم مع الموعد الانتخابي الأهم فى البلد وهو موعد انتخاب رئيس الجمهورية، لأن كل التحالفات والمصالح والامتيازات تبدأ من اللحظة الأولى وهى لحظة الوقوف وتدعيم الطرف القوى.


شارك