"طالبان" و"الخطاب الاصولي" في معرض الكتاب

الثلاثاء 25/يناير/2022 - 01:29 م
طباعة طالبان والخطاب الاصولي روبير الفارس
 
 في اطار رصدنا للكتب التي تعالج قضايا متعلقة بالإسلام السياسي  الافكار والحركات. والتي سوف تشارك في الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب .صدر  كتاب "من طالبان إلى طالبان " للكاتب خالد منصور عن دار المرايا للثقافة والفنون. ويستعرض الكتاب تاريخ أفغانستان من خلال مشاهدات عامل إغاثة راقب البلد وطاف بها لما يزيد عن ثلاث سنوات اثناء وبعد الحقبة الأولي لحكم طالبان ثم استمر في دراستها والتعلق بها لأعوام كثيرة فيما بعد. ويركز الكتاب على الأربعين عاما الأخيرة في تاريخ أفغانستان منذ الغزو السوفيتي ثم سنوات الجهاد ونشأة طالبان ثم الاحتلال الأمريكي واسقاط طالبان حتى عودتها مرة أخرى في 2021. وغالبا ما أثر التكوين القبلي المعقد في أفغانستان وتتابع النزاعات الأهلية والتدخلات الخارجية من بريطانيا وروسيا وباكستان والولايات المتحدة وغيرها على إمكانية إنتاج عمل يوضح فعلا جذور الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة في أفغانستان. 
ويسعى هذا الكتاب إلى تقديم لمحة عن أفغانستان كما عشتها مباشرة أو كما عرفتها من قراءات عديدة حول تاريخها الحديث والمعاصر ومقابلات كثيرة مع أفغان او خبراء بالبلد. ويمزج الكتاب كل هذا مع مشاهداتي في رحلاتي لانحاء أفغانستان لأقدم مقتطفات من الحياة اليومية وتركيبة المجتمع الأفغاني التي ازدادت تفتتا خلال عقود من الحرب والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والعرقية والتدخلات الأجنبية سواء من العواصم الإقليمية أو الغربية أو من جانب منظمة الأمم المتحدة التي عملت بها. ومن اجواء الكتاب 
"وصلنا منزل حاكم قندهار، الملا محمد حسن رحماني، وهو من المجاهدين الأوائل منذ الثمانينات ولديه على ذلك دليل: ساق صناعية عوضاً عن تلك التي فقدها بسبب لغم أرضي، أثناء هجوم على قاعدة سوفييتية. وجلس إلى جانبي رجل أفغاني غير ملتحٍ، ويرتدي بدلة كاملة، وربطة عنق حمراء محلاة بزهور كبيرة، تدلت أمامه عندما انحنى ليلتقط المزيد من حبات العنب أثناء حديثه إلى رجال “طالبان” الذين كانوا يملأون الحجرة. كان يحاول أن يبيعهم خطة لإعادة تأهيل بضعة مصانع كانت في قندهار. قال لي إنه كان وزير الصناعة في عهد الملكية ويبيع خدماته الآن لحكام “طالبان”. قدموا لنا فواكه مجففة رائعة المذاق وهو ليس غريباً على بلاد كانت في سنوات استقرارها توفر نصف استهلاك العالم من العنب المجفف وكماً هائلاً من الفواكه الأخرى. 
أطلعنا الملا حسن عندما حل موعد اجتماعنا على تقريرنا المبدئي حول أثر الجفاف المروع في منطقة قندهار والمناطق المجاورة. ومثل بقية رجال “طالبان” الذين التقيناهم هوَن الملا حسن من المشكلة. كان يرى الحل في المزيد من المساعدات الدولية، وقال إنه لو رفعت الأمم المتحدة والدول الكبرى العقوبات المفروضة على أفغانستان، لما كانت مشكلة الجفاف بهذه الحدة. في الحقيقة لم تكن العقوبات السبب الرئيس، بل عقود الحرب الأجنبية والأهلية وحروب الوكالة وضعف الاقتصاد الوطني وانهيار الزراعة صاحبة النصيب الرئيس من الدخل القومي بسبب هذه الاضطرابات كلها. كان الجفاف مثل الضربة الأخيرة القاضية في وجه ملاكم يترنح.
وفي رحلتي التالية إلى قندهار، كان الملا حسن قد اختفى، وحكومة الرئيس الجديد حامد قرضاي تحاول فرض النظام بقليل من النجاح، وكان هناك بصيص واضح من الأمل في المدينة. وبعد وجبة العشاء في مقر منظمة دولية، جلست على الأرض أنا وأحد خبرائها الذي كان يرتدي صدرية أفغانية مطرزة. وكان الرجل صاحب خبرة طويلة في قندهار ويرى أن الأفغان تعبوا من الحرب والقتال، وهم سعداء بالتغيير بعد ذهاب “طالبان” وإن كانوا قلقين بعض الشيء. ولخص الموقف قائلاً: “كانت الحملة الأميركية ناجحة عسكرياً، لكنها كانت كارثة بمقاييس الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان”."بعد يومين في أول زياراتي لكابول صرت أتأرجح بين أنماط حياة متباعدة في نفس المدينة: متحرًكا من مكتب متطور مزود بكل أجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية إلى مقر إقامة نظيف مجهز بخدمة الإنترنت، وأجهزة التلفزيون التي تقدم محطات فضائية بالإنجليزية والفرنسية والعربية، إلى مجمعات إيواء مفزعة لآلاف النازحين الناحلة أجسادهم من الجوع والتعب المفتقرين إلى أبسط مقومات حياة الكفاف، إلى مخيمات بدو رَّحل في مراٍع مؤقتة خارج المدينة ينسجون مطرزاتهم ويرعون جمالهم بينما يمر طالبان في سياراتهم ذات الدفع الرباعي وأسلحتهم البارزة من النوافذ الداكنة.
ويقول الكاتب جعلتني مشاهدة النساء في شوارع كابول الحزينة أو بالأحرى اختفاؤهن القسري منها سواء في بيوتهن أو داخل براقعهن مشدوًها في أيامي الأولى في كابول. كانت النساء يسرعن في خطوات قصيرة تحت البرقع الكثيف أو «الشادور» أو «البوركا» كما يدعى هذا الرداء بلغتي الداري والباشتو. معظم براقع النساء زرقاء زاهية وبعضها أصفر فاقع وهناك الأسود وألوان أخرى. كثيرات يجرجرن ذيولا متربة لهذا الرداء المرهق، وبعضهن يجذبن الذيول القماشية أو يتركنها لقبضات أطفالهن الحفاة وهن يتوقفن أمام السائرين طلًبا للصدقة. وعندما ترغب إحداهن في عبور الطريق تجذب القماش الذي يستر وجهها لتشد الشبكة التي تغطي عينيها إلى الأسفل فتتسع ثقوبها قليًلا لتسمح لها بالنظر يمنًة ويسرة ثم تعبر. معظم النساء اللاتي رأيت في شوارع كابول والقرى القريبة منها كن في الشوارع لأنهن يشحذن أو يشترين أشياء قليلة ويسرعن في طريقهن. كثيرات منهن كن يتوقفن عادة أمام مطاعم المشويات بالقرب من سينما بارك (التي توقفت عن عرض الأفلام من زمن طويل) في وسط كابول أو قريًبا من مقار ومكاتب منظمات دولية أجنبية عاملة في البلاد على أمل الحصول على صدقة. 

الخطاب الأصولي المعاصر

الخطاب الأصولي المعاصر
وعن دار رؤية صدر كتاب "الخطاب الاصولي المعاصر " للدكتور محمود اسماعيل وينطلق الكتاب من أن دراسة الأديان تثير حساسيات ومحاذير، وإذا كانت اليهودية والمسيحية قد دُرستا دراسةً نقدية؛ فالأمر جد مختلف بالنسبة للإسلام ليس فقط كعقيدة وشريعة؛ بل أيضًا كتاريخ وتراث. معلوم أيضًا أن النص القرآني ــ شأنه شأن التوراة والإنجيل يحتمل التأويل. وهذا في الواقع دليل ثراء، حيث ألهم ولا يزال تأويلات خصبة ومتغيرة بتغير الزمان والمكان والثقافة، كما هو شأن كل نص "غزير المعاني قصصي البنية رمزي المقاصد". كما أن الحديث النبوي لا يزال بابهُ مفتوحًا "للجرح والتعديل" رغم ما قدمه علماء الحديث الأوائل من جهود محمودة ــ بغية الفرز والتحقيق. ناهيك عن ضخامة التراث الإسلامي كمًا وكيفًا بدرجة جعلت محاولات تثمينه وتقويمه أمرًا بالغ الصعوبة، مما فتح الباب على مصراعيه لمحاولات "الأدلجة" التي تفت في المصداقية "الإبيستمية". فإذا أضيف إلى ذلك طبيعة المناخ الفكري الراهن، الناضح بالتخلف واجتراء "من هب ودب" على التفسير والتأويل والتنظير، أدركنا جوهر المشكلة. أما السياسة ــ فلأنها "فن الممكن" من ناحية، وباعتبار أطُرها المرجعية المتاحة جد هزيلة وهشة، من ناحية أخرى؛ تكتسي دراستها إشكاليات معقدة ومنهجيات فضفاضة تفت في مصداقية التقويم والتثمين. تتفاقم تلك الإشكاليات ــ دون شك ــ بالنسبة لدراسة الظاهرة الأصولية المعاصرة، والتي تجمع بين الدين والسياسة في آن واحد؛ خصوصًا وأن أدبياتها جد ملغومة، وخطابها غير برئ لا يفصح في وضوح عن ماهيته الظاهرة ومضامينها الفكرية، ناهيك عن منطلقاتها وغاياتها.

العقل والوحي

العقل والوحي
وللدكتور اشرف منصور صدر كتاب "العقل والوحي منهج التأويل بين ابن رشد وموسي بن ميمون وسبينوز " الكتاب يقدم تعريف بفلسفة ابن رشد  من منطلق ان ابن رشد هو الذي أثار ثائرة رشيد رضا أستاذ حسن البنا وجعله يجند نفسه لسنوات من أجل تكفيره ومقاومة انتشار فكره، فلنتعرف إذن على فلسفة ذلك الرجل الذي يمثل الكابوس الأزلي للأصولية، إذ أن فلسفته القادرة على مواجهة الأصولية والإسلام السياسي. لنتعرف إذن على فلسفة ابن رشد التي عملت على عقلنة الدين واستيعاب الوحي بالعقل، لعلّنا نجد فيها سلاحًا لمواجهة الهجمة الظلامية التي تتعرض لها أمتنا.

وعن مركز نهوض للدراسات والبحوث  بالكويت صدر حديثًا ترجمة كتاب " قال رسول الله .. شرح الحديث في ألف عام.
تأليف: جويل بليشر. ومن ترجمة: د. أحمد محمود إبراهيم. 
ويتناول هذا الكتاب موضوعًا مهمًّا لم توفِّه الأكاديمية الغربية حقَّه من الدَّرْس والنظر، وهو موضوع "شرح الحديث النبوي"، ويسلك في مقاربته منهجًا مغايرًا للمعهود في الدراسات العربية الحديثة التي طرقت هذا الموضوع؛ إذ يروم تحقيق الصِّلة بين شروح الحديث والسياق السياسي والاجتماعي والفكري الذي عاش في كَنَفِهِ أصحابُ هذه الشروح وكان تأثُّرهم به أمرًا حتميًّا لا سبيل إلى الفكاك منه.  
وترتكز المقاربة التي يقدِّمها على دراسة ما وُضِعَ على "صحيح البخاري" من شروح في ثلاثة أقاليم مختلفة، وخلال ثلاثة أطوار تاريخية متباينة، مع استعراض ما أولته جماعاتُ الإسلام السياسي لشروح الحديث من اهتمامٍ في الزمن الحاضر، وتعقَّب في خلال ذلك أوجهَ الاستمرار ونواحيَ التغيير التي طرأت على هذه الشروح، بعد أن انتقل تقليدُ الشرح من عصر المخطوطات إلى عصر الطباعة ثم عصر الفيديو، ومن العصور التي كان شُرَّاحُ الحديث خلالها موصولةً أسبابُهم بالنُّخبة الحاكمة إلى العصور التي نأوا فيها بجانبهم عن السُّلطة السياسية، ومن العصور التي انتظمت بعض المرجعيات النصيَّة والمؤسسيَّة التي لا سبيل إلى منازعتها في الواقع إلى العصور التي بدا فيها من الممكن تحدِّي هذه المرجعيات نفسها.

وللكاتبة  سوسن الشريف صدر عن دار روافد  كتاب "تجديد الخطاب الأخلاقي من منظور قرآني  " ومن اجواء الكتاب "عندما ضل الإنسان طريقه لعدم معرفته بهذا المنهج، وانفصل الخطاب الديني السائد عن حياة الإنسان وواقعه، فكان من الضروري إعادة طرق باب القرآن الكريم، والنظر فيه بشكل أكثر عمقاً، بوصفه دليلاً ومرشداً ينير الطريق من جديد، ويطرح حلولاً لما يعانيه المجتمع من مشاكل وأمراض أخلاقية، ويضع له أسسا ومبادئا يسير عليها، بما يتوافق مع التغيرات المتلاحقة التي تفرز ظروفا وأوضاعا جديدة متباينة. إن القرآن الكريم كتاب تعبدي وتعليمي، والهدف منه ليس فقط القراءة والحفظ، بل أنه أعم وأشمل، فهو منهج متكامل للحياة، وقاعدة معرفية تهدف لتغيير الاتجاهات وأسلوب التفكير، وتوجيه السلوك، واكتساب مهارات لكيفية التعامل مع الواقع ومشكلاته. نحن في حاجة إلى إعادة قراءته بشكل مختلف، ليفتح لنا آفاقا جديدة للتدبر والتفكر، وهو ما وجهنا إليه الله عز وجل في كثير من الآيات التي تحث على التفكير واستخدام العقل، بالإضافة الى اكتساب القيم والأخلاق".

وصدر عن دار روافد ايضا كتاب «الخلافة والإمامة» (قراءات في المذاهب الإسلامية) للكاتب والباحث: د. محمد يسري أبو هدور 
وهو باحث مصري، حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والحركات السياسية والمذهبية ومن اجواء الكتاب 
فيما يخص الحالة الإسلامية، فإننا نستطيع أن نميز ظهور الكثير من الأنسقة المذهبية المتمايزة، والتي أثبتت حضورها وتأثيرها لما يزيد عن أربعة عشر قرناً من الزمان، وتُعتبر مسألة البدايات التاريخية المبكرة لظهور مذهب أو فرقة دينية معينة، من أصعب المسائل التي تواجه الباحث في تاريخ الأفكار بشكل عام وتاريخ الدين على وجه الخصوص، ويرجع السبب الرئيس في صعوبة ذلك الأمر في أن أتباع كل مذهب يرفضون القول بتاريخية هذا المذهب، ولا يوافقون على الادعاء الذاهب إلى أن قيام مذهبهم وتشكله كان نتيجة ومحصلة لمجموعة من العوامل والظروف التاريخية البشرية التي تطورت مع مرور الزمن، لتتمخض في النهاية عن قيام المذهب بصيغته النهائية المعتمدة.
هنا يظهر مفهوم تاريخية المذهب، كأحد المنهجيات المعرفية المنبثقة عن علم سوسيولوجيا الدين بمعناه الفضفاض الواسع.

وللكاتب نفسه صدر كتاب «الاعتقاد المذهبي للبخاري، وأثره في تخريج مدوناته الحديثية "  ويقول الكاتب ينبغي هنا الالتفات لأهمية اللحظة التاريخية الفارقة التي عاصرها الإمام البخاري إبان فترة تدوينه وتصنيفه لكتابه الجامع الصحيح، حيث يمكن القول إن صحيحه ذائع الصيت والشهرة، هو في واقع الأمر الكتاب الأكثر تعبيراً عن عقائد أهل السنة والجماعة،  فضلاً عن كونه لسانهم الناطق وسيفهم المشهور للدفاع عن خصوصياتهم العقائدية والسياسية في معاركهم الفكرية المستمرة ضد من اعتبروهم أهلاً للأهواء والبدع والانحراف والزيغ، من هنا، فأن الدراسة سوف تعمل على كشف المواطن التي انتهج فيها الإمام البخاري، طريقة جديدة ومنهجاً مختلفاً فيما يخص جمع السنة النبوية، وستبين الدراسة الكيفية التي انتقلت معها منهجية البخاري من مربع الجدة والشذوذ إلى حيز التأصيل والتقعيد.

شارك