باحث أفغاني: "داعش خراسان" التهديد الأقوى لـ"طالبان".. وهذه حقيقة الانقسامات داخل الحركة

الجمعة 12/أبريل/2024 - 02:45 ص
طباعة باحث أفغاني: داعش محمد شعت
 

تحديات كبيرة تواجه حكومة طالبان التي سيطرت على السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، وتتمثل أبرز هذه التحديات في عدم قدرة الحركة على فرض سيطرتها وتحقيق الاستقرار، في ظل تنامي تنظيم "داعش خراسان" وقدرته على تنفيذ عمليات ضد الحكومة الأفغانية، إضافة إلى التوترات الحالية بين باكستان وافغانستان.
ويوضح الكاتب و الباحث الافغاني، فضل القاهر قاضي، في حوار لـ"بوابة الحركات الإسلامية"، أسباب تصاعد التوتر بين حكومة طالبان وجارتها باكستان، وحقيقة وجود انقسامات داخل حركة طالبان.. فإلى نص الحوار.

بداية ماهي أسباب التوتر بين باكستان وحكومة طالبان؟

إن الاشتباكات الأخيرة على الخط الفاصل بين البلدين وملف طالبان باكستان محطتان بارزتان في العلاقات الأفغانية الباكستانية، وحتى مع وجود نظام موال لإسلام آباد في كابل، فإن القضايا الأساسية بين البلدين ستظل صعبة الحل.
واعتقد أن رفض طالبان أفغانستان المستمر قبول خط ديوراند باعتباره الحدود الدولية بين باكستان وأفغانستان، يظل محركا رئيسيا للتوترات، ويقوض الثقة بين الطرفين.
التوتر بين باكستان وأفغانستان تزايدت بعد وصول طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021 ، وشهد نشاط الجماعات المسلحة تزايد ملحوظا، وخاصة طالبان باكستان التي زادت هجماتها داخل الأراضي الباكستانية، وخاصة داخل إقليم خيبربختونخوا، وهناك أحاديث أن طالبان باكستان تتخذ من الأراضي الأفغانية مقرات لشن هجمات ضد الحكومة الباكستانية.
أكثر من مسؤول في الحكومة الباكستانية أكدوا أن طالبان باكستان تتخذ من الأراضي الأفغانية مقرات لها وأنها تتلقى دعم، ولم تقم حكومة طالبان الأفغانية بالمزيد من الإجراءات لمنع هذه الهجمات، وأنها ليس لديها اي تأثير لنزع فتيل الأزمة، وهذه أحد الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع بين الجانبين، كما أن حكومة باكستان اتخذت قضية اللاجئين كورقة ضغط على حكومة طالبان.

هل هناك ملفات أخرى ساهمت في زيادة التوتر؟

بالطبع، فالهند بدأت تتقرب أكثر من أي وقت مضى من حكومة طالبان، وذلك في ظل الزيارات التي تجريها وزارة الخارجية الهندية، وأبدت استعدادها لتقديم مساعدات للشعب الأفغاني، وهو ماساهم في زعزعة الثقة بين حكومة باكستان وحكومة طالبان، هذا بالإضافة إلى أن مسؤولين كبار في حكومة باكستان صرحوا اكثر من مرة بان هناك عناصر من طالبان لديهم علاقات مع الهند وأنهم يمولون ويتم استخدامهم لتنفيذ الهجمات داخل الأراضي الباكستانية.


إلى أي مدى يمثل تنظيم "داعش خراسان" تهديدا لحكومة طالبان؟

يتسم «داعش» بقوة لافتة، تحديداً، في شرق وشمال أفغانستان، وهما المنطقتان القريبتان من الحدود مع دول آسيا الوسطى، التي لا تزال روسيا تعتبرها جزءاً من نطاقها الأمني.
و شهدت السنوات الماضية صعود تنظيم «داعش» باعتباره التهديد الأقوى أمام بقاء نظام  «طالبان» في العاصمة الأفغانية كابُل. وحسب رأيي أن «داعش» أثبت قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف مدنية وعسكرية داخل أفغانستان، وقد يكون هذا أكبر عامل يتسبب في زعزعة استقرار نظام «طالبان»، خلال السنوات المقبلة.
يمكن للهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم «داعش» ضد أهداف مدنية وعسكرية أن تزعزع استقرار الحكومة الأفغانية بقيادة «طالبان». وما يزيد مشكلات نظام «طالبان» حقيقة أنه لا يملك القدرة على إدارة مؤسسات الدولة الحديثة بما يخدم أمن الدولة والمجتمع.

ماهي حقيقة اختراق "داعش خراسان" لحركة طالبان؟

التحدي الأكبر الذي يواجه «طالبان» أن معظم أفراد «داعش» كانوا ينتمون سابقاً إلى «طالبان» قبل انشقاقهم عن تنظيمهم الأم. وحسب رأيي أنه نظراً لذلك سيتعين على «طالبان» تقديم تنازلات، خشية أن يواصل الأفراد الأكثر تطرّفاً داخل «طالبان» مسيرة الانشقاق وينضمون إلى «داعش» ما قد يعزز صفوفه.

كيف ترى تأثير ذلك على موقف المجتمع الدولي من طالبان؟

تميل الدول الإقليمية التي تشعر بعدم الارتياح تجاه نمو التشدد السنّي الراديكالي في أفغانستان، على وجه الخصوص، إلى دعم حركة «طالبان» الأفغانية كحصن ضد «داعش» والمنظمات المتطرفة الأخرى. ولا استبعد   إمكانية مساعدة الأميركيين لـ«طالبان» في عملياتهم ضد «داعش»، لكن الخشية من أن هذا قد يسرّع وتيرة الانشقاق في صفوف «طالبان» أفغانستان.
أيضاً، يمكن أن يلقي هذا العامل بظلال من الشك على تقديرات القوى الإقليمية، التي ظلَّت تدعم نظام «طالبان» حتى هذه اللحظة، بخصوص فرص بقاء نظام «طالبان».

ماهي حقيقة وجود انقسامات داخل حكومة طالبان.. وماهي أسبابها؟

نعم هناك انقسامات داخل حكومة طالبان، بين جناح زعيم الحركة هبة الله أخوند زاده، وجناح وزير الداخلية سراج الدين حقاني، ووزير الدفاع الملا محمد يعقوب، خاصة فيما يتعلق بملف تعليم وعمل المرأة، هناك اختلافات حول هذا الأمر فوزير الدفاع ووزير الداخلية يريدون عودة المرأة للتعليم والعمل، أما زعيم التيار المتشدد الذي يقود الحركة ومجلس الشورى الذي يضم وزير التعليم العالي ورئيس المحكمة العليا ووزير الامر بالمعروف والنهى عن المنكر الذين لايرغبون في السماح للمرأة بالتعليم، لذلك هناك صرع بين من يمكن وصفهم بـ"الحمائم" و"الصقور".
ومن أسباب الانقسامات أيضًا أنه تم تهميش قيادات الحركة التي تولت المفاوضات في الدوحة قبل الانسحاب الأميركي وسيطرة الحركة على العاصمة وإعلان الحكومة، بعد أن سيطرت قيادات عسكرية على الحكومة، وبات هذا الفريق الأقرب لصنع قرارات زعيم الحركة الملا هبة الله آخوند زاده، وهو ما تجلى في قرار منع تعليم النساء على نحو مفاجئ.
وإجمالا، توجد خلافات بين قيادات طالبان على المستويين السياسي والعقائدي؛ فالمكتب السياسي الذي قاد المفاوضات مع الولايات المتحدة في الدوحة يرى نفسه أحق بالزعامة، ولكن الجناح العسكري تمكن من السيطرة على السلطة عبر استخدام القوة، وأخذ زمام الأمور بيده ولا يسمع من الجناح السياسي".

إلى أي مدى تعتقد أن يتم احتواء الخلافات داخل طالبان في ظل الأزمات التي تواجهها الحكومة؟

بالطبع هناك حاجة كبيرة لاحتواء هذه الخلافات في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها حكومة طالبان والتي يأتي على رأسها مشكلة اعتراف المجتمع الدولي بحكومة طالبان، كما ان تخفيف الهوة بين الحكومة والشعب يتطلب تخفيف الانقسام بين قيادات طالبان، إضافة إلى مشكلة داعش الذي يمثل صداعا في رأس الحركة التي لاتريد أن تظهر خلافتها الداخلية للعلن.
 



شارك