"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 29/سبتمبر/2025 - 10:42 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 29 سبتمبر 2025.
الاتحاد: إجراءات أممية جديدة لحماية موظفي الإغاثة في اليمن
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية العاملين الإنسانيين في اليمن، بما في ذلك نقل بعض مكاتب الأمم المتحدة إلى مدينة عدن وتقييد التعامل مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى الحد الأدنى، باستثناء المساعدات المنقذة للحياة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع غوتيريش مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أمس الأول، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وقال غوتيريش: إن المنظمة ملتزمة بالعمل عن كثب مع مجلس القيادة والحكومة اليمنية من أجل دعم الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بجهود الأمم المتحدة، وجدد التزام حكومته بخيار السلام وفق المرجعيات المحلية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وسفن الشحن فاقمت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، داعياً إلى ممارسة ضغوط أكبر على الحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين ونقل مقرات الوكالات الدولية العاملة في اليمن إلى عدن.
وتطرق العليمي إلى انتهاكات ميليشيا الحوثي لحقوق الإنسان، بما في ذلك حملة الاختطافات والاحتجازات القسرية التي طالت موظفي الأمم المتحدة، وقادة المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود مع المجتمع الدولي وممارسة أقصى درجات الضغط على الميليشيا الحوثية لإخلاء مقرات الأمم المتحدة وإعادة ممتلكاتها والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين.
وفي السياق، أفادت منظمة الصحة العالمية، أمس، بأنها زودت عدداً من المستشفيات الرئيسية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين بإمدادات طبية منقذة للحياة، عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وقالت حنان بلخي، مديرة إقليم شرق المتوسط في المنظمة على حسابها بمنصة «إكس»، إنها تشعر بقلق عميق إزاء الخسائر في صفوف المدنيين نتيجة الغارات الجوية الأخيرة على صنعاء، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص وإصابة 207 آخرين، بينهم 63 حالة إصابة بين الأطفال.
وأوضحت أنها وبالتنسيق الوثيق مع السلطات الصحية، قامت على الفور بإرسال إمدادات طبية منقذة للحياة تشمل مستلزمات جراحية وعلاجية، بالإضافة إلى سوائل وريدية، من مستودعها في صنعاء إلى مستشفيات الثورة والكويت والجمهوري التعليمي، حيث يتلقى غالبية الجرحى الرعاية الطبية.
وتواصل المنظمة، وفقاً لبلخلي، متابعة الوضع عن كثب، ودعم السلطات الصحية، والعمل مع الشركاء الصحيين لتلبية الاحتياجات العاجلة وضمان استمرار الخدمات الصحية المنقذة للحياة للمتضررين.
الخليج: الحوثيون يعلنون قصف «أهداف حيوية» في تل أبيب
ذكرت وسائل إعلام يمنية، إن جماعة الحوثيين هاجمت أهدافاً حساسة في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي متعدد الرؤوس.
وأشار الحوثيون إلى أن العملية في تل أبيب حققت أهدافها بنجاح وتسببت في هروب الكثير من الإسرائيليين إلى الملاجئ، فيما لم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الأنباء حتى اللحظة.
كما أعلنت وسائل إعلام موالية للحوثيين، مهاجمة «هدفين حيويين» في منطقة إيلات جنوبي إسرائيل بطائرتين مسيرتين.
وتتبادل جماعة الحوثي وإسرائيل الضربات منذ أكثر من عامين، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
العربية: أميركا تدين اعتقالات الحوثيين بحق 600 يمني خلال العام
دانت السفارة الأميركية لدى اليمن، الأحد، حملة الاعتقالات التي شنها الحوثيون بحق اليمنيين الذين أحيوا ذكرى ثورة 26 سبتمبر (أيلول) شمال البلاد.
وقالت السفارة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، "ندين بشدة الاعتقالات غير القانونية التي نفذتها جماعة الحوثي الإرهابية بحق أكثر من 600 يمني هذا العام، بسبب إحيائهم ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وهي المناسبة التي يُحتفل بها منذ 63 عاماً".
وأشارت السفارة إلى أن "هذه الأفعال تعد استخفافًا صارخاً بالحريات الأساسية وحقوق الشعب اليمني في تكريم تاريخه وتقاليده".
ويحتفل اليمنيون كل عام بذكرى الثورة ضد المملكة المتوكلية في شمال اليمن، والتي تمكن الثوار من خلالها إسقاط الحكم الإمامي الملكي، وإعلان قيام الجمهورية اليمنية.
ونفذ الحوثيون خلال الأسابيع الماضية حملة اعتقالات واسعة طالت ناشطين ومواطنين على خلفية آرائهم في ذكرى الثورة.
وتتخوف الجماعة من سعي المواطنين للاحتفال بهذه المناسبة، وتحاول ترسيخ ذكرى انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 على أنه الثورة، في ظل رفض كثير من اليمنيين لهذه المناسبة الخاضعة للحوثيين
شبكة حقوقية: أكثر من ألف حالة اختطاف ارتكبها الحوثيون ضد "محتفلي سبتمبر"
قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن جماعة الحوثي اعتقلت 1063 شخصاً في عدد من المحافظات اليمنية خلال العامين الماضيين، على خلفية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر.
وبحسب تقرير صادر عن الشبكة، فقد شهد العام الماضي 450 حالة اختطاف، فيما سجل العام الجاري 613 واقعة اختطاف وإخفاء قسري في كل من صنعاء وأمانة العاصمة وحجة وعمران والضالع وذمار وإب وصعدة والمحويت والحديدة.
وأشار التقرير إلى أن شهر سبتمبر الجاري وحده شهد 123 حالة اقتحام ومداهمة لمنازل مواطنين على خلفية نيتهم إحياء ذكرى الثورة أو رفع العلم الوطني، ما اعتبرته الشبكة دليلاً على تصاعد حملة القمع التي تنتهجها جماعة الحوثي مع كل مناسبة وطنية.
ولفتت الشبكة إلى أن الاختطافات غالباً ما تتم من الطرقات العامة أو الأسواق أو حتى المساجد، حيث يُجبر الضحايا على تسليم هواتفهم وأوراقهم الشخصية قبل اقتيادهم إلى أماكن احتجاز مجهولة، فيما لا تزال عشرات الأسر تجهل مصير ذويها.
وأكدت الشبكة أن هذه الممارسات تعكس حالة من الهستيريا والذعر التي تعيشها الميليشيات الحوثية عند اقتراب الاحتفالات الوطنية، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المختطفين، ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة.
الشرق الأوسط: الحوثيون يضعون رئيس برلمانهم تحت الإقامة الجبرية
فرضت الجماعة الحوثية، مساء السبت، الإقامة الجبرية على يحيى الراعي، رئيس البرلمان غير المعترف به، بعد أن أقدمت قوة أمنية على حصار وتفتيش منزله، مستخدمة عدداً من عناصر «الشرطة النسائية (الزينبيات)»، بالتزامن مع حوادث أمنية واضطرابات تشهدها مناطق سيطرتها.
وذكرت مصادر محلية وشهود في صنعاء أن مسلحي الجماعة الحوثية طوقوا منزل الراعي بشكل مباغت، قبل أن يقتحمه عدد منهم، مصحوبين بعناصر الشرطة النسائية، لإجراء أعمال تفتيش دقيقة، حيث فرض على جميع من في المنزل التجمع في غرفة واحدة، قبل أن تغادر القوة مصطحبة معها عدداً كبيراً من المقتنيات.
وبينت المصادر أنه عقب انتهاء عملية المداهمة والتفتيش فرضت الجماعة حصاراً على المنزل بعدد كبير من المسلحين على عربات عسكرية تابعة لها، ومنعت مَن فيه مغادرته تماماً، كما لا يسمح لأحد بدخوله للاطمئنان على الراعي ومَن في المنزل إلا بإذن من قيادات حوثية عليا، ولوقت محدود.
ويعدّ الراعي، وهو شخصية سياسية وقبلية، أحد كبار قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام»، ومن أبرز شخصيات جناح الحزب في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية الموالي لها.
وبينما تتحدث مصادر في الحزب عن عمليات مداهمة واعتقالات طالت قيادات أخرى فيه، فإنه لم يتسنَّ الحصول على معلومات بشأن ذلك، في حين تشير مصادر أخرى إلى احتمال أن تكون لهذه الإجراءات علاقة بذكرى «ثورة 26 سبتمبر (أيلول)» التي حظرت الجماعة على السكان الاحتفال بها، واعتقلت المئات جراء ذلك.
تشييع غامض
شيعت الجماعة الحوثية أحد قادتها الأمنيين بعد أيام من مشاركته في حملات اعتقال وملاحقة المحتفلين بذكرى «ثورة سبتمبر» خلال الشهر الحالي، في مديرية همدان، شمال غربي العاصمة صنعاء، دون أن تعلن تفاصيل سبب وفاته، وسط توقعات بأن يكون سقط في مواجهة مسلحة أو تعرض لحادثة اغتيال.
وحشدت الجماعة الحوثية عدداً كبيراً من قياداتها وعناصرها في تشييع القيادي الأمني أسامة الجائفي، الذي تصفه بأنه أحد منتسبي إدارة أمن مديرية همدان في محافظة صنعاء، وأعلنت أنه قُتِل خلال تنفيذ مهام، دون مزيد من التفاصيل.
وجرى التشييع في وسط صنعاء، قبل أن تُدفن جثة القيادي الأمني في مسقط رأسه بمديرية همدان، حيث كان يقود حملة لحظر أي مظاهر لاحتفال أهالي المنطقة بذكرى «الثورة»، الذين اتهموه بتوقيف واعتقال العشرات منهم، وإلزامهم بإزالة الأعلام والزينات من على منازلهم وسياراتهم وممتلكاتهم.
وتشير مصادر محلية في صنعاء إلى أن الجائفي كان لا يزال يمارس مهامه خلال الأيام التي تلت الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع الجماعة الحوثية في 10 سبتمبر الحالي، في حين شُيّع قبل الضربات الأخيرة الخميس الماضي.
ورجحت أن يكون القيادي الأمني الحوثي قُتِل في مواجهة مسلحة مع سكان محليين خلال تنفيذ إحدى مهامه في مداهمة منازل المحتفلين بمناسبة ذكرى الثورة، أو ضمن صراعات وتصفيات داخلية، مستشهدة بإعلان الجماعة الحوثية عن مقتله دون تحديد الأسباب، في تعتيم إعلامي على الواقعة.
ونبهت المصادر إلى ارتباط قيادات أمنية حوثية تنتمي إلى المنطقة نفسها بصراعات سابقة بين قادة أمنيين ونافذين بشأن أراضٍ وأملاك، وصدرت بحق بعضهم أحكام بالإعدام في محاكمات تفتقر إلى شروط العدالة والنزاهة داخل أجهزة القضاء التابع للجماعة.
مواجهات مع القبائل
تشهد مناطق سيطرة الجماعة الحوثية توتراً وانفلاتاً أمنياً متصاعداً، في ظل اتهامات للجماعة باتباع سياسة نشر الفوضى وتغذية الصراعات وتجيير الخلافات بين السكان، لتعزيز هيمنتها على المجتمع، ومواجهة مخاوفها من بوادر الغضب الشعبي بسبب ممارساتها.
وتتهم أوساط قبلية الجماعة بإشعال الفتنة بين قبائل منطقة أرحب (شمال صنعاء) التي تشهد اشتباكات عنيفة، راح ضحيتها من لا يقلون عن 8 أشخاص، بينهم امرأة، خلال الأيام الماضية، دون أي تدخل من الجماعة الحوثية التي تحتجز قيادات أمنية تابعة لها العشرات من أهالي قبيلتي حبار وآل بعيس المتناحرتين.
كما يتهم ناشطون حوثيون قيادات من الجماعة كانت ضمن الوساطات لحل الخلافات بين القبيلتين، بالعمل على إفشال تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه، وتعمُّد تعميق الخلافات، في حين لم تتخذ أجهزة أمن الجماعة أي إجراء لوقف المواجهات سوى اعتقال من يقع في أيديها من أبناء القبيلتين؛ مما يزيد من تعقيد الموقف بينهما.
وتفيد مصادر قبلية بأن قبائل أرحب كانت على وشك الدخول في مواجهة مع الجماعة الحوثية بسبب اختطاف عدد من أبنائها ومصادرة ممتلكاتهم، قبل أن تتسبب الاشتباكات بين قبليتي حبار وآل بعيس في إضعاف موقفها.
إلى ذلك، يسود التوتر بين الجماعة وقبيلة وائلة في محافظة صعدة بعد مقتل 5 أشخاص، الأسبوع الماضي، في اشتباكات بين مسلحين حوثيين وأفراد من القبيلة بمنطقة العقلة خلال توقيف عدد من شبانها ومصادرة السيارة التي تعود ملكيتها لأحدهم، إلى جانب أسلحتهم الشخصية.
ورفض الشبان إجراءات المصادرة وبدأوا مقاومة أفراد نقطة التفتيش، وتمكنوا من استعادة بعض أسلحتهم ليحدث تبادل إطلاق النار بين الطرفين؛ ما أسفر عن مقتل شابين و3 من أفراد نقطة التفتيش الحوثية.
استنفار حوثي وحواجز أمنية لتفتيش هواتف السكان
بينما كثّف الحوثيون من حملة مراقبة السكان، واستحدثوا حواجز أمنية ونقاط تفتيش، مع الانتشار الأمني في العاصمة المختطفة صنعاء ومدينة إب، أكدت الحكومة الشرعية تضرر أجزاء من مدينة صنعاء القديمة بأضرار كبيرة جراء استهداف الضربات الإسرائيلية مبنى جهاز الأمن القومي، في الجزء الشرقي من المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1986.
وذكر سكان في مدينتي صنعاء وإب لـ«الشرق الأوسط» أن جماعة الحوثي كثّفت من الوجود الأمني في الأحياء والشوارع، واستحدثت نقاط تفتيش في مداخل الأحياء وعلى الطرقات لمواجهة أي تحركات شعبية للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»، وأخضعوا المارة لتفتيش دقيق طال هواتفهم وسياراتهم بحثاً عن منشورات أو رسائل تمجد المناسبة أو أغانٍ وطنية. وأكدوا اعتقال العشرات في المدينتين إلى جانب 26 آخرين في مديريتين بمحافظة ذمار للأسباب ذاتها.
وقالت الطبيبة ريم خالد إنها عرفت كيف يمكن للخوف أن يهز قلب الإنسان من غير أي ذنب، عندما استوقفتها نقطة تفتيش، وتم تفتيش السيارة التي تستقلها وطلبوا منها هاتفها وقاموا بتفتيشه أيضاً، وسألوها عن انتماءاتها السياسية هي ومن كان معها، وأكدت أن أسئلتهم كانت عبارة عن تحقيق استمر 10 دقائق شعرت خلالها أنها عُمْر، ووصفت تلك اللحظات بأنها عصيبة حيث كان جسمها يرجف ودموعها تسيل ونبضات قلبها سريعة.
وبيّنت الطبيبة اليمنية أن عناصر نقطة تفتيش الحوثيين يوجهون أسئلة كونية للمارّين، ويقومون بتفتيش هواتف الرجال والنساء والسيارات بدقة، وأنها عندما استفسرت عن سبب ذلك ردوا عليها بأن الأمر مجرد إجراءات أمنية، وقالت إنها للمرة الأولى في حياتها تشعر بذلك القدر من الرعب.
وذكرت أنها كانت تسمع قصصاً عن أنهم يفتشون هواتف النساء ويركزون على المحادثات في تطبيق «واتساب»، وعلى الصور والمقاطع التي تُنشر فيه كحالات، وقالت إن الحوثيين لو وجدوا شيئاً في هاتفها عن السياسة لكان مصيرها مجهولاً.
ترويع واختطاف
بالمثل، يقول رجل الأعمال، نذير الأسودي، إن ابنتيه، وهما طبيبتان، أوقفتهما نقطة تفتيش مستحدثة في شارع 14 أكتوبر بحي حدة الراقي، وإن الجنود كانوا يقومون بتفتيش سيارتهما، فيما قامت عناصر الشرطة النسائية بتفتيش هواتفهما والبحث في الصور وقراءة الرسائل. ووصف عملية التفتيش بأنها تتم بأسلوب مستفز جداً، ورأى فيها تطوراً خطيراً في مجتمع كالمجتمع اليمني الذي يجلّ النساء، ويرفض إخضاعهن لأي تفتيش أو اعتقال مهما كان الأمر.
وذكر الأسودي أن البنتين عادتا إلى البيت مرعوبتين مما حدث، ولا تريدان العودة للعمل في العيادة، وطلبتا منه الهجرة من البلاد إلى أي دولة أو الانتقال للعيش في مسقط رأسهم في ريف محافظة تعز، وأكد أنه قرر أن يرحل نهائياً عن اليمن، وأبدى ندمه لأنه رفض الهجرة قبل ذلك، وفضّل البقاء في الداخل.
من جهتها، أدانت الهيئة الوطنية للأسرى والمعتقلين التابعة للحكومة الشرعية «اختطاف» الحوثيين أكثر من 140 شخصاً في مناطق سيطرتهم، بينهم ناشطون وصحافيون، على خلفية مشاركتهم في الاحتفال بثورة «26 سبتمبر».
وقالت الهيئة في بيان لها إنها وثّقت خلال الأيام الماضية اختطاف 141 شخصاً، بعد مداهمات نفذها الحوثيون، وذكرت أن من بين المختطفين ناشطين وإعلاميين ومواطنين عاديين عبّروا عن آرائهم أو شاركوا في فعاليات رمزية مرتبطة بذكرى الثورة.
ورأت الهيئة أن استخدام سجون جهاز الأمن والمخابرات الحوثية أداة للترهيب السياسي والاجتماعي، يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، خصوصاً عندما يُمارس كجزء من سياسة ممنهجة وواسعة النطاق ضد المدنيين.
تضرر صنعاء القديمة
أكدت الحكومة اليمنية تضرُّر جزء من مدينة صنعاء القديمة، المسجّلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1986، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مبنى جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرة الحوثيين في المدينة؛ ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، إضافة إلى أضرار واسعة في الجزء الشرقي من المدينة.
وبحسب محمد جميح، سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، فإن ضحايا مدنيين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت المدينة القديمة المدرجة على «قائمة اليونيسكو للتراث العالمي». وطالب المنظمة بالتحرك، وذكر أنه خاطبها بخصوص الضربات السابقة، والأضرار التي لحقت بمبنى المتحف الوطني.
وبحسب المسؤول اليمني، فقد ألحقت الضربات الأخيرة بحرم المدينة القديمة أضراراً بالغة في منازل المدينة التي تُعد واحدة من أقدم مدن العالم، فيما أكد سكان أن الأضرار طالت حارات البكيرية وحارة صلاح الدين وحارة المفتون وحارة المدرسة؛ حيث تهدمت أجزاء من مبانٍ قديمة وتصدّعت أخرى، وهو ما يهدد البنية العمرانية الفريدة للمدينة.
الهيئة العامة للآثار والمتاحف أدانت «بأشد العبارات» هذا الاستهداف، واعتبرت أن ما جرى يمثل جريمة جديدة بحق الممتلكات الثقافية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وعلى وجه الخصوص اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاعات المسلحة. ونبّهت إلى أن مثل هذه الهجمات تهدد بفقدان تراث إنساني لا يخص اليمن وحده، بل يمثل ذاكرة وهوية مشتركة للبشرية جمعاء.
ودعت الهيئة، في بيان لها، منظمة اليونيسكو والمنظمات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها العاجلة، عبر رصد وإدانة هذه الانتهاكات الخطيرة، واتخاذ خطوات عملية لحماية مدينة صنعاء التاريخية من خطر التدمير والاندثار.