جماعة الأمة القبطية

الخميس 16/سبتمبر/2021 - 10:10 ص
طباعة قداسة البابا يوساب قداسة البابا يوساب الثاني روبير الفارس
 
استيقظ الأقباط خاصةً والمجتمع المصري عامةً فجر أحد أيام يوليو عام 1954، حينما قام خمسة شبان أقباط بهجوم مسلح على المقر البابوي اقتحموا البطريركية بكلوت بيك وجردوا عاملي البوابة والنظافة من عصيهم وقيدوهم بعد أن شهروا مسدساتهم في وجوههم وشقوا طريقهم إلى داخل مبنى البطريركية ووصلوا إلى غرفة البابا العجوز الأنبا يوساب، فأيقظوه من نومه بغلظة ووجد البابا يوساب نفسه أمام ثلاثة من المسلحين، ولم يجد البابا مفرا من ارتداء ملابسه ، والاستجابة لطلباتهم، وتم اقتياده إلى دير الأنبا بيشوى بوداى النطرون، وطلبوا منه التوقيع على عدد من الأوراق تحت تهديد السلاح، ومنها  تنازل البطريرك عن العرش البابوي وتعيين الأنبا ساويرس مطران المنيا بدلا منه، ودعوة المجمع المقدس والمجلس الملي العام لانتخاب بطريرك جديد، إلى جانب توصية لتعديل لائحة انتخاب البطريرك بحيث يشترك في انتخابه جمهور رعاياه من العلمانيين.
عادت المجموعة التى أسسها إبراهيم فهمي هلال للقاهرة –(باسم جماعة الامة القبطية، وتم الاعلان عن تأسيسها ،قبل عامين ، في 14سبتمبر 1952 )-لتصدر بياناً أرسلته إلى الكنائس والصحف وبعض الجهات الرسمية في الدولة تعلن فيه أن البابا تنازل عن العرش وإقراراً موقعاً بالفساد المستشري في الكنيسة، وتطلب من الشعب القبطي أن يقوم بانتخاب بطريركا آخر وتحذر الدولة من التدخل في شئون الأقباط الداخلية، بالطبع لم يكن مثل هذا الخبر أمرا سهلا، خاصة بعد أن نشرته جريدة الأخبار تحت عنوان " شبان يخطفون بطريرك الأقباط".
انقلب الرأى العام القبطي على الجماعة، وتم اتهامها  بالبحث عن دور سياسى، وقدمت مذكرة لمحمد نجيب، وقت الثورة، بمطالب الأقباط وللدستور الجديد، ومحاولة الحديث باسم جموع الأقباط.
إبراهيم فهمى هلال
إبراهيم فهمى هلال
الجماعة رفعت شعار قول يوحنا المعمدان "مهدوا الطريق لقدوم الرب"،  وساهم نفوذ أتباع الجماعة من ذوي المناصب الكبيرة بالدولة إلى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطي إليهم لإتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الأمة القبطية موضعا مهما لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته .
واعتبر المتابعين لهذه الجماعة أن الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والأفكار الهدامة للجماعة قد يؤدى إلى انهيار العلاقات الطيبة مع المصريين المسلمين والتى استمرت قرون طويلة من والمحبة والتواصل البناء ، وأصبحت دعوة الجماعة عنصرية وطائفية في نظر البعض، وهو ما يتطلب ضرورة تفكيكها.
جماعة الأمة القبطية
المتأمل لأعضاء الجماعة واتباعهم، سيجد عدد من الأسماء اللامعة في تاريخ الكنيسة، منهم  البابا كيرلس السادس السادس، والذى كان يعمل في مجال السياحة  قبل رهبنته وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الأمة القبطية، وأصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم ، كذلك الأب متى المسكين، أحد أفضل المفكرين في الكنيسة في العصر الحديث  ، وأيضا البابا شنودة الثالث ، وهو ما يفسر ابتعاد مؤلفي تاريخ الكنيسة في العصر الحديث عن الخوض في تفاصيل هذه الجماعة، نظرا لحساسية ما اثارته هذه الجماعة، والشخصيات التى انضمت لها، وكذلك الشخصيات التى تتلمذت على يديهم.
الاتهامات للجماعة وصلت إلى تدبير محاولة قتل الأنبا يوساب في 20 سبتمبر 1955 قام بها عبد المسيح باشا أحد المتهمين في قضية الاختطاف، حتى تم تجريده رسميا في   سبتمبر 1955 من مهامه البابوية بعد اجتماع للمجمع المقدس ، وأرسل الأنبا يوساب الي الدير المحرق بأسيوط، وتم تشكيل لجنة ثلاثية لإدارة الكنيسة و برر المجمع المقدس  قراره بإبعاد الأنبا يوساب من كرسيه لأسباب تتعلق بتبديد أموال الكنيسة ، وتعيين الأشرار مستشارين بالكنيسة، و بعد إلغاء الأحكام العرفية حاول بعض رجال الدين اعادة البطريرك للقاهرة إلا أن المجلس الملي رفض و اقنع الحكومة بان عودة يوساب لكرسيه تخالف القرار الرسمى الصادر بوقفه، واستمر الوضع كما هو حتى وفاة البطريرك في 13 نوفمبر 1956، وبعدها بأيام تم اعتقال  إبراهيم فهمي هلال مؤسس جماعة الأمة القبطية مع آخرين لأسباب سياسية تتناول إصلاح وتسوية قضايا الأحوال الشخصية لغير المسلمين. 
ويري المتابعون أن صراع النخب القبطية المدنية مع رجل الدين  حول لائحة المجلس الملي ولائحة انتخاب البطريرك كان من الأمور الملفتة للنظر فى منتصف القرن الماضي، و أثيرت هذه الأزمات فى الفترة من وفاة الأنبا كيرلس الخامس 1927 و حتى وفاة الأنبا يوساب في 1956 ثلاث مرات .
وأبرز ما يذكره المتابعون فترة الأنبا يوساب، لما مرت بخطوات غريبة وغير معتادة، والقاء الضوء على جماعة الامة القبطية، حيث تم انتخاب الأنبا يوساب فى ظل حكومة النقراشى، و جرى تنصيبه فى 1946 ، و صدر الأمر الملكي بتعيين يوساب الثانى بطريركا للأقباط الارثوذكس فى 14 مايو 1946 فى عهد حكومة إسماعيل صدقى الثانية، ونظرا لتوسع نفوذ خادم بالكنيسة اسمه "ملك جرجس" اتهم بفرض اتاوات على الكنائس و الأديرة و تدخل في تعيين المطارنة و الأساقفة، و بلغت ثروته نحو ربع مليون جنيه فى عام 1950  ، دفع عامة الأقباط للتذمر، وهو ما دعا كثير من المتابعين إلى وصف فترة حبرية الأنبا يوساب الثاني مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة وجماعة الأمة القبطية.
الاتهامات للدولة حاضرة فى شأن جماعة الامة القبطية، خاصة وأن ثورة يوليو 1952 كانت مثار اهتمام الكنيسة وجموع الأقباط، وانتظرت الكنيسة تدخل الدولة لمنع تصاعد الأحداث ، إلا أن الدولة اعتبرت ما يحدث شأنا قبطيا داخليا، لم تشأ أن تتورط فيه، إلا أن حادثة اختطاف البطريرك كانت قاسية على المجتمع، وهو ما عمل على محاصرة الجماعة شيئا فشيئا، خوفا من انتهاجها مسلك سياسي أو عسكري، قد يضر بأمن البلاد، وتم ملاحقة عدد من الشباب المتورطين فى أعمالها، وصدرت الأوامر للصحف بعدم الحديث حول شأن هذه الجماعة وأخبارها حتى تم انحصار أخبارها شيئا فشيئا.
وبالرغم من رفض غالبية الأقباط فكرة إصلاح الكنيسة عن طريق إجبار البابا وخطفه تحت تهديد السلاح وكانت مجلة مدارس الأحد في مقدمة الرافضين لاستخدام القوة والسلاح في الإصلاح الكنسي ، وأهمية استخدام وسائل آخري، إلا انه بعد مرور سنة من هذا الاعتراض عقدت مدارس الأحد مؤتمراً شعبياً وطالبت بعزل البابا يوساب، لترسيخ فكرة التغيير وعدم وجود بديل، وإن كان الثبات على موقف عدم استخدام القوة سائدا.

الدكتور ابراهيم فهمي
الدكتور ابراهيم فهمي هلال
الدكتور ابراهيم فهمى هلال مؤسس جماعة "الامة القبطية" يتحدث لبوابة الحركات الاسلامية
جماعة الامة القبطية هل كانت المعادل الموضوعى لجماعة الاخوان المسلمون ؟ 

الدكتور ابراهيم هلال مؤسس جماعة الامة القبطية يكشف القصة الحقيقة لخطف البطريرك يوساب الثانى طلبنا بتطبيق حكم الانجيل/ الاشتراك كان شلن/ شعارنا (الله مليكنا ومصر بلادنا والانجيل شريعتنا والصليب علامتنا والمصرية لغتنا والشهادة فى سبيل المسيح غاية الرجاء..)/ تفاصيل خطف البطريك كان جالس يقرا فى كتاب يونانى واستسلم سريعا وضع يده فى ذراعى واخذ يرتل لحن ونقلته لدير مارجرجس بمصر القديمة حيث كانت رئيسة الدير قريبة له.
بين بطون التاريخ اسرار وعجائب قد لايصدقها احدها .وتاريخ الكنيسة المصرية لاينفصل بما يحويه من قصص غريبة عن تاريخ مصر وكثيرا ما كانا نسمع عن واقعة خطف البطريرك يوساب الثانى على يد جماعة الامة القبطية على يد الشاب ابراهيم هلال فى الاحتفال الثانى لثورة يوليو.وكالعادة اختلط القصص الشعبى بالاثارة الصحفية وخاصة بما نشره مصطفى امين فى ذلك الوقت حيث صدر مانشيت الاخبار يقول 0خطف البطريرك .وظلت القصة تطاردنى حتى التقيت بالدكتور ابراهيم فهمى هلال .استاذ القانون المصرى بجامعة لوبون بفرنسا .وموسس جماعة الامة القبطية فى اوائل الخمسينيات من القرن الماضى .لاكتب مذكراته حول هذه الجماعة التى اتهمت بخطف البابا يوساب الثانى بطريرك الاقباط الارثوذكس ال 115 .لتركه مهمام البطريركية ليد خادمه ملك جرجس وهذه الجماعة اشيع ان سبب انشائها هى ان تكون المعادل الموضوعى لجماعة الاخوان المسلمون . .واذكر ان سؤالى الاول للدكتور ابراهيم كان حول الاخوان المسلمين وهل الجماعة معادل لها فقال الاخوان كانت موجودة منذ زمن طويل – اظنها تاسست فى عشرينيات القرن الماضى 1928– فلم يكن الامر اذن من قبيل التحدى ولكن امام صعود التيار الاسلامى المتشدد قامت الجماعة لاحياء القومية القبطية واصول الدين المسيحى عند الاقباط وكانت بداية التكوين ان اقمنا حفلة فى حوش مدرسة ثمرة التوفيق القبطية والقيت فيها خطاب الافتتاح وكان من ضمن الحاضرين نيافة الانبا بطرس نائبا عن البابا يوساب الثانى ومعه الراهب اقلاديوس الانطونى الذى اصبح الانبا بولس مطران حلوان كذلك الدكتور ابراهيم فهمى المنياوى باشا والدكتور نجيب باشا اسكندر وغيرهم حيث وصل عدد المدعوين الى 1000 شخص وكانت الحفلة يوم الاحد 14 سبتمبر 1952
 

اهداف الجماعة:

اهداف الجماعة:
واعلنت ان الجماعة غرضها دينى اجتماعى محض وتسعى لرفاهية الكنيسة القبطية الارثوذكسية وليس لها الاشتغال بالسياسة وذلك بتطبيق حكم الانجيل على اهل الانجيل وتكلم الامة القبطية باللغة القبطية واوضحت ان وسائل الجماعة فى سبيل تحقيق هذه الاغراض فهى سبعة وسائل اولا: التمسك بالكتاب المقدس وتنفيذ جميع احكامه عن طريق دراسة علمية حديثه وان يخرج منه العلم بجميع فروعه. ثانيا: دراسة اللغة القبطية بطريقة عملية علمية حديثة واحلالها محل اللغات الاخرى والتمسك بعادات وتقاليد الامة القبطية ودراسة تاريخ الامو القبطية والتعامل على اساس التقويم القبطى ثالثا: اصدار جرائد يومية واسبوعية وشهرية تكون المنبر القوى للدفاع عن الامة القبطية وبهذا يوجد الراى العام القبطى رابعا: مطالبة الحكومة رسميا بانشاء محطة اذاعة خاصة بالامة القبطية خامسا: الاهتمام بالدعاية محليا ودوليا للامة القبطية والعمل على احترام الكرسى البابوى وتكريمه سادسا: الاهتمام بالناحية الرياضية بمختلف وجوهها سابعا: انشاء دار كبرى تسمى المركز الرئيسى للجماعة فى وسط القاهرة بجوار الاحياء المكدسة بالاقباط (الفجالة – شبرا – القللى – الازبكية) تجمع فيه مؤسسات ومشروعات الجماعة وبمجرد الانتماء من توضيح المبادئ والوسائل اعلن جميع الحاضرين الانضمام اعضاء فى الجماعة. وقال الدكتور ابراهيم كان اشتراك الانضمام للجماعة "شلن" واحد دفعه الالف الحاضرين فورا فتجمع لنا المال وقد قمنا بتسجيل الجماعة فى وزارة الشئون الاجتماعية كجمعية اهلية واخذنا مقر فى شارع بستان المهاميزى اما الجزويت فى الفجالة وكانت عبارة عن شقتين مفتوحين على بعض كمركز رئيسى وسالته: هل كانت عضوية الجماعة قاصرة على الاقباط الارثوذكس؟ وقال جيد انك طرحت هذا السؤال فاريد ان اوضح ان البروتستانت وقتذاك كانوا قلة نادرة لا يتجاوزوا 20 الف فى كل مصر وهم الاقباط الذين كانوا يتحولون للبروتستانت عن طريق الارساليات التى كانت بالاساس تكمل الاحتياج المادى لهم اما الكاثوليك فكانوا قلة نادرة اغلبهم من الاجانب المتمصرين ومجموعة الشوام لكن الاقباط الذين نقصدهم فهم سلالة الفراعنة ومع ذلك كان هناك مؤمنين بمبادئ الجماعة من الكاثوليك وانضموا لها مثل الاب بيرعيروط الجزويتى رئيس مدرسة الجزويت وكان متحمسا اكثر من بعض الاقباط والمطران الياس زغبى النائب البطريركى للروم الكاثوليك فى مصر والسودام وقد سجن معنا حوالى خمسة ايام بعد ذلك. وقد قامت الجماعة لاجل ان تبنى كيان الانسان القبطى فى لغته وفى دينه وان يتمسك بمبادئ الكتاب المقدس فى احياء نخوته القومية القبطية وفى نفوس الاقباط ولم تقم الجماعة لبناء الكنائس ذات الحوائط لانها تعتبر الانسان هو الكنيسة التى يجب ان تبنى اولا فالانسان كما جاء بالكتاب المقدس هو هيكل الله فبناء الانسان وبالتالى تبنى الكنيسة فالسيد المسيح لم يبنى الكنيسة ذات الحوائط بل بنى الاشخاص وقد يتضح من البيان الاول للجماعة اهداف وافكار هذه الجماعة الذى نشر بعنوان "الى المسيحيين عامة والاقباط خاصة" وجاء فيه "جماعة الامة القبطية اول هيئة قبطية تقوم من نوعها فى مصر لتخرج الى حيز الوجود بما يحلم به كل قبطى وكل مسيحى ليس فى مصر بل وفى العالم اجمع فهى كما يدل عليها اسمها تعمل على جميع الاممة القبطية من اكليروس "رجال الدين"بعد اصلاحه الشعب بعد توجيهه واعادة مجدها القديم الذى ينهار بفعل الاحداث المتتالية ونتيجة لتعدد الخونة فى قادة الكنيسة ورجالها ولتهاون الاقباط فى حق انفسهم وتفرقهم فى جمعيات متعددة لا هدف لها سوى تشتيت الجهود وحسب الظهور ولا تدخل فى اعتبارها مستلزمات الحال. وجماعة الامة القبطية تكون ايضا رابطة لاتحاد المسيحيين جميعا فى سبيل توحيد الكلمة بينهم ولقد قوبلت هذه الدعوة المباركة بالحماس الشديد من الامة القبطية باجمعها التى يزيد عددها على الاربعة ملايين ورحبت بها وايدتها جميع الهيئات الدينية المسيحية فى مصر لتوحيد كلمة الجميع فى ما يهم الجميع. واذا كان اتحاد المسيحيين فى العالم اجمع غاية وهدف فهو فى مصر لضرورة واجبة للتكاتف والتعاون من اجل تحقيق اغراض مشتركة ولا شك ان هذا العمل المجيد يتطلب جهودا عظيمة وتضحيات كبيرة من الجميع ولا شك ان اكبر جزء من هذه الامانة موضوع على عاتق الاقباط لكونهم اهل البلاد الاصليين واحد عنصرى الدولة فضلا عن كثرة عددهم ولكن اهم ما يدعم هذه الجهود هو تاييد المسيحيين لها جميعا ومساهمتهم ماديا وادبيا فيها. ولقد قامت هذه الجماعة بالرغم من حداثة عهدها (اذ اعلنت فى اول توت المبارك1669 – 11 سبتمبر 1952) قامت بخطوة ايجابية من اجل حفظ كيان المسيحيين جميعا فى هذه البلاد وقد ايدتها فى هذه الخطوة كتابة جميع الهيئات الدينية المسيحية الرسمية والاهلية وانشات بنعمة الله حتى الان سبعة فروع لها فى مختلف انحاء البلاد عدا ما تعد له العدة. كما تقوم بقوة الله بطبع نشرات غير دورية مجانية تحمل الى الجميع اغراض هذه الدعوة الفتية المباركة التى قامت على اكتاف الشعب وسيوزع منها مئات الالاف فى داخل البلاد وخارجها. فضلا عن انها تقوم الان باعداد مشروع عظيم لاصدار جريدة يوميد كبرى تعبر عن الراى القبطى والمسيحى وتنطق بلسان الجميع وذلك عن طريق طرحه فى شركة مساهمة خاصة ولاشك ان تحقيق الجماعة لاغراضها المختلفة تتطلب قيامها بعدة مشروعات ضخمة يساهم فيها الجميع مساهمة فعلية فانتظروا قريبا نشرتنا المقبلة والمجد لله فى الاعالى ومبارك شعبى مصر والسلام لكم. صدر عن دار المركز الرئيسى للجماعة (الفجالة بستان المهاميزى – امام الجزويت) فى شهر امشير المبارك سنة 1669فبراير سنة 1953 جماعة الامة القبطية تعيد مجد الكنيسة والاقباط اللجنة الصحفية –بجماعة الامة القبطية. وسالت الدكتور ابراهيم فهمى هلال عن شعار الجماعة (الكلمات والرسم) فقال لقد اتخذنا من علامة (الغنخ) (مفتاح الحياة) فى مصر القديمة – يرمز الى الصليب – علامة واشارة وذلك برسمها فوق الكتاب المقرس مفتوح لان الصليب العادى –علامة زائد (+) هو اداة الاعدام طبقا لنص القانون الرومانى اما الكلمات فهى... الله مليكنا ومصر بلادنا والانجيل شريعتنا والصليب علامتنا والمصرية لغتنا والشهادة فى سبيل المسيح غاية الرجاء... المجد لله ومبارك شعب مصر..... وفى الكروت والمنشورات التى كنا نطبعها كنا نكتب تحت رسم الكتاب المقدس المفتوح جزء من اية عبارة عن كلمتين هما "وسياتى اليوم". جماعة الامة القبطية تعيد مجد الكنيسة والاقباط وفوق علامة العنخ كلمة الامة القبطية باللغة المصرية (الصورة الرابعة = القبطية) وعن كيفية الانضمام لعضوية الجماعة قال الدكتور ابراهيم سرعان ما انتشرت الجماعة كما يعبر بعض الكتاب انتشار النار فى الهشيم وقد بلغ عدد الاعضاء المنتظمين فى جماعة الامة القبطية يوم حلت فى 24 ابريل1954 اثنان وتسعون الف عضو تقريبا (92 الف) فقد كنا فتحنا فروعا فى معظم المحافظات بالقطر المصرى وكان الاعضاء يتلقون البيانات ويطبعون المنشورات فيسمع ويستجيب هذا الشعب العظيم ومن خلال قبوله واعتناقه لافكار ومبادئ الجماعة على الاساس كان العضو المنضم حديثا يضع يده على الكتاب المقدس فقط ثم يقرا مجموعة من ايات الكتاب ويتعمد بان يصير منفذا لارادة السيد المسيح ثم يدفع اشتراك العضوية (شلن واحد) وبذلك يكون قد اصبح عضوا فعالا فى جماعة الامة القبطية وسالت الدكتور ابراهيم عن اكثر المحافظات التى انتشرت فيها جماعة الامة القبطية؟ فقال: من خلال الزيارات التى كنت اقوم بها للفروع اذكر ان محافظة اسيوط كانت ذات تجمع قوى وازدهرت فيها انشطة الجماعة. حيث كانت – اسيوط – ومازالت من اكثر محافظات الصعيد ذات التجمع القبطى القوى وخاصة من حيث العدد فهى من المحافظات المركزية للاقباط.

هيكل الجماعة:

هيكل الجماعة:
وحول اللجان المختلفة لجماعة الامة القبطية واعمالها حدثنا الدكتور ابراهيم فقال كان هناك العديد من اللجان التى تنظر اعمال وانشطة جماعة الامة القبطية ومن هذه اللجان اذكر: اولا: اللجنة الاعلامية الصحفية وكانت مهمتها اصدار المنشروات والمجلات وكانت تعد لاصدار الصحيفة الكبرى التى كنا ننوى اصدارها لتكون اللسان المعبر عن المسيحيين والاقباط ومكونه رايها العام وفى ذلك الوقت كان هناك جريدة مصر التى اصدرها شنودة المنقبادى كجريدة يومية قبطية من عام 1895 حتى 1966 وجريدة الفداء التى اصدرها الاستاذ مسعد صادق والتى لم تستمر كثيرا اما صحيفتنا فكنا نحلم ان تكون مختلفة ومتميزة وكنت احلم ان اتضع فيها كل احلامى الصحفية التى كانت قد بدات تظهر فى جريدة صوت النيل التى اصدرتها وانا طالب بكلية الحقوق... وسالت الدكتور ابراهيم عن الاسم الذى كان سوف تصدر بها الجريدة فقال كنا سوف نسميها الامة القبطية وتحمل نفس شعار ومبادئ الجماعة. ويستطرد الدكتور ابراهيم ذاكرا باقى اللجان فقال ثانيا اللجنة الاجتماعية وهى تختص بالعالة الفقراء والمساكين وتدبير امورهم ثالثا اللجنة الثقافية وهى تتابع مع الطلبة الدروس وتدبير امور العلم معهم كشباب يمثلون مستقبل الجماعة. وهى كانت توالى التواصل معهم ومشاركتهم فى مناسبات نجاحهم وتذكرهم بدورهم المهم فى الجماعة ومن ذلك هناك نموذج لما كانت تقوم به اللجنة الثقافية وهى عبارة عن رسالة موجزة تقول "جماعة الامة القبطية اللجنة الثقافية... باسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين... حضرة الاخ الحبيب والعضو العامل معنا نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح مخلصنا وفادينا لما كنا نعتز بنجاحكم فاننا ننتهز فرصة انتهاء عامكم الدراسى ونرجو لكم النصح محفزين اياكم ان تضاعفوا مجهودكم وتواصلوا سعيكم لجمع شتات معلوماتكم غير ناسين الصلاة فى كل حين واذ نسال لكم من رب المجد المعونة والنجاح نتعشم ان يحقق لكم امانيكم وامالكم وختاما يد الله معكم امين. القاهرة فى 17 برمودة 1669، 25 ابريل 1953 مراقب اللجنة الثقافية – طبق الاصل – رابعا اللجنة المالية وكانت مهمتها تدبير المال الذى كان فى الغالب عن طريق التبرعات ودراسات المشروعات التى تفكر فيها الجماعة ومدى جدواها الاقتصادية وقد اخذت تعمل فى جدية لدراسة مشروع الجريدة الكبرى خامسا اللجنة الرياضية وهى تختص بالهوايات الرياضية المختلفة مثل الكشافة والجوالة. وكنت انا الرائد والمسئول المباشر عن كل اللجان ولكل لجنة مراقب يباشر اعمالها وكانت هناك سكرتارية للجماعة وهى التى تقوم بكافة العمل الادارى وتنظيم العمل بين اللجان المختلفة... وهذه اللجان لم تكن قاصرة على المقر الرئيسى فقط ولكن كانت موجودة فى كل فروع الجماعة بالمحافظات وكانت كل لجنة تقوم بعملها بدقة ونظام حسب اللوائح المعدة لها. وحول دور المراة فى الجماعة قال الدكتور ابراهيم... كان هناك نشاط كبير للجنس اللطيف فكان هناك ادارة كاملة للسيدات والبنات ويشتركون فى مختلف انشطة الجماعة ولجانها مثل الشباب تماما كما كان الحال ايام السيد المسيح... وكانوا يشكلون ادارة خاصة بالاضافة لاشتراكهم فى اللجان الثقافية والاجتماعية ومما يذكر انه يوجد من اولئك البنات مجموعة الان سيدات فضليات وكبار تعلمن اللغة المصرية ويستعملنها فى بيوتهم مع ابنائهم ان اولئك بركة كبيرة للكنيسة اليوم 

حكاية خطف البابا يوساب الثانى :

حكاية خطف البابا
قبل ان نتعرض لحكاية خطف البابا يوساب عن طريقة جماعة الامة .لابد ان نلقى مزيدا من الضوء حول شخصية البابا يوساب الثانى الذى جلس على الكرسى المرقسى من عام 1946 وحتى عام 1956 ولد هذا البابا فى قرية النغاميش قرب البلينا بسوهاج من ابوين تقين اسمياه"اقلاديوس" ومنذ طفولته سعى الى حفظ المزامير ودراسة كل ما يستطيعه من علم الكنيسة وطقوسها ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره قصد الى دير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر وبعد سنتين من التدريب والزهد تمت رهبنته باسم اقلاديوس الانطونى ثم سمع البطريرك البابا كيرلس الخامس (جلس على الكرسى من 1874 حتى 1927) عن حب الراهب اقلاديوس للعلم فارسل فى طلبه وسر من يقظته وسرعة ادراكه فارسله مع 4 رهبان اخرين فى بعثة دراسية فى اثينا وهناك تطلع الراهب اقلاديوس فى العلوم اللاهوتية وبرع فى اتقان اللغتان اليونانية والفرنسية الى جانب القبطية ثم عاد الى وطنه وفى سنة 1905 عينه مطران القدس وكيلا له فى يافا حيث خدم هناك خمس سنوات بامانة ومثابرة اقيم بعدها رئيسا عاما على اديرة القبط بالقدس وسائر بلاد فلسطين وبعد مرور عشر سنين على هذه الخدمة وبالتحديد فى نوفمبر 1920رسم مطران على جرجا باسم الانبا يوساب فبدا لفوره بافتقاد الشعب ليعرف حالته بالضبط وبعدها بنى مدارس اولية مجانية ومدارس ابتدائية وثانوية وفى سنة 1930اصطحبه البابا يوانس (بطريركا من 1928 وحتى 1942) فى رحلته التى قام بها لافتقاد اثيوبيا. وبعد ان خدم الانبا يوساب شعب جرجا مدة 26 سنة اختير فى 26 مايو 1946ليكون خليفة البابا مكاريوس (سيم بطريركا من 1944 وحتى 1945) ليكون البابا الـ115ومن اشهر الانجازات التى قام بها: اولا: اعادة بناء الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية ثانيا: تم فى عهده بناء المبنى الضخم الذى يضم اسقفيتى الخدمات الاجتماعية والبحث العلمى بارض الانبا رويس ثالثا: وافق على ارسال 3 مندوبين عن الكنيسة القبطية لحضور مؤتمر مجلس الكنائس العالمى ثم قبل انضمام الكنيسة للمجلس فى عام 1954 رابعا: رسم خلال الفترة التى قضاها على الكرسى المرقسى (10 سنوات و5 اشهر و18 يوما) وقد ساءت العلاقة معه بسسب الخادم الخاص به ملك .واكد الدكتور ابراهيم ان الجماعة لم تخطف البطريرك بل نفذت قرار المجمع المقدس بابعاده من المقر البابابوى .وقد اختار بنفسه ان ينقل الى دير الراهبات .فى حين ان البعض يرى ان سبب خطف البطريرك هجومه على الجماعة وطللبه للدولة بحلها وعن كيفية اتمام عملية الخطف قال الدكتور ابراهيم اخترت ليلة الاحتفال بعيد ثورة يوليو وذهبت الى المقر بمفردى ولم يعترض على دخولى احد .وعكس ما ذكر الدكتور غالى شكرى بانى استخدمت مسدس فى تهديد البابا فهذا لم يحدث بل طلبت من البابا ان يتحرك بهدوء معى تنفيذا لقرار المجمع المقدس بعزله .وكان يقرا فى كتاب يونانى وقال لى بلهجته الصعيدى ( وى وى ليه يا ولدى )ثم استسلم ووضع ذراعه فى ذراعى وسار وهو يرتل احد الالحان وذهبنا فى سياره لدير مارجرجس بمصر القديمة حيث كانت رئيسة الدير الام كيرية قريبته وفوجئنا تانى يوم بمانشيت الاخبار يقول خطف بطريرك الاقباط وانا كرجل قانون اقول ان الخطف يعنى وضع الشخص فى مكان مجهول وهو ما لم يحدث .ولكن الدولة تدخلت واعادته وقضى بقية حياته بالمستشفى القبطى حتى رحيله فى 1959 مذكرة الدستور عندما طلب السيد رئيس الجمهورية الرئيس محمد نجيب من الهيئات والجمعيات الكبيرة (نظرا الى ان الاحزاب كانت قد حلت) المشاركة فى اعداد مشروع الدستور الجديد. فتقدمت جماعة الامة القبطية باعتبارها الهيئة الكبرى التى تمثل الاقباط الى السادة رئيس واعضاء لجنة مشروع الدستور بهذه المذكرة. و هذه اللجنة التى شكلتها الثورة من ائمة القانون وبعض الشخصيات لوضع مشروع الدستور الجديد بعد اسقاط دستور1923 وكانت اللجنة تتكون من 50 شخصية من بينهم 6 اقباط على راسهم الانبا يوانس مطران الجيزة وقتها والاستاذ مكرم عبيد باشا والدكتور ابراهيم فهمى المنياوى باشا وقد وزعت الجماعة هذه المذكرة فى مناسبة احتفالها بمرور عام على تاسيسها فى اول توت 1670 الموافق 11 سبتمبر 1953 على الكثير من المسئولين ةافراد الشعب القبطى العظيم الى درجة ان قداسة البابا يوساب الثانى تبرع لطباعة هذه المذكرة بمائتى جنيه وتبرع من الاباء المطارنة الانبا تيموثاؤس مطران الدقهلية ودمياط والانبا ياويرس مطران المنيا والانبا يوانس مطران الجيزة وغيرهم وقد اصدر قداسة البابا كتابا بابويا للاستاذ ابراهيم هلال تلى فى كل كنائس الجمهورية. وبعد ان تبرع البابا والمطارنة والاراخنة للمذكرة اعتبرت معبرة عن كل الاقباط .حيث كانت تطالب بتدريس اللغة القبطية وبعض الحقوق التى تدخل فى اطار المواطنة وبذلك كانت تسبق عصرها .وتعرضت المذكرة للعديد من المشاكل والازمات التى تعرض لها الاقباط وقد انطلقت من جزئية ان الحكام اذا ما شعروا بضعف وتزعزع مركزهم الى التستر وراء الدين لجذب الشعب اليهم اما الحاكم القوى فتكفيه الحسنة ولا يحتاج الى رياء او مظاهر كاذبة ويا للاسف فهذه اللغة رائجة فى الشرق لانها سهلة وهينة والجو مهئ لها ولكنها فى مصى خطيرة جدا وليس العيب هنا ف الشعب وانما العيب كل العيب يقع على اولئك المرشدين الذين اوجدوا باسم الدين الاسلامى روح الحقد والكراهية لغير المسلمين والاسلام برئ عنهم وعن اعمالهم فبدلا من ان يحاولوا تثقيف الشعب وتنويره بتلقينه اصول الوطنية الحقة ومعنى الاستقلال والكرامة والعزة يلجاون لضيق ادراكهم فى عظاتهم الى اثارة الشعور عن طريق الدين فتخلط هذه الامور على عامة الشعب وتختمر فى عقولهم فيعتقدون مثلا ان الانجليز اعداء للوطن لانهم نصارى لا لانهم مستعمرون غاصبون وتتحول فكرة الجهاد القومى الى جهاد دينى. ثم يتدرج هؤلاء فى اعتقادهم متساءلين كيف لنا ان نخرج لمحاربة الكفرة الانجليز وفى وسطنا مثلهم؟ وتفسد الحركد لصالح المستعمرين وليس ادل على هذا مما حدث فى مدينة السويس يوم 4 يناير 1952 ذلك الحادث المشئوم(حادث حرق كنيسة السويس) الذى راح ضحيته عدة من المواتطنين وعلى مراى ومسمع من القوم المسئولين دون ذنب اقترفوه سوى انهم من نفس دين المستعمرين!! ولايد لنا يا حضرات السادة الكرام ان نتعظ من اخطاء الماضى وتعمل على تلافيها ان يجاملوا الاقباط فى مقابل هذا باذاعة قداسهم ولو مرة واحدة من هذه الخمس والثلاثين.عام – مدة تاسيس الاذاعة - وليس هذا فحسب بل ان التعسف تعدى الى العقيدة وهى الامر المقدس فالقاضى فى حالة تغير الدين - وللاسف ان اغلب تغير الدين لاسباب احتيالية – يقضى بمقتضى احكام الشريعة الاسلامية تاسيسا منه على ان دين الدولة هو الاسلام مما هدد كيان الاسرة القبطية ويجعلنا نطالب بقوة وصراحة بضرورة النص على احترام شريعة العقد فى حالة تغير العقيدة اما عن اضطهاد الاقباط فى مختلف الميادين الحكومية وغيرها فلا سبيل لنا الى حصرها فمن دون توليهم الوظائف العامة فى الادارة والمصالح والوزارات والقضاء الخ والحد من اشتراكهم فى البعثات او دخولهم بعض الكليات كالبوليس والحربية وقد امتدت يد الاضطهاد فى الكليات الاهلية لتملى على اصحابها ارادة تلك الجهات فى جعل الالوية الدائمة للمسلمين بصرف النظر عن الكفاءات الشخصية.وجاء فى نص المذكرة حضرات السادة المحترمين اننا نطالبكم باسم الوطن وباسم العدالة وباسم الوحدة المقدسة للامة ان تضعوا دستورا وطنيا لا دينيا مصريا لا عربيا واضحا صريحا فى لفظه ومعناه وليس معنى ذلك التحرر من الدين فليتمسك كل منا شخصيا يدينه وعلى الدولة رعاية جميع الاديان وان الاقباط الذين يشهد لهم التاريخ بمواقفهم المجيدة ليعتبروا هذا الموضوع حياة او موت بالنسبة لهم ولابنائهم من بعدهم فاذا كانت الاجيال الماضية قد صمتت فى صبر وكبت حتى الان. فان الوعى اصبح اليوم مكتملا والفكر متفتحا والعقل منتبها فما ادراك ما بعد.... ان فى كبت الشعوب لخطر عظيم حضرات السادة ليست المطالبة بالحق كفرا وبهتانا بل هى من الحق حقيقة وبيانا فهى للمحكوم كشف لرغباته وهى للحاكم تنوير لاحكامه فاذا ما تيسر لحكم فى بلد ابداء للرغبة والاجابة لتلك الرغبة فاكرم بهذا الحكم وانعم بهذا البلد والله يوفقنا لرفعة مصرنا العظيمة سبتمبر 1953 ابراهيم فهمى هلال المحامى الرائد العام لجماعة الامة القبطية . 

حل الجماعة:

حل الجماعة:
وعندما تم حل الجماعة بحكم قاضى يقول الدكتور ابراهيم ان مذكرة الدستور كانت من اسباب حل الجماعة وعندما قام برفع دعوى ضد وزير الداخلية بصفته لحله جماعة الامة القبطية وقد جاء فى الحكم من حيث انه بالاطلاع فى هذه المذكرة التى ضبطت صور منها فى هيئة منشورات يبين انها موجهة من تلك الجماعة الى السادة رئيس واعضاء لجنة مشروع الدستور وجاء فى مقدمتها ما يفيد انها صادرة من تلك الجماعة استجابة لرغبة الشعب القبطى لمعرفة الخطوات التى تقوم بها ازاء موضوع الدستور وورد بالمذكرة عبارات تتضمن المطالبة برفع النص الخاص بكون الدين الرسمى للدولة هو الدين الاسلامى مع الاعتراض على اقتراح بحثته لجنة مشروع الدستور حول النص على اشتراط على ان يكون رئيس الجمهورية وتولى السلطات والوظائف العامة واستظهرت ما اسمته مبادئ التفرقة بين المسلمين والاقباط اذا ما اخذ بنص الدستور السابق وعرضت لما وصفته بالمصائب التى حلت بالاقباط وشتى انواع التنكيل والاستبداد والاضطهاد والحرمان من اغلب الحقوق الطبيعية التى يتمتع بها المسلمون وانتهت المذكرة بوضع دستور وطنى لا دينى مصرى لا عربى ومن حيث انه يبين مما تقدم ان هذه الجماعة قد انحرفت فعلا عن الغرض الاساسى الذى نشئت من اجله وهو كما جاء فى قانون تاسيسها اصلاح شئون الكنيسة القبطية وتقديم المساعدة للمحتاجين والعاطلين ونشر تعاليم الكتاب المقدس وتعليم اللغة القبطية وتاريخ الكنيسة وتوجيه الشباب القبطى وجهة صالحة فى حياته وذلك بالاهتمام بالنواحى الروحية والعلمية والرياضية قد انحرفت عن هذه الاغراض بالاتجاه الى اقحام نفسها فى غمار سياسة الدولة والتدخل فى صميم عمل من اعمال السلطات العامة وابدت رايها بجلاء فى السياسة التى يجب ان تقوم عليها اسس الحكم فى البلاد وذلك بتقديم مذكرة الى المسئولين فى الدولة وواضعى الدستور الجديد كشفت بها فى جلاء عن نواحى هذا الانحراف بالاتجاه الى الامور السياسية ثم بمحاولة بث هذه الاراء بين طائفة من رجال الدين وفى مناسبة من المناسبات الدينية مع ما ينطوى عليه هذا من محاولة لاثارة النفوس بين عنصرى الامة بعد ان اجمعت امرها على الوقوف صفا واحدا للعمل على اسعاد هذا البلد لافرق فى ذلك بين مسلمين ونصارى 

شارك