الانتخابات التونسية.. اتهامات متبادلة وإشادة دولية بالأداء الديموقراطي

الثلاثاء 25/نوفمبر/2014 - 11:31 م
طباعة الانتخابات التونسية..
 
الانتخابات التونسية..
أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التونسية اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر حصول مرشح "نداء تونس" الباجي قائد السبسي على المرتبة الأولى بنسبة 39.46%.
يليه مرشح حزب المؤتمر، الرئيس الحالي المؤقت، المنصف المرزوقي في المرتبة الثانية بـ 33.43%.
وحل حمة الهمامي عن "الجبهة الشعبية" في المرتبة الثالثة بنسبة 7.82%، يليه الهاشمي الحامدي عن "تيار المحبة" في المرتبة الرابعة بنسبة 5.75%، وسليم الرياحي عن حزب "الاتحاد الوطني الحر" في المرتبة الخامسة بنسبة 5.55%
وأعلن عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون خلال مؤتمر الإعلان عن النتائج الرسمية، أنه في ظل عدم تقديم طعون من قبل المرشحين الآخرين فإن الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية سيتم خلال الفترة الممتدة ما بين 12 و 14 ديسمبر المقبل.
وفي نفس السياق أوضح بفون أن القانون الانتخابي ينص على أنه في ظل تساوي عدد الأصوات بين المترشحين بعد إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية فإنه سيتم ترشيح الأكبر سنا لمنصب رئيس الجمهورية.
وقد أشاد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء 25 نوفمبر بالانتخابات الرئاسية التونسية واصفا إياها بـ"التعددية والشفافة".
وقالت آنمي نايتس أويتبروك رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات الرئاسية التونسية في مؤتمر صحافي إن "الشعب التونسي جدد تمسكه بالديمقراطية يوم الأحد في انتخابات تعددية وشفافة" معتبرة أن عملية الاقتراع "جديرة بالصدقية".

دعوة للمناظرة وتبادل الاتهامات

دعوة للمناظرة وتبادل
من جانبه دعا المنصف المرزوقي، منافسه في الدورة الثانية الباجي قائد السبسي إلى مناظرة متلفزة ومواجهته مباشرة أمام الشعب التونسي، لتقابل هذه الدعوة بالرفض من قبل الأخير الذي أعرب في تصريح لقناة فرانس 24 عن رفضه إجراءها واصفًا إياها ''بتناطح كباش''.
لم يكتف الطرفان بهذه التصريحات بل راح كل منهما يجري حوارًا مع نفس القناة بعد إعلان النتيجة مباشرة. 
ففي الحوار الحصري لقناة فرانس24 اليوم الثلاثاء أكد الباجي قائد السبسي، الفائز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، أن الأغلبية الساحقة من كوادر حزب "النهضة" وقفت وراء منافسه منصف المرزوقي، داعيا راشد الغنوشي إلى توضيح موقفه بشكل صريح في هذه الانتخابات.
وقال السبسي في حوار حصري مع فرانس24، إن الأغلبية الساحقة من كوادر "النهضة" اصطفوا وراء منصف المرزوقي، المرشح المستقل. وواصل السبسي قائلا: "قواعد النهضة لم تساند فقط المرزوقي بل نظمت حملته، والدليل أن المراقبين الذين أشرفوا على الانتخابات التشريعية لصالح النهضة هم الذين قاموا بمراقبة الانتخابات الرئاسية لصالح المرزوقي".
ودعا الباجي قائد السبسي رئيس "النهضة" إلى الكشف عن موقفه بشكل واضح وصريح.
وقال السبسي: "إذا أراد (الغنوشي) أن يؤيد المرزوقي فليعلن ذلك، لكن لا يليق لحزب من هذا المستوى ومن قياداته التي نعرفها ونحترمها أن يأخذوا موقفا غامضا".
ونفى زعيم "نداء تونس" أن يكون قد اتصل براشد الغنوشي ليطرح عليه هذه المشكلة، موضحًا أن لديه علاقة جيدة معه، وأنهما عملا سويا في الماضي من أجل إخراج تونس من الوضع السيء الذي كانت فيه من خلال الحوار الوطني.
وعاد السبسي ليقول إن "راشد الغنوشي أعلن أن إطاراته حرة وأن القيادة لم تعط تعليمات للتصويت"، لكن بالنسبة لي، يضيف السبسي، "أعتقد أنه يجب عليه أن يوضح موقفه بصفة نهائية وعلنية".
الانتخابات التونسية..
وفي سؤال حول هل يجازف السبسي عندما يصرح بأن الكثيرين من الذين صوتوا لصالح منصف المرزوقي هم من الإسلاميين والجهاديين والسلفيين، رد السبسي قائلا: "هذا واقع، ينبغي على الإنسان أن يرى الواقع، هناك أدلة تؤكد ذلك، أولا: الصفوف الأولى التي حضرت اجتماعات المرزوقي كانت كلها من لجان حماية الثورة. ثانيا: هناك تصريحات واضحة صدرت وتقول في حال فاز الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية، تونس ستتحول إلى حمام دم، ثالثا: التقطنا صورا على الأرض تظهر أشخاصا سلفيين ونهضويين، ولباسهم كان هو الدليل".
وبخصوص مخاوف ظهور انقسام داخل المجتمع التونسي بين صف إسلامي وآخر حداثي، أجاب السبسي أن الموضوع ليس إيديولوجيا، وإنما عملية أدارها منافسه المرزوقي عبر إحضار في مهرجاناته الانتخابية لجان حماية الثورة، وعبر حديثه عن السند القوي من قبل ما يسمونه "الماكينة".
وبرر السبسي إنشاء حزب "نداء تونس" في غضون سنتين لأنه تأكد بأن الناس الذين تم انتخابهم في أكتوبر 2011 انحرفوا عن الطريق الصحيح وصاروا يسيرون في طريق معاكس"، نحن لدينا أمانة نتحملها إزاء الناس الذين كافحوا الاستعمار وهم الآن في المقابر... والأمانة عبؤها ثقيل"
ونفى قائد السبسي أن يكون قد "تغوّل سياسيًا"، وتساءل كيف يتسنى لحزب يضم "غولًا" في صفوفه أن يتقدم في الانتخابات التشريعية ثم يترشح إلى الانتخابات الرئاسية، "هم يريدون أن يخلقوا بدعا جديدة".
وأنهى: "أنا أحترم الدستور وقرار الشعب الذي بعث لنا رسالة واضحة مفادها أننا سنحكم البلاد لكن ليس وحدنا، وأنا أكرر أنني أحترم قرار الشعب ورسالته".
الجدير بالذكر أنه في وقت سابق قال قائد السبسي في تصريح أمس لإذاعة «إر إم سي» الفرنسية، إن «الذين صوتوا للمرزوقي هم (الجهاديون) الذين رتبوا ليكونوا معه"
وكان رد المرزوقي سريعًا على هذا الحوار فقد أجرت معه نفس القناة حوارًا أكد فيه المنصف المرزوقي المرشح للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في تونس، أن مصلحة البلاد تقتضي الالتزام بالدستور والإسراع بتشكيل حكومة جديدة، واعتبر المرزوقي أن منافسه السبسي لا علاقة له بالديمقراطية، داعيا إياه لقبول مناظرة تليفزيونية معه.

تقرير جامعة الدول العربية

تقرير جامعة الدول
وحول نفس الإطار الانتخابي وبعيدًا عن المرشحين أكدت بعثة مراقبي جامعة الدول العربية للانتخابات الرئاسية التي جرت في تونس أول أمس، أن الانتخابات جرت وفقا لما نص عليه القانون الانتخابي التونسي، وأتاحت للناخب التونسي أداء واجبه الانتخابي بكل حرية.
وكشف تقرير للبعثة تضمن الملاحظات الأولية حول الانتخابات أن المخالفات والتجاوزات التي حدثت خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية لن يكون لها تأثير جوهري على نتائجها النهائية، معربة عن ارتياحها للإعداد والتنظيم الجيد لعملية الاقتراع ولأجواء الهدوء والنظام التي جرت فيها الانتخابات.
وأوضح التقرير أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس استفادت خلال الانتخابات الرئاسية من الملاحظات والانتقادات التي وجهت إليها في الانتخابات التشريعية، وتجنبت العديد من الأخطاء التي حدثت خلال تلك الانتخابات، كما كان للقرارات الصارمة التي اتخذتها الهيئة باستبعاد بعض رؤساء المكاتب أو المراكز التي حدثت بها أخطاء الأثر الكبير في قلة الأخطاء والمخالفات، وفي أداء رؤساء المكاتب لمسئولياتهم بحزم وحسم، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الانتخابات الحالية.
وأقر التقرير بحدوث بعض الأخطاء والمخالفات الفردية غير المؤثرة والتي تعاملت معها الهيئة العليا للانتخابات ورؤساء المكاتب بطريقة فورية حازمة، وهو ما زاد في مصداقية هذه الانتخابات وأسهم في نجاحها.
الانتخابات التونسية..
وأكد التقرير أن نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية نسبة جيدة، باعتبار أن التجربة الديمقراطية التونسية لا تزال فتيّة، مُرجعة الفضل في ذلك إلى وعي الشعب التونسي، غير أن البعثة سجلت مرةً أخرى عزوف نسبة كبيرة من الشباب عن المشاركة، ولا شك أن ذلك يعود إلى أسباب متعددة تحتاج إلى الدراسة والمعالجة في مقبل الأيام تعزيزاً لمشاركة الشباب في الحياة الوطنية ودعماً للمسيرة الديمقراطية التونسية وإنجاحاً أكبر للاستحقاقات المقبلة.
ووصف التقرير الأجواء التي جرت فيها الحملة الانتخابية بأنها كانت أجواء تنافسية جيدة بصفة عامة، رغم أن عددًا من المترشحين لم يقم بما يكفي من النشاط الانتخابي للتعريف بقدراته وبرامجه مشددة على أنه من الضروري أن تحرص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالحيادية التامة في تعاملها مع مختلف المترشحين، بما يحقق تكافؤ الفرص بينهم جميعاً.
وأكدت بعثة جامعة الدول العربية في تقريرها عزمها على مواصلة القيام بواجبها في مراقبة الانتخابات الرئاسية التونسية في جولتها الثانية مشددة على أهمية مواكبة جميع الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وذلك في إطار دعم جامعة الدول العربية لمسيرة الديمقراطية والحكم الرشيد في تونس وفي جميع الدول العربية
ضمت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات الرئاسية التونسية برئاسة الأمين العام المساعد السفير وجيه حنفي في عضويتها 22 مراقبًا من موظفي الأمانة العامة ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة.

شارك