الإخوان المسلمون في اليمن (تاريخ من التحالفات والغدر)

الأحد 29/ديسمبر/2019 - 10:45 ص
طباعة رئيسة الاخوان في رئيسة الاخوان في اليمن علي رجب
 

مدخل:

لا يكاد يمر يوم إلا ويتأكد للمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني ان حزب التجمع للإصلاح في اليمن أنه ابعد ما يكون عن الاصلاح وانه حزب هدفه تقويض اليمن بالتحالف مع الحوثيين، فيعمل على نشر الفساد والترهيب في عدن وغيرها من المناطق الذي يتواجد فيها، ليس هذا فقط بل يعد الحزب المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية وفرع من تنظيمها الدولي شوكة في ظهر المقاومة اليمنية حيث يقوم أعضاءه والمنتمين له  بأوسع عمليات الاغتيال والتفجير في عدن ومناطق الشرعية ، ولا شك ان هناك عشرات الادلة والاثباتات على خطورة الاصلاح في اليمن وارتباطه بالتنظيم العالمي للإخوان وقطر وتركيا.


النشأة والتاريخ:

الإخوان المسلمون
الإخوان المسلمون في اليمن
أسس حسن البنا قسمًا خاصًّا أطلق عليه اسم "الاتصال بالعالم الإسلامي"، وبذلك أصبح للإخوان عمل منظم وامتداد خارجي، ودعم قضايا العالم العربي والإسلامي، واتخذ صورًا متعددة، منها استضافة قادة حركات الجهاد في الدول العربية والإسلامية بالمركز العام للإخوان المسلمين، وعمل القسم على الاهتمام بالطلاب الوافدين للدراسة في مصر على أن يكونوا نواة أفكار الجماعة بعد عودتهم لبلادهم، ويمكن القول: إن هؤلاء الوافدين كانوا هم نواة التنظيم الدولي للإخوان.
كان مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، معجب بالشعب اليمني كشعب بلا سياسة أو جدال أو اهتمامات عصرية ويراه شعبا مؤهلا للتجربة الإخوانية فيقول: "اليمن أفضل من غيرها من البلاد العربية، ويمكن أن تكون منطلقا لدعوة إسلامية صادقة، بإنشاء دولة تحكم بما أنزل الله، وتستقطب زعماء وعلماء وعباقرة المسلمين".
ورأى حسن البنا أن تأسيس كيان للإخوان باليمن منطلق ‏لدعوتهم من هذه العوامل،‏ هي 
1- أن اليمن ـ المملكة المتوكلية اليمنية ـ مستقلة ولم تلوثها يد الاستعمار ولا تخضع لتوجيه أجنبي، وأن اليمن خالٍ من الأقليات الدينية ـ عدى بضعة آلاف من اليهود ـ والإسلام هو دين اليمنيين جميعًا، وأن نظام الحكم في اليمن يقوم على أساس الإسلام، فالحاكم والمحكوم في اليمن يتمسكان بكتاب الله وسنة ‏رسوله صلى الله عليه وسلم، وما لليمنيين من ماضٍ مجيد في نشر الدعوة الإسلامية وفتح البلدان أمام التوسع الإسلامي, والمكانة ‏المرموقة لليمن (اليمانيين في الكتاب والسنة). ‏
و كان البنا قد أرسل رسالة إلى الامام في 1946 يطلب منه إقامة حكومة إسلامية مسئولة يؤازرها مجلس شورى يمثل الشعب ولا ينتقص من سلطات الامام شئ -!- وأشاد بموقف الامام من رفض نصائح الأمريكان والفرنسيين بالاصلاح السياسي باعتبار موقف الامام حرص على العقيدة -!- ثم توسط بين الامام وبين الشباب الذين هربوا من اليمن إلى مصر بمطالب اصلاحية وقابلوا البنا.
كانت البداية حين تقابل البنا والمعارض اليمني عبد الله الشماخي في أثناء الحج وإتفقا على التعاون وبدأ البنا في فتح الباب لليمنيين المعارضين وطلاب اليمن بالازهر وسط تأكيد إخواني على أن حكم الامام يشوة الإسلام ولا يخدمه وأن الشعب اليمني مؤهل للحكم الإسلامي ووصل الامر لإستضافة البدر حفيد الامام يحيى في مقر الإخوان حين زار القاهرة للعلاج لحضور بعض الندوات وكان هذا بمساعدة جزائري معروف اسمه الفضيل الورتلاني الذي تولى تنظيم وتأهيل الشباب اليمني المعارض ثم العالم الاثري أحمد فخري والمصري صاحب شركة اتوبيسات الشرقية محمد سالم وسافر الورتلاني لليمن كمندوب لشركة الاتوبيسات بوساطة من البدر لتأسيس شركة هناك وكان الهدف العمل من الداخل للثورة على الامام يحي وقلب نظام الحكم فقد عمل الإخوان فيالظاهر مع الامام يحي ثم يجهزوا لانقلاب عليه.
ولكن قبل لقاء حسن البنا بالمعارضة اليمنية في الحج كان هناك استقطاب لطلاب اليمن بالقاهرة، ففي عام 1937، حين جاء إلى القاهرة من اليمن، الطالبان، أحمد محمد النعمان، ومحمد محمود الزبيرى، التحق النعمان بالدراسة في جامعة الأزهر، أما الزبيرى فتوجه إلى كلية دار العلوم، والتقى الاثنان في القاهرة بعض الشخصيات اليمنية الرافضة للأوضاع السائدة تحت حكم الإمام، وكان من هؤلاء الضباط محيى الدين العنسى، وكان ضمن بعثة عسكرية يمنية تتلقى دورة تدريبية في العراق وعندما انتهت الدورة، جاء إلى القاهرة بدلاً من العودة إلى صنعاء، وزامله في هذا الاختبار ضباط آخرون منهم سلام فارع ولقمان، والجفرى، والتقى الكل وبعد مداولات ومناقشات قرروا تشكيل تنظيم يجمعهم اسمه «كتيبة الشباب اليمنى»، هدفه نشر أفكار الإصلاح، ونشر القضية على نطاق واسع، كان ذلك عام 1939، في أوج نشاط جماعة الإخوان، وتمددها في كل أرجاء مصر، والسؤال.. ومعها بدأ اتصال بطريقة أو وأخرى والتقوا الطلاب اليميين بمؤسس الإخوان.
فتعرفا النعمان والزبيرى، بحسن البنا بعد مجيئهما إلى القاهرة، وتعمقت العلاقة لاهتمام البنا بهما كثيرًا، وهو الاهتمام الذي انتهى بانضمامهما إلى الجماعة، والعمل تحت لوائها ومعهما يمنيون آخرون، ويقول على نصا العنسى الثائر اليمنى: «كنا ندرس في الأزهر وبدأنا الاتصال بالإخوان المسلمين، ومنهم حسن البنا الذي كان يرى أن اليمن أنسب البلاد التي لها مناخ مناسب للإخوان، وأخذ يهتم بنا اهتمامًا خاصًا»، ويضيف العنسى: «فى هذه اللقاءات كان الإخوان يقولون إنهم مقتنعون بأن الحكم في اليمن، لا يمثل الإسلام، بل يشوهه، ولهذا فالإخوان ضده».
وفي عام 1938 عندما شارك وفد يمنى برئاسة سيف الإسلام عبدالله ابن الإمام يحيى في المؤتمر البرلمانى العالمى لمناقشة قضية فلسطين، لجأ الوفد إلى حسن البنا لترشيح سكرتير خاص للوفد اليمنى، فاختار البنا لهذه المهمة محمود أبوالسعود صديق البنا وعضو الإخوان، ورافق الوفد إلى لندن وباريس.
هذا الامتداد في العلاقة الذي شمل رأس النظام، لم يقلل الامتداد إلى التشكيلات التي سعى إلى تكوينها حسن البنا في اليمن، وبالعودة إلى الأصل وبالتحديد إلى الزبيرى والنعمان سنجد تواصل المسار الذي بدأ في القاهرة بتكوين تنظيم أو جماعة «كتيبة الشباب الدينى»، فبعد هذه الخطوة، عاد الزبيرى والنعمان إلى صنعاء وبناء على نصيحة البنا شكلا جماعة «شباب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وبدأ الاثنان في نشر برنامج الجماعة في المساجد، مما أغضب الإمام يحيى، فأمر بإيداع الزبيرى في السجن، وظل به 4 شهور، خرج بعدها ليقرر هو والنعمان السفر إلى عدن المحتلة من الإنجليز، واتخذ منها قاعدة، وانضم إليهما الكثيرون من اليمنيين، وكونوا جماعة «اليمنيين الأحرار» أو «حزب الأحرار»، ولأن الاحتلال الإنجليزى كان يمنع قيام الأحزاب، تم تغيير الاسم إلى «الجمعية اليمنية الكبرى» 1946 وأصدرت الجمعية جريدة «صوت اليمن كلسان حال لها، ومع تواصل نشاط الجمعية والجريدة وقعت مفاجأة كبرى، تمثلت في انضمام أحد أبناء الإمام يحيى، وهو سيف الإسلام إبراهيم «إلى الجمعية اليمانية الكبرى»، أي أن أحد أبناء الإمام أصبح معارضا لأبيه، وجرد الأب الابن من لقب «سيف الإسلام»، فأطلقت الجمعية عليه اسم «سيف الحق إبراهيم".
يقول محمود عبد الحليم, المؤرخ المعتمد للجماعة "أستطيع أن أقرر أن فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام للإخوان"، ويقول أحد الباحثين في حركة المعارضة اليمنية" ومن خلال الطلاب اليمنيين تحققت علاقة الأخوان بحركة المعارضة اليمنية، وترجع بداية هذه العلاقة إلى أواخر الثلاثينيات وقد التقى حسن البنا في أحد مواسم الحج بالمعارض اليمني «عبد الله الشماحي»، وتلازما طوال رحلة الحج في مكة والمدينة، واتفقا على التعاون بين الإخوان والمنظمات الدينية في اليمن، ووعده البنا بمساعدة الإخوان للعمل الوطني في اليمن".
ومعها بدأت الانطلاقة الكبري لفكر حسن البنا لليمن التي كان يعتبرها الدولة الأكثر ملائمة لتكوين دولته، ففي موسم الحج عام 1946، التقى حسن البنا بالقاضى عبدالله الشماخى، المعارض اليمنى، وكان مبعوثا من قياديين في المعارضة أيضاً، هما أحمد المطاع وعبدالله الوزير، وإليه نقل الشماخى الصورة البائسة لليمن، وطلب من البنا فتح أبواب الجماعة للشباب اليمنى الذي يأتى إلى القاهرة بغرض الدراسة، وإرسال مدرسين مصريين ينتمون إلى الإخوان في بعثات لليمن، وكان من هؤلاء الدكتور مصطفى الشكعة - عميد كلية الآداب بجامعة يعن شمس - فيما بعد.. والذي أشرف على الإذاعة في صنعاء عقب قيام ثورة 1948، ومقتل الإمام يحيى، وبلغت ذروة تحرك البنا، بإرساله الفضيل الورتلانى إلى اليمن، والورتلانى جزائرى الجنسية أنضم إلى الإخوان، وحدد البنا مهمته في اليمن في التنسيق بين المعارضة اليمنية في الداخل والخارج.

الخصائص الفكرية للحركة الإخوانية في اليمن:

الخصائص الفكرية للحركة
الخصائص الفكرية للحركة الإخوانية في اليمن
تتسم خريطة أفكار حركة الإخوان المسلمين اليمنية بمرونتها الفكرية, ومن الواضح أن ذلك نتيجة عدد من العوامل, منها ما هو متصل بطبيعة فكر المدرسة الإخوانية من جانب، وطبيعة التطورات السياسية والفكرية المتلاحقة في اليمن وتعامل الحركة معها من جانب آخر، ومنها ما له علاقة بطبيعة البيئة اليمنية التي تعيش فيها الحركة وتتفاعل معها.. كل تلك العوامل أدت إلى مرونة الإطار الفكري للحركة الإسلامية اليمنية، وربما أفضى في بعض الأحيان إلى إضعافه وفقدانه للتميز والوضوح الكافين.
فالبناء الفكري لمدرسة الإخوان المسلمين يتسم بالمرونة أساساً, لأن منهجها يستهدف الأخذ بالإسلام "كل الإسلام" في جميع الجوانب العقدية والعبادية والتشريعية والسياسية والفكرية والثقافية... الخ، وللوفاء بكل هذا لا بد من أن يكون الإطار واسعاً, وعكس ذلك عندما يتركز اهتمام الحركة الإسلامية على بعدٍ واحدٍ من أبعاد الدين .
وبشكل عام فإن حركة الإخوان المسلمين، وتحديدًا الفرع اليمني منها "انطلقت من منطلقات فكرية واضحة في تعاملها مع السلطة, وفي القلب منها الاعتقاد بأن المجتمع اليمني مجتمع مسلم، وأن العلاقة بينها وبين الشعب اليمني، وبين القوى السياسية المختلفة بما فيها النظام, هي علاقة نصح وليست علاقة تكفير أو تخوين.
 ولم تنظر الحركة الإسلامية في اليمن في يوم من الأيام إلى الدولة على أنها كافرة أو مرتدة, بما يؤدي إلى أن تقف منها موقف عداء وصدام، ولم يحدث هذا في تاريخ الحركة حتى في أسوأ أحوال الانحراف الفكري والحزبي داخل أجهزة الدولة، ولم يحدث لدى الحركة اقتناع أنه يجب أن تعتزل المجتمع, أو تقوم بأعمال عنف وصدام, ومن هنا كانت علاقة الحركة بالدولة تقوم على أساس النصح والإرشاد والتوجيه ومحاولة الاستقطاب والكسب, الأمر الذي مكنها من مد جسور العلاقة وفتح لها أبواب التعاون مع المواطنين بمختلف شرائحهم, سواء كانوا من القبائل أو السياسيين أو المثقفين أو غيرهم.

دور الإخوان للتخطيط بالإطاحة بحكم الامام يحي" ثورة 1948"

الأمام يحي  حاكم
الأمام يحي حاكم اليمن
لعب الإخوان دورا كبيرا في ثورة 1948 ضد الامام يحي ادت إلى مقتله وثلاثة من ابنائه فقد يذكر محمود عبد الحليم أن «فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام». ويضيف: «عند تناول ثورة اليمن نجد أنفسنا أمام شخصيتين من غير اليمنيين كانا قطبي رحى هذه الثورة هما: الفضيل الورتلاني وعبد الحكيم عابدين». والورتلاني جزائري يعد أحد أخطر أتباع البنا وعابدين صهر البنا. ويضيف عبد الحليم فيذكر عن دعوة الإخوان أنه قد «صار للدعوة وجود في كل بلد عربي»، وأن «الإخوان يقيمون الدول ويسقطونها».
ووضع" الورتلانى" و"البنا" الخطوط العريضة الأولى لمشروع التغيير والذي أطلقوه عليه «الميثاق المقدس»» ليكون اليمن نواة لدولة الإسلام إذا نشأت ونمت على مبادئ قرآنية باعتراف محمود عبدالحليم - أحد قادة الإخوان في كتابه - «أحداث صنعت التاريخ» وعاد الورتلانى إلى اليمن مرة أخرى واستطاع أن يؤلف بين كل المعارضين وجعلهم يوقعون على «الميثاق الوطنى المقدس» في 14 سبتمبر 1947، قائلاً: هذا الميثاق تم بمعرفة وإطلاع ومباركة حسن البنا، ووقع اختيار الجميع على عبدالله الوزير إماما لليمن في حالة نجاح الثورة ولم يبق أمامهم إلا التنفيذ اتفقوا أن يتم ذلك بعد وفاة الإمام يحيى فهو في الثمانين من عمره ومريض ويتحرك بصعوبة، وأعدت في عدن خطة الثورة والبيان الذي سيصدر بإعلانها وقام الإخوان بطبع هذا كله، ولكن حدثت مفاجأة أربكت الجميع بمن فيهم حسن البنا والإخوان في مصر.
حيث جرت محاولة لاغتيال الإمام يحيى قبل شهر واحد من قتله في صنعاء ففي منتصف يناير 1948 اختارت "الجمعية اليمنية الكبرى" رجلا ليشق طريقه داخل قصر الإمام ليقوم باغتياله ونجح الرجل في دخول القصر إلا أنه قبض عليه بواسطة عبد مخلص من حرس القصر اسمه –عامر عنبر قبل أن يأخذ طريقه إلى غرفة الإمام ولكن الرجل هرب من القصر عبر السور مارا بحي بير الغرب لينضم إلى زملائه الذين كانوا قد أبرقوا للعالم الخارجي عن قتل الإمام ولم يكن ذلك صحيحا .
وعلى الفور أصبحت عدن كلها مقتنعة تماما بذلك وكان سيف الإسلام إبراهيم على يقين من هذا النبأ إلى حد أنه أرسل برقية إلى عبد الله الوزير في صنعاء لتهنئته بتوليه الخلافة ويلتمس منه الرأفة بأبناء الإمام يحيى –وبعث سيف الإسلام إبراهيم بالنبأ إلى حسن البنا في القاهرة وأماكن أخري في الشرق الأوسط مما أدى إلى صدور العديد من البيانات الصحفية والإذاعية.
أذيع في عدن بيان الثورة وأن عبد الله بن الوزير بويع بالإمامة خلفا للإمام يحيى وعبد الله بن الوزير كان قائدا عاما لجيوش الإمام يحيى ومحافظا للحديدة وأصبح عضوا بارزا في ديوانه –وهو سليل بيت إمامه وعلم من أسلاف المرتضي محمد بن إبراهيم مؤلف كتاب "إيثار الحق على الخلق" . وأوفد حاكم عدن ضابط شرطه إلى سيف الإسلام إبراهيم لينقل إليه تعازيه الشخصية مما جعل الجميع يوقنون تماما بأن الإمام مات.
لم يعرف المخططون للانقلاب على حكم الامام في عدن حقيقة ما جرى في قصر الحكم في صنعاء.. فقد اعتقل "القاتل" قبل أن يقوم بمهمته في اغتيال الإمام، ولكنه –أي القاتل- استطاع الهرب فظن زملاؤه الذين رأوه يهرب أنه نجح فأذاعوا النبأ.
وعقب فشل اغتيال الامام يحي خطط الإخوان, ومن معهم  من الحركات السياسية لاغتيال الامام فقام على السنيدار ومحمد الكبوس وهم من قيادات الإخوان باليمن، باستخدام سيارة من سيارات شركة الفضيل الورتلاني" القيادي الإخواني" التي أنشأها في اليمن 1948, وقد وافق على الخطة الفضيل الورتلاني وعلى محمد السنيدار وعبد الله الوزير وحسين الكبسي ومحي الدين العنسبي والحاج الخادم غالب.
وجاء وقت التنفيذ فقد خرج الإمام يحيى يوم 17فبراير 1948 في سيارته إلى قرية "حزيز" التي تبعد عشرة كيلو مترات عن صنعاء وكان معه رئيس وزراء القاضي عبد الله العمري وخادمه. فاعترض موكبه إحدى سيارات الثورة فانطلقت رصاصات من مدفع رشاش استقرت خمسون منها في جسد الإمام فمات في الحال ومن معه وقتل ولداه الحسين ومحسن عندما أرادا مقاومة الثوار المتجهين إلى القصر الملكي وتركا بدون دفن ثمانية أيام كاملة كما قتل حفيد الإمام واعتقل ثلاثة من أبنائه وهم القاسم وعلي وإسماعيل. أبلغ زعماء القبائل والمحافظون في أنحاء اليمن بأن الإمام توفى بالسكتة القلبية ولكن خبر موته الدموي انتشر بين الناس ووصل إلى القرى مثيرا الشكوك تجاه الحكم الجديد.
و بويع عبد الله بن الوزير أميرا للمؤمنين وإماما للمسلمين يوم 17 من فبراير عام 1948،وألقت الحكومة اليمانية الجديدة من مجلس الشورى يتألف من ستين عالما وفقيها من نخبة الأمة اليمنية تحت رئاسة صاحب الدولة السيد على بن على الوزير ورئيس مجلس الشورى الأمير إبراهيم بن يحيى ووزير الداخلية السيد عبد الله بن على الوزير ووزير الدفاع السيد حسين بن على عبد القادر ووكيل العدلية السيد على بك حمود بن شرف الدين.
أبرق المرشد العام للإمام مهنئا فأذيعت برقيته من إذاعة صنعاء. ووصفت صحيفة الإخوان الإمام الجديد فقالت :"عرف الإمام عبد الله بن الوزير الإمام الجديد بدينه وتقواه، وفقهه وعلمه واجتهاده، وأصالة الرأي ونضوج الفكر، وعظيم الغيرة على الدولة وأنه فقيه اليمن وشيخها وعالمها وحفيد الأئمة من آل الوزير" .
وقالت صحيفة الإخوان :لا ينتظر أن يحدث شيء من حروب أهلية، أو ثورات داخلية فإن الوضع الجديد اختمر في النفوس والرؤوس من قبل، وهو أمنية الجميع رؤساء ومرءوسين". واستأجر الإخوان طائرة خاصة أقلت عبد الحكيم عابدين السكرتير العام للجماعة وأمين إسماعيل سكرتير تحرير صحيفة الإخوان وعبد الرحمن نصر مدير وكالة الأنباء العربية. وحمل الوفد معه مكبرات للصوت بهدف دعوة القبائل لتأييد الثورة. كان في انتظار وفد الجماعة بمطار صنعاء الأمير محمد البدر الابن الوحيد للسيف أحمد وحسين الكبسي وزير الخارجية وعدد من الوزراء مما يدل على اهتمام حكومة الثورة بالإخوان.
ولكن الأمير أحمد ولي العهد، وأمير تعز حينذاك، رفض الاعتراف بالنظام الجديد وجمع القبائل وألبها ضد الحكم الجديد، وحرضها لدخول صنعاء وإسقاط الحكومة، وأباح لها سلب ونهب المدينة، وحثها على إسقاط الحكومة الجديدة مهما كانت النتائج ولو دمار صنعاء بمن فيها.، مما ادي إلى سقوط الحكومة الجديدة وعودة ولى العهد الأمير أحمد وصار ملكا على البلاد، وأعلن نفسه إماما خلفا لأبيه، في 3 جمادي الأولى 1367هـ 1948م . وبدأ الإمام عهده محاكمة من قتل واله وفي مقدمتهم أعضاء من جماعة الإخوان اصحاب الفكر الأساسي في اغتيال الامام يحي.
بعد سقوط الانقلاب, وتشريد وإعدام أنصار الإخوان المسلمين في اليمن, انتهى أي وجود للإخوان المسلمين ‏داخل المملكة المتوكلية اليمنية طوال فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين (1948ـ 1962م) وكان الإمام ‏أحمد وبقية أفراد الأسرة الحاكمة، قد حمّلوا الإخوان المسلمين في مصر مسئولية دعم تلك الثورة, وانتقموا ‏ممن كان لديه شبهة الانتماء إليهم من اليمنيين.‏
وظل الإخوان يعملون من اجل العودة إلى حكم اليمن مرة أخرى، واخذ ذلك سنوات عديدة عمل الإخوان على توسيع قاعدة الجماهيرية والتغلل في جميع مفاصل الدولة.

طلاب الإخوان بمصر

طلاب الاخوان بمصر
طلاب الاخوان بمصر
وخلال الخمسينيات والستنيات.. مع إلتحاق المئات من طلاب اليمن بالجامعات المصرية وخاصة جامعة الازهر، استقطب الإخوان العديد من هؤلاء الطلاب، وقد تأثر الطلاب اليمن بشكل عام بالقومية العربية والاشتراكية والايدلوجيات السياسية الأخرى، ومنهم انضم إلى جماعة الإخوان۔
وكان من ضمن هؤلاء الطلاب عبد المجيد الزنداني فقد برز منذ منتصف الخمسينات بالنشاط الكشفي والحضور في معظم الفعاليات الطلابية، وكان له دور في سلخ أعداد من زملائه الطلاب من جسد حركة القوميين العرب، لانضمام إلى الإخوان وتكوين " مجموعة الحياد بين الأحزاب" واصدرو مجلة حائطية اسمها "البناء" وضمت هذه المجموعة والتي كانت بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية حيث كان يدرس بالجامعات المصرية، بعض من مؤسسي الحركة الإسلامية اليمنية  فيما بعد.
تركزت محاولات الطلاب الإسلاميين المعروفين بمجموعة "الحياد بين الأحزاب" في اتجاه تكريس التميز والاستقلالية عن بقية التيارات والأحزاب السائدة التي نشطت نشاطاً كبيراً مطلع الستينيات وأصبحت مصدر استقطاب للطلاب القادمين إلى مدارس ومعاهد وجامعات مصر. ولم يكن وارداً لدى مجموعة الحياد الكشف عن مشاعرهم المتعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين أو التبني العلني لأفكارالإخوان 
واجتهادات قيادات الجماعة، لكنهم في المقابل انهمكوا على مؤلفات سيد قطب وشقيقه محمد قطب، ورسائل حسن البنا، وكتابات الدكتور مصطفى السباعي، واعتبروها مصادر أيديولوجية لتحركهم الفكري والسياسي في الوسط الطلابي دون التصريح بها. 
وقد تنامت قوة هذه المجموعة مع بداية 1960 واصبح حضورها قويا وسط الطلاب اليمنيين بالجامعات المصرية، واتسع نشاط مجموعة الحياة بقيادة الزنداني وتغير موقفه عقب لقاءه مع عبده محمد المخلافي 1961 الطالب في جامعة الازهر وتحول بعدها إلى "كتلة العمل الطلابي"، والتقت نخبه من بينهم: عبدالمجيد الزنداني، وعبده محمد المخلافي، وعبد اللطيف الشيباني، وآخرون، في منزل أحمد الويسي مطلع عام 1962بالقيادي الإخواني اليمني المقيم بالقاهرة وقتها محمد الزبيري ، وفاتحوه بأمرهم وعرضوا عليه قيادة نشاطهم . 
وأصبح محمد الزبيري مرشدا وموجها وراعيا لهم, وهو ما ادي إلى وجودة نواة جديدة وقوية لجماعة الإخوان في الليمن عند عودة الطلاب وفي مقدمتهم عبدالمجيد الزنداني ،وتنامي الفكر الإخواني في اليمن بشقية الشمالي والجنوبي.
ورأى الزبيري أن يرفعوا شعاراً لا يحمل أيديولوجية تستفز بقية التيارات الحزبية ولا تحرض عليهم الأجهزة الأمنية، وأن تكون عناصره أو مكوناته تجميع للطلاب الذين تزايدت أعدادهم، وأن تكون مفردات الشعار قريبة من اهتمامهم وأفهامهم إضافة إلى تميزه عن بقية الشعارات المطروحة في الساحة الطلابية والمستجلبة من خارج الوسط الطلابي اليمني، واعتبر الزبيري أن رفع شعار "يمن، عروبة، إسلام" سيمكنهم من اجتذاب معظم الطلاب إليهم، ويسمح لهم بالانطلاق لعمل إسلامي وطني أرحب مستقبلاً.اقتنع الطلاب الإسلاميون بالشعار "يمن، عروبة، إسلام" ليعبر عن طبيعة تجمعهم، ويجسد حقيقة تحركهم ضمن دائرتين جغرافيتين، ودائرة عقائدية أكبر تستوعبهما، ذلك أن جزئية "يمن" في الشعار الثلاثي يعبر عن البعد الوطني للتجمع الطلابي، ويتجاوز في الوقت ذاته إشكالية "جنوب وشمال" المطروحة في الساحة اليمنية -آنذاك- وانعكست على الوسط الطلابي في القاهرة سلبا منذ تأسيس الحركة الطلابية فيها عام 1956م، .
وأصبح طلاب" الحياد" أساس الحركة الإسلامية اليمنيةـ، وظل الإخوان يراقبون الاوضاع في اليمن والصراع الدائر بين الامامية والضباط بالجيش ومحاولات الانقلاب حتى سقوط الملكية وبد الجمهورية في المن، وكذلك تحرر اليمن الجنوبي من الاحتلال البريطاني.
ففي مايو 1950 كانت هناك مفاوضات مباشرة بين الإمام أحمد والحكومة البريطانية، تناولت تحسين العلاقات بين البلدين، وتسوية منازعات الحدود بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وتبادل البعثات الدبلوماسية بين الدولتين. والاتفاق على أن تدفع بريطانيا تعويضات لليمن مقابل الأضرار، التي لحقت بسكان مناطق الحدود من جراء القصف البريطاني سابقاً.وخاض اليمن الجنوبي منذ 1954 معارك ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب «ست سنوات» حتى جلاء الإنجليزن من اليمن الجنوبي.

الإخوان بين مرحلة الانقلابات وتولي علي عبد الله صالح حكم اليمن الشمالي

الإخوان بين مرحلة
الإخوان بين مرحلة الانقلابات
في عام 1955 كانت هناك محاولة انقلابية بقيادة المقدم أحمد الثلايا ضد الإمام أحمد ومحاصرة قصرة في تعز، ولكن القبائل هاجمت الضباط وافشلت الانقلاب وأعدام الثلايا وضباط الإنقلاب.
كما قام عدد من مشايخ حاشد وقادة من الجيش بـ «تمرد 1959 في اليمن» ضد الإمام أحمد يحيى حميد الدين الذي كان يعالج في إيطاليا، بدعم من نجله البدر، ولكن فشل التمرد بعد أن عاد الإمام أحمد من رحلته وألقى خطاب في الحديدة هدد فيه قادة الإنقلابن ولكن بعدها بعامين قام مجموعة من الضباط الاحرار بمحاولة لاغتيال الإمام أحمد 1961وذلك في بمستشفى الحديدة وفشلت المحالة.
ولكن بعدها باقل من عام تفجرت «ثورة 26 سبتمبر» على أيدي «الضباط الأحرار» ضد الحكم "الإمامي" بمساعدة من مصر وقتل الإمام أحمد وقامت الجمهورية العربية اليمنية برئاسة عبدالله السلال، واشتعلت  الحرب الأهلية بين الجمهوريين الذين تساندهم مصر والملكيين الذين تساندهم السعودية، وشهدت تلك الفترة صراعا عنيفا بين السعودية ومصر تم وضع نهايته بواسطة وزير الخارجية السوداني محمد أحمد المحجوب في قمة الخرطوم التي أعقبت نكسة يونيو واستقر الأمر للثوار عام 1970 إثر فشل آخر محاولات آل حميد الدين في دخول صنعاء وصمود الثوار أمام الحصار لسبعين يوما.
وعاد عبد المجيد الزنداني ورفاقه في "الاتحاد" مع "الزبيري" إلى صنعاء في وقت قيام الثورة اليمنية في عام 1962م، وبدأ الزنداني يعمل على نشر افكار جماعة الإخوان واسس العديد من المدارس الدينية والتي اسهمت في كسب افكار الإخوان ارضية كبيرة باليمن  بالإضافة إلى الدعم القلبي من أل الاحمر.
وأسهمت في تأجيج الصراعات الداخلية وظهور التيارات الفكرية التي كان كل تيار منها يحاول السيطرة على دفة القيادة وإضفاء نكهته على المعطيات الجديدة للثورة اليمنية؛ مما أسفر عن أجواء مرتبكة سادها التوتر والحذر وسوء الظن.
وشارك الإخوان في مؤتمر الجند عام 1966م لتنقية الأجواء  بين الأطارف المتصارعة في اليمن عقب قيامة الجمهورية، وقد حضر هذا المؤتمر المشايخ والأعيان والمسئولون وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية المشير عبد الله السلال، وكان عبده محمد المخلافي المرشد الأول لجماعة الإخوان ممثلا للاخوان بالمؤتمر.
فقد عمل الزنداني تحت راية المرشد الأول للاخوان باليمن على تنفيذ مشروعين، أولهما نشر فكرة الجماعة في أوساط المجتمع وتوسيع القاعدة التنظيمية لهم حيث كان عدد أعضاء الجماعة في ذلك الوقت لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، أما المشروع الثاني فكان "أسلمة الثورة" من خلال محاربة التيارات التي وصفها عبد الملك الشيباني في كتابه (عبده محمد المخلافي شهيد القرآن) بالتيارات الإلحادية التي كانت تستهدف إنكار وجود الله تعالى وسب الدعاة إلى الله وتشويهم صورتهم وسمعتهم . 
واصلت جماعة الإخوان أنشطتها الدعوية والاجتماعية خلال الجمهوريتين الأولى والثانية , إلا أن وصول العقيد إبراهيم الحمدي إلى سدة الحكم في يونيو 1974م مع مشروعه التصحيحي كان فرصة ذهبية للإخوان , خاصة أن الحمدي اختارهم في البداية لينشر من خلالهم رسائلة للجماهير اليمنية وليثًبت دعائم دولته التي لم يجد المشائخ والقبائل مكانا لهم فيها. 
فقد وطأ الرئيس الحمدي علاقته بالعلماء وأصحاب المنابر والأقلام ورفع شعار الحفاظ على الدين , فأنشأ مكتبا للتوجيه والإرشاد الإسلامي وجعل على رأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني كما أسس الهيئة العلمية اليمنية التي كان هيكلها الإداري من تنظيم جماعة الإخوان بنسبة 100% . 
ولكن الأمور لم تسير كما يريد الرئيس الحمدي فقد خيب الإخوان الآمال التي عقدها عليهم الحمدي في القيام بالدور الإعلامي اللازم من خلال الإشادة بشخصه وبسياسته التي أغضبت مراكز النفوذ الاجتماعي والقبلي والمتمثلة في إلغاء مجلس الشورى وتعليق الدستور الدائم للبلاد وعزل الشخصيات الاجتماعية الكبيرة ذات النفوذ القبلي والعسكري . 
عجز الرئيس إبراهيم الحمدي في احتواء جماعة الإخوان المسلمين كما عجزت الجماعة في احتوائه , لهذا بحث عن تيار آخر فلم يجد غير الناصريين الذين وجدوا أنفسهم بين عيشة وضحاها على بوابة القصر الجمهوري . 
في أكتوبر 1977م لقي الرئيس الحمدي مع أخيه عبدالله مصرعهما في ظروف غامضة وقبل يوم واحد من السفر إلى عدن لترتيب أوضاع الوحدة بين شطري اليمن , وأُعلن في صنعاء عن اختيار المقدم أحمد حسين الغشمي رئيسا للبلاد لفترة لم تتجاوز التسعة الأشهر إذ لقي مصرعه في تفجير انتحاري بمكتبه في 24 يونيو 1978م . 
وهكذا توالت مؤامرات الخارج والداخل ووصل بعدها العقيد على عبد الله صالح للحكم عام 1978 وفي العام 1979 حاول ضباط ناصريون بقيادة عيسى محمد سيف الإنقلاب عليه لكن الرئيس صالح استطاع أن يفشل الإنقلاب وقام بإعدامهم ومن ثم بدأ في ترسيخ دعائم حكمه بدعم من القبائل ومن الشيخ عبد الله الأحمر" المحسوب على جماعة الإخوان" 

صالح والإخوان

علي عبدالله صالح
علي عبدالله صالح ....صالح والإخوان في خندق واحد ضد الاشتراكيين واليساريين
تسلم على عبدالله صالح قائد لواء تعز مقاليد الحكم في البلاد في 17 يوليو 1978م , وكان صالح أحد الشخصيات العسكرية البارزة في محاربة المد الماركسي القادم من جنوب البلاد , لهذا فقد أنشأ الرئيس الجديد تحالفا مع جماعة الإخوان التي كانت تسعى بدورها للتصدي للأيدلوجية الماركسية التي كانت السبب الرئيسي لإنشاء تحالف استراتيجي بين على عبدالله صالح والإخوان استمر لما يقرب من ربع قرن ولم يسقط إلا بسقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في سبتمبر 2001م . 
في مطلع الثمانينيات خاض الرئيس على عبدالله صالح بالتحالف مع الإخوان المسلمين مواجهات عسكرية ضارية ضد المعارضة الماركسية المسلحة، وحقق نجاحًا ملموسًا أسهم في إنقاذ النظام الحاكم، الذي كان يعاني حالة ضعف شديدة آنذاك. 
وقد سعى الرئيس صالح إلى توحيد الساحة السياسية في الشمال والتي كانت تعاني من تعدد الجماعات السياسية والفكرية والتي كانت تعمل " تحت الطاولة " , فأصدر في عام 1981 قرارا بتشكيل لجنة الحوار الوطني برئاسة المناضل حسين المقدمي, وقد شكل الإخوان المسلمين 25 % من أعضاء الجنة . وقامت اللجنة بصياغة الميثاق الوطني الذي خرج بصيغة وافق عليها الإخوان خاصة وأن القيادي البارز والسابق عبدالملك منصور كان له بصمات واضحة في الصياغة . 
وفيما كان الرئيس على عبدالله صالح مشغول بتثبيت حكمه وترتيب البيت اليمني الداخلي, حقق الإخوان توسعا كبير في مناطق عموم الجمهورية من خلال نشر المعاهد العلمية التي تزايد عدد المنتسبين إلى صفوفها، وترافق مع انتشارها توسع في عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء معاهد خاصة بالفتيات. 
وبحلول عام 1985 أصبحت المعاهد العلمية مؤسسة تعليمية موجودة في عموم محافظات شمال اليمن , لكن حجم الضغوط تزايد على الرئيس من القوى الماركسية واليسارية والقومية العلمانية، لتحجيم قوة المعاهد وتقليص عملية انتشارها، بعد أن أحست تلك القوى أن المعاهد تشكل مخزونًا تربويًّا يمكّن من مواجهة تيارات التغريب في البلاد. 
واستطاع الرئيس صالح بتحالف مع "الأحمر" والقبائل أن يوطد أركان حكمه وأنشأ بعدها حزب المؤتمر الشعبي العام ،جمع فيه مختلف التنظيمات السياسية وتحالف مع القبائل وبذلك استقر له الحكم المطلق وشهد اليمن فترة استقرار لم يشهدها في تاريخه ،و تم تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب، لكن منذ الوحدة لم يشهد نظام صالح استقرارا حتى سقوطه 

الوحدة اليمنية 1990

علي صالح وسالم البيض..الوحدة
علي صالح وسالم البيض..الوحدة اليمنية 1990
وعندما قامت الوحدة اليمنية عام 1990 أعلن الإخوان عن تشكيل حزب سياسي باسم التجمع اليمني للإصلاح, وفقاً لقانون الأحزاب, وما انضم إليها من فعاليات سياسية إسلاموية، وشيوخ قبائل، وضباط، وعسكريين .
فيما كان اللواء على الأحمر وهو ابن عم الرئيس صالح يمثل المؤسسة العسكرية وكان دور اللواء الأحمر بارزا في قتال الجنوبيين عندما نشبت الحرب بين على صالح ونائبه على سالم البيض عام 1994 وللحرب إفرازاتها فقد اصطف الإخوان المسلمون والقبائل يقاتلون بشراسة ضد الشيوعيين / الحزب الاشتراكي في الجنوب وكسبوا الحرب والمفارقة أنه بعد الحرب بسنوات وقع الخلاف بين على صالح وجماعة الإخوان المسلمين وكان يتزعمهم صادق عبد الله الأحمر والدكتور عبد المجيد الزنداني واللواء على صالح الأحمر كما أسلفنا والأخير وهو الذي انشق عن الجيش وفرض الحماية للمتظاهرين في ثورة الربيع العربي اليمنية والتي دعمها الإخوان المسلمون بقوة.
ويقول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته: " تم تأسيس الحزب بطلب من الرئيس على عبدالله صالح، بعد الوحدة، وذلك ليكون رديفاً للمؤتمر، ويضم مجموعة الاتجاه الإسلامي، وذلك في مواجهة الحزب الاشتراكي، الذي -بعد دخوله الوحدة - سيضم إليه الأحزاب اليسارية في الشمال من ناصريين وبعثيين، وسيشكلون كتلة واحدة أمام المؤتمر، ولهذا فلا بد من وجود كتلة مقابلة شمالية .".
وخاضوا في مواجهة الحزبين الحاكمين المؤتمر والاشتراكي معركة شعبية ضد الاستفتاء على دستور دولة الوحدة بوصفه دستوراً علمانياً, لكنهم بعد ذلك عادوا إلى التحالف مع الرئيس صالح في مواجهة الحزب الاشتراكي ودخلوا في حكومة ائتلاف ثلاثي بعد انتخابات برلمان 1993 ثم ائتلافاً ثنائياً مع حزب الرئيس صالح بعد حرب صيف 1994 وخروج الاشتراكي من السلطة.
بعد حرب اليمن في 94م استولت حركة الإخوان التي دخلت منتصرة مع جحافل الجيش اليمني على كثير من المراكز الدينية وحاولت منذ دخولها على بث الأفكار المتشددة وتعزيز التطرف الديني، إلا أن واقع المدرسة الشافعية الحضرمية التي كانت تسود الجنوب السياسي فرضت أجندة مغايرة منذ انتفاضة المكلا في العام 1997م في وجه الاحتلال وتعززت في عام 2007م الذي انطلق فيه الحراك الجنوبي السلمي والمطالب بفك الارتباط السياسي عن الشمال اليمني .
وفي انتخابات برلمان 1997 حقق حزب الرئيس صالح (المؤتمر الشعبي العام) أغلبية مريحة لينفرد بالسلطة ويخرج الإصلاح إلى المعارضة ولكن بصورة خجولة، وظل الود بين الجانبين سنوات حتى إن الإصلاح سبق المؤتمر إلى إعلان صالح كمرشح له في أول انتخابات رئاسية مباشرة جرت في 1999.
وشهد ت السنوات العشر الاولي من الالفية الثالثة طلاقاً نهائياً بين صالح والإسلاميين. وسعى الرئيس إلى الاستفادة من أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة والحرب على القاعدة لتضييق الخناق على الإسلاميين وإدراج عديد من قياداتهم مثل الشيخ عبدالمجيد الزنداني في قوائم الولايات المتحدة والأمم المتحدة للمتهمين بدعم الإرهاب.
واستفاد الإخوان من حماية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر "زعيم ال الاحمر" ومظلة الإصلاح سلما للصعود، وبوابة يعبرون من خلالها إلى الواقع السياسي أولا، والانسياب المتدفق إلى العمق الاجتماعي ثانيا، وصولا إلى غاياتهم البعيدة، وهو ما تحقق لهم بالفعل، فقد بدا جناح الإخوان داخل الإصلاح وتحت مظلته، ومنذ اللحظة الأولى لتشكله، بإقامة مخيمات ثقافية في عموم الجمهورية، استقطب إليها ممثلين عن كل قرية، بهدف تعميم خطابهم السياسي ومنهجهم الفكري، وإيصاله إلى القاعدة الجماهيرية الواسعة للكيان القبلي المشائخي، والتي استحال تواصلهم معها سابقا في ظل السرية، مستوعبين أهمية خلخلة القاعدة الجماهيرية لهذا الكيان الاجتماعي (القبلي المشائخي).
ولقد شارك الإصلاح في الانتخابات النيابية عام ( 1993م )و( 1997م ) و(2003م ) وفاز بالموقع الثاني في كل الانتخابات. كما شارك في كل الانتخابات المحلية وقتها , وشارك في الانتخابات الرئاسية لعام 2006 م بانتخاب المهندس فيصل بن شملان، الذي حصل على الترتيب الثاني.
كما شارك الإصلاح في حكومة ائتلافية ثلاثية بين ( المؤتمر , والإصلاح,والاشتراكي ) ثم في حكومة ائتلافية ثنائية بين ( المؤتمر والإصلاح ) ما بين عام ( 1992 – 1997م ) .
وخلال الفترة ما بين انتخابات 97 البرلمانية وانتخابات 99 الرئاسية التي رشح فيها الإخوان المسلمين الرئيس على عبدالله صالح رئيسا للبلاد , استمرت الحرب الباردة بين صالح والإخوان إلا أنها لم تتطور إلى حد الاتهامات , كون الورقة الأهم في علاقة الطرفين ما زالت قائمة وهي المعاهد العلمية التي استخدمها صالح كثيرا في إرعاب جماعة الإخوان، حتى مايو 2002 حين أعلنت حكومة على عبدالله صالح وضع المعاهد العلمية-التابعة للإخوان- ماليا وإداريا تحت إشرافها، وإدماج ميزانياتها في ميزانية وزارة التعليم اعتبارا من يونيو 2002. 
كما أغلقت الحكومة بعد هجمات 11 سبتمبر2001 جامعة "الإيمان" مؤقتا، وطلبت من مؤسسها ورئيسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ترحيل 500 طالب من الأجانب الذين يدرسون فيها؛ تجنبا لأي شبهة تلحق بها في إطار مكافحة الإرهاب. 
ويعد قرار إلغاء المعاهد العلمية الذي أثار كثيرا من الجدل داخليا وخارجيا , رصاصة الرحمة بين جماعة الإخوان والرئيس صالح , خاصة أنه جاء بعد العديد من الإجراءات التي انتهجتها الحكومة من أجل وقف الزحف الإسلام، وتحول الإخوان إلى العداء للنظام وشكلو مع اعداء الامس الأحزاب الاشتراكية واليسارية تحالف "اللقاء المشترك" في203 واستمر حتى رحيل على عبدالله صالح عن الحكم عقب توقيعة للمبادرة الخليجية وتسليم السلطة لنائبه هادي عبدربه منصور.

الإخوان والأحزاب السياسية

الاخوان والاحزاب
الاخوان والاحزاب السياسية
اختلفت تجربة جماعة الإخوان وتحالفاتها مع الأحزاب السياسية باليمن سواء الحزب الحاكم المتمثل في حزب المؤتمر والذي تحالفوا معه أكثر من مرة أو تحالف مع الأحزاب الأكثر عداءً لهم وهي الأحزاب اليسارية والاشتراكية، تاريخيا مثل الصراع السمة الغالبة على التيارات السياسية في اليمن، خاصة قبل الوحدة اليمنية وإبان حرب 1994 (التي قاتل فيها الإسلاميون ضد الاشتراكيين.)
ويقول د.أحمد الدغشي الباحث والأكاديمي اليمني: إن انتقال "الإصلاح" من مربع الاحتراب المسلح -الذي حدث عام 1994م مع أبرز أحزاب اللقاء، بعد الإصلاح، وهو الحزب الاشتراكي- إلى مربع الائتلاف، وتحويل أبرز مآخذ (الانفصال) على أكبر رموزه إلى مناقب عظمى، في مقابل الطلاق البائن مع الحليف الاستراتيجي (المؤتمر الشعبي العام الحاكم) طيلة سنوات عديدة، يجعل المتابع يعتقد أن الاتجاه الإسلامي لا يختلف عن غيره من الاتجاهات الأيديولوجية والسياسية حين يجعل من المعيار البرجماتي المرجعية العليا الحاسمة.
وإذا تذكرنا -والكلام للدغشي- أن الحرب التي أعلنت في 1994 لم تكن مفصولة عن البعد العقائدي (حربا دينية) ضد قوى الردة والانفصال التي دحرتها كتائب المجاهدين الإسلاميين جنبا إلى جنب مع قوات الشرعية الدستورية؛ فإن المرء ليزداد حيرة من هذا الانغماس غير المفهوم للإصلاح الإسلامي، إلا من المنطق "البرجماتي" ذاته، وحينئذ يظل السؤال الأكبر: ما الفرق بين حزب إسلامي عريض وبين غيره من الأحزاب التي لا ترفع هذه الراية؟.
في فبراير 2003 قرر التجمع الوطني للإصلاح "إخوان اليمن" التحالف مع أحزاب المعارضة اليمنية ذات التوجهات اليسارية، وقام التحالف من أجل تحقيق برنامج محدد ضمن ما عرف بـ"اللقاء المشترك"، ضم اللقاء بين صفوفه فرقاء السياسة اليمنية الذين كانت العلاقة بينهم تتسم في فترات سابقة بالتوتر والخصومة والعداء. ويشمل "اللقاء"، بجانب "الإصلاح"، الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري، وحزب البعث القومي، وحزب الحق، والتجمع السبتمبري، واتحاد القوى الشعبية اليمنية.
وفي 2006 استطاعت نخبة سياسية قوية داخل أحزاب "اللقاء" بالعمل سويا وخاضت الانتخابات الرئاسية والدفع بمرشح اللقاء في مواجهة المرشح المدعوم من حزب "الإصلاح" الرئيس على عبد الله صالح مرشح الحزب الحاكم –انذاك- وتمكن مرشح "اللقاء" فيصل بن شملان  من حصد 25 %، وقد برهنت هذه الانتخابات على قدرة "اللقاء" على التنسيق والحشد وتجاوز الخلافات.
واستمر التحالف حتى ثورات الربيع العربي، في يوم الأحد 20 فبراير 2011 دعت أحزاب اللقاء المشترك -المعارضة في اليمن- كافة المكونات الحزبية والمجتمعية للنزول إلى الشارع، ومساندة المحتجين المطالبين برحيل الرئيس على عبد الله صالح عن الحكم، وكان الشبان المتظاهرون يدعون أحزاب اللقاء المشترك للنزول إلى الشارع وتبني مطالبهم بعيدا عن دعوات الحوار التي يتقدم بها علي عبدالله صالح ،وفي عشية 23 نوفمبر 2011 وقّع صالح على المبادرة الخليجية بالرياض، والتي تضمنت نقل السلطة إلى نائبه هادي، وفي 21 فبراير 2012 أصبح الأخير رئيسا شرعيا منتخبا، وعليه تلبية مطالب ثورة التغيير التي جاءت به، وتم اختيار اللواء على محسن الاحمر –المحسوب على الإخوان- مساعدا للرئيس، ومعها انقلب الإخوان وحزبهم السياسي "الاصلاح" على حلفاء الامس ليسيطروا على مفاصل الدولة اليمنية ويديرون البلاد.

الحوثيون وإخوان اليمن

الحوثيون وإخوان اليمن
الحوثيون وإخوان اليمن
بدأت القصة في محافظة صعدة (على بُعد 240 كم شمال صنعاء)، حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن، وفي عام 1986م تم إنشاء "اتحاد الشباب"، وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه، كان بدر الدين الحوثي -وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك- من ضمن المدرِّسين في هذه الهيئة.
وفي عام 1990م حدثت الوَحْدة اليمنية، وفُتح المجال أمام التعددية الحزبية، ومن ثَمَّ تحول اتحاد الشباب إلى" حزب الحق" الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في اليمن، وظهر حسين بدر الدين الحوثي -وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي- كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م.
خاض النظام اليمني السابق برئاسة على عبدالله صالح 4 مواجهات ضد الحوثيين، كان موقف الإخوان في اغلبها إلى جوار السلطة ضد "الحوثيون"، فقد بدأ أولى المواجهات بين صالح والحوثيين عام 2004، لتخوض جماعة الحوثيين عدة مواجهات مع الحكومة اليمنية منذ ذلك الوقت، حيث اندلعت المواجهة الأولى في 19 يونيو 2004، وانتهت بمقتل زعيم التمرد حسين بدر الدين الحوثى في 8 سبتمبر 2004 حسب إعلان الحكومة اليمنية، أما المواجهة الثانية فقد انطلقت في 19 مارس 2005، بقيادة بدر الدين الحوثي (والد حسين الحوثي) واستمرت نحو ثلاثة أسابيع بعد تدخل القوات اليمنية، وفي نهاية عام 2005 اندلعت المواجهات مجددا بين جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية، وهكذا بدأت الحروب ضد هذه الحركة لتتجدد سنويا لتحصد حروبا ست، جلبت على المواطنين في صعدة الخراب والدمار.
والأن يخوض الإخوان حرب شرسة ضد الحوثيين على مناطق النفوذ في صعدة وعمران، واحتضن منزل الشيخ أبو لحوم اجتماعاً لمشايخ حزب الإصلاح –الذراع السياسي للإخوان- وأنصارهم لتشكيل ما أسموه بــ"اصطفاف وطني"، الاجتماع دعا إليه الشيخ صادق الأحمر وإخوانه في إطار محاولاتهم الرامية إلى فتح جبهة حرب واسعة ضد جماعة الحوثي، وتحديداً بعد فشل ضغوطاتهم على رئيس الجمهورية هادي عبدربه منصور لتوريط القوات المسلحة وقوات الشرطة اليمنية في الصراع الإخوان والحوثيين والذي يعتبر أخطر المعضلات والازمات التي تواجها اليمن في الوقت الحاضر.
والامر الأكثر وضوحا ان اغلب المشايخ الذي تم توجيه الدعوة لهم رفضو الحضور، ومشاركة أولاد الأحمر العداء للحوثيين "بسبب هوية القائمين على اللجنة التحضيرية والتي تكشف عن تبعية الاجتماع لفصيل سياسي.
وسيطرعدد من اولاد قبائل حاشد الموالين للحوثيين على معاقل الإخوان وأولاد الأحمر في عمران بعد حرب بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة استمرت 3 أشهر وانتهت في 2 فبراير 2014
وعقب ذلك مارس حزب الإصلاح (الإخوان) وحلفاؤه العسكريون والقبليون ضغوطات كبيرة على رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي لإشراك الجيش والأمن في حرب ضد جماعة الحوثي وتمكين أولاد الأحمر من العودة إلى مناطقهم في حاشد ولكن دون جدوى حيث تمسك الرئيس بموقفه الرافض "إقحام الجيش والأمن في صراعات حزبية".
وأدى الموقف من إشراك الجيش والأمن إلى تأزم في العلاقات وبشكل حاد بين الرئاسة والإخوان المسلمين، برزت خلال الأيام القليلة الماضية إلى واجهات الصحافة في شكل رسائل متبادلة، بعضها حملت في مضمونها تهديداً مباشراً لرئيس الجمهورية.
وما زالت الحرب دائرة حتى الآن بين الحوثيين والإخوان على حساب الوطن اليمني الذي يتعرض لازمات وضربات طاحنة من ابنائه قبل اعدائه في ظل عجز الدولة على فرض سيادتها مع وجود العديد من المليشيات القبلية المسلحة وتنظيم القاعدة.

الإخوان..و الحراك الجنوبي

الاخوان.. الحراك
الاخوان.. الحراك الجنوبي
شكلت حرب صيف العام 1994م بين شمال اليمن وجنوبه المنعطف الأخطر في عموم الحركة الإخوانية العالمية، فحالة التقاطع مع رأس السلطة في صنعاء تعد حالة شاذة تماماً في علاقات الحركات الإخوانية كلها مع أنظمة الحكم السياسية، وقد ذكر راشد الغنوشي ذلك بعد زيارته إلى اليمن عندما ابدى تعجبه من أن إخوان اليمن يعيشون في قصور ومنازل فخمة ويتمتعون بحياة فارهة بعكس غيرهم في البلدان الأخرى الذين كانوا يقضون حياتهم في السجون والمعتقلات .
تحالفات الإخوان باليمن مع النظام الحاكم هي التي رجحت كفة الرئيس صالح من غزو الجنوب، فلقد شكلت الفتاوى التكفيرية الصادرة عن علماء حزب الإصلاح اليمني قبيل حرب صيف 1994م ذريعة شرعية تم بموجبها الاستيلاء على كل شيء في ارض الجنوب على أساس أن الجنوبيين بواقع تلك الفتاوى كفار ماركسيين مباحة دمائهم وأموالهم وكل ممتلكاتهم، واقع "حضرموت والجنوب" يختلف في تركيبته الدينية تماماً عن شمال  اليمن، فالشافعية هي المذهب الشامل، وتعد الوسطية هي السمة الطاغية نظراً لوجود مدرسة آل البيت التي عٌرف عنها التسامح وعدم التطرف في مواقفها، كما انها مدرسة لا تتخذ أية مواقف سياسية، ولا تتخذ من علاقاتها مع أنظمة الحكم السياسية ذرائع للحصول على مكتسبات مادية أو غيرها. 
بعد حرب اليمن في 94م استولت حركة الإخوان التي دخلت منتصرة مع جحافل الجيش اليمني على كثير من المراكز الدينية وحاولت منذ دخولها على بث الأفكار المتشددة وتعزيز التطرف الديني، إلا أن واقع المدرسة الشافعية الحضرمية التي كانت تسود الجنوب السياسي فرضت أجندة مغايرة منذ انتفاضة المكلا في العام 1997م في وجه الاحتلال وتعززت في عام 2007م الذي انطلق فيه الحراك الجنوبي السلمي والمطالب بفك الارتباط السياسي عن الشمال اليمني .
وما حدث فيما تبع فبراير 2011م ان انهيار السلطة السابقة كان نتيجة طبيعية بسبب رفضها البحث عن حل للأزمات التي كانت تصنعها في إطار مجموعة القيم التي تتحكم بثقافة وسلوك الطبقة الحاكمة. والقائمة على الهيمنة القبلية والإرهابية لحزب الإصلاح الجناح السياسي للإخوان المسلمين في اليمن على السلطة والثروة مع شركائها في حزب الرئيس السابق على صالح، التي بسببها فجرت الحرب ضد الجنوب واضطهاد شعبه ونهب ثرواته وتملك مساحات واسعة من أراضيه واستمرا ر هذه الحرب حتى اللحظة، مما أعجزها عن مواجهة الرفض الشعبي الجنوبي والسقوط أمامه .. 

الأخوان ومخطط تقسيم اليمن :

الأخوان ومخطط تقسيم
الأخوان ومخطط تقسيم اليمن
وعندما اكتشفت حركة الإخوان عدم قدرتها على امتصاص الحراك الجنوبي، وعدم القدرة على فرض أجندة الحوار الدائر في صنعاء على الشارع الجنوبي، وعدم القدرة أيضاً على الاستقطاب السياسي عمدت إلى تمزيق الجنوب عبر إطلاق مشروع "الإقليم الشرقي " الذي يرعاه اللواء على محسن الأحمر ويشرف على تنفيذه من خلاله عناصر الإخوانية التي زرعوها في حضرموت وهي اسماء مكشوفة بوضوح للمجتمع الحضرمي تخوض معركة سياسية كبرى في المكلا للامساك بتلابيبت ( مشروع الإقليم الشرقي ) باكرا من خلال الاستحواذ على المناصب المفصلية فيه وذاك مخطط كبير يتبع التنظيم الدولي للإخوان.
ويعتمد ما يسمى ( الإقليم الشرقي ) على أساس الدولة اليمنية الاتحادية، على أن يتم تقسيم اليمن إلى عدة أقاليم منها إقليم يضم ( حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة ) أي أنه يمسك بمواقع الثروة النفطية في الجنوب، والهدف الأول هو تمكن حركة الإخوان المسلمين لبسط نفوذهم في أكبر أقاليم شبة الجزيرة العربية، والتمكن من تشكيل حزام قوي جنوب المملكة العربية السعودية، إضافة إلى اسقاط خيار انفصال الجنوب عن الشمال .
اللواء على محسن الأحمر الذي أوجد شخصيات حضرمية مثل صلاح باتيس ومتعب بازياد وعادل باحميد وعادل بلحامض كشخصيات إصلاحية حزبية منتمية لحركة الإخوان ومؤمنة بأن على الإخوان المسلمين استغلال الفرصة في الوصول إلى السلطة في اليمن، وتسخير إمكانيات اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح مشروع الإخوان العالمي الذي تلقى هزيمة قاسية في عقر داره في 3يونيو 2013 بعزل محمد مرسي عن حكم مصر، وتشكيل العامل الضاغط على المنظومة الخليجية، والأهم تحضير اليمن الاتحادية لاستقبال الالاف من عناصر الحركة الإخوانية المنهزمة في العالم العربي والإسلامي على البوابة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وهي ذات الحالة التي كانت فيها اليمن عندما باتت ملاذاً آمناً لعناصر (الافغان العرب ) في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات  من القرن الماضي حتى نشأ ما بات يعرف بـ (تنظيم القاعدة) وكانت تنطلق من اليمن لتنفذ عملياتها الإرهابية في الداخل السعودي حتى بلغت محاولتهم اغتيال وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف آل سعود عبر الأراضي اليمنية .
أن مرور مشروع الإقليم الشرقي يعني أن الجزء الغني بالثروات من الجنوب العربي سيدخل تحت حكم الحركة الإخوانية وسيفرض الإخوان رؤيتهم، وسيحاولون زعزعة الأمن في شبة الجزيرة العربية، وستكون اليمن حاضناً لواحدة من أكثر الأفكار المتصلبة والتي لن تعطي مستقبلاً مستقراً في شبة جزيرة العرب ..
لذلك يسعى الإخوان لسيطرة على اليمن الجنوبي من اجل استمرار مشروعها الفكري والايلوجي، ولكن يواجه رفض قوي من ابناء الحراك الجنوبي والذي يختلفون ايدلوجيا وفكريا عن جماعة الإخوان المسلمينن لذبك يتوقع المراقبون فشل الإخوان في احتواء الجنوبيين وفشل مشروعهم بالجنوب.

الإخوان وتنظيم القاعدة

الاخوان وتنظيم القاعدة
الاخوان وتنظيم القاعدة
يقف اليمنيون إلى جانب الجيش في حملته على معاقل «القاعدة»، فيما تناهض جهات محسوبة على الفرع اليمني للـ«الإخوان المسلمون» الحملة، داعيةً إلى «نزع سلاح الأطراف كافة» في إشارة إلى جماعة الحوثيون" في شمال اليمن.
و بدء الحملة العسكرية لاجتثاث تنظيم «القاعدة» من معاقله في جنوب اليمن، تشهد البلاد موجة دعم شعبي للجيش،لذا  تبدو المواجهة التي يخوضها الجيش اليمني ضد «القاعدة» مختلفة هذه المرة على أكثر من صعيد. فبخلاف المواجهات السابقة بين الجيش والتنظيم، تظهر رغبة جادة في أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الانقسام لا يزال ظاهراً في صفوف الجيش، تبدو القيادات الموالية للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي حريصة على حصر الأطراف المشاركة في الحملة العسكرية على معاقل "القاعدة" بالقوات الواثقة بولائها لها والتزامها تحقيق هدف العملية الذي ينطوي على «تنظيف الأراضي اليمنية كافة من العناصر الجهادية». لهذا السبب، يرى يمنيون أنها «المرة الأولى التي يخوض جيشهم فيها حرباً حقيقية من أجلهم». ولم يكن غريباً في هذا الإطار، بروز أسماء عسكرية بعينها تدير المعركة الأخيرة في منطقة شبوة الجنوبية وصار يطلق الشعب عليهم لقب الأبطال. يعود هذا التحول في نظرة الشعب نحو الجيش إلى اعتقاد اليمنيين بأن القادة العسكريين يولون «مصلحة وطنهم» الأولوية بعيداً من الانقسامات السابقة في صفوفه بين موالين للرئيس السابق صالح وآخرين موالين للواء على الأحمر، حين كانا يتخذان من الحروب وسيلة لتصفية حسابات قديمة بينهما، إضافة إلى استخدام «القاعدة» كورقة ضغط على الدول الغربية المانحة.
وأشارت تقارير اعلامية إلى أن تنظيم القاعدة هو الجناح العسكري لجماعة الإخوان، لافته إلى منح قطرُ جماعةَ الإخْوَان في الـيَـمَـن وجناحها العسكري تنظيم القاعدة بمبالغَ مالية ضخمة تزيدُ عن مليار دولار بشكل مباشر وغير مباشر خلال الأعوام  (2011-2012-2013م)؛ بهدف إسقاط النظام في الـيَـمَـن وإيصال الإخْوَان إِلَـى السلطة عبر أعمال الفوضى والعُنف والتخريب وإذكاء الصراعات والأزمات. 
كما قال القاضي عبد الوهاب قطران, رئيس لجنة القضاء والعدل في جبهة إنقاذ الثورة باليمن:" ان الإخوان قامو بتعيين عدد كبير من مديري الأمن بالمحافظات من قيادات الإخوان، بل أن هناك محافظات تم تعيين قيادات ينتمون إلى تنظيم القاعدة كمحافظين لها، وهو ما يعتبر أكبر تهديد للبلاد مثل محافظات الحديدة, المخلا، حضرموت، عدن".
واضاف: أنشط فترة لتنظيم القاعدة باليمن الآن، وهو في الحقيقة الجناح العسكري لجماعة الإخوان, وهو يعتبر أحد الأدوات التي يستخدمها الإخوان في سياسية الاغتيالات التي تستهدف ضباط الجيش والسياسيين المعارضين للإخوان ، ووزير الداخلية قيادي إخواني, وهناك محافظات يحكمها أعضاء في تنظيم القاعدة وأدينوا قبل ذلك في اغتيال شخصيات سياسية يمنية في وقت سابق وهي محافظة بإقليم حضرموت حسب التقسيم الإداري الجديد".

اهم رموز الإخوان في اليمن:

عبد المجيد الزنداني
عبد المجيد الزنداني
عبد المجيد الزنداني 
عبد المجيد الزنداني قيادي إخواني ويعتبر الاب الروحي لإخوان اليمن، مؤسس جامعة "الإيمان الشرعية" باليمن وأحد أوائل من وضعوا اللبنات الأولى للتنظيمات الإسلامية في اليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح في اليمن مع الشيخ عبد الله الأحمر .
ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني في ناحية بعدان من محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، في عام 1942م، ونشأ وترعرع في كنف والده: عزيز بن حمود الزنداني، وتربى التربية الدينية من صغره كان والده له طموحات جبارة في تربية أبنائه وتعليمهم، فأخذ يعلم أبناءه التعليم الأولي عند الكتاب إبان الحكم الإمامي في اليمن ثم أخذه إلى عدن وأكمل الدراسة النظامية فيها.
التحق بكلية الصيدلة في مصر 1960 ودرس فيها لمدة سنتين، وهناك التقى العديد من الطلاب اليمنيين كما كان على اتصال بجماعة الإخوان في مصر والقيادات الإخوانية اليمنية المقيمية في مصر وعلي  رأسهم محمد محمود الزبيري وعبده محمد المخلافي؛ وشكل تحالف طلاب الحياد والذي كان بداية التحاقه بجماعة الإخوان.
وتأثر الزنداني بجماعة الإخوان حيث كان يرى فيهم "الإخلاص الديني والرغبة في خدمة الدين" فاتصل بهم وبنشاطاتهم مما أدى إلى إعتقاله من قبل السلطات المصرية، وفصله من الجامعة وطرده من مصر.

العودة إلى اليمن

محمد محمود الزبيري
محمد محمود الزبيري
وعاد مع استاذه الزبيري مع قيام الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي عام 1962، وعين بالتربية والتعليم، وبدأت حياته بالتصنيف والتدريس، فألف كتاب التوحيد مع مجموعة من العلماء كمنهج في المدارس الإعدادية والثانوية، واخذ يدرس العلومة الشرعية، وبدأ الانتشار باليمن .
شارك في مقاومة الاحتلال السوفياتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وتصنفه الولايات المتحدة في لائحة المطلوبين لأجهزتها الأمنية، وتعتبره داعما "للإرهاب"، وتقول إنه "الأب الروحي" لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

عبده محمد المخلافي:

عبده محمد المخلافي
عبده محمد المخلافي
هو عبده محمد على نعمان المخلافي، ولد في قرية (السدري) في بلاد (المخلاف) في محافظة تعز، عام 1356هـ الموافق: 1937م، ونشأ في أسرة فقيرة. فعمل في رعي الأغنام، ثم درس القرآن الكريم في كُتاب قريته، وحفظ منه خمسة عشر جزءًا، وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة؛
ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية،1953م وظل متنقلا بين مدينتي مكة المكرمة وجدة مشتغلا ببعض أعمال البناء، ثم التحق بعدد من الأربطة والمدارس العلمية في مكة المكرمة لمدة خمس سنوات، حصل فيها على الشهادة الابتدائية؛ ودرس علم الحديث في الحرم على يد بعض المشائخ .. ومنهم : الشيخ على سعيد الغيلي الذي درس على يديه كتاب التحفة السنية بشرح الآجرومية .. وفي الفقه درس متن أبو شجاع .
وشارك بكتابة المقالات في بعض الصحف السعودية مثل صحيفتي ( حراء،والندوة ) ونجد مقالاته الصحفية في هاتين الصحيفتين خاصة في الأعداد الصادرة منها في الأعوام 75،76،1377هـ.
ثم رحل من ميناء جدة إلى مدينة بورسعيد في مصر، ومنها انتقل إلى مدينة القاهرة، حيث التحق بالأزهر الشريف في الصف الثالث الابتدائي حسب نظام الأزهر آنذاك-وهو يعادل الصف الأول الإعدادي ؛ فواصل تعليمه حتى كاد أن يتم المرحلة الثانوية لولا أنه ألقي القبض عليه بسبب التحاقه بجماعة (الإخوان المسلمين).
ثم بعد شهور من التحاقه بالأزهر سنحت له الفرص أن يسكن في مساكن الطلاب بمدينة البعوث الإسلامية، وكان يحصل على منحة شهرية من الأزهر الشريف ومقدارها أربعة ونصف جنيه مصري ، وحصل على منحة من السفارة اليمنية مقدارها خمسة جنيهات ، وبعد الثورة في اليمن اعتمدت لجميع الطلاب اليمنيين منح شهرية وزاد المبلغ الممنوح لكل واحد منهم فكان كل طالب منهم يحصل على واحد وعشرين (ج.م) وهي جملة ما كان يأخذه الفرد منهم من الأزهر أو من اليمن ن ومكث بالازهر طوال ست سنوات تقريباً فنال فيها الشهادة الإعدادية الأزهرية.
 والتقى العديد من علماء مصر منهم الشيخ محمد الغزالي، الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ سيد سابق، والشيخ أحمد حسن الشرباصي، وعبداللطيف دراز، ومحمد قطب، والشيخ صلاح أبو إسماعيل "ابو حازم صلاح ابو اسماعيل" عضو مجلس الشعب المصري الأسبق، والدكتور عبدالحميد سعيد وغيرهم
كما ارتبط بشكل كبير بالقيادي الإخواني سيد قطب فقد كان المخلافي يمكث مع سيد قطب أوقاتاً طويلة في منزله يسمع منه ويحاوره، ثم تسلم منه نسخة من كتابه" معالم في الطريق", وقام بنشرها بين الطلاب اليمنيين، كما التقى القيادي الإخواني اليمني محمد محمود الزبيري، والشيخ محمد سالم البيحاني .
في الفترة التي قضاها الشهيد في القاهرة التحق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الذي كان فيه أفراد الجماعة كلهم في السجون والمعتقلات، والقلة منهم ممن لم يعثر عليهم تحت المطاردة .
وفي هذا الجو المشحون بالظلم والسجن والمتابعة والقتل لجماعة الإخوان نجد الشهيد المخلافي ينضم إلى صفوفهم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على رجولة المخلافي وهمته وشجاعته، ففي هذا الوقت يهرب الناس منهم إما خوفاً أو جبناً أو طلباً للسلامة والراحة، أما هو فيعزم على الالتحاق بهم مهما كانت التضحيات ومهما كانت الأهوال والعقبات في الطريق .
وقد كان للشهيد الزبيري أثر بالغ في استقطاب المخلافي إلى جماعة الإخوان المسلمين لأن الشهيد الزبيري كان إخوانياً قديماً بايع الإمام الشهيد البنا نفسه وقد مكث الاثنان معاً يعملان في جماعة الإخوان المسلمين دون أن يرتبطا عضوياً بالإخوان في مصر كما يبدو بسبب الظروف السيئة التي أحاطت بالإخوان حينها إلى أن سافر الشهيد الزبيري مع الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى اليمن بعد قيام (ثورة 26 سبتمبر)
وبعد ذلك مدت الحبال مع الإخوان المسلمين عن طريق عـبـده محـمد الـمخـلافـي نـفسـه عـند لقائه المتكرر كما تقدم مع سيد قطب، وبذلك وضع المخلافي حجر الأساس لبناء الإخوان المسلمين اليمنيين .
وشارك المخلافي عام 1962 مع الطلاب اليمنيين ايام الثورة اليمنية في أواخر أيام العهد الامامي في احتلال السفارة اليمن المتوكلية في القاهرة وظلوا فيها أحد عشر يوماً .. 
ثم عاد إلى اليمن بعد قيام الثورة، وألتحق بالمركز الإسلامي في مدينة تعز، ثم مدرسا في إحدى مدارس مدينة تعز؛ ثم مديرا عامًّا للتربية والتعليم في مدينة تعز عام 1966م؛
ثم اعتقل في نفس العام، ثم خرج من السجن وعمل مدرسًا في مدرسة ثانوية في مدينة تعز، ثم أعيد مديرا عامًّا للتربية في مدينة تعز، بناء على مطالب شعبية واسعة، فعرف بالنظام والصرامة، وفي 1968م تعين عضوا في المجلس الوطني، واختير في لجنة صياغة الدستور، واستقر في مدينة صنعاء حتى توفي متأثرا بحادث مروري غامض في منطقة (معبر)، في محافظة ذمار عام 1389هـ الموافق: 1969م، أثناء سفره من مدينة صنعاء إلى مدينة تعز.

شارك