تحليل وتحريم "الموسيقى" بين الازهر والسلفيين

السبت 16/يوليو/2016 - 09:31 م
طباعة تحليل وتحريم الموسيقى
 
قال الدكتور مجدي عاشور وكيل لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن تعلم الجيتار ليس حراما، مؤكدا أن سماع الموسيقى حلال، بشرط ألا تلهي الناس عن طاعة الله.
وتساءل «عاشور» خلال لقائه في برنامج «منهج حياة»، المذاع على فضائية «العاصمة»، السبت 16 يوليو 2016: منذ متى كانت الموسيقى حرامًا؟، موضحًا أن هناك أنواع من الموسيقي التي لا يجب سماعها، مثل موسيقى (البوب)؛ لأنها تخرج الناس عن إنسانيتهم، أو تعلمهم التكسر والتخنث، على حد قوله.
تحليل وتحريم الموسيقى
وتابع: «هناك أنواع موسيقى جيدة ولا يوجد خطأ في سماعها، خاصة وأنها تشبه خرير الماء أو صوت العصافير، وهذه تهدئ الأعصاب.. إحنا مش عايزين أول ما نسمع كلمة موسيقى نرتعش، لأن التحريم المستمر صفة المتشددين والمتطرفين».
وأكد أن علم التجويد فيه نوعًا من الموسيقى الطبيعية، والرسول قال: «ليس منا من لم يتغنى بالقرآن».
وقد اصدرت دار الافتاء المصرية على موقعها على الانترنت برقم 6667 تؤكد على ما يلي: 
        وفى فتوى للإمام الأكبر المرحوم محمد شلتوت في تعلم الموسيقي وسماعها: أن الله خلق الإنسان بغريزة يميل بها إلى المستلذات و الطيبات التي يجد لها أثرا في نفسه، به يهدأ وبه يرتاح، وبه ينشط وتكسن جوارحه، فتراه ينشرح لا المناظر الجميلة: كالخضرة المنسقة، و بالماء الصافي، و الوجه الحسن، و الروائح الزكية، وأن الشرائع لا تقضى على الغرائز بل تنظمها، و التوسط ف الإسلام أصل عظيم أشار إليه القرآن الكريم في كثير من من الجزئيات، منها قوله تعالي: [ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ ] وبهذا كانت شريعة الإسلام موجهة النسان في مقتضيات الغريزة إلى الحد الوسط فلم تنزل لانتزاع الغريزة في حب المناظر الطبيعية و لا المسوعات المسلتذة، و إنما جاءت بتهذيبها وتعديلها إلي ما لا ضرر فيه ولا شر.
        و القول بإن تحريم سماع الموسيقي وتعلمها و حضورها من باب [سد] الذرائع أو من باب أن درء المفاسد مقدم عللى جلب المصالح ليس مقبولاً; لأن من الموسيقي وإن كان يصاحبها الخمر و الرقص وغير هذا من المنتكرات الإ أن هذا ليس الشأن فيها دائماً.
        وفي المحلى لابن حزم: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى). فمن نوي استماع الغناء عونا على معصية الله تعالي فهو فاسق، وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوى به ترويح نفسه ليقوى بذلك علي طاعة الله عز وجل وينشط نفسه بذلك على البر فهو مطيع ومحسن، وفعله من الحق، ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه، كخروج الإنسان إلى بستانه متنزها، وقعوده على باب داره متفرجاً.

تحليل وتحريم الموسيقى

بينما هناك فتاوى سلفية تحرم الموسيقى تحريما قطعيا فيقول ابن باز "لا نعلم في الموسيقى وغيرها من آلات الملاهي تفصيلاً بل كلها ممنوعة وكلها من اللهو المحرم وكلها من وسائل إفساد القلوب ومرض القلوب والصد عن الخير، فالواجب تركها لقوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) سورة لقمان، فالعلماء رحمة الله عليهم ذكر أكثرُهم في هذه الآية أن المراد بلهو الحديث هو الغناء وما يصحب ذلك من آلات اللهو، فالواجب على أهل الإسلام ترك ذلك وأن لا يتأسوا بالكفرة في هذه الأمور ولا في غيرها، فالموسيقى والعود والكمان وسائر أنواع الملاهي كلها ممنوعة وكلها من المعازف التي ذمها الرسول وعابها، وهكذا الأغاني كلها من المعازف يقول النبي -صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف) رواه البخاري في الصحيح، فالحر هو الزنا، والحرير معروف يستحله بعض الرجال وهو محرم على الرجال، والخمر كل مسكر يحرم على جميع المسلمين تعاطيه، لا صنعته ولا شربه يحرم على الجميع، وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخمر عشرة، الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها، فيجب الحذر من المسكر، ولكن أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يكون في آخر الزمان قوم يشربونها يسمونها بغير اسمها. فيجب الحذر من هذا المنكر، وهكذا المعازف التي استحلها كثير من الناس اليوم بأسماء متنوعة، فالمعازف من العزف وهو ما يكون من الغناء وآلات اللهو والطرب، وهي مما يصد عن الذكر ومما يشغل عن الخير ومما يضيع الأوقات ومما يسبب قسوة القلوب ومرضها وانحرافها عن الخير. فيجب على المؤمن أن يحذر ذلك وأن لا يغتر بمن تساهل في هذه الأمور على غير برهان."

تحليل وتحريم الموسيقى
وقد سئل ياسر برهامي "ما هو موقفكم من تصريحات الأخ "نادر بكار" مِن أنه لا يجد غضاضة في مشاهدة الأفلام، وأن سماع الأغاني خلاف سائغ؟
فأجاب برهامي على موقع "انا سلفي" بقوله "الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا الكلام خطأ مِن قائله أيًّا مَن كان، وعليه أن يراجع الحق في ذلك، فإن مسألة المعازف والأغاني كما يشاهده الناس ليست من الخلاف السائغ؛ فإن الله -سبحانه- ذم مَن اختلف بعد مجيء البينات فقال: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) (آل عمران:105)، والبينات هي: نصوص الوحي المنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتابًا وسنة، والإجماع كاشف عن ذلك، والقياس الجلي من الميزان الذي أنزله الله، فالخلاف السائغ هو ما لا يصادِم نصًّا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي، وأما ما صادم نصًّا من كتاب أو سنة أو إجماعًا أو قياسًا جليًّا؛ فهو خلاف غير سائغ، وغير معتبر؛ ولذا لا يعتد به.
ومسألة المعازف "الموسيقى" وإن كان فيها خلاف -قال بالجواز ابن حزم الظاهري، وسبقه بعض علماء أهل المدينة- إلا أنه خلاف ضعيف جدًّا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ) (رواه البخاري معلقـًا مجزومًا به، ووصله الطبراني والبيهقي وابن عساكر، وصححه الأئمة: كالنووي، وابن حجر، والألباني -رحمهم الله-)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نَغَمَةِ مِزْمَارِ شَيْطَانٍ وَلَعِبٍ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ) (رواه الترمذي والحاكم واللفظ له، وصححه الألباني).
ولا عبرة بتأويل مَن ضعـَّف هذه الأحاديث بلا دليل! أو عارضها مع صراحتها بأقوال الرجال؛ فإن ما خالف نص السنة لم يكن الخلاف فيه سائغًا.
إضافة إلى أن الأغاني المعاصِرة عامتها تتضمن غناءً من نساءٍ بالغات متبرجات، غالبًا يخضعن بالقول، مع كلمات الحب والهيام، ووصف المحاسن؛ إضافة إلى ما يوجد فيما يعرف "بالفيديو كليب" ونحوها، والحفلات مِن حركات لا يقول عاقل فضلاً عن عالم بجوازها أو بوجود خلاف فيها.
وقد صرَّح لي الأخ "نادر" أنه اختلط عليه أمر إثبات الخلاف في مسألة المعازف بمسألة كون الخلاف سائغًا أم لا؟
أما مسألة أنه لا يجد غضاضة في مشاهدة الأفلام! فالغضاضة كل الغضاضة في مشاهدة النساء المتبرجات اللاتي لا يخلو فيلم ولا مسلسل منهن، وكذا في سماع الموسيقى المصاحبة كما سبق بيان حكمها؛ إضافة إلى أن موضوعات الأفلام إنما تدور حول الجنس والجريمة، وتمجيد الصراع حول المال والسلطة، مع أن أصل مسألة التمثيل فيها خلاف بين أهل العلم المعاصِرين "لو خلت مِن كل ما ذكرنا"، وكيف تخلو مِن كل ذلك؟!
ومِن أهل العلم مَن يراها كذبًا محرمًا خاصة إذا كانت مؤلفات وروايات غير حقيقية سواء كانت تاريخية أو واقعية، ومنهم مَن يقول: إنها مِن باب ضرب المثال، وأنا أرى في هذه الجزئية الاقتصار على الأفلام ذات القصص التاريخي أو الواقعي الاجتماعي ليكون على سبيل الحكاية النافعة، ولا أعلم فيلمًا واحدًا خلا من المحرمات واُلتزم فيه ما ذكرنا من الحقيقة عدا ما ذكروا عن بعض نسخ فيلم "عمر المختار".
وظني بالأخ "نادر" أن يكون رجَّاعًا إلى الحق، قابلاً للنصح، مستجيبًا للبيان، ولا يعيبه أبدًا أن يقر بخطأ ارتكبه أو سبقه لسانه به أو بديهته في وسط إعلام يتصيد مثل هذه المواقف.
وظني بإخوانه أن يرفقوا به -إذا فعل ذلك-، ولا يكيلوا بمكيالين؛ فإذا قال بنفس الكلام أو فعله آخرون قَبِلوه وعدوه اجتهادًا، ولم يقيموا الدنيا عليه ويسعوا إلى هدمه -كما يفعل البعض-، وإذا فعله "نادر"؛ ذبحوه وقطعوه!
فالإنصاف خلق عزيز نادر!
اللهم أعزنا ونادرًا بطاعتك، وبالعودة إلى الحق، والتوبة إليك على مر الأنفاس.

شارك