روسيا تنقذ "الحوثيين وصالح" بمجلس الأمن.. وارتفاع وتيرة القتال في جبهات اليمن

الخميس 04/أغسطس/2016 - 04:05 م
طباعة روسيا تنقذ الحوثيين
 
أنقذت روسيا جماعة الحوثيين باعتراضها على مشورع قرار مقدم إلى مجلس الأمن، يدعو فيه الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى الاستجابة لمقترحات المبعوث الأممي لإنهاء الحرب، في وقت ارتفعت وتيرة الحرب في عدة جبهات باليمن وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد مصدر حكومي يمني أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، عبدالملك المخلافي، سيعودان إلى الكويت خلال الساعات القادمة، وذلك للالتقاء بالمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية.
وأوضح مصدر قريب من المخلافي أنه سيبحث مع المبعوث الأممي وسفراء الـ18 آخر التطورات المتعلقة بالمشاورات، في ضوء رفض وفد الانقلابيين التوقيع على مشروع الاتفاق الأممي الذي قبلت به الحكومة، حضور إعلان إنهاء المشاورات المقرر في السابع من أغسطس الحالي.
فيما حمّل المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الحوثيين والرئيس السابق على عبدالله صالح مسئولية عرقلة المحادثات، وأبلغ مجلس الأمن أمس في جلسة مغلقة أنهم رفضوا اقتراحه في الكويت، طالباً دعم مجلس الأمن «لحث الأطراف على إبداء المرونة»، إلا أن أعضاء المجلس كانوا منقسمين حتى المساء حول الصيغة التي يمكن من خلالها مخاطبة اليمنيين لحضهم على التقدم في المحادثات.
وخرج السفير الروسي فيتالي تشوركين من الجلسة باكراً معلناً أنه «غاضب» حيال الطروحات «الأنانية التي قدمت من دولتين في المجلس، وفي شكل غير متوازن، في مشروع بيان في شأن اليمن».
وقال ديبلوماسيون: إن بريطانيا تقدمت بمشروع بيان يدعو الحوثيين وصالح إلى الاستجابة لطرح ولد الشيخ، إلا أن روسيا قدمت مشروعاً مضاداً يكتفي بدعوة «كل الأطراف» إلى مواصلة المحادثات، وهو ما أدى إلى تعطيل إصدار أي بيان عن المجلس؛ لأن صدوره يتطلب إجماع الأعضاء الخمسة عشر.
ونقل ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن ولد الشيخ قال في مداخلته عبر الفيديو من الكويت إن «الحكومة اليمنية وافقت على مسودة الاتفاق» التي طرحها بينما «رفضت من جانب الحوثيين وصالح». وأكد أن تشكيل الحوثيين وصالح مجلساً سياسياً «تطور غير مساعد» في تقدم الجهود السياسية نحو حل الأزمة اليمنية وتقدم المحادثات، مشدداً في الوقت نفسه على أن على مجلس الأمن «الإعراب عن قلقه، وحض الأطراف جميعاً على إبداء المرونة للتقيد بوقف الأعمال القتالية وإظهار المرونة في المحادثات» الجارية. وكان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي طالب مجلس الأمن في رسالة أمس بـ «فرض المزيد من الضغوط على الطرف الانقلابي لإبداء حسن النوايا والتوقيع على خطة السلام وعدم إضاعة المزيد من الوقت والجهد والشروع للانتقال إلى مرحلة التنفيذ». وقال: إن الحكومة اليمنية "بذلت كل جهد ممكن لإنجاح مساعي الأمين العام ومساعي المبعوث الخاص، ووافقت على كل ما تقدم به المبعوث الخاص في الكويت من دون شروط مسبقة في الوقت الذي رفض الطرف الآخر كل ما قدمه بل وما تم الاتفاق عليه".
ودعا المخلافي مجلس الأمن إلى ممارسة الضغوط الجدية على الحوثيين وصالح «حتى يتم الشروع في البدء في الترتيبات اللازمة للانسحاب وتسليم الأسلحة واستعادة مؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين ومباشرة الحكومة سلطاتها في عودة الحياة إلى مختلف أنحاء اليمن».

الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، قصفت طائرت التحالف العربي اليوم الخميس 4 أغسطس 2016 غارات جوية على مواقع ميليشيا الحوثي وقوات صالح صالح في محافظات حجة وصعدة ومأرب اليمنية.
وقالت مصادر محلية بأن مقاتلات التحالف شنت أكثر من أربع غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح غرب جمارك حرض بمحافظة حجة؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من مسلحي ميليشيا الحوثي الانقلابية، إلى جانب تدمير آليات عسكرية لهم.
كما أجرى رئيس الأركان اليمنية اللواء الركن محمد على المقدشي زيارة إلى محافظة الجوف للاطلاع على جاهزية قواته لمواصلة القتال.
وأعلن المقدشي أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف تمكنت من استعادة معظم مساحة المحافظة في فترات قياسية، مؤكداً وصولها إلى حرف سفيان في عمران وصعدة قريبا.
وفي محافظة صعدة، معقل ميليشيا الحوثي، شمال صنعاء، شنت مقاتلات التحالف نحو ست غارات جوية على معسكر كهلان، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف.
وأكدت المصادر أن غارات أخرى استهدفت مواقع للميليشيا الانقلابية في مديرية صرواح آخر معقل لهم بمحافظة مأرب 173 كم شرق صنعاء.
وأفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني في تعز بأن عشرات المسلحين من قوات صالح والحوثيين قتلوا في معارك عنيفة مع القوات الحكومية في جبهة مديرية حيفان جنوب تعز وفي غارات لطيران التحالف، بعد وصول تعزيزات إلى المنطقة لمنع تقدم الميليشيات باتجاه طريق الإمداد الوحيد الذي يربط بين تعز وعدن.
كما تجددت المعارك في جبهة «كرش» شمال محافظة لحج بين الميليشيات والقوات الحكومية باستخدام المدفعية والصواريخ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وإفشال محاولة جديدة للمتمردين للتقدم باتجاه مواقع قوات الشرعية.
إلى ذلك كشفت المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء عن إقدام ميليشيا الحوثي وصالح على إعدام أربعة من زعماء قبائل المحافظة الاثنين الماضي بمديرية ذي ناعم بعد اقتحامها منازلهم منذ أربعة أيام واقتيادهم إلى جهة مجهولة». وقالت المصادر: «إن الميليشيا الانقلابية اقتحمت الأحد الماضي منازل كل من أحمد صالح أحمد العمري ومحمد أحمد محمد العمري وصالح سالم بن العمري وصالح أحمد صالح العمري، واقتادتهم من دون مقاومة إلى جهة مجهولة قبل تصفيتهم رمياً بالرصاص وإلقاء جثامينهم في مجرى للسيل يبعد نحو كيلومترين عن أقرب نقطة حوثية».
وفي مدينة عدن أعلن أمس مدير شرطتها اللواء شلال شايع أن أجهزة الأمن تمكنت من «اكتشاف مجمل الخلايا الإرهابية التي أقدمت على تنفيذ سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية، وفي مقدمها اغتيال الضابط الإماراتي الشامسي الموظف بالهلال الأحمر الإماراتي وكبار الضباط الجنوبيين ورجال الدين وشرطة المرور والمدنيين».

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، وثقت اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بـ اليمن 263 انتهاكا بحق مواطنين مدنيين على يد ميليشيات الحوثي وصالح .
وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن من بين الانتهاكات 75 عملية قتل غير مشروع لمدنيين، واستهداف 4 مؤسسات حكومية وعامة، إضافة لواقعتي حصار جماعي و9 حالات تجنيد لأطفال.
كما ذكر التقرير أن من بين الانتهاكات حالات نهب ممتلكات وتفجير منازل، إضافة لعمليات التهجير القسري والإخفاء والاعتقالات التعسفية.
وفي سياق متصل، طالب وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي المجتمع الدولي بإدانة جريمة الميليشيات في البيضاء ، والتي تم خلالها إعدام 4 من وجهاء المدينة بعد يومين من اختطافهم.
واعتبر الأصبحي في مقابلة له مع "الحدث" أنّ الميليشيات تطور منهجيتها الإجرامية لعدم تلقيها إدانات حقيقية من المجتمع الدولي ضد ممارساتها وتجاوزاتها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد اليساسي، استنكرت قيادة المؤتمر الشعبي العام بمحافظة البيضاء الأعمال الوحشية التي تنفذها ميليشيا الحوثي وصالح بحق المدنيين العُزل في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء والتي كان اخرها اقدام الميليشيا بإعدام أربعة من أعضاء الحزب.
وقالت قيادة فرع الحزب في المحافظة " ان الميليشيا الانقلابية قامت باختطاف رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء الشيخ أحمد صالح العُمري، وعضو الموتمر الشعبي العام مدير مكتب الخدمة المدنية والتأمينات في المديرية محمد أحمد العمري، وعضو المؤتمر الشعبي العام صالح سالم بنه العمري، وصالح أحمد سالم العمري، وسجنهم لعدة أيام في معتقلاتهم إلى أن وجدت جثامينهم الطاهرة مُلقاة على إحدى الطرق بالمديرية".
وذكرت في البيان "أن مثل هذه الاعمال الوحشية التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية يجعلنا أكثر تصميماً وقوة على مواجهتها ومحاكمتهم على جرائمهم البشعة التي يمارسونها على أبناء الشعب اليمني وقبائله الوطنية الشجاعة".
وأكدت قيادة المؤتمر الشعبي العام بمحافظة البيضاء عزمهم بتقديم المزيد من التضحيات ومواصلة الكفاح المسلح على قوى البغي والتمرد الإنقلابي تحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي حتى اقتلاع آخر جذور هذه الشجرة الكهنوتية الخبيثة وطردها من داخل الجسد اليمني الطاهر، ومنعها من إيذاء اليمنيين وتهجيرهم واغتيالهم وتفجير منازلهم.. معاهدين الجميع أنهم لن يتوانوا لحظة واحدة عن إنزال سطوة الحق والعدل على رءوس قوى البغي الضالة التي أحرقت الأخضر واليابس ، وجرّت اليمن إلى ويلات الاحتراب والاقتتال والفتنة الخبيثة .
وناشدت قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في كافة المحافظات بتأكيد رفضهم للإتفاق الأخير الذي تم بين "الحوثي - صالح"، والذي يثبت أنه تحالف قائم ضد أبناء الشعب اليمني عامة ، وضد أهداف ومبادئ المؤتمر الشعبي العام خاصة.

المشهد اليمني:

فشل قرار مجلس الأمن، وارتفاع وتيرة الصراع في عدة جبهات باليمن يشير إلى أن الحل العسكري ، طريق الأطراف المتصارعة في اليمن،وإذا ما كان قدر لمفاوضات الكويت الفشل، كما حدث في الجولات السابقة، فإن مجلسًا رئاسيًّا وحكومة جديدة بعد ذلك سيتم الإعلان عنهما في صنعاء بالشراكة بين "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" في مواجهة حكومة هادي، تتنازعان السلطة، وتغرقان في صراع داخلي لا يعلم إلا الله متى سينتهي.
 

شارك