التدريب على اكتشاف الإرهابيين.. ثقافة جديدة تجتاح الغرب

الإثنين 08/أغسطس/2016 - 02:52 م
طباعة التدريب على اكتشاف
 
اسم الكتاب: منع الاعتداء 
الكاتب: باتريك فان هورن 
اتساع رقعة الإرهاب في العالم يجعل هذا الكتاب مهمًّا، ليس لقوات الشرطة أو الجيش فقط بل لكل فرد يمكنه أن يوقف عملاًّ إرهابيًّا قد يودي بحياة المئات. فمن تساؤل ماذا لو كنت قادراً على منع حدوث اعتداء إرهابي، أو وقف مطلق نار قبل هجومه على متجر، أو تمييز شخص مشبوه خارج مدرسة ابنك؟ هذا هو محور الكتاب والذي يعبر عن هدف "برنامج التدريب على التحليل التكتيكي" الذي طوّره باتريك فان هورن، العنصر السابق في سلاح البحرية (المارينز) صاحب الخبرة الميدانية الواسعة في العراق الذي ساعد أيضاً على تدريب عناصر من سلاح البحرية على تمييز تهديدات محتملة في برنامج "كافح القناص". أو واجه الإرهابي من خلال التكتيك وقوة الملاحظة وتوظيف علم النفس. 
شارك فان أيضاً في تأليف كتاب Left of Bang: How the Marine Corps’ Combat Hunter Program Can Save Your Life. وكرس حياته لتعليم الجيش والشرطة وحراس الأمن والمدنيين كيفية تمييز التهديدات قبل حصولها. ويستخدم فان هورن عبارة Left of bang (منع الاعتداء) لوصف هدفه على أفضل نحو.
وفي كتابه كافح القناص، كان الهدف حث عناصر المارينز على إعاقة الاعتداء.. وذلك من خلال ترسيخ قوة الدفع الكامنة وراء برنامجه هي آلية "القتال أو الهرب" المشتركة بين جميع البشر عبر كافة الثقافات حول العالم التي تؤثر على ردة فعلهم على بعض الظروف. هذا يعني أن هناك مؤشرات قابلة للتمييز (كلغة الجسد أو السلوك الشاذ) تنبّه عنصراً في المارينز أثناء دورية أو امرأة تسير نحو سيارتها في الليل أن هناك فرداً أو وضعاً ما يشكل موضع قلق.
يعلّم فان هورن تلاميذه كيف يحللون وضعاً ما لكي يحددوا ضرورة عمل معين. المهم هو أنه لا وجود لتحليل على أساس العرق أو الدين خلال تقييم وضع معين. هذا يعني أن الضابط في الشرطة الذي سيتابع هذا البرنامج لن ينظر إلى عرق شخص ما أو دينه لكي يحدد إذا كان يشكل خطراً. تتمحور فلسفة فان هورن كلياً على أمور معينة منها إشارات مرتبطة بـ "المقاييس الحيوية" تفوق أي رأي مسبق.
أساس البرنامج هو إدراك أكبر لمحيط الشخص المسمى أحياناً بـ "الوعي الظرفي". أي الإلمام بظرف الزمان والمكان الذي يحيط بك؛ حيث يعلّم فان هورن أن الشخص، عندما يدخل إلى متجر أو مطعم أو محطة وقود، يدرك الأجواء والنشاطات العامة للمكان، ويحدد السلوك "الطبيعي". بعد وضعه أساساً للجو الطبيعي، يلاحظ بعدها "الشذوذ" التي يجب أن تُعالج أو يُبحث فيها.
أحد الأمثلة عن ذلك هو الاعتداء الإرهابي الذي كان يُفترض أن يحدث في الأول من يناير سنة 2000. ببورت لوس أنجلوس؛ حيث سافر إرهابي يدعى "أحمد رسام" في سفينة من فيكتوريا، في كولومبيا البريطانية، إلى بورت آنجلس في واشنطن حاملاً معه أكثر من 100 رطل من المتفجرات المخزنة في عجلة شاحنته. تمكن من اجتياز المسئولين في فيكتوريا، لكن إحدى موظفي الجمارك أوقفته في بورت آنجلس. فقد اشتبهت المسئولة بنشاطه عندما بدأت تطرح عليه الأسئلة. أوضح فان هورن في كتابه: "فيما كانت تطرح أسئلة بسيطة وصريحة عن وجهته ومدة إقامته في البلاد، أصبح عصبياً وقلقاً وبدأ يتعرق وبدا مضطرباً بشكل غير ضروري".
بعد التفتيش في السيارة، أراد المسئولون التحدث مع رسام عمَّا بدا كمخدرات، وعندما اقتربوا منه حاول الهرب. ألقي القبض عليه واعتُقل وبعدها كُشفت مكيدته الهادفة إلى إحداث تفجيرات عشية رأس السنة في لوس أنجلوس.
يريد فان هورن نشر هذه المعرفة بين الجميع وليس فقط الجيش. فبالإضافة إلى الكتاب الذي ألفه مع رجل الأعمال جوناثان سميث، هناك برنامج تدريب على الإنترنت يهدف إلى تلبية احتياجات الجيش والشرطة وضباط الأمن والمدنيين ويقدم الأدوات الضرورية لزيادة وعيهم بشأن محيطهم. إنها خدمة يستطيع الجميع الاستفادة منها، بخاصة أولئك المعنيين بسلامة الآخرين.
في عالم لا توجد فيه خطوط معارك وحيث يقدر الإرهابيون وضع قنبلة في متجر خضار محلي، من المفيد أن يتمكن الكل من تمييز التهديدات المحتملة والاتصال بالسلطات عند اللزوم. فمن المؤكد أننا نحتاج إلى عدد أقل من العناوين التي قرأناها خلال الشهرين السابقين. لا شك أن مجتمعات الشرق الأوسط في حاجه قصوى لنشر هذا النوع من الثقافة والتدريب على مكافحة الإرهاب.

شارك