أول رئيس للكنيسة الأنجليكانية في السودان يفتح ملف وضع المسيحيين بها

الإثنين 31/يوليو/2017 - 02:30 م
طباعة أول رئيس للكنيسة
 
سيم الكاهن السوداني حزقيال كندو، كأول رئيسٍ للكنيسة الأنجليكانية في السودان، وذلك خلال احتفال ديني أقيم في العاصمة الخرطوم، شارك فيها وزير الإرشاد والأوقاف السوداني، أبوبكر عثمان، وكهنة من دول جنوب إفريقيا، والهند، والصين. كما اكد موقع اابونا الكاثوليكي 
وقال رئيس الكنيسة الأنجليكانية، جاستن ويلبي، خلال مراسم التنصيب: "لمست في السودان الإنسجام بين المواطنين المسلمين والمسيحيين". وأضاف: "زرت مدينة كادوقلي (جنوب)، السبت، ووجدت فيها تعايشًا دينيًا بين الجميع؛ ما يؤكد أن السودان ينعم بالحرية الدينية". وتابع "نرحب بالرئاسة الجديد بكل محبة" وسلمه الصليب وسط تهليل المئات.
وأضاف "إنها بداية جديدة للمسيحية في السودان وفرصة نادرة لكبير الأساقفة ليعلن رئاسة جديدة"، لافتًا إلى أنها "مسؤولية المسيحيين في السودان لجعل هذه المقاطعة تعمل، ويتعين على الذين بالخارج مساعدتهم والصلاة من أجلها ومحبتها". واكد أنه "يجب على الكنيسة أن تتعلم كيف تصنع الاستقرار المالي الذي يمكنها من تطوير قدرات شعبها والحفاظ على هذا البلد".
من جانبه، أكد وزير الإرشاد والأوقاف، أبوبكر عثمان، أن السودان يعد جميع المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات دون النظر لدينهم أو عرقهم. وأشار إلى أن الحكومة السودانية ترعى المرافق الدينية المختلفة في البلاد.
وكان رئيس الأساقفة ويلبي قد وصل إلى العاصمة السودانية في زيارة رسمية تسغرق أربعة أيام، لسيامة كندو رئيسًا للكنيسة الأنغليكانية. فمنذ انفصال جنوب السودان عام 2011 كانت الكنيسة الأنغليكانية في السودان تدار من مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، الذي حصل على استقلاله إثر حرب أهلية استمرت عقودًا، راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص.
حيث يقوم كبير أساقفة الكنيسة الأنجليكانية جاستن ويلبي حاليًا بزيارة إلى السودان، وذلك لتدشين الكنيسة الأنغليكانية في حي العمارات، بالعاصمة الخرطوم، وذلك بعد انتقال الكنيسة القديمة إلى دولة جنوب السودان بعد الانفصال عام 2011.
وعقب زيارته مدينة كادوقلي، بولاية جنوب كردفان، حيث التقى قادة دينيين وإضافة إلى اللاجئين والنازحين، سطّر سيادته موقفان اثنان، الأول تجاه اللاجئين. وقال: إن ’السودان هو مثالٌ للعالم في ترحيبه لمن هم في حاجة. أعلم أن ذلك يمثل ضغطًا على الحكومة والسكان المحليين باستقبال هذه الأعداد الهائلة. وقد أظهر شعب السودان إنسانية حقة‘.
وفي موقفه الثاني حول الأمل في السلام والمصالحة، قال رئيس أساقفة كانتربري: ’لقد سمعت في كادوقلي قصصًا ملهمة من قادة مسيحيين ومسلمين. إنهم يريدون السلام، ويعملون معًا بنشاط لتحقيق ذلك. هم يدركون أكثر من أي شخص آخر تكلفة الحرب. لنصلي من أجل أن يقف العالم وراءهم، ويفي بالوعود التي قدمها لهم‘.
وتابع: ’إن صنع السلام هي دعوة لنا جميعًا من عند الله. أدعوكم للصلاة من أجل السلام. صلوا لأولئك الذين يعيشون في مناطق ذات صعوبة. صلوا ليدركوا بأنهم غير منسيين. يمكن للسودان أن يكون مزدهرًا وناجحًا. صلوا من أجل الشجاعة والعدالة، والجوع من أجل الصالح العام لدى الحكومة وفي جميع المستويات‘.
وتاريخيا كانت السودان دولة ذات أغلبية مسيحية حتى وصول الإسلام في القرن السابع والثامن. واصل النوبيين المسيحيين من أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قي تكوين جزء كبير من التركيبة السكانيّة في البلاد حتى القرن التاسع عشر، عندما اضطر معظمهم اعتناق الإسلام في ظل الثورة المهدية (1881-1898). بعد إنفصال جنوب السودان ذو الغالبية المسيحية في عام 2011 إنخفضت نسبة وعدد المسيحيين في السودان، الآن نسبة المسيحيين في السودان 1.5% من السكان بحسب كتاب حقائق العالم. أو 5.4% أو 1.4 مليون نسمة حسب دراسة مركز بيو للأبحاث عام 2012.
الطوائف المسيحية  بالسودان 
 تأثير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تزال موجودة بشكل هامشي في السودان، مع مئات الآلاف من الأتباع المتبقيين. في عام 2011، انفصلت المناطق ذات الأغلبية المسيحية في جنوب السودان لتشكيل دولة جديدة. يتعرض المسيحيين في جبال النوبة، وهي منطقة تحوي أغلب الثروة المعدنية في البلاد، للإضطهاد. وقد وصفت العمليات العسكرية والحكومية السودانية ضد شعب النوبة بالتطهير العرقي.
لعب الأقباط دوراً سياسياً وثقافياً واجتماعياً وتعليمياً في تاريخ السودان الحديث، إذ أنشأوا أول مدرسة أهلية للبنات عام 1902، ثم المكتبة القبطية في 1908، وهي حافلة بأهم الكتب التاريخية، والمخطوطات، وكانت تقام فيها المسرحيات والندوات. مساهمة الاقباط في الحياة السياسية في السودان واضحة وجلية، تولى الأقباط عادة وظائف الصرافة والحسابات والبنوك. عمل عدد بلا حصر داخل الخدمة المدنية. عمل الكثيرون في هيئة السكك الحديدية. عمل الأقباط أيضًا في التجارة والطب.
كما هناك حضور صغير من الأرمن في السودان يتبغ أغلبيتهم كنيسة الأرمن الأرثوذكس ويعمل الكثير منهم كتجار وأطباء ومهندسين 
في 2011 قبيل إنفصال جنوب السودان كان هناك ما يقرب من 1.1 مليون من الكاثوليك في السودان،الغالبية العظمى منهم كان من سكان الجنوب. وتضم السودان تسعة أبرشيات وخمسة كاتدرائيات. وتعتبر جوزفين بخيتة أول سودانية يتم إعلان قداستها في الكنيسة الكاثوليكية، وقد تم ذلك بتاريخ 1 أكتوبر عام 2000. وتدير الكنيسة الرومانية الكاثوليكية شكبة واسعة من المدارس تعتبر من مدارس النخبة أبرزها مدارس كومبوني التي أسسها الراهب كمبوني.
الوضع والاضطهاد 
تعرض المسيحيين في السودان لإضطهادات في ظل الأنظمة العسكرية المختلفة. ومنذ أن أعلن الرئيس السوداني السابق جعفر نميري تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية عام 1983، أصاب التخريب بنية الحياة المدنية السلمية المبنية على التعايش بين الثقافات والأعراق والديانات. وأتمّ هذا الشرخ بين السودانيين خلال حكم عمر البشير، الذي لا يعترف بالتعددية.
في يوم 16 مايو عام 1983، وقع رجال الدين من الكنائس الإنجليكانية والكاثوليكية على إعلان أنهم لن يتخلوا عن الله تحت تهديد قانون الشريعة. نمت الإضطهادات الموجهه ضد المسيحيين خصوصًا بعد عام 1985، حيث تم قتل القساوسة وقادة الكنيسة، وتدمير القرى المسيحية، وكذلك الكنائس والمستشفيات والمدارس المسيحية، وتم تفجير عدد من الكنائس خلا قداديس يوم الأحد. على الرغم من الإضطهادات، زادت أعداد المسيحيين السودانيين من 1.6 مليون نسمة في عام 1980 إلى 11 مليونًا في عام 2010. أثناء الحرب الأهلية السودانية الثانية حصلت أشكال من العبودية. تشير التقديرات الى اختطاف حوالي 14,000 إلى 200,000 شخص من النساء والأطفال من عرقية الدينكا.
في عام 2011 صوت سكان جنوب السودان ذات الغالبية المسيحية لصالح الإنفصال عن الشمال، وقد استؤنفت اضطهادات المسيحيين في شمال السودان. تم الحكم بالإعدام في السودان على مريم يحيى إبراهيم إسحاق بسبب الإدعاء بأنها من والد مسلم وأنها إعتنقت المسيحية وإرتباطها برجل غير مسلم، شغلت قضيتها الرأي العام في العالم، لما رئوا أنه ظلم بحقها، حيث أن والدها لم يقم بتربيتها وتربت على يد أمها المسيحية، وأنها حوكمت وهي حامل بطفل، أفرج عنها بعد مطالبات وضغط خارجي على حكومة السودان للإفراج في سنة 2014، وثم قررت أن تلجأ سياسياً مع زوجها ألذي يحمل الجواز إلى الولايات المتحدة

شارك