عاصم عبد الماجد وجماعة الإخوان.. هجوم مستمر وفضح للتحالفات

الأحد 29/أكتوبر/2017 - 12:21 م
طباعة عاصم عبد الماجد وجماعة
 
قام عاصم عبد الماجد، قيادي الجماعة الإسلامية الهارب في قطر، بشن هجوم جديد ضد جماعة الإخوان، ووصفهم بأنهم عنوان للضعف والفشل، و"أكبر مقلب شربه الشعب في تاريخه"، مطالبا قيادة الجماعة باعتزال المشهد السياسي اعتزالا كاملا، وإخراجهم معنويا من المشهد، وإدانتهم بحسب قوله.
وقال عبد الماجد في تدوينه نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"  أمس 28 أكتوبر 2017، أنه أصبح من المحتمل الآن الحديث عن إخراج قيادات الإخوان معنويا من المشهد، وأضاف:" إخراجهم المعنوي لا يعنى فقط العمل بمنأى عنهم بشكل كامل.. وإنما أيضا مفاصلة هذه القيادات وإدانتهم بوضوح"، مشيرا إلى أنه يقصد قيادات الجماعة التى قادت المشهد منذ 5 أعوام، وأصرت على فرض ما وصفه بـ"رؤيتها البائسة" على الجميع.
وذكر عبد الماجد، أن الشعب لم ينفض عن الإخوان لقلة وعيه كما يتهمه دراويش الإخوان ولا لأنه استمرأ العبودية، وقال: "هذا الشعب أيقن أن الإخوان أكبر مقلب شربه في تاريخه."
وقال عبد الماجد:" الشعوب لا يملأ عينها الضعيف.. الشعوب أذكى مما نتصور.. ذاكرة الشعب لن تنسى للإخوان ما فعلته بهم قبل مضى عشرات السنين.. الشعوب لا تفرق بين قيادات الجماعة وقواعدها ولا بين شيوخها وشبابها.. الإخوان بوضوح أصبحوا في نظر الناس عنوان الضعف والفشل."
وأضاف عبد الماجد :" لو يحسن الإخوان صنعا لأعلنوا اعتزالهم المشهد السياسي اعتزالا كاملا. وﻷغلقوا على أنفسهم محاريب عبادتهم في انتظار الفرج ولا بأس أن يأخذوا في يدهم مناصريهم من الجماعة الإسلامية أيضا."
عاصم عبد الماجد وجماعة
ليس هذا الهجوم الاول لعاصم عبد الماجد ضد جماعة الاخوان او الحركات الإسلامية بل سبقه سلسلة من الانتقادات والهجوم وفضح التحالفات بين هذه الجماعات وأنظمة الحكم، فبعد هروبه من مصر في أعقاب فض اعتصام رابعة اغسطس 2013، وبداية خلافاته مع جماعة الإخوان الإرهابية نتيجة لرفض الجماعة إعطائه دورًا قياديًّا متميزًا في الخارج والتضييق عليه في القنوات الخاصة بالجماعة، نظرا لمحاولات الجماعة في نهايات 2015 لتدشين خطاب تفاوضي مع النظام المصري وأن آراء عبد الماجد قد تؤثر في هذا الخصوص فبداية من نوفمبر 2015 بدأ عبد الماجد بتوجيه انتقاداته للجماعة فقد وجه عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، انتقادات لمنهج الإخوان، محذرًا إياهم من أنه في حال ثباتهم على هذا المنهج سيتحولون لتمثال في متحف الشمع.
وبداية من نوفمبر 2014، بدأ عبد الماجد في الكشف عن مخططات الإخوان 
لتشكيل حرس ثوري في مصر عبر تدريب عناصر اللجان الشعبية التي تشكلت عقب ثورة 25 يناير لكن الإخوان أعلنوا رفضهم للفكرة بمجرد طرحها في العلن، مشيرا إلى أن الجماعة لم يكن لديها استعداد للصدام من أجل الحفاظ على السلطة بحسب تعبيره. وقال عبد الماجد في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق" القطرية: "كانت الفكرة أن نقوم بتدريب عناصر اللجان الشعبية التي تشكلت بعد ثورة يناير لكى يحموا هم الثورة وقد كانت فكرة مشتركة بيننا وبين الإخوان لكن عندما طرحناها نحن في العلن رفضها الإخوان" وأضاف: "الإخوان لم يكونوا على استعداد للحفاظ على الثورة والسلطة والدولة". وقال عبد الماجد إن الشارع في مصر سيتجاوز السلمية وزعم أن سيناء والمنطقة كلها في اتجاه لثورة مسلحة وأضاف: "الحرب لا تواجه إلا بحرب وهذا توقعي بغض النظر عمن يقوم بهذا الدور"، وأشار إلى أن الناس في الأيام المقبلة ستكفر بالتحالف الذى تتزعمه جماعة الإخوان وبالسلمية كما اعتبر أن دور التحالف الآن أصبح "إغاظة" السلطة. وكشف عاصم أنهم نصحوا جماعة الإخوان خلال 30 يونيو بالاعتصام أمام قصر الاتحادية وأن يتواجد محمد مرسى معهم في الاعتصام لكنه أخبرهم بأنه سيذهب إلى قصر القبة في حماية الحرس الجمهوري وأن الحرس الجمهوري أخبره بضرورة عدم وجود أنصار له أمام القصر كي يستطيع أداء مهامه وحمايته وأضاف: "كنت من ضمن من اقترح الاعتصام في رابعة لكن في البداية أشرت عليهم بالاعتصام أمام 
عاصم عبد الماجد وجماعة
الاتحادية لكن مرسى أصر على عدم تواجدنا أمام الاتحادية". وأكد عاصم أن الإخوان لم يكن لديهم رؤية استراتيجية لما بعد فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية وأضاف: "حتى أننا أثناء المناقشات كنا نسالهم ماذا لو تم الفض فكانوا يردون علينا بأن مسالة الفض غير متوقعة أصلا فلا داعى لمناقشتها". وهاجم عاصم ناجح إبراهيم زميل الأمس حيث وجه له رسالة قائلا: "ليسعك بيتك" كما هاجم حزب النور ووصفه بـ"المخابراتي".
وفي 13 سبتمبر 2015، شن عبد الماجد هجوما حادا على الجماعة الإرهابية، واصفا إياها بـ"غير الثورية حقًا".
وقال عبد الماجد عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن الإخوان ينقصهم أمران ليكونوا ثوارًا، أولهما أن يثوروا على اعتقاداتهم التي وصفها بـ"المشوشة". 
وتابع "أن معتقداتهم تلك هي من جعلتهم يقتنعون بأن التحالف مع المدنيين خلال حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، يكون أفضل لهم من التحالف مع الإسلاميين.
وأوضح عبد الماجد أن الجماعة مازالت لديها رصيد من هذا التشويش يؤثر على تصرفاتها وقراراتها الراهنة سلبًا. 
ولفت القيادي المتحالف مع جماعة الإخوان إلى أن الأزمة الثانية التي تعوق الجماعة هي ما علمها لها أساتذتها.
وتابع، قائلاً: "عليهم أن يثوروا على ركام هائل من المسلمات المزيفة.. مثل تلك الأدواء التي زرعها فيهم كبراؤهم أنهم أعمق فكرًا وأشد نضجًا وأوسع خبرة وأشمل فهمًا وأعظم بذلاً.. وبنوا على هذه الأدواء كل تصرفاتهم وتعاملاتهم مع الآخرين".
وشدد عبد الماجد على أن الإخوان لو انقلبوا على هاتين المعضلتين، فسيتغير المسار الذي وضعوا أنفسهم فيه، داعيًا شباب الإخوان إلى إعادة النظر في أفكار رؤسائهم.
وكان هجوم عبد الماجد على الاخوان نتيجة لرفض الجماعة خلال هذه الفترة تولية عبد الماجد أي منصب تنفيذي في الكيانات السياسية التي دشنتها في الخارج، كما أن تقاربها مع بعض الشخصيات الليبرالية أغضب بعض القيادات الإسلامية المتواجدة في قطر وتركيا، وفي هذه المرحلة قل ظهور عبد الماجد على قنوات الإخوان التي تبث من تركيا قل بشكل كبير، عن فترات سابقة، خاصة بعد غلق عدد من قنوات الجماعة بإسطنبول، وأن عاصم عبد الماجد، وجد أن الجبهة التي يقودها شباب الجماعة لعزل القيادات الكبرى بتنظيم الإخوان هي الأقوى، خاصة أن جبهة الشباب تتبنى منهج العنف وهو ما دعاهم لاستكمال مساعيهم لعزل القيادات من خلال الهجوم على منهج الجماعة، يأتي هذا في الوقت الذى حرَض فيه عاصم عبد الماجد، أنصار الإخوان على التظاهر يوم الجمعة قبل أيام من عيد الفطر المبارك، وقال عبد الماجد في بيانه عبر صفحته على "فيس بوك": "أهيب بكل العلماء والدعاة أن يدعوا الشعوب المسلمة للخروج عن بكرة أبيها يوم الجمعة 18 سبتمبر"، وشنّ عبد الماجد، هجومًا عنيفا على الجماعة، مشيرا إلى أن منهج الجماعة الإرهابية مشوش ويحتاج لتصليحها، وقال إن الثورة ليست الإخوان ولا الإخوان هم الثورة، فأمام الجماعة شوط طويل ليكونوا ثوارا حقا، يجب أولا أن يثوروا على اعتقادات مشوشة ويرون حمدين صباحى والسيد البدوي أقرب إليهم من التيار الإسلامي، وهذا التشويش لا يزال مؤثرا بقوة على تصوراتهم لما حدث ويحدث وسيكون للأسف مؤثرا على خياراتهم لفترة طويلة، على حد قوله. وأضاف: "عليهم أن يثوروا على ركام هائل من المسلمات المزيفة مثل تلك الأدواء التي زرعها فيهم كبراؤهم أنهم أعمق فكرا وأشد نضجا وأوسع خبرة وأشمل فهما وأعظم بذلا، وبنوا على هذه الأدواء كل تصرفاتهم وتعاملاتهم مع الآخرين، فإذا ثار الإخوان ثورة صادقة على هذه الأخطاء وأشباهها فسيكونون إضافة مهمة، أما إذا حصروا الأمور في تبديل قيادة محل قيادة". 
وفي 1 نوفمبر 2015، شن عبد الماجد هجوم أخر ضد جماعة الإخوان حيث قال عبد الماجد: "ليس أمام الإخوان في المنطقة عامة سوى تبني خيار الجهاد بعد الإعداد العاجل له.. وليس أمام دول الخليج -أستثني من تعرفون- سوى احتضان كل الحركات الإسلامية والدخول معها في تحالف واسع".
وتابع عبد الماجد في تعليقات ينشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل "فيس بوك"، قائلا: "أحد هذين الأمرين -على الأقل- أشك كثيرا في حدوثه!
وكان عاصم عبد الماجد قد قدم لكلامه هذا بالحديث عن لعبة الشطرنج ثم ربطه بالحديث عن الأوضاع في المنطقة العربية، قائلا: "كنت ماهرا في لعبة الشطرنج، لكني تركتها واقتنعت بضررها بالعقل قبل أن أقرأ فتاوى أهل العلم بتحريمها.. لست أريد أن أحدثكم اليوم عن تحريمها.. في هذه اللعبة شيء يسمونه (نقلة إجبارية) فلا يكون أمام اللاعب إلا خيار واحد. 
لست أريد اليوم أن أحدثكم عن الشطرنج أساساً.. وإنما عن دول الخليج والإخوان أحدثكم". وكان عبد الماجد قد سبق هذا الكلام بتعلق قال فيه: "يكفيكم دور الناصح لا القائد!!! اتركوا الأجيال القادمة في صحوة إسلامية هادرة إن شاء الله تعالى اتركوها تتعامل مع التحديات بحيويتها".

فضح التحالفات:

فضح التحالفات:
وبعد غياب عن الأنظار لمدة طويلة ظهر عاصم عبد الماجد، في 4 يوليو 2017، بعد أن أثار غيابه جدلا كبيرا، في الوقت الذى كان يخيم فيه شبح حل حزب البناء والتنمية، بل والجماعة الإسلامية نفسها، ليظهر بدور الناصح للجماعات الإسلامية، لكن الوثيقة التي طرحها تؤكد تمسكه بأفكاره الإرهابية.
حيث فاجأ «عبد الماجد» الجميع، وقدم ما قال عنه إنه نصيحة للحركة الإسلامية اسمها «هذه نصيحتي الأخيرة للحركة الإسلامية.. الأمة لا الجماعة»، ورغم أنها أشبه بمراجعات الساعات الحرجة، والسنوات العجاف، ومراجعات المهاجر الذى غادر وطنه بعد أن لعنه وتمرد عليه، لكن المدقق لها يتأكد من الفكر الإرهابي، الذى يسيطر على أفكاره.
بدأ «عبد الماجد» عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمتحدث السابق باسمها نصيحته بالتأكيد على أن: «اقتضت حكمة الله أن تبقى هذه الأمة إلى قيام الساعة، وأن تظل في حالة صراع مع أهل الباطل الذين «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم».. فهذان أمران لا حيلة لأحد في منعهما، وهما بقاء الأمة، واستمرار الصراع، فلا الأمة تفنى، ولا محاربة أهل الباطل إياها ومكرهم بها ينقطع». 
وكشف عبد الماجد عن أن جميع الجماعات الإرهابية على الساحة أصابها نوع من الخلل، وأن هذه الجماعات لم تستطع تحقيق أهدافها الكبرى التي قامت من أجلها، لذلك وجب أن تكون معها وقفة.
وسبب هذا الخلل، فيما يبدو في تصوره، عندما طلبت الجماعات من الشعوب أن تعطيها تفويضا عبر الصناديق بقيادة الثورة، التي لم تكتمل على حد وصفه، وأخطأت الجماعات حينما فرضت إيقاع حركتها المنظم على ثورة الشعوب العفوية، فتحولت الثورات من حركة جماهيرية عفوية هادرة لاقتلاع النظم العميلة، على حد وصفه، إلى منافسة سياسية رتيبة للوصول للحكم!.
ويوضح عبد الماجد -كالعادة- برزت الإجابات التقليدية عند جماعاتنا، فقد تعجلنا قطف الثمرة، وبعضنا يلوم المتآمرين، ويقول اعذرونا، فالمؤامرة أكبر منا، وثالث يقول بل لم نكن على درجة عالية من التقى والإخلاص فلم يتنزل النصر علينا، ورابع يلوم القيادات التي لم تكن على مستوى الأحداث فأضاعت نفسها وضيعت الأمة وأضاعتنا، وآخر يقول بل هي سنة الابتلاء لأجل التمحيص وتنقية الصف، فإذا تم التمحيص نزل النصر. 
وعدد الافتراضات الباطلة التي قامت عليها الجماعات الإرهابية وتأسست عليها باعتبارها مسلَّمات لا يمكن المساس بها، وهى أنه لا بد من اصطفاء ثلة مختارة لتقوم بالدفاع عن الأمة ودينها وأرضها ومقدساتها نيابة عن الأمة؛ لأنها، أي الأمة، غير صالحة لتنفيذ أوامر الشرع بالقيام بهذه المهام إما لجهلها بها أو إعراضها عنها.
وثانيها: أنه لا بد من أن تتميز هذه الفئة عن مجموع الأمة، بل حتى عن غيرها من الفئات التي تشاركها مجال عملها، أن تتميز بأصول وفهم وشعار واسم ورسم وشيخ وقائد.
عاصم عبد الماجد وجماعة
وثالثها: أن الحق الخالص والصواب المطلق صار متمثلا في هذه الفئة، وصار فرضا واجبا على الجميع الانضواء تحت لوائها، فهذه الافتراضات الخاطئة مركزة في العقل الباطن لأكثر الحركات الإسلامية، سواء صرحت بها أدبياتهم أو لم تصرح، وهى قد ترسخت في النفوس عبر آلاف الرسائل الصريحة أو الضمنية التي يتلقاها أبناؤها من قاداتهم وشيوخهم.
لكن لم ينكر عبد الماجد قيام الجماعات، بل اعتبر «أن الصورة الحالية للجماعات الإسلامية لم تكن موجودة في تاريخ أمتنا، لا أقول كما يدعى بعضهم أن مجرد وجود جماعات هو أمر باطل أساسا، وأنها نوع من الحزبية المنهى عنها، وأنها تؤدى إلى تمزيق الأمة، فهذه دعوة (مدخلية) قبيحة مقصودها الإبقاء على الأمة في حالة استكانة وخنوع تحت حكم طواغيت مرتدين يسميهم المداخلة -زورًا- ولاة الأمر»!
ويستنكر عبد الماجد على الإسلاميين تخيلهم بأن الجماعات يجب أن تكون بديلًا للأمة، لأنهم المعنيون بالنضال لاستعادة سلطان الأمة السياسي، على حد وصفه، ولا أدرى لماذا ظن بعض هؤلاء أنهم بالضرورة الأقدر على شغل مقاعد السلطة بعد استردادها؟
ونسى عبد الماجد أو تناسى أنه أحد الذين ساهموا ودعموا هذا الخيال عند الكثير من أجيال الجماعات الإسلامية المعاصرة لعدة سنوات، تخيلوا دون بقية الأمة أن الجماعة بديل عن الأمة، بل ولم يلم على المؤسس الأول لهذه الجماعات حسن البنا. 
وأكد عبد الماجد أن جميع الحركات الإسلامية يجب أن تنتبه أن دورها ليس على حد قوله «محاربة الطواغيت، بل إعداد الأمة لمحاربتهم! بل لن تقدروا مهما كثرت أعدادكم على الانتصار فى معركة استعادة السلطان السياسي الضائع من الأمة، فهذه معركة شرسة وعالمية وممتدة، ولا يصلح لها إلا مجموع الأمة».
وحول فكرة الخروج على الحاكم والتعامل معه بالعنف والمواجهة المسلحة، يقول عبد الماجد إنه «يجب كتمان فكرة الخروج على الحاكم ما دمنا لا نستطيع القيام بها، وهذا الكتمان يخص فقط الأحكام العملية لا العلمية الاعتقادية»، بعبارة أدق قال: «يجوز مع عجز الأمة عن خلع الطواغيت كتمان وجوب الخروج على هؤلاء المجرمين». 
عاصم عبد الماجد وجماعة
وفى نفس الوقت، يقول: «لكن لا يجوز كتمان وجوب التبرؤ منهم، ولا كتمان تحريم الدخول في طاعتهم، ولا كتمان النهى عن موالاتهم أو نصرتهم أو محبتهم، لأن هذه كلها أمور قلبية اعتقادية لا تسقط بالعجز، بل لا يتصور أصلا تحقق العجز عنها، هذا مع كونها من أركان الإيمان أو من ثمراته.
أما الأحكام العملية كالخروج عليهم فهي من أفعال الجوارح، وهى مشروطة بالقدرة والاستطاعة، كما هو معلوم، فتسقط عند العجز ولا تصير واجبة، وإذا لم تكن واجبة، فبيانها لا يكون واجبًا».
وقص عاصم عبد الماجد قصة قتال التتار فيقول: «ولو اندفع لقتال التتار قبل أن يوقظ الأمة، لمات هو دون أن تنتفع الأمة به، ولسهل على التتار اجتياح بلاد الشام ومن ورائها مصر، كما اجتاحوا من قبل العراق وبلاد ما وراء النهر، هذا هو الدرس الذى ينبغي على الحركات الإسلامية أن تتعلمه».
درس آخر تحمله فكرة قتال التتار التي كنا نعتقدها سابقا، فعندما انتهت المعركة بنصر عظيم للمسلمين رأى السلطان قلاوون، الذى قاد جيش المماليك يومها، كيف يحتفى العامة بابن تيمية ويعظمونه، لدوره الكبير في هذه الملحمة، فكأن السلطان تخوف على ملكه من ابن تيمية الذى تدين الجماهير له، قرأ ابن تيمية هذه المخاوف في وجه السلطان، فقال له مطمئنا: «أنا رجل ملة، لا رجل دولة، حتى لا ترمى الحركة بنفسها وحدها في أتون محاربة أعداء الأمة والملة، فيسهل على الأعادي محاصرتها واجتثاثه». 
وعن سبب انتشار الجماعات ونظرتها الخاطئة للأمة، قال عبد الماجد: «كثير من الآفات والأهواء التي عند هذه الجماعات والأدواء التي طفح بها الكيل وبلغ سيلها الزبى، هي أن الأجيال التي نشأت على أنها هي وحدها الأمة المختارة، وأن من عداها فهو الباطل، أقول: هذه الأجيال امتلأت عقولها وتشربت قلوبها بكل أنواع الآفات المهلكة، بل لا بد أن تضطرب خطواتها وتختلط أمورها وتذهب ريحها بسبب هذ التعصب».
يبدو أن عبد الماجد نسى أن من شرع نشأة هذه الجماعات، هم هؤلاء القادة، وهو أحدهم، لم يبق لهم إلا الاعتراف بأنها شيء مستحدث استحسنه مشايخهم، وصدق فيهم قول الشافعي: «من استحسن فقد شرع».
عاصم عبد الماجد وجماعة
حول أركان بيعات هذه الجماعات وأصولها الفكرية، يقول عبد الماجد: «يزيد بعضهم الطين بلة عندما يجعل هذه الشروط أركانا لبيعة القبول فى جماعته، أو أصولا لا ينبغي الخروج عنها، كالأصول العشرين عند الإخوان، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحده، دون من جاء بعده من الخلفاء والأئمة والسلاطين والأمراء، هو وحده الذى بايعه الناس على شرائع الإسلام وأركانه، وهذا كان بوصفه رسولًا، لا بوصفه قائدا ولا إماما ولا حاكمًا، فلما مات -صلى الله عليه وسلم- انقضت هذه البيعة وانقطعت، وصارت البيعة للخلفاء والأمراء على السمع والطاعة، وهذا بوصفهم حكاما لا بوصفهم أصحاب شريعة، فصاحب الشريعة انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولا يزال هذا دأب الحكام صالحين وطالحين من هذه الأمة، فما بايعت الأمة أبا بكر ولا عمر وهم أفضل الأمة، ولا بايعت أبا العباس السفاح ولا من هو شر منه، ما بايعت واليا قط على أركان وأصول وضعها لهم هو أو غيره.
ويتساءل عبد الماجد: هل نقدم الجماعة على ألف الناس؟ وكيف أصبح المطلوب هو تآلف الناس لجماعاتنا، لا لدين الله؟! يجيب عبد الماجد على نفسه بقوله: نشأ عن ذلك عشرات وربما مئات الآفات والبلايا والأخطاء والخطايا الكبار منها والصغار، ولا تحسبن أن من يأتي هذه الخطايا ويتلبس بهذه المنكرات، لا تحسبنه يشعر بشيء ولو قليلا من وخز ضمير أو شعور بذنب، بل ذلك عنده معدود فى جملة الطاعات. فالمأمون والمعتصم لما اعتنقوا بدعة المعتزلة، حسبوا أن فتنة العلماء وتعذيبهم وقتلهم هي قربة يتقربون بها إلى الله.
فلا تحدثني إذن عن تكبر طائفة أو طوائف على بقية المسلمين واحتقارهم لهم والاستخفاف بكل من لا ينتمى لصفوفهم وعدم الإصغاء قط لنصح ناصح، ولا تحدثني عن استباحة أعراض المسلمين، وإن كانوا صالحين ولا عن غيبتهم واستحلال الافتراء عليهم. فأين هذا من جلد أحمد بن حنبل. الكيانات الموازية 
ويعترف عبد الماجد في وثيقته أن «الأمة لا الجماعة»، أين هذا مما نفعله نحن من وضع الخلائق فى قوائم ترقب وانتظار، لحين التأكد من استيفائهم شروطنا وتفهم أصولنا والإقرار بمبادئنا وحفظ أورادنا والهتاف بشعاراتنا، قبل أن نأذن لهم بعد جهد ومشقة بالالتحاق بصفنا ودخول جنتنا!! بل هناك من أسلم وقاتل فقُتل قبل أن يسجد لله سجدة!! بل ويؤكد أن أسوأ ما أنتجته أصول هذه الجماعات المستحدثة التي تميزت عن بعضها البعض ببعض الأصول هو إيجاد كيانات موازية للأمة!!
ولم يوضح عبد الماجد الفرق بين الأمة والدولة، ومن أولى بالاحترام، الأمة في مجملها أم الدولة، ولو تعارضت مصالح أمة من الأمم مع مصالح الدولة فمن يقدم على الآخر، صحيح أن هذه الجماعات جزء من الأمة، تجمعها بالأمة الشهادتان، لكن صحيح أيضا أنها استقلت عن الأمة وابتعدت عنها ولم تعترف بها بقدر ما أحدثته من أصول. 
عاصم عبد الماجد وجماعة
وبيّن عبد الماجد أن مواجهات هذه الجماعات مع الأنظمة جعلها تهرب من نير حرب الأنظمة القاسي عليها، وتنشأ الصفقات معها، وهى صفقات تتضمن تنازلات من طرف الجماعات في صورة مداهنات وتحريفات -على حد قوله- في مقابل بقاء الجماعة، هذه المداهنات والتحريفات لا تعنى أن فاعلها قد خرج من عصمة الطاعة إلى خذلان المعصية فقط..
وبوضوح أكثر يقول: «إن بعض الحركات الإسلامية مسئولة عن نشر عقائد الإرجاء، وربما التجهم، فى مجتمعاتنا، وإن دورها فى هذا الأمر ربما كان أسوأ من دور المؤسسات الدينية الرسمية، لأن الشعوب تتوقع من المؤسسات الرسمية مجاملة الحكام بحكم كونها خاضعة ماليا وإداريا لهم، لكنها لا تتوقع ذلك من حركات قالت إنها ما قامت إلا لنصرة الدين، وإنها لا تريد زخرف الحياة الدنيا، وبالتالى يكون خطاب هذه الجماعات المجامل للحكام أكثر فتنة للعامة من خطاب المؤسسات الرسمية. 
ويعترف عبد الماجد في نهاية هذه الفقرة «دعونا نؤكد هنا أن هذه الجماعات قد أصبحت هي بذاتها عقبة من العقبات الكبرى أمام التغيير المنشود الذى زعمت أنها ما قامت إلا لإحداثه، سواء قالت إن ذلك سيكون بتدرج أو غير تدرج، وسواء زعمت أنها ستحدثه باللطف أو بالعنف. 
فالأنظمة الحاكمة تعرف جيدا الآن نقطة ضعفها، إنها هى نفسها ككيان نقطة الضعف، فالحفاظ على الكيان باعتباره هو، وليس الأمة، أداة الفعل والتغيير، صار هدفًا عند قادة الجماعات. وبالتالي يتم ابتزازهم عن طريق التلويح باستهداف الكيان واستئصاله، فترضخ وتستجيب». 
وحول دور المجموعات الإرهابية والجماعات الممولة من الخارج في التدريب في الساحة السورية، يقول تحت عنوان «الدرس السوري»: لم تكن المفسدة الأكبر هي تفتيت الثورة السورية، بل أكبر منها هو انعزال الفصائل الإرهابية السورية عن التيار الشعبي العام هناك، ثم استتبع ذلك ما رأيناه من تحول دولي وإقليمي لمحاربة هذه الثورة». 
هذا الانعزال في رأى عبد الماجد عن التيار الشعبي العام، هو ما سبب المشاكل التي حدثت في سوريا، كما قدمت الجماعات السورية الإرهابية مصالحها كجماعات على مصالح الأمة، فيقول: «نحن في بعض الأحيان نقدم مصالحنا على مصلحة الأمة، ظنا منا أن الجماعات أولى بالمراعاة من الأمة، وهذا راجع لأننا نشأنا على أن هذه الجماعات هي وحدها كتيبة الإسلام التي ستحارب كل الأعادي؛ فلا بد إذن من مراعاة هذه الكتيبة التي هي أمل الإسلام والمسلمين، ولو فهمنا أن الأمة هى جيش الإسلام الذى يجب إيقاظه ليحارب معاركه، لصرنا أحرص على مصالح الأمة من مصالح الجماعات».
عاصم عبد الماجد وجماعة
وهاجم عبد الماجد الإخوان واتهمهم بعدم حماية الثورة ولا الدولة المصرية، وتركوا الوضع من أجل مصالحهم، ولو أنهم وقفوا مع ملايين الشباب الملتزم فى هذه المعركة لتغير الوضع فيقول: «نكاد نجزم أن مصلحة الأمة الأعظم كانت فى الاستماتة في الدفاع عن الثورة وعن مؤسسة الرئاسة». 
ويضيف: «الذى أنكره، وأرى أنه لم يكن صوابًا شرعًا، ولا مفيدًا واقعًا، هو أننا انصرفنا عن تجهيز الأمة لخوض معاركها سواء ضد أعداء الداخل المستترين أو أعداء الخارج المستعلين، واكتفينا بالاستغناء عن ذلك بتجهيز جماعات، بعد تشكيلها من ثلة من أبناء الأمة، لتخوض هذه الجماعات حروبًا كان من المفترض أن تخوضها الأمة أو القطاع الأكبر منها هذه الفكرة كانت خطأ، كما كانت خطرا». 
وختم عبد الماجد مراجعاته بقوله: «هذه الأمة لن يجمعها شيء سوى كلمة التوحيد، وأى أصول زائدة على هذا الأصل لن يكون أبدا جامعا لها.. هذه الأمة لن تتسمى إلا بالمسلمين، وأى إضافة أو وصف أو تخصيص لهذا الاسم فلن تتسمى به الأمة، هذا هو اختيار الله الحكيم العليم لها، وهو قدرها، علمه من علمه وجهله من جهله.
هذه الأمة لن تلتزم إلا بقول نبيها -صلى الله عليه وسلم- وأي محاولة لإلزامها بقول مخلوق غيره ولو كان أعلم أهل عصره لن تستجيب لها الأمة، هذا هو اختيار الله العليم الحكيم لها، وهذا هو قدرها، علمه من علمه وجهله من جهله».
وفي ظهوره قبل الاخير في 18 سبتمبر 2017، بدأ عاصم عبد الماجد، في إصدار سلسلة تسجيلية قصيرة يتحدث من خلالها عن الحركات الإسلامية التي ظهرت في مصر عقب انتهاء الخلافة العثمانية، وتقييم الحركات الإسلامية وتحديدًا "الاخوان، والجماعة الإسلامية".
وأطلق عبد الماجد على السلسلة اسم "إحياء الصحوة الإسلامية"، مؤكدًا ضرورة معالجة أخطاء الماضي البعيد والقريب والخروج من المأزق الراهن، مُعترفًا أن الحركات الإسلامية التي ظهرت بعد الإخوان خرجت من عباءة الإخوان، وتأثرت بفكر ومنهج "حسن البنا".
وأوضح أن الحركات تأثرت بفكر وأسلوب البنا ومنهجه في تدشين جماعة الإخوان، حتى لو خالفته في بعض الأصول النظرية أو الأفكار أو الأهداف، مشيرًا إلى أن الحركات يتم تقييمها على أساس قدرتها على تحقيق الأهداف.
والسلسلة التي يتناولها عضو شورى الجماعة الإسلامية الهارب إلى قطر، تهدف إلى توجيه اللوم المباشر لجماعة الإخوان، وتقييم الحركات الإسلامية في مصر وتحديدا الإخوان والجماعة الإسلامية، بهدف إعادة بناء الحركة الإسلامية بشكل صحيح، والمجالات التي يشملها التقييم، هي "الدعوة - التربية - العمل الاجتماعي - محاولات تغيير نظام الحكم - البناء التنظيمي"، لافتًا إلى أنها ستمتد بشكل يومي.

شارك