دراسة حديثة.. إيران ومستقبل الميليشيات المسلَّحة في العراق ما بعد داعش

الثلاثاء 21/نوفمبر/2017 - 03:32 م
طباعة دراسة حديثة.. إيران
 
تناول الباحث المتخصص في العلوم السياسية محمد العراقى، التطورات في إيران ومستقبل الميليشيات المسلَّحة في عراق ما بعد داعش.
واكد خلال دراسة نشرت في العدد الثالث من مجلة الدراسات الإيرانية التي يصدرها مركز الخليج للدراسات الايرانية ان الساحة العراقية شهدت عديدًا من الجماعات والميليشيات المسلَّحة بمختلف تلوُّناتها وانتماءاتها، والثابت أن هذه الميليشيات لم تكُن وليدة لحظة عابرة في التاريخ السياسي العراقي، بل لعب عديد من الظروف والتحوُّلات التاريخية التي مرَّ بها العراق دورًا في نشأتها وظهورها وتطورها من مرحلة لأخرى.
وقال: على الرغم من أن جميع القوى والتيارات العراقية قد أسهمت في بروز ميليشيات مسلَّحة لعبت دورًا كبيرًا في خلخلة الوضع الداخلي العراقي، وكانت سببًا رئيسيًّا في التأزُّم الطائفي الذي ما يزال يعاني منه العراق، فإن قوتها وتأثيرها كان متفاوتًا، لا سيما الميليشيات الشيعية التي ازدهرت وانتعشت في مرحلة ما بعد 2003، استنادًا إلى مدى تغلغلها داخل الأجهزة الأمنية العراقية ومكانتها داخل تركيبة النظام السياسي وحدود علاقاتها بالمرجعيات الدينية في الداخل والخارج.
وفوفقا للدراسة يرجع  التوجه نحو العمل المسلح ضمن الاطار الشيعي الي فترات بعيدة في العراق، فنتيجة لاسباب تاريخية ومذهبية اندفع كثير من الأحزاب والتنظيمات الشيعية الي تبني مفهوم العمل المسلح ضد الدولة بعد حظرها وحرمانها من العمل السياسي، إبان فترة حكم البعث للعراق.
واضافت الدراسة ان الحرب العراقية الايرانية، ساهمت في اطور المليشيات الشيعية المسلحة، عبر مراحل هدة، الجيل الأول يمثله فيلق بدر بقيادة هادي العامري، الذي تاسس في ثمانينات القرن الماضي بوصفه جناحا عسكريا للمجلس الاعلي للثورة الاسلامية بقيادة المرجع الشيعي محد باقر الحكيم، وقد شن "بدر" عمليات عسكرية وانتحارية ضد الجيش العراقي.
والمرحلة الثانية او الجيل الثاني من المليشيات الشيعية المسلحة، تمثله مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي، وياتي في مقدمتها  جيش المهدي، وعصائب اهل الحق، وسرايا اليوم الموعود، وحزب الله تنظيم العراق وكتائب ابو الفضل العباس وغيرها ويطلق عليهم اسم المقاومة الاسلامية في العراق، ولكن بعد وقت حدثت العديد من الانشقاقات اشبه بتفريخ لعشرات الجماعات الشيعية المسلحة.
والجيل الثالث من المليشيات الشيعية المسلحة، برزت علي الساحة العراقية بعد ظهور تنظيم "داعش" ويمثل اغلبها المنضوية تحت اسم"الحشد الشعبي" 
ويصل عدد المليشيات الشيعة في العراقي اليوم أكثر من 61 مليشيا مسلحة بحسب الدراسة.
وقد رصدت الدراسية الانتتشار الاقليمي للمليشيات الشيعية المسلحة، في سوريا نشطت مليشيات كتائب الامام وكتائب ابو الفضل العباس وحركة النجباء وغيرها.
وفي الساحة اليمنية، قدمت المليشيات الشيعية العراقية الدعم اللوجستي في مجال الاستشارة والتجريب لمليشيات الحوثية في اليمن.
واعلن بعض المليشيات الشيعية المسلحة ستعداده للحرب الي جانب الحوثيين مثل عصائب اهل الحق وبدر وحركة النجباء وسرايا الخراساني وحركة العراق الاسلامية وغيرها.
كما القيت الدراسة علي دور المليشيات الشيعية العراقيىة في السعودية والكويت والبحرين والكويت، منتقديم دعم لوجستي ومخابراتي وتقديم سلاح وتدريب لعناصر الشيعية في هذه الدول والتي تتوافق مع خط المليشيات الشيعية في العراق والتي تعتبر جميها مقربة وموالية لايران.
واوضح الدراسة ان ايران لعبت دورا مهما في تدريب وتدعم تاسيس الحشد الشعبي لياخذ شطكله القانوني في العراق 
كما القت الدراسة الضوء علي ابعاد التوظيف الايراني للمليشيات المسلحة، وخاصة في معركة الموصلن لافته الي ان ايران وظفت هذه المليشيات بما يخدم مصالحها واستراتيجتها في المنطقة.
وحول مستقبل المليشيات الشيعية، فرات الدراسة انه علي الجانب السياسي، انغمست ومحاولة جدخول معترك الانتخابات عبر  احداث راي عام بضرورة دخول الحشد الشعبي الانتخابات المقبلة.
ورصد الدراسة التاثير الاقتصادي والامني والاجتماعي لهذه المليشيات، مؤكده علي انها اصبحت تمثل اجنحة عسكرية لفيلق القدس والحرس الثوري الايراني في العراق، علي اعتبار أن كل ما تنفذه من تحركات وما تتخذه من سياسيات وما تمليه من شروط يصب في المصلحة القومية الايرانية في المقام الأول والاخيرة.

 

شارك