الإخواني ممدوح المنير يشن هجوما على الجماعة ويعترف بالفشل والهزيمة

الأحد 10/مارس/2019 - 09:15 ص
طباعة الإخواني ممدوح المنير حسام الحداد
 
بعيدا عن الأحكام القيمية ومدى صدق أو كذب ما تقوم الجماعة بنشره على المنصات الإلكترونية المختلفة، إلا أن ما تم نشره على قناة الإخوان على موقع التواصل الاجتماعي "تيليجرام"، من اعتراف ممدوح المنير ممدوح المنير مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية في إسطنبول، بفشل الجماعة لأنها اعتمدت كثيرا على الدروشة و الفهلوة و اشتغال الهواة بأمور تخصصية ليس لهم فيها ناقة و لا جمل، يستحق الانتباه حيث شن هجوما على الجماعة في تلك المقالة المنشورة أمس 9 مارس 2019، تحت عنوان "الثورة تسير بالبخار و ليس البخاري !!"، حيث قال: "ان جاز ان نقسم أسباب التراجع فسأقول بكل ثقة أن ٩٩% منها يعود الى الجهل و الفهلوة و ١ % لكل الأسباب الأخرى .
و اذا ضربنا أمثلة عملية للتدليل على الفرضية السابقة فسنجد السجلات حافلة بالتقصير و الفهلوة .
ادارة  الدولة مثلا يقع تحتها بنود كثيرة و متشعبة من العلوم بدءا من الإدارة العامة او السياسات العامة او علوم السلطة أو القيادة بمستوياتها .
و ادارة الأزمات علم واسع له فروع متشعبة و كذلك التفاوض و الدبلوماسية و العلاقات العامة و السياسة الخارجية و العلاقات الدولية كل هذه علوم تدرس و غالبها له أقسام مستقلة و رسائل ماجستير و دكتوراه و ابحاث كثيرة في كل فرع من هذه العلوم .
الثورات نفسها علم و المجتمع نفسه فهمه و طريقة التعامل معه علم له تفرعات عديدة منها الاجتماع السياسي او علم النفس الاجتماعي و غيرها من العلوم."
وانما يدل ما قاله ممدوح المنير على اشكاليات متعددة داخل الجماعة أولها الاشكالية المعرفية فهي لا تنطلق من ارضية معرفية تستطيع من خلالها إدارة نفسها فما بالنا بإدارة دولة، وثاني تلك الاشكاليات والناتجة عن الاشكالية الاولى وهي عدم القدرة على التطور حيث تم تثبيت الجماعة معرفيا عند نقطتين زمنيتين الأولى عند حسن البنا وتكوين الجماعة، والثانية عند السيد قطب وكتبه المكفرة للمجتمع، حيث تتحرك الجماعة معرفيا في هاتين المنطقتين الزمنيتين، وينتج عن هذه الإشكاليات عدم الثقة بشكل عام إلا في المقربين لذلك نجد أن قيادات الجماعة تحاول جاهدة تدعيم روابط الثقة بين القيادات بعضها البعض بعملية المصاهرة فتجد في الأخير أن الجماعة أو كل مكتب نوعي من مكاتبها عبارة عن أسرة اجتماعية بالمعنى الحرفي للكلمة وليس بالمعنى الاصطلاحي.
هذا وغيره من الامور الكثيرة والإشكاليات في بنى الجماعة المعرفية والأيديولوجية ما يجعلها تنتهج العنف سبيلا لتحقيق اهدافها وتجعل بعض منتقديها من الداخل يهربون من الاعتراف بعنف الجماعة وارهابها، ليس لاسباب سياسية ولكن لأسباب اقتصادية واجتماعية في آن واحد 
نص المقال:
الثورة تسير بالبخار و ليس البخاري !!
د ممدوح المنير
لا يزال  كثير من قومنا  يفهمون حتى الآن أن ثورتنا انتكست بسبب أخطاء سياسية او استراتيجية او تقدير للموقف او لغياب توازنات القوة بين أطراف الصراع فحسب .
و هذا كله صحيح و قد كتبت في ذلك كثيرا  لكن أصل الأزمة و مبتدئها و منتهاها  من وجهة نظري هي غياب ( العلم )  بكل مدلولات الكلمة عن المعركة .
لقد  اعتمدنا كثيرا على الدروشة و الفهلوة و اشتغال الهواة بأمور تخصصية ليس لهم فيها ناقة و لا جمل .
ان جاز ان نقسم أسباب التراجع فسأقول بكل ثقة أن ٩٩% منها يعود الى الجهل و الفهلوة و ١ % لكل الأسباب الأخرى .
و اذا ضربنا أمثلة عملية للتدليل على الفرضية السابقة فسنجد السجلات حافلة بالتقصير و الفهلوة .
ادارة  الدولة مثلا يقع تحتها بنود كثيرة و متشعبة من العلوم بدءا من الإدارة العامة او السياسات العامة او علوم السلطة أو القيادة بمستوياتها .
و ادارة الأزمات علم واسع له فروع متشعبة و كذلك التفاوض و الدبلوماسية و العلاقات العامة و السياسة الخارجية و العلاقات الدولية كل هذه علوم تدرس و غالبها له أقسام مستقلة و رسائل ماجستير و دكتوراه و ابحاث كثيرة في كل فرع من هذه العلوم .
الثورات نفسها علم و المجتمع نفسه فهمه و طريقة التعامل معه علم له تفرعات عديدة منها الاجتماع السياسي او علم النفس الاجتماعي و غيرها من العلوم .
لماذا نجح السيسي في قمع الثورة ؟
لانه وظف مجموعة من العلوم منها الحرب النفسية و الخداع الاستراتيجي و التضليل الاعلامي و استخدم تقنيات التجسس و التنصت و المراقبة و هي علوم كذلك لمعرفة ما يفكر به خصومه او اخضاعهم اذا احتاج الى ذلك .
لو بحثنا وراء كل نقطة خسرنا فيها فسنجد راية الجهل و الفهلوة مرفوعة لدينا و راية العلم مرفوعة لدى خصومنا .
ذكرني ذلك بواقعة تاريخية  حكاها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حدثت في نهاية الخلافة العثمانية عندما كانت سفن الاسطول العثماني لا تزال تسير بالأشرعة و المجاديف بينما سفن اعداءها الأوروبيين تسير بالبخار و المحركات و قبل بدء احدى المعارك الحربية بين الطرفين  جلس بعض المشايخ على سطح السفن العثمانية يقرؤون صحيح البخاري تبركا به.
فقال لهم أحد العلماء النابهين ان السفن تسير بالبخار و ليس البخاري و هو هنا يلفت انتباههم على تخلفهم في الأخذ بأسباب  التقدم العلمي كما اخذ به اعدائنا رغم اننا مأمورون بذلك.
  و بطبيعة الحال هزم  الأسطول العثماني في المعركة لأنه هزم في معركة (العلم)  التي نجح فيها اعداءه .
ثورتنا المسخنة بالجراح لا يزال الكثيرون يعتقدون انها ستنتصر فقط بالحسبنة و الحوقلة و الرؤى المنامية و لعنة الدم !!! 
لكني أقولها بكل وضوع سننتصر فقط بإذن الله  حين يكون أهل العلم والاختصاص في المقدمة و حين يكون العلم هو الإطار العام الضابط لكل حركتنا.
ان هذه الثورة لن يكتب لها النجاح الا اذا حلقت بجناحيّ الإيمان و العلم عندها سيأتي توفيق الله و مدده و فضله بعد استفراغ الوسع و الطاقة و ليس قبل ذلك.

شارك