مقتل الأحمد القيادي البارز بأنصار الإسلام: من يُمسك بزمام القاعدة في سوريا؟
الأربعاء 08/أكتوبر/2025 - 01:12 م
طباعة

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)/ 8 أكتوبر 2025، أنها نفذت ضربة دقيقة في شمال سوريا يوم 2 أكتوبر 2025، أسفرت عن مقتل محمد عبد الوهاب الأحمد، وهو مخطط هجمات رفيع المستوى وعضو بارز في جماعة أنصار الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأكد بيان صادر عن القيادة المركزية أن هذه الضربة تأتي في سياق الحملة المستمرة لتعطيل قدرات الشبكات الإرهابية على التخطيط والتنفيذ داخل سوريا وخارجها.
تأكيدات أمريكية بالاستمرار في مكافحة الإرهاب
وقال الأدميرال براد كوبر، أحد قادة القيادة المركزية:"القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تبقى على أهبة الاستعداد لتعطيل وإفشال جهود الإرهابيين لتخطيط وتنظيم وتنفيذ الهجمات. سنواصل الدفاع عن وطننا ومقاتلينا وشركائنا في المنطقة وخارجها".
من هو محمد عبد الوهاب الأحمد؟
تشير مصادر ميدانية إلى أن الأحمد كان قياديا بارزا في جماعة "أنصار الإسلام"، وهي فصيل متشدد ينشط في ريف إدلب ويملك ارتباطات فكرية وتنظيمية قوية بتنظيم القاعدة. وتعرف الجماعة بوجودها في المشهد الفصائلي السوري منذ عام 2014، بعد انتقال أنشطتها من شمال العراق إلى الأراضي السورية.
ويعتقد أن الأحمد لعب دورا محوريا في التخطيط لهجمات تستهدف قوات التحالف وشركاءها الإقليميين، ما جعله هدفا ذا أولوية عالية ضمن قائمة التهديدات الأمريكية.
أنصار الإسلام: الجذور والارتباطات بالقاعدة
تعد جماعة أنصار الإسلام من أقدم المجموعات المرتبطة بالقاعدة في الشرق الأوسط، وقد أدرجت رسميا على قوائم الإرهاب الأمريكية والأممية منذ فبراير 2003، وذلك على خلفية دعمها اللوجستي والميداني لتنظيم القاعدة وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.
تعد جماعة أنصار الإسلام من أقدم الكيانات الجهادية المتحالفة مع "القاعدة" في الشرق الأوسط. نشأت في شمال العراق عام 2001، تحت اسم "جند الإسلام"، قبل أن تتبنى اسمها الحالي بعد لقاءات بين قياداتها وأسامة بن لادن، الذي دعمها ماليا بنحو 300 ألف إلى 600 ألف دولار أمريكي، بحسب وثائق الأمم المتحدة.
وقد أدرجت الجماعة رسميا على قوائم الإرهاب الأمريكية والأممية منذ فبراير 2003، بتهم تتعلق بدعم تنظيم القاعدة لوجستيا وتوفير معسكرات تدريب للمتفجرات والسموم، بمساعدة أبو مصعب الزرقاوي وشبكته.
دخلت الجماعة الساحة السورية بعد 2014، حيث تمركزت في إدلب وريف اللاذقية، وشاركت في تشكيل غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" إلى جانب تنظيم "حراس الدين" و"أنصار التوحيد" و"أنصار الدين"، وهي كيانات محسوبة على تيار "القاعدة الشامية".
ورغم ارتباطاتها العقائدية العميقة بالقاعدة، فإن "أنصار الإسلام" عقدت اتفاقات ميدانية مع هيئة تحرير الشام، تضمن فيها الحياد وعدم التدخل في صراعاتها مع الفصائل الأخرى، ما يجعلها تعمل فعليا تحت مظلة الهيئة، وفقا لمحللين ميدانيين مثل عباس شريفة.
تأتي الضربة ضمن تصعيد أمريكي محسوب في استهداف قيادات متشددة شمالي سوريا، مع تحول واضح نحو عمليات دقيقة منخفضة البصمة العسكرية، تعتمد على القدرات الاستخباراتية والتنسيق مع شركاء محليين، دون الانخراط في انتشار بري واسع.
وتشهد مناطق ريف إدلب نشاطا متزايدا للفصائل ذات الخلفيات "الجهادية العالمية"، وسط تشابك في الولاءات والارتباطات بين فصائل محلية وتنظيمات دولية مصنفة إرهابية.
ماذا بعد مقتل الأحمد؟
يرجح محللون أن مقتل الأحمد سيسبب خللا في قنوات الاتصال والتخطيط داخل جماعة أنصار الإسلام، وربما يمتد إلى شبكات أوسع مرتبطة بالقاعدة في سوريا.
كما أن العملية قد تدفع التنظيمات المتشددة إلى تبديل في التكتيك أو تغيير في توزيع الأدوار القيادية، في محاولة لإعادة التموضع بعد الضربة.
ويتوقع مراقبون أن تكثف الجماعة من تحركاتها الأمنية في إدلب خلال الأسابيع المقبلة، وربما تلجأ إلى هجمات انتقامية أو عمليات استعراضية لإثبات استمرار الفاعلية.
تؤكد هذه العملية أن الولايات المتحدة لا تزال تتابع بدقة نشاط الجماعات المتشددة في سوريا، حتى في ظل تغير أولوياتها الإقليمية. ورغم انحسار الانتشار العسكري الأمريكي في بعض مناطق النزاع، إلا أن القدرة على الضرب الاستباقي والتعطيل الاستخباراتي تبقى حاضرة بقوة، في مواجهة التهديدات الإرهابية المعولمة.