بوكو حرام.. بعد مبايعة داعش، تفجر المصلين في المساجد، والأزهر يستنكر

السبت 29/نوفمبر/2014 - 08:55 م
طباعة اثار عملية التفجير اثار عملية التفجير
 
بوكو حرام.. بعد مبايعة
استنكر الأزهر الشريف الهجوم الإرهابي الذي نفذته جماعة «بوكو حرام»، الجمعة، على المسجد الكبير في مدينة كانو شمال نيجيريا، والذي أودى بحياة 120 شخصا، وإصابة 270 آخرين.
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيان له، السبت، إن هذه الأعمال الإرهابية لا تمت لتعاليم الإسلام ومبادئه السمحة بأي صلة، مطالبا بضرورة التصدي لهذه الجماعات الإرهابية التي لم تراع أي حرمة لبيوت الله أو الدماء المعصومة.
حيث إنفجرت ثلاث قنابل في باحة مسجد امير كانو، أحد أبرز الوجهاء المسلمين في نيجيريا، اثناء صلاة الجمعة، وقال شهود عيان ان الانفجار خلف 120 قتيلا و 270 جريحا على الأقل. وقال أحد المصلين امينو عبد الحي "انفجرت قنبلتان الواحدة بعد الأخرى في باحة المسجد الكبير بعد ثوان على بدء الصلاة"، ثم انفجرت قنبلة ثالثة في مكان غير بعيد.
وكان الأمير سنوسي لاميدو سنوسي موجودا على ما يبدو في المسجد لدى انفجار القنابل الثلاث في الباحة الداخلية للمسجد. علما أنه دعا في خطبته الأسبوع الماضي الناس الى حمل السلاح ومقاتلة جماعة بوكو حرام المتطرفة. واصفا الجيش النيجيري بأنه عاجز عن حماية المدنيين امام هجمات الجماعة المتطرفة اليومية في شمال شرق البلاد.
وقالت الشرطة إن نحو 15 مسلحا شاركوا في الهجوم على المسجد وإن الناس الغاضبين تمكنوا من قتل أربعة منهم في حين هرب الباقون. وقال مسؤول عن عمليات الاسعاف إنه تم نقل الضحايا الى ثلاثة مستشفيات على الأقل.
وتشن جماعة بوكو حرام الإسلامية منذ 2009 في شمال البلاد حيث الغالبية من المسلمين، تمردا تزداد حدته. وتسببت أعمال العنف التي ترتكبها بوكو حرام وقمع قوات الأمن لها بسقوط 13 الف قتيل ونزوح 1,5 مليون شخص منذ خمس سنوات.
وترتكب جماعة بوكو حرام يوميا أعمال عنف واستولت منذ أشهر على مناطق جديدة في شمال شرق نيجيريا، معقلها التاريخي، حيث أعلنت "الخلافة الإسلامية".
الا ان وتيرة الهجمات التي ازدادت تسارعا في الاشهر الاخيرة، وتنويع اساليب الهجوم -من الهجمات الخاطفة الى الاعتداءات الانتحارية- تؤكد هذا التغير. وفي خلال بضعة اشهر، استولت الحركة المسلحة على حوالى عشرين قرية في شمال شرق نيجيريا واعلنت "خلافة" في المناطق التي تسيطر عليها، على خطى "الخلافة" التي اعلنها جهاديو الدولة الاسلامية في مناطق بالعراق وسوريا.   ويشمل التغيير أيضا أن بوكو حرام  تشكل اكثر من اي وقت مضى، تهديدا اقليميا. فأقصى شمال الكاميرون يتعرض لمزيد من العمليات الدامية، ويتخوف النيجر وتشاد المجاوران من هجمات ايضا، مع اقتراب فصل الجفاف وسهولة اجتياز العوائق الطبيعية كالأنهار.   وتحدث مصدر في احدى المنظمات الانسانية في النيجر، عن "رعب" ناجم عن الخوف من هجمات في المنطقة الحدودية. وتم تشديد التدابير الامنية في مدينة ديفا الكبيرة في شرق النيجر القريب من نيجيريا، واغلقت مدارس ومستوصفات في المنطقة التي يتدفق اليها اللاجئون النيجيريون.   ودائما ما تهاجم بوكو حرام المدارس والمعلمين والتلامذة. وهي ما زالت تحتجز 219 تلميذة خطفن في ابريل الماضي في شيبوك (شمال شرق)، وقد استنكر العالم اجمع عملية الخطف هذه.   وقال دبلوماسي غربي ان الهاجس الاساسي في تشاد، هو من "هجمات فردية".   ويتهدد الخطر الاكبر خارج نيجيريا منطقة اقصى شمال الكاميرون. فالمسؤولون العسكريون فيه "مقتنعون" بأن بوكو حرام لا تسعى الى اقامة دولة اسلامية "في نيجيريا فقط بل في الكاميرون ايضا".   واذا كان التهديد يزداد اتساعا على الصعيد الاقليمي، لم يرتق الرد على ما يبدو الى مستواه. فقد كان من المقرر ان ترسل الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا 2800 جندي لنشرهم على طول الحدود في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر لمؤازرة الجنود النيجيريين. لكن لم يتم الاعلان عن اي انتشار حتى الساعة. 
وادانت الولايات المتحدة التي ارسلت مساعدة عسكرية لنيجيريا بعد أن خطف إسلاميون في أبريل أكثر من 200 تلميذة في شيبوك (شمال شرق)، الاعتداء "البشع".
وأعربت عن "تضامنها مع الشعب النيجيري في حربه على التطرف العنيف".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي إن الاعتداء المزدوج "يحمل بصمة بوكو حرام ويدل على الازدراء الذي تبديه الجماعة بالحياة البشرية مع مواصلة جهودها لزعزعة الاستقرار في نيجيريا".
وادان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الاعتداء الفظيع" في كانو داعيا السلطات الى إحالة المسؤولين على القضاء ومؤكدا الدعم التام للأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب.
ونقلت قناة روسيا اليوم السبت، عن الخارجية الروسية قولها في بيان اليوم ” نستنكر العمل الإجرامي الذي لا تبرير له , ونؤيد الحكومة النيجيرية في محاربة "بوكو حرام"، ونعول على معاقبة منظمي ومنفذي هذه الجريمة الدموية في كانو, ومن لهم علاقة بغيرها من الأعمال الإرهابية في نيجيريا”.
وأعربت الخارجية الروسية عن تعازيها لأهالي وأقارب الشهداء, وتعاطفها مع المصابين مع تمنياتها لهم بالشفاء العاجل .
ومن جانبه توعد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اليوم السبت بـ"عدم ادخار أي جهد" في سبيل القبض على المسؤولين عن الهجوم الذي أدى الى سقوط 120 قتيلا قرب المسجد الكبير في كانو، في وقت دانت واشنطن محاولة بوكو حرام "لزعزعة الاستقرار".
ووصف جوناثان العملية الانتحارية المزدوجة الجمعة بأنها "حاقدة ودنيئة" أعقبها إطلاق نار استهدف مصلين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد في كانو كبرى مدن شمال البلاد.
وفي بيان نشر ليلا، طلب الرئيس من قوات الأمن "فتح تحقيق شامل وبذل كل الجهود للقبض على منفذي الاعمال الارهابية التي تقوض حق كل مواطن في العيش بكرامة وإحالتهم على القضاء".

شارك