مع وجود 300 مقاتل في تنظيم الدولة.. مخاوف من تسلل "داعش" للبيت الصيني؟

الإثنين 15/ديسمبر/2014 - 06:43 م
طباعة مع وجود 300 مقاتل
 
في ظل مطالب إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية المسلمة - والذي تطلق عليه الصين اسم "شينجيانغ"- بالاستقلال عن الصين، "التي احتلت بلادهم قبل (64) عاما"، انضمت الصين إلى الدول التي يقاتل بها مواطنون ضمن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مع عشرات الجنسيات التي تقاتل في صفوف التنظيم وتؤمن بفكره، بالإضافة إلى الجماعات التي تبايعه في مختلف الأقطار العربية والاسلامية.
ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام (2009)، في عاصمة الإقليم "أورومجي"، قتل فيها حوالي (200) شخص، بحسب الأرقام الرسمية.

300 صيني في "داعش":

300 صيني في داعش:
كشفت إحصائية رسمية صينية عن وجود 300 صيني يحاربون مع  "داعش" في سوريا والعراق، في تقدير نادر لمثل هذه الأعداد قد يزيد قلق الصين من التهديد الذي يشكله المتشددون على الأمن القومي.
وعبرت الصين عن قلقها من صعود الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط وتخشى من تأثير ذلك على منطقة شينجيانغ "تركستان الشرقية" المضطربة في غرب البلاد لكنها في الوقت نفسه لم تظهر أي رغبة في الانضمام الى جهود الولايات المتحدة لاستخدام القوة المسلحة ضد التنظيم.
وذكرت  صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم أن أعضاء صينيين في حركة تركستان الشرقية الإسلامية يسافرون إلى سوريا عبر تركيا للانضمام الى الدولة الإسلامية.
وأضافت الصحيفة "طبقا لمعلومات من مصادر عدة منها ضباط أمن في المنطقة الكردية العراقية وسوريا ولبنان هناك نحو 300 صيني متطرف يحاربون مع الدولة الإسلامية في العراق وسوريا".
ومن قبل أشار المبعوث الصيني للشرق الأوسط "وو سي كه" إلى تقارير إعلامية قالت إن هناك نحو 100 صيني غالبيتهم أعضاء في حركة تركستان الشرقية يحاربون في الشرق الأوسط أو يتدربون على القتال.
وتقول الصين إن متشددي حركة تركستان الشرقية متمركزون أيضا في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية الخارجة عن نطاق السيطرة، وأنهم يريدون اقامة دولة منفصلة في شينجيانغ، وإن تشكك عدد كبير من المحللين الأجانب في مدى تماسك الحركة.
وانتقدت الصين الحكومة التركية لتقديمها ملاذًا للاجئين من الويغور فروا من الصين عبر جنوب شرق آسيا، وتقول إن مثل هذه القنوات تخلق تهديدات أمنية.

تركستان الشرقية الإسلامية:

تركستان الشرقية الإسلامية:
تعتبر حركة تركستان الشرقية الإسلامية، أهم الحركات المسلحة في إقليم شينجيانغ أويغور "تركستان الشرقية"، أُسست على يد حسن معصوم المنحدر من الإقليم، بهدف إقامة ما يُعرف باسم "تركستان الشرقية" المستقلة في الصين.
تتمتع الحركة بعلاقات قوية ووثيقة منذ إنشائها بحركة الطالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة وحركة أوزبكستان الإسلامية، يقود الحركة حالياً عبد الحق، الذي كان أيضًا عضواً في مجلس شورى تنظيم القاعدة حتى عام 2005، وذلك عقب مقتل مؤسسها حسن معصوم على أيدي جنود باكستانيين في أكتوبر 2003.
ومنذ كانون يناير 2007، عادت الحركة مجدداً لممارسة أنشطتها تحت حماية حركة الطالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة وبدعم منهما، وزاد عدد أعضائها ليبلغ حوالي 200 عضو نتيجة تجنيد بعض الأشخاص من غير الصينيين في صفوف المنظمة.
 ويجري تعزيز هيكلها التنظيمي وتوسيع نطاقها، وأصبحت إدارتها الداخلية أكثر تعقيدا، وتُطوِّر المجموعة أسلحتها ومعداتها وقدراتها التنفيذية، وتنشط الحركة حالياً في جنوب آسيا ووسطها وفي منطقة شينجيانغ أويغور المتمتعة بالحكم الذاتي في الصين.
وخلال السنوات الأخيرة، أقامت الحركة قواعد خارج الصين لتدريب الإرهابيين وأرسلت أعضاءها إلى الصين للتخطيط لأعمال إرهابية ولتنفيذها، ومن بين هذه الأعمال تفجير الحافلات ودور السينما والمحلات التجارية الكبرى والأسواق والفنادق، كما قامت الحركة بعمليات اغتيال وإشعال حرائق ونفذت هجمات إرهابية ضد أهداف صينية في الخارج. 
وفي أوائل كانون يناير 2008، أمر عبد الحق قائد الحركة والجناح العسكري بتنفيذ هجمات على مدن في الصين، وبخاصة المدن الثماني التي كانت تستضيف الألعاب الأولمبية لعام 2008، وبتوجيه من عبد الحق، خطط إرهابيون مدرَّبون لتخريب الألعاب الأوليمبية عبر القيام بهجمات إرهابية في الصين قبيل موعد بدء الألعاب.
ومنذ عام 2008، نشرت الحركة عدة أشرطة فيديو إرهابية عن التدريبات العسكرية التي كانت تستهدف الألعاب الأوليمبية في بيجين وأحداثا أخرى في الصين. 
وفي يوليه وأغسطس 2009، نشرت الحركة أربعة أشرطة فيديو تعرض أنشطتها التدريبية وتتضمن خطابات ألقاها عبد الحق وقادة آخرون في الحركة يحثون فيها "الأويغور" على القيام بأعمال عنف ضد الصين.
في 11 سبتمبر 2002  تم ادراج حركة تركستان الشرقية الإسلامية في القائمة الارهابية الموحدة من قبل الامم المتحدة.

مخاوف صينية من مبايعة "داعش":

مبعوث الصين للشرق
مبعوث الصين للشرق الأوسط وو سي كه
السلطات الحاكمة في بكين ليست قلقة من انضمام صينيين للقتل ضمن صفوف "داعش" فحسب، ولكنهم متخوفون من أن يؤدي انضمام العشرات إلى تنظيم الدولة بمبايعة الحركات المسلحة في إقليم "شينجيانغ" وخاصة حركة تركستان الشرقية الإسلامية، في ظل اتساع حركة المبايعات لتنظيم "داعش" من قبل الجماعات الجهادية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وهو ما دعا "وو سي كه"، مبعوث الصين إلى الشرق الأوسط، إلى التعبير عن رؤية بلاده لتدفق المقاتلين الأجانب للانضمام في صفوف "داعش"، بأن يعودوا إلى حمل أفكارهم لموطنهم فيثيرون الكثير من القلاقل والإرهاب.
وقال "وو سي كه"، إن بلاده قلقة للغاية من الدور الذي تلعبه الجماعات المتطرفة في القتال في سورية والعراق، مضيفاً "وفّرت عدد من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط أماكن تعيش فيها الجماعات الإرهابية خصوصاً الأزمة في سورية، التي حوّلت البلاد إلى أرض لتدريب المتطرّفين من دول كثيرة".
ويضيف المسؤول الصيني: "هؤلاء المتطرفون يأتون من دول إسلامية وأوروبا وأمريكا الشمالية والصين، وبعد أن نشأوا على أفكار متطرفة، سيشكلون لدى عودتهم إلى الوطن خطرًا أمنيًا على هذه الدول".
ومن أجل وقف تمدد الجماعات الإرهابية، بدأ البرلمان الصيني مناقشة مسودة مشروع لإجراءات قانونية جديدة تخولها تجميد أموال وأصول للضغط على ما تسميه منظمات إرهابية. 
وتنص مسودة المشروع الجديد على أنه "يحظر على أي منظمة أو فرد جمع الأموال والأصول أو تقديم الخدمات لأي من المجموعات الإرهابية أو أفرادها".
وتقول المادة الثامنة عشرة من المسودة "إن أي جهة خارجية غير مخولة باتخاذ إجراءات مباشرة لتجميد أموال وأصول داخل الصين، أو الحصول على معلومات وبيانات حول منظمات أو أفراد مقيمين على الأراضي الصينية، وعليها التقدم بذلك عبر القنوات الدبلوماسية أو القضائية مدعمة بالوثائق اللازمة".
وقال مراقبون إن الإجراءات الصينية الجديدة "خطوة مهمة" على طريق مكافحة الإرهاب داخلياً ودوليًا، ما يعد بداية لمحاصرة ومحاربة الإرهاب قبل الدخول إلى أراضيها، رغم معاناتها من تجدد أعمال العنف في إقليم تركستان الشرقية ذي الأغلبية المسلمة.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
يبدو أن السلطات الصينية ينتابها قلق من تهديد الاستقرار والأمن في البلاد، وخاصة في إقليم تركستان الشرقية عبر الجماعات الانفصالة المسلحة، وذات الميول الجهادية أو التي تصنف كجماعات إرهابية، وفي مقدمتها حركة تركستان الشرقية الإسلامية والتي أوقعت المئات من الضحايا في الإقليم وقامت بالعشرات من عمليات الإرهاب ضد أهداف ومؤسسات صينية بالبلاد.
ويري مراقبون أن مخاوف الصين من تمدد وصول "داعش" إليها حقيقة، في ظل العلاقات المتشعبة للجماعات الجهادية حول العالم، ومع ارتفاع وتيرة الزخم الإعلامي لتنظيم الدولة،  وزيادة المبايعات في مختلف العالم الإسلامي، ما قد يتيح لتنظيم حركة تركستان الشرقية مساحة لمبايعة التنظيم ويصبح جزء من الدولة الصينية ضمن جغرافية التنظيم الممتدة، مع تحديد التنظيم الصين كدولة مهددة له، وإذا استطاع جمع المزيد من القوة فربما سيحاول استهداف منطقة كسينغيانغ (التي تقطنها أقلية الإيغور المسلمة) وربما مناطق أخرى من الصين.

شارك