بعد زيارة "جعفري صحرارودي" للإقليم.. غضب شعبي للتقارب الكردستادني الإيراني
الجمعة 02/يناير/2015 - 06:10 م
طباعة


تسببت زيارة وفد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني برئاسة الدكتور علي لاريجاني و"جعفري صحرارودي" المتهم باغتيال الزعيم الكردي الدكتور "عبد الرحمن قاسملو" في حالة من الغضب الشعبي، خاصة أنه تم استقبل "صحرارودي" المتهم باغتيال قاسملو استقبال الأبطال من قبل رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني ورئيس حكومة الإقليم السيد نيجرفان البارزاني إضافة إلى عدد من كبار مسئولي الإقليم، حيث تم نشر الاعلام الكردية والايرانية والعراقية، ونصب منصة مفروشة بالسجادة الحمراء، بعد أن نصبت الكاميرات خارج القصر الرئاسي استعداداً لنقل المراسيم الرسمية لاستقبال الوفد الرسمي الإيراني حيث لا ينفرد حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس في 28/11/1978، بزعامة عبدالله أوجلان، بالعلاقة مع إيران، بل سبقه إلى ذلك، الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة رئيس العراق جلال طالباني، إذ تربطهما علاقات تاريخيّة مع إيران الشاه، وإيران الخميني، ولمّا تزل هذه العلاقة قويّة وخاصة في المجالات الاقتصادية ومع ذلك فقد شعر المواطن الكردي بالقهر والاحباط وخيبة امل كبيرة والإهانة بسبب زيارة المتهم "صحرارودي " إلى إقليم كردستان، وخاصة أن هناك حالة وعي عام تلصق تهمة اغتيال الزعيم الكردي عبدالرحمن قاسملو به، وأن حكومة النمسا تمتلك كل الأدلة الجنائية والثبوتية بتورط هذا الشخص في جريمة اغتيال الزعيم الشهيد قاسملو ورفاقه؟ الذي يحتل مكانة كبيرة في وجدان الشعب الكردي.
وأعلنت المعارضة أن هذا الاستقبال وهذه الزيارة لا تشرف الشعب الكردي، وتطرح المزيد من الأسئلة حول مصداقية حكومة الإقليم، بالإضافة إلى أنها تحدٍ واستفزاز لمشاعر الشعب الكردي ومن المضحك المبكي أن يتحدث "جعفري صحرارودي" عن "مكافحة الإرهاب" ويداه ملطختان بالدماء.
عبدالرحمن قاسملو :

أحد أبرز زعماء الكرد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من المثقفين الكرد الذين ناضلوا و روجوا لقضايا ومطالب شعبهم كان قاسملو مثقفاً يتكلم عدة لغات شرقية وأوروبية، وكان سياسياً معتدلاً يطالب بإدارة للحكم الذاتي للكرد ضمن إيران.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في "وادي قاسملو" المجاور لبلدة رضائية "أورمية حالياً" بكردستان إيران، وكان في سنوات دراسته يتتبع حركة الشهيد الخالد "قاضي محمد" الذي أعلن الجمهورية في مهاباد الكردية، عام 1946، في ظل الحماية السوفيتية
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في "اورمية وطهران والعراق" ومن ثم انتقل إلى مدينة اسطنبول في عام 1948 من أجل اتمام دراسته الجامعية واقتنع فيما بعد بأنه سيتلقى تعليما أفضل في أوربا، تعرف خلال وجوده في اسطنبول على الكاتب والصحفي "موسى عنتر" وبعض الطلاب الكرد الوطنيين وانتقل قاسملو فيما بعد الى أوربا بمساعدة "موسى عنتر" لإكمال دراسته.

قام قاسملو بتدريس مادة رأس المال والاقتصاد الاشتراكي في جامعة براغ ودرس اللغة والثقافة والتاريخ الكردي في جامعة السوربون في باريس حتى عام 1961ولعب دورًا هامًا في تشكيل اتحاد الشباب الديمقراطي في كردستان الذي كان أحد مؤسسات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني و بعد فترة قصيرة أصبح عضوًا رسميًا في هذا الحزب وعمل في جميع مناصب الحزب حتى أنه وصل إلى منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عام 1973.
إن العقلانية والديمقراطية كانتا من أهم صفتين تمتع بهما الدكتور عبد الرحمن قاسملو، درس مع رفاقه الحزبيين الوضع السياسي والاقتصادي لإيران ووضع اليسار الإيراني والحركة الوطنية الكردية وعلاقاته كأمين عام مع الاتحاد السوفيتي وانطلق من استراتيجية الديمقراطية لإيران والحكم الذاتي لكردستان وقد وافق الحزب في مؤتمره الثالث على مقترحات الدكتور عبد الرحمن قاسملو وأصبحت استراتيجية الحزب الرسمية وانتخب في مؤتمر الحزب أمينًا عاما له وأصبح من الشخصيات السياسية المهمة في جميع أنحاء كردستان.
في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعا لحزبه، قام الدكتور عبد الرحمن قاسملو برفقة عشرين ألف مقاتل من البيشمركه بحملة ضد جيش الشاه إيران عام 1978 خلال الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية وكاد الشعب الكردي يعود الى امجاده في أيام 1946 حيث سيطرت البيشمركه على ثماني مدن وعشرين بلدة في كردستان المغتصبة من قبل إيران وبذلك وضع الشعب الكردي حجر الأساس لشبه إدارة فيدرالية.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في آب 1988، دعا قاسملو للحوار مع وفد إيراني رسمي في فيينا من أجل الحكم الذاتي لكردستان إيران، لكن الدعوة كانت على ما يبدو محاولة لإيقاعه في فخ إيراني.
خلال وجوده في فيينا لغرض التفاوض مع الوفد الإيراني، تم اغتيال قاسملو مع اثنين من مساعديه يوم 13 يوليو 1989 على أيدي عناصر المخابرات الإيرانية اثناء جلسة من المفاوضات تحت يافطة الحوار "للحل السلمي للقضية الكردية " بين الوفد الكردي برئاسة الدكتور عبد الرحمن قاسملوا والوفد الإيراني برئاسة "حجي مصطفوي" و"أمير منصور يزركيان" المعروف بـ"الحاج غفور" و"جعفري صحرارودي"، أحد أعضاء الوفد الرسمي الإيراني الرفيع الذي زار مؤخرًا إقليم كردستان" وجميعهم من الاستخبارات الإيرانية وكان "صحرارودي" من أعضاء فريق التفاوض ومن قادة فيلق الحرس آنذاك ونائب سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى في النظام الإيراني، حاليًا تمتلك حكومة النمسا كل الأدلة الجنائية والثبوتية بتورط هذا الشخص في جريمة اغتيال الزعيم الشهيد قاسملو ورفاقه، ودفن قاسملو في "مقبرة العظماء pere lachaise في 20 يوليو عام 1989 في مدينة باريس، وبعد اغتيال الدكتور قاسملو ورفيقيه، تم اغتيال خليفته "صادق شرف كندي" في برلين في 17 سبتمبر1992 على أيدي عناصر المخابرات الإيرانية، الذين استطاعوا الهروب والاختفاء دون أن يتعرضوا للملاحقة من قبل الأجهزة المختصة في ألمانيا.