استنفار أمني في ألمانيا خوفاً من "العائدون من سوريا"

الخميس 10/أبريل/2014 - 06:16 م
طباعة استنفار أمني في ألمانيا
 
قامت القوات الخاصة الألمانية- فرقة مكافحة الإرهاب- بالتعاون مع الشرطة الجنائية بمداهمة عشر شقق في كل من برلين وبون وفرانكفورت؛ بحثا عن ثمان إسلاميين مشتبه بهم في دعم الإرهاب، ويقول النائب العام في كارلسروه "هارلد رانجا": "الصراع المسلح في سوريا له تأثير خطير على المجتمع الألماني؛ لذلك يجب اتخاذ كل الإجراءات في إطار قانون العقوبات للوقاية من الأخطار المحتملة للمجاهدين الألمان العائدين من سوريا". ويأتي على رأس القائمة "فتح.ك" والتركي "فتح.أ" واللذان كانا قد التحقا بالتنظيم الإرهابي في سوريا المسمى بـ"دولة الإسلام في العراق والشام" "داعش"، وكذلك الألمانية البولندية "كارولين.ر" والمتهمة بتمويل "داعش".
"فتح.ك" الألماني من أصل تركي، الرجل الذي خدع الجميع هو نفسه ذات الرجل الذي أبدى ندمه أمام المحكمة أثناء اعترافه في أبريل 2011، بتمويل ودعم تنظيم "مجاهدي طالبان الألمان"- والذي تم حله ومقره كان على الحدود الباكستنية الأفغانية- لذلك حصل على حكم مخفف مع إيقاف التنفيذ، وذلك مع الرأفة؛ لأنه أب لستة أطفال، ولكن الحكم المخفف اتضح الآن أنه خطأ كبير، فقد تم القبض عليه مجددا مؤخرا في إطار مداهمات موسعة لكل شبكة المجاهدين في ألمانيا، فهو متهم مجددا بدعم منظمات إرهابية، ولكن هذه المرة في سوريا.

طريق الجهاد عبر تركيا

طريق الجهاد عبر تركيا
هذا وقد سبقت مداهمات الشرطة عدة أشهر من التحريات والبحث من قبل النيابة العامة والدوائر الأمنية، حيث ظهر الاسمان السابقان على قائمة المجاهدين الألمان الذين سافروا إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وطبقا لتقارير الاستخبارات فإن "فتح.ك" قد التحق أولا بمجموعة المتمردين "جند الشام"، ثم تركها ليلتحق بـ"داعش"، وقد شارك فعليا في القتال الميداني، وكذلك في الحملات الإعلامية الدعائية لهذا التنظيم الإرهابي.
أما المتهم الثاني فكان مسجلا بالفعل لدى الأمن الألماني- قبل سفره إلى سوريا في صيف 2013 والتحاقه بتنظيم "داعش"- كناشط سلفي في المجموعة السلفية "الهيسشية" نسبة إلى ولاية "هسن" في قلب ألمانيا، وكذلك كان أحد الدعاة السلفيين في حملة "اقرأ" التي قامت بها الدعوة السلفية في ألمانيا لتوزيع القرآن الكريم على غير المسلمين ودعوتهم للإسلام.

رفع الأعلام السوداء

وتتبعت الاستخبارات الألمانية ذهاب "فتح.أ" مرتين في الشهور الأخيرة إلى سوريا متخفيا، وتم تصويره في ميدان القتال يرفع علم "داعش"، ولاحظت عودته أكثر تطرفا وتصميما على نصرة "داعش"، وقد قام في الزيارة الأخيرة بتسليم دعم مادي لهذه المنظمة الإرهابية، وطبقا للدوائر الأمنية فهو يخطط لزيارة ثالثة.

تداعيات سياحة الجهاد

تداعيات سياحة الجهاد
والواقع أثبت كيف أن العائدين من ميدان القتال في سوريا هم خطر قائم على المجتمع الألماني، وطبقا لدراسة الهيئة الألمانية لحماية الدستور فإن من تعلم القتل في سوريا يصبح أكثر تطرفا وميلا للعنف، فضلا عن محاولة استقطاب وتجنيد مجاهدين جدد من داخل المجتمع الألماني؛ لدفعهم للقتال في سوريا، بالإضافة إلى جمعهم صدقات لنصرة الدين في سوريا.
هذا وتشغل عشرات القضايا الخاصة بالإسلاميين النيابة العامة في "كارلسروه"، وكذلك في الولايات الألمانية المختلفة، ومن الواضح أن سياحة الجهاد إلى سوريا سوف تشغل القضاء والأمن الألماني لفترة طويلة مقبلة.
("فلوريان فلادا" الصحفي دبلوم العلوم السياسية وعلوم الإسلام مسئول ملف الإسلام السياسي بجريدة "دي ڤلت" الألمانية). 

شارك