اليمن.. هل اتفق الحوثيون وأمريكا؟

الأربعاء 28/يناير/2015 - 04:23 م
طباعة اليمن.. هل اتفق الحوثيون
 
مع ظهور أنصار الله "الحوثيين" على الساحة اليمنية وسيطرتهم على المشهد السياسي والميداني، مع إدارتهم للبلاد بصورة غير مباشرة وأحيانا مباشرة وصريحة- برزت في الأفق علاقة جديدة وتنسيق قوى بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين، الحاكم الجديد لليمن ومن يتحكمون بزمام الأمور، دون مراعاة لشعار الموت لأمريكا.

اعتراف أمريكي

اعتراف أمريكي
أجرى مسئولون أمريكيون اتصالات مع ممثلين عن المسلحين الحوثيين في اليمن، الذين دفعوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الاستقالة، حسبما أعلن جون كيربي متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الثلاثاء.
وقال جون كيربي: إن هذه "المحادثات" لا تتعلق باتفاق لتقاسم المعلومات الاستخبارية حول القاعدة في اليمن.
وأضاف: "نظراً إلى الفوضى السياسية، من الصواب القول: إن مسئولين حكوميين أمريكيين هم على اتصال مع مختلف الأطراف في اليمن حيث الوضع السياسي متحرك جداً ومعقد جداً".
وأوضح: "من الصحيح القول أيضاً: إن الحوثيين سيكون لهم بالتأكيد أسباب للتحدث مع الشركاء الدوليين ومع الأسرة الدولية عن نواياهم والطريقة التي ستتم فيها العملية".
وردًّا على سؤال لمعرفة ما إذا كان الأمريكيون والحوثيون يتقاسمون معلومات استخبارية حول القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أجاب كيربي بأنه "لا توجد آلية لتقاسم المعلومات مع الحوثيين".
وأضاف قائلاً: "لا يوجد اتفاق رسمي للقيام بذلك، ونحن بحاجة لهذه الاتفاقات الرسمية؛ كي نكون قادرين على فعل ذلك".

المصالح تطغى على الأيديولوجيات

المصالح تطغى على
فيما يبدو أن شعار "الموت لأمريكا" الذي يرفعه الحوثيون لا يزعج الإدارة الأمريكية التي تدرك جيدا أهمية تقديم المصالح دون مراعاه لشعارات لا تثمن ولا تغني من جوع، وقد تستخدم لكسب النفوذ والرضى الشعبي ليس أكثر من ذلك، فقد جاء اعتراف المتحدث باسم البنتاجون بحوار المسئولين الأمريكيين مع الحوثيين؛ ليؤكد تصريحات مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الاستخبارات، مايكل فيكرز، الأسبوع الماضي، عن وجود تنسيق قوي بين الحوثيين والأمريكان لا يستبعد أن يكون بدعم ووساطة إيرانية.
وخلال جلسة استضافها "مركز الأطلسي" للأبحاث في العاصمة واشنطن، وردًّا على سؤال عما إن كانت لبلاده "خطوط تنسيق استخباراتية" مع جماعة الحوثي في اليمن، جاءت تصريحات مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الاستخبارات بالإيجاب. 
وكان هناك تنسيق قوي بين إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما أن أشار في الماضي، مراراً، إلى ما اعتبره نجاح نموذج تعاون حكومته مع الحكومة اليمنية في مواجهة الإرهاب، أي "تنظيم القاعدة" حصراً من دون الحوثيين. لكن مع انهيار الحكومة اليمنية، حليفة واشنطن، أمام الحوثيين- لم تر إدارة أوباما ضرورة بناء تحالف دولي أو استخدام مقاتلاتها لمصلحة الحكومة الشرعية اليمنية، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة دفاعاً عن الحكومة العراقية في وجه تنظيم "الدولة الإسلامية". بل أن واشنطن قطعت صِلاتها بالحكومة اليمنية الشرعية المنهارة، في وقت أكد فيكرز أن العلاقة الاستخباراتية الأمريكية مستمرة مع الحوثيين، في الغالب لمواجهة "تنظيم القاعدة" في اليمن. ولا يبدو أن شعارات الحوثيين القائلة بـ"الموت لأمريكا ولإسرائيل ولليهود" تزعج أوباما أو فريقه. 

تجاوب حوثي

تجاوب حوثي
الحوثيون عُرفوا بعدم الثبات على مواقفهم، وتغيير تحالفاتهم بحسب ما تقتضيه مصلحتهم، لكن الصحيح أيضاً أنهم استغلوا حالة الإرباك وسوء الإدارة التي تصرّف بها خصومهم، الذين تعاملوا على أساس رد الفعل، وهو أسلوب مرشح للتغيير حال قيامهم بمراجعة سياساتهم وأساليبهم.
واليوم يسعى الحوثيون عبر البوابة الأمريكية من أجل تحقيق مصالحهم بحكم اليمن، أو اليمن الشمالي في ظل سياسة المصلحة أولا، وهو ما وضح من التواصل مع الإدارة الأمريكية
ويرى تشارلز شميتز، وهو خبير في شئون الحوثيين وأستاذ في جامعة توسون، أنهم يختلفون عن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تقاتل بنشاط نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن تركيز الحوثيين ينصب على الظروف المحلية، وأن جذورهم في اليمن تعود إلى آلاف السنين.
ويضيف شميتز أن الحوثيين أصبحوا العام الماضي القوة العسكرية والوطنية المهيمنة في اليمن نتيجة للتمويل الإيراني، ولكن هذا لا يعني أنهم سيغدون بيدقا في يد إيران.

أمريكا تدعم الحوثيين

أمريكا تدعم الحوثيين
ويرى المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتفقت مع الحوثيين على تمكينهم من حكم اليمن.
وقال النفيسي: "هناك معلومات تحدثت عن تواصل واتفاق بين أمريكا والحوثيين، بإشراف المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر".
وكتب النفيسي: «معلومات تحتاج لفحص: جرى بين الأمريكان والحوثي اتصالات بإشراف جمال بن عمر قضى بالتالي: 
1- تمكين الحوثي من اليمن. 
2- تعهد الحوثي بضرب القاعدة في جزيرة العرب"، وفقا لما نقلته صحيفة (الخبر) اليمنية.
ويتضمن الاتفاق وفقا لـ"النفيسي" أن يقوم الطيران الأمريكي (الدرونز) بإسناد جوي للحوثيين، فيما تقوم الولايات المتحدة بدفع تكاليف الحرب ودفع رواتب المقاتلين الحوثيين ورعاية أسر القتلى الحوثيين وعلاج الجرحى.
وأوضح أن الاتفاق بين الجانبين شمل قيام الحوثيين بحسم ضرب القاعدة في مدة لا تتجاوز السنتين، مشيرًا إلى أن الحوثيين اشترطوا سرية الاتفاق.
وشدد على أن الاتفاق بين أمريكا والحوثي يأتِ في سياق التخادم الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط.
وتقول أبريل آلي، وهي محللة في مجموعة الأزمات الدولية في صنعاء: "هناك الكثير من المصالح المشتركة في اليمن بين الحوثيين والولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن وتنظيم القاعدة. ولكن هذا لم يكن كافياً حتى الآن لتخطي العقبات". فلا يتمتع الحوثيون بحرية مطلقة للتحالف مع الأمريكيين؛ نظراً للشعارات والحجج التي يرددونها.

المشهد اليمني

يبدو أن أمريكا وجدت في الحوثيين الشريك الأفضل والأكثر فاعلية في مواجهة تنظيم القاعدة بالبلاد والقضاء عليه في ظل التجارب السابقة مع النظام الحاكم؛ لذلك أصبح اليوم الحوثيون هم الحصان الرابح في اليمن مع النفوذ المتصاعد بدعم غير مباشر من القوى الإقليمية والدولية، فالقرار في اليمن من خلال الحوثيين وهو ما يعني أن الأمور تشير لمزيد من سيطرة عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين الرجل القوي في اليمن، ويضمن نفوذ ومصالح الدول الأخرى. ويؤكد أن هناك اتفاقا قد تم بين الحوثيين والإدارة الأمريكية بشأن الملفات المختلفة وفي مقدمتها القاعدة وشكل الدولة.

شارك