"جواري بوكو حرام" .. الإرهاب يشوه سماحة الإسلام

الثلاثاء 13/مايو/2014 - 11:29 م
طباعة جواري بوكو حرام ..
 
كشف مسئول في الإدارة الأمريكية أن طيارين أمريكيين يحلقون حاليا فوق نيجيريا في مهمة مراقبة وتجسس في إطار البحث عن التلميذات المخطوفات لدى جماعة "بوكو حرام" الإسلامية منذ منتصف أبريل.
وقال المسئول الأمريكي: "لقد تقاسمنا مع النيجيريين صورا التقطتها أقمارنا الصناعية، ونقوم بعمليات تحليق بمشاركة طياري تجسس ومراقبة واستطلاع فوق نيجيريا بإذن من الحكومة"، كما تعاونت كل من حكومتي بريطانيا وفرنسا مع الحكومة النيجيرية في تكثيف للجهود الدولية لإطلاق سراح الفتيات المحتجزات.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد بعث في مطلع الاسبوع الجاري مجموعة خبراء من الاستخبارات الأمريكية وقوات الخاصة (الكومانوز)، لمساعدة الحكومة النيجيرية في العثور على أكثر من مئتي تلميذة محتجزات لدى جماعة "بوكو حرام" المسلحة في شمال شرق نيجيريا، وذلك بعدما فشلت حكومة غودلاك جوناثان رئيس نيجيريا في العثور عليهن وإطلاق سراحهن.
تصاعد وتيرة الأحداث بشكل عنيف في نيجيريا أثار قلق واستياء المجتمع الدولي، فعلى الرغم من أن جماعة بوكو حرام كانت قد أعلنت في 14 أبريل الماضي، عن مسؤوليتها اختطاف أكثر من مائتي تلميذة في نيجيريا، أثناء أدائهن الامتحانات، إلا أن المجتمع الدولي لم يبد أي رد فعل أو استياء إلا بعد ظهور أبو بكر شيكاو، في شريط فيديو بثه عبر الانترنت، نهاية الاسبوع الماضي، أعلن فيه نية الجماعة ببيع الفتيات في السوق باعتبارهن "جواري" وتزويجهن بالقوة، وذلك وفق شرع الله، مبررا خطف الفتيات قائلا: "يجب أن تتوقف التربية الغربية، وعلى الفتيات ترك المدرسة والزواج، الأمر الذي أثار هلع الأهالي، واستنكار المجتمع الدولي لأحداث العنف في نيجيريا.
الأحداث التي جعلت مجلس الأمن يعلن يوم الجمعة الماضي، إنه بصدد اتخاذ إجراءات قاسية ضد  حرام النيجيرية، وإدراجها ضمن ما يعرف بالقائمة السوداء، وذلك من خلال فرض عقوبات تستهدف أعضاءها، وذلك لأن الحركة تمثل تهديدا للاستقرار والسلام في غرب أفريقيا ووسطها.
جواري بوكو حرام ..
في الوقت نفسه كشفت منظمة العفو الدولية أن المقر العام للجيش النيجيري في مايدوغوري، تم إبلاغه بهجوم وشيك للجماعة في الساعة السابعة مساء في 14 أبريل، أي قبل هجوم حرام في تشيبوك بنحو أربع ساعات، وقالت المنظمة في بيان إن شهادات قاسية تلقتها من مصادر موثوقة تكشف أن القوات النيجيرية لم تتحرك عقب تحذيرات تلقتها بشأن هجوم مسلح محتمل لبوكو حرام على المدرسة الداخلية الحكومية في تشيبوك.
من جهة أخرى أدان عدد من النشطاء تقاعس الحكومة النيجيرية في البحث عن الفتيات وإطلاق سراحهن، والتي لم تتحرك بشكل جدي على أرض الواقع للإفراج عن الفتيات المختطفات، إلا بعد مرور اسبوعان كاملان، كما لم تهتم الحكومة بشكل فعلي بالمسألة إلا بعد ظهور حركة "أعيدوا إلينا بناتنا" النيجيرية و التي تلقى دعما في كل من أوروبا وأمريكا.
ويرجع بعض المحللين سبب استجابة الحكومة النيجيرية إلى انشغالها بالقمة الاقتصادية العالمية "دافوس"، التي انعقدت في أبوجا، والتي كان من المفترض أن تحسن من صورة نيجيريا كدولة لديها انجازات اقتصادية، ولكن بعد تلك العملية، اهتزت صورة نيجيريا داخليا و خارجيا لتبدو أمام العالم مرتبكة تتعرض للتهديد،  ويحاول الرئيس النيجيري استعادة التوازن من خلال طلب العون من بريطانيا والولايات المتحدة والصين.
لم يكد العالم يستوعب ما يحدث في نيجيريا من أحداث إلا أنه فوجئ بهجوم شنه عناصر من "بوكو حرام"، أمس الاثنين أودى فيه بحياة ما يقرب من 300 شخص، في مدينة غامبورو نغالا، والتي تقع في ولاية بورنو المعقل التاريخي لـ"بوكو حرام، بشمال شرق نيجيريا قرب الحدود مع الكاميرون.
من ناحية أخرى ندد عدد من القيادات الدينية في العالم العربي هجمات حرام واستهدافها المدنيين من المسيحيين، حيث ندد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للسعودية السبت، بهجوم بوكو حرام، قائلا: "هذه الجماعة المتشددة التي تقول إنها تريد إقامة دولة إسلامية في نيجيريا فئة ضالة، تم تدبيرها لتشويه صورة الإسلام".
كما أصدر الأزهر الشريف أهم مرجعية للمسلمين السنّة في العالم بيان قال فيه أن خطف الفتيات "لا يمت لتعاليم الإسلام السمحة والنبيلة بأية صلة"، في الوقت الذي وصف فيه وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة بأنه عمل إرهابي.
من جانبه أكد الداعية داوود عمران ملاسا، الأمين العام لجماعة "تعاون المسلمين" النيجيرية، أن حرام لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، قائلا: " حرام لا تمثل الإسلام على الإطلاق بل نعتبرها أداة بأيدي المتآمرين للقضاء على وحدة نيجيريا وإضعاف الشمال سياسيا واقتصاديا وأمنيا، ولتشويه صورة الإسلام والمسلمين".
وتعد جماعة "بوكو حرام" من أشرس الجماعات الإسلامية المتطرفة في الوقت الحالي، لقد اخذت اسمها من لغة الهوسا، وتعني" التعليم الغربي حرام"، وتعد حرام فرع تنظيم القاعدة في قلب ووسط أفريقيا، تتخذ من ولايات شمال شرق نيجريا ذات الأغلبية المسلمة مقرا لها، و تتمدد شمالا إلى أجزاء من الكاميرون والنيجر، وأن اسمها الرسمي باللغة العربية هو "أهل السنة للدعوة والجهاد"، قام بتأسيسها محمد يوسف في عام 1995، لتحقيق هدفها المعلن في إقامة دولة إسلامية في شمال نيجريا تحكم بالشريعة وتطبيق حدودها، بعيدا عن قوانين نيجيريا "العلمانية الكافرة" – على حد زعمهم- أيضا وضع حد لما ما تسميه بـ"التغريب".
وفي أعقاب وفاة يوسف في 2009، أصبح أبوبكر شيخو، وهو أحد نوابه، الزعيم الجديد الروحي للطائفة، وتجلّت زعامته في تغيير هيكلها التنظيمي؛ إذ اعتمد أسلوب القيادة والسيطرة الفضفاضة، التي تسمح للتابعين لجماعته بالعمل بشكل مستقل، فهي الآن تعمل في ما يشبه الخلايا والوحدات المترابطة التي تأخذ توجيهاتها، عمومًا، من قائد واحد، ليرأس شيخو الآن مجلس الشورى المكون من 18 عضوًا والذي سمح بالهجمات المتطورة المتزايدة من قبل الخلايا المختلفة للجماعة.

شارك

موضوعات ذات صلة