مخاوف من تزايد قوة الحوثيين العسكرية بعد أنباء تدريبهم في سوريا على يد إيرانيين

الأحد 08/مارس/2015 - 01:43 م
طباعة مخاوف من تزايد قوة
 
لا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي كلمة السر الفاعلة في العديد من الأحداث والتطورات التي شهدها الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة الماضية، والتي كان آخرها دعمها غير المحدود لجماعة الحوثيين في دولة اليمن، فضلاً عن كونها فاعلا رئيسا ومتحكما، فيما حدث للسلطة الشرعية في اليمن المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث الانقلاب الحوثي، والسيطرة على قصر الرئاسة ووزارة الدفاع.
وفيما له صله بالأوضاع الميدانية في دولتي العراق وسوريا، فتعتبر إيران من أبرز القوى اللاعبة ميدانياً هناك، حيث تدعم بقوة الميليشيا الشيعية المسلحة في العراق، إلى جانب وقوفها بقوة إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تشهد بلادة حالياً قتالاً عنيفاً مع جماعات إسلامية متشددة، أودت بحياة الآلاف من السوريين.
اللافت للنظر أن الولايات المتحدة الأمريكية، اقتربت من إبرام اتفاق حول المشروع النووي الإيراني، وهو ما برره مراقبون أنه ربما جاء وفق اتفاق (إيراني- أمريكي) على مساعدة الأولى للولايات المتحدة في حربها المزعومة على تنظيم (الدولة الإسلامية)، المعروف بـ(داعش)، فضلاً عن تقريب وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الإقليمية، خاصة المتعلقة بالعراق وسوريا.
كواليس الاتفاق بين (طهران- واشنطن) رغم أنها لم تكشف حتى الآن، وأن كل ما يُقال إنما هو درب من التخمين، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي الست اعتراضهم على التقارب (الإيراني- الأمريكي)، كما اعترضت إسرائيل على الاتفاق، واعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تخلي أمريكي عنهم، مهددين بالضغط على الأمريكان للتراجع عن ذلك الاتفاق.
وتسعى إيران منذ فترة إلى امتلاك العديد من أوراق الضغط في المنطقة، تمثلت في مساعي تجذير نفوذها في العديد من الدول الإقليمية المجاورة، خاصة (العراق- سوريا- اليمن)، إلى جانب قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة. 
مخاوف من تزايد قوة
طهران حولت الظهور في ثوب الحمل، حيث أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، عن استعداد بلادها دعم اليمن للوصول إلى حل سلمي يحفظ على وحدة البلاد، وقالت في مؤتمرها صحفي (الأربعاء) الماضي، إنه على الجميع المساعدة لملء الفراغ السياسي الحاصل في اليمن، ونحن على استعداد للمساعدة في هذا المجال ونأمل من المحافل الدولية التحرك في مسار الحل دون فرض ضغوط من اطراف معينة. 
في المقابل في وخطوة ربما تكشف عن الوجه الحقيقي للدور الذي تلعبه طهران، قالت وكالة "أكي" الإيطالية: إن الحرس الثوري الإيراني يدرّب مجموعات حوثية في سوريا، ويخضعها لتدريب حي بمشاركتها في القتال ضد المعارضة السورية في درعا، قبل إعادتها إلى اليمن، ورجح مراقبون أن تكون تلك الخطوة جاءت نتيجة مساعي يمنية تأسيس حرس ثوري (يمني) على غرار الحرس الثوري الإيراني. 
كما نقل التقرير الإيطالي، عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن إيران أنشأت مراكز تدريب في سوريا يشرف عليها الحرس الثوري، لتدريب مجموعات من المقاتلين الحوثيين، ويخضع المقاتلون لدورات تدريب عملية من خلال المشاركة في المعارك على الأراضي السورية، إلى جانب النظام السوري، قبل أن يعودوا متمرّسين في الحرب إلى بلادهم، وهذا ما يجعلهم القوة العسكرية الأقدر في اليمن.
 وبحسب مصادر "أكي"، يحضر الحرس الثوري دفعات من المقاتلين الحوثيين من اليمن، تصل كل دفعة إلى نحو 100 مقاتل، يتدربون في معسكرات في جنوب سوريا، في بصرى وإزرع، ويشاركون في المعارك الدائرة على الجبهة الجنوبية ليكتسبوا خبرة ومهارات قتالية، قبل أن يعودوا إلى اليمن، فتأتي مكانهم دفعة أخرى بديلة.
مخاوف من تزايد قوة
وأضافت المصادر نفسها: "يُشرف ضباط من الحرس الثوري الإيراني على تدريب اليمنيين، ويكتسبون في سوريا مهارات يفتقدونها ويحتاجون إليها، وليس للنظام السوري ولا لحزب الله أي نفوذ على هؤلاء المقاتلين الحوثيين".
اللافت الذي يؤكد إبرام الأمريكان وإيران صفقة حول الملف النووي لطهران، هو الوصول إلى تفاهمات معينه حول القضايا الإقليمية، حيث أكدت هذه المصادر أن الولايات المتحدة ودولا أوروبية تعلم بهذا الأمر الآن، "ولدينا معلومات مؤكدة عن تفاصيل التدريب والمعسكرات، حيث تدرب إيران الحوثيين ميدانيًا، لإكسابهم مهارات استخدام الأسلحة بتجارب حيّة وميدانية من الصعب أن يحصلوا عليها في أي مكان آخر".
أضافت: "يتم تجميع المقاتلين الحوثيين في إيران، ويُنقلون جوًا إلى سوريا، وأحيانا يتجمعون في بيروت وينقلون برًا إلى سوريا، وتم على الأقل نقل ما يقارب 3000 مقاتل على دفعات، يقضون مهمتهم التدريبية ويعودون بالتناوب، ويبقى دائما في سوريا ما يعادل 3 أو 4 دفعات، أي ما يقارب 400 مقاتل حوثي".
المثير للانتباه، أن إيران تدعم بشكل قوي الجماعات المسلحة في المنطقة، بغية استخدامها في السيطرة على تلك البلدان، فدعمت بقوة جماعة حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وحالياً حماس في فلسطين.
مخاوف من تزايد قوة
في السياق نفسه، قرر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نقل قيادة الجيش اليمني إلى عدن، فتوجه لواءان عسكريان من الحرس الجمهوري إلى عدن تلبية لطلب تقدم به قائد المنطقة الجنوبية لوزير الدفاع، وقال مصدر يمني: إن اللواء الأول توجه من تعز إلى عدن، وقدم الثاني من البيضاء، في خطوة هدفها رص صفوف الجيش اليمني لمجابهة إرهاب تنظيم القاعدة، ولكبح التمرد الحوثي، وستتبع هذه الخطوة خطوات مماثلة من قبل ألوية الجيش في لحج ومحافظات يمنية أخرى تدين بالولاء لهادي.
إلى ذلك وافق قائد قوات الأمن الخاصة في عدن، عبد الحافظ السقاف، على قرار هادي بإقالته وتعيين العميد ثابت جواس بديلًا منه، بعد مفاوضات استمرت يومين، وأقنعت السقاف بإنهاء تمرّده، فيما تجدّدت هجمات تنظيم القاعدة على مواقع الجيش في "تبن" التابعة لمحافظة لحج الجنوبية في محاولة للسيطرة عليها، واغتال مسلحان من التنظيم ضابطًا في جهاز الأمن في مدينة الحوطة، وأكدت مصادر أمنية أن قوات الجيش ردت على الهجوم، مشيرة إلى درجة عالية من الاستنفار شهدتها غالبية المعسكرات في لحج، بما فيها قاعدة العند الجوية، مركز انطلاق طائرات أمريكية من دون طيار لضرب أهداف تابعة للقاعدة.
كما رفض هادي مقترحين لحل الأزمة، عرضهما عليه بنعمر والوفد الحزبي الذي رافقه في لقاء عقد الخميس، وتمسك بالمبادرة الخليجية ومشروع الدستور الاتحادي، ونقلت تقارير عن مصدر حضر الاجتماع رفض هادي تعيين أربعة نواب له، أو تشكيل مجلس رئاسي يرأسه هو، ويضم إلى جانبه أربعة أعضاء.
ورفض هادي المقترحين رغم إبلاغه موافقة حزب المؤتمر وزعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي على المقترحين، كما رفض المشاركة في الحوار أو تعيين من يمثله فيه، مشترطًا انسحاب الحوثي من العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة والإفراج عن رئيس الوزراء والمسئولين، وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة.

شارك