مؤتمر الإخوان القادم بـ"لندن" ومبادرة "دراج"..السعي "لشرعية الوجود".. و"تحسين الصورة"

السبت 24/مايو/2014 - 10:56 م
طباعة مؤتمر الإخوان القادم
 
يعقد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، مؤتمرًا في العاصمة البريطانية لندن، 28 مايو الجاري، بعنوان «الدوافع الحقيقية وراء قرار الحكومة البريطانية فتح تحقيق بشأن حركة الإخوان المسلمين»، من أجل الدفاع عن أنشطة الجماعة في العاصمة البريطانية.
ومن المقرر أن يحضر المؤتمر الذي يُعقد برعاية «منظمة قرطبة»، المملوكة لأنس التكريتي، أحد قيادات «الإخوان» بالخارج، كل من مها عزام، المسؤولة عن جماعة «مصريون من أجل الديمقراطية»، والإعلامي البريطاني بيتر أوبورن، والقيادية بجماعة الإخوان منى القزاز، بالإضافة إلى أنس التكريتي.
وقال عزام التميمي، القيادي البارز في التنظيم الدولي، إن هناك كتابًا يتضمن أبرز أنشطة الجماعة السلمية في دول العالم، سيصدر خلال أيام، لتوقّع عليه أعداد كبيرة من النخبة، منهم أعضاء في البرلمان وإعلاميون وقادة رأي، وسيعلن عنه في كبرى الصحف الإنجليزية.
عزام التيميمي
عزام التيميمي
أن لجنة التحقيق البريطانية أشارت إلى أنها التقت مسؤولين في 6 دول، ومن المقرر السفر إلى 6 دول أخرى، لجمع معلومات عن «الإخوان» تمهيدًا لإصدار تقرير نهائي في هذا الشأن قبل 15 يوليو.
وفي سياق متصل قالت صحيفة "العرب اللندنية"، إن الدكتور عمرو دراج، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تقدم بمبادرة لمسؤولين بالحكومة، تتضمن تنازلات سياسية كبيرة، مقابل السماح بعودة الجماعة إلى المشهد السياسي.
وكشفت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن العرض الذي قدمه دراج لشخصيات مقربة من مركز صناعة القرار في مصر يتضمن إنهاء الملاحقات الأمنية لشباب الجماعة، والإفراج عن القيادات غير المتورطة في عمليات عنف، وفي المقابل تتوقف الجماعة عن المطالبة بعودة مرسي إلى الحكم، وتتعهد بتقديم اعتذار للشعب عن كل الجرائم التي قامت بها.
وأوضحت الصحيفة، أن السلطات أجلت البت في المبادرة حتى انتهاء الانتخابات، على أن يبتّ الرئيس الجديد في هذا الملف.
عمرو دراج
عمرو دراج
المؤتمر المقرر انعقاده في لندن بمثابة إعادة الحياة لنشاط الإخوان المتوقف لحين انتهاء وزارة الداخلية الإنجليزية من التحقيق في أنشطة الإخوان، والذي كان له أبلغ الضرر على أهم مركز تحرك للتنظيم الدولي، الأمر الذي دفعه لنقل أنشطة التنظيم إلى ألمانيا، وإن كانت لندن تعد بمثابة العمود الفقري ومركز صناعة القرار، فيما يتعلق باستثمارات التنظيم الدولي الإخوان، تأتي تلك الجهود الرامية للتنظيم الدولي للإخوان حرصا منه على بقاءه ككيان يعمل في إطار شرعي وقانوني في العديد من الدول التي تحتضن قيادات التنظيم، بعدما تزايدت محاولات خنق الجماعة من خلال الضغط على الدول الراعية لها، منها قطر وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وما تقدمه من تسهيلات للحصول على تأشيرة دخول لأراضي تلك الدول وصولا إلى منح مؤسسات الجماعة الغطاء القانوني للعمل على أراضيهم، وهو ما حدث مؤخرا بعدما أعلن التنظيم الدولي إنشاء "جمعية رابعة" في تركيا، لتكون غطاءً شرعياً لأنشطته في العاصمة التركية «أنقرة»، ومدينة «إسطنبول» التي يقيم فيها مئات من أعضاء التنظيم الهاربين من مصر، عقب عزل محمد مرسي، من رئاسة مصر في 3 يوليو الماضي.
مبادرة دراج لم تكن الأولى من نوعها فسبقها العديد من المحاولات الحثيثة لإعادتهم إلى المشهد السياسي، بدءا من مبادرة "خارطة إنقاذ الوطن" لحسن نافعة، والتي من شأنها إعادة الإخوان للمشهد السياسي، والتي تقضي بعمل مجلس حكماء يضم ليبراليين ومفكرين من الجماعة لرفض فكرة إقصائهم من العملية السياسية، المبادرة التي قوبلت بالترحيب من الإخوان، والرفض من جانب القوى المدنية واليسارية، مرورا بإعلان المبادئ العشرة لـ"وثيقة بروكسل"، والتي أعلنوا عنها في مايو الجاري، وضمت ما سُمي بـ"المعارضة المصرية في الخارج" أو بمعنى أوقع جماعات الإسلام السياسي، منها مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وحزبي "الأصالة" و"البناء والتنمية"، إلى جانب "جبهة الضمير الوطني"، نهاية ببيان الإخوان الذي دعا فيه قواعده من الشباب والمنتمين إليه بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال هذا الأسبوع، البيان الذي تجاهل عن عمد "شرعية مرسي" ومطالب عودته رئيسا للبلاد، في رسالة منه إلى الغرب على أن الجماعة جماعة سلمية تدعو لبناء واستقرار الوطن، عكس ما تشيعه عنها حكومة "الانقلاب" على حد وصفهم.
وتأتي تلك المبادرات كأحد آليات "التنظيم" للبقاء على قيد الحياة سياسيا في مصر، لإدراكه جيدا أنه في حالة وصول المشير السيسي لقصر الاتحادية، فإنه سيكون بمثابة إعلان موت الجماعة إكلينيكيا في مصر، في الوقت نفسه يقوم التنظيم بإعادة لم أوضاعه وتقسيم اركانه حتى لا يقع فريسة للضغوط الدولية إذا ما تركزت أنشطته في دولة واحدة، ولهذا ففي الوقت الذي يعيد فيه تقديم نفسه والدفاع عن أيدولوجياته وأنشطته في لندن عاصمة التنظيم الثانية، في الوقت نفسه يقوم التنظيم بعد الضغوط الخليجية المستمرة على قطر في الآونة الأخيرة، بجعل لبنان محطة إعلامية له وبالتالي لا يخنق إعلاميا، كما جعل من تركيا الدولة التي تعطيه حق اللجوء لأعضائه من خلال "جمعية رابعة"،  والتي يعد أحمد يوسف مدير مكتب الإخوان في تركيا أبرز أعضاءه، الجمعية بمثابة غطاء لتوفير الإقامة للإخوان الذين يأتون من حين إلى آخر إلى تركيا، مع توفير أنشطة ووظيفة عمل لهم، كما ستعمل الجمعية مع عدد من الجمعيات التركية في مصر التي ما زال لها أنشطة في القاهرة، في محاولة لعودة سيطرة الإخوان على بعض المشاريع الاستثمارية عبر شخصيات تابعة لهم من الباطن.

شارك