بعد السيطرة على 70% من قدرات الجيش اليمني.. هل ينجح الحوثيون في مواجهة الحلف الخليجي؟
الخميس 26/مارس/2015 - 02:33 م
طباعة
فتحت الضربات الجوية التي شنها التحالف الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد نقاط تمركز ميليشيا الحوثي المسلحة، إلى جانب استهداف قواعد عسكرية ومنصات صواريخ تسيطر عليها الميليشيا الشيعية المسلحة، تساؤلات عديدة حول قدرات الحوثيين العسكرية في صد تلك الغارات الجوية.
اللافت للنظر أن رد الفعل الحوثي على الحشود العسكرية السعودية أمس (الأربعاء) على الحدود مع اليمن، وقبيل شن الضربات الجوية، كان تهديداً بأنه في حال إقبال المملكة السعودية، على أية أعمال عسكرية، في اليمن سيتم مواجهته بكل قوة من الحوثيين.
ورجح مراقبون أن يكون للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوراً مهمًّا خلال الفترة المقبلة، عبر تقديم دعماً لجماعات الحوثي، حيث لعبت إيران دوراً بارزاً في دعم الحوثيين في الانقلاب على سلطة الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي، وهو ما أكده مراراً الرئيس هادي.
كانت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر) باستثناء سلطنة عمان، قد وجهوا ضربات جوية لنقاط الحوثيين العسكرية، وأطلقت عملية "عاصفة الحزم"، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.
وشارك في الضربة الجوية 100 مقاتلة سعودية، و30 مقاتلة إماراتية، و15 مقاتلة كويتية، و15 مقاتلة بحرانية، و10 مقاتلات قطرية، وترددت أنباء عن مشاركة الأردن بست مقاتلات، والمغرب بست مقاتلات، والسودان بثلاثة، كما قالت تقارير إعلامية أن مصر وباكستان ستشاركان بسفن وطائرات، وذلك بحسب مصادر قناة "العربية".
مصادر وفقاً لقناة "العربية" قالت: إن القوات السعودية قامت بتدمير معظم الدفاعات الجوية الحوثية، حيث تمكنت القوات من تدمير قاعدة الديلمي الحوثية، و4 طائرات حوثية، وجميع بطاريات صواريخ سام، وحذرت القيادة المركزية لـ"عاصفة الحزم" من الاقتراب من موانئ اليمن، كما تم تدمير غرفة العمليات المشتركة للحوثيين في صنعاء.
وفي أول رد فعل على العمليات، قال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي: إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدوانا على اليمن، وحذر من أنها ستجر المنطقة إلى "حرب واسعة"، وزعمت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الضربات الجوية استهدفت منطقة سكنية شمال العاصمة صنعاء مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.
البيت الأبيض من جانبه، أعلن دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجية في اليمن، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية، كانت جماعة الحوثي ووحدات متحالفة معهم من الجيش، سيطروا على مطار عدن وقاعدة جوية أخرى جنوب اليمن.
القدرات العسكرية للحوثيين
ولفتت عدد من التقرير الإعلامية، أن جماعة الحوثي تمتلك أسلحة دولة لا ينقصها إلا الطيران، إلا أن التطورات الأخيرة التي حدثت في اليمن عززت قدرتهم العسكرية ببعض المقاتلات التي سيطروا عليها من بعض القواعد العسكرية اليمنية.
وقال مراقبون: إن قدرات الحوثيين تعززت عقب سيطرتهم على صنعاء سبتمبر الماضي، واستيلائهم على معسكرات الجيش، ومن أبرز الأسلحة التي يتفوقون بها الدبابات والمدرعات من نوع "بي إم بي"، ومضادات الطيران والصواريخ والمدفعية الثقيلة.
العميد والخبير العسكري صالح الأصبحي قال: إن هناك تفوقا لصالح الحوثيين، خاصة في الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من معسكرات الجيش، بيد أنه أشار إلى أن هذه المواجهة لا تحكمها القوة العسكرية فقط، وإنما عوامل أخرى مثل الطبيعة الجغرافية، وقال: إن سلاح الجو سيؤثر لمصلحة الطرف الذي ينحاز له، لكنه أكد في الوقت ذاته أن تجربة تدخل الطيران لصالح الحوثيين في مواجهاتهم مع القبائل والقاعدة في رداع بالبيضاء جعلت هذه القوى تغير "تكتيكها" من المواجهات نهارا إلى الليل لتقليل فاعلية سلاح الطيران.
وقالت تقارير: إن هناك ثلاث مصادر رئيسية لأسلحة الحوثيين، حيث كان الحوثيون يحصلون على أسلحتهم من سوق الطلح وأسواق السلاح في مأرب خلال أول جولتين من المعارك، فكان العديد من تجار السلاح يمدهم بالأسلحة إما تعاطفا معهم؛ لأنهم زيدية، أو لأنهم مرتبطون قبلياً بكثير من المسلحين، أو انتقاماً من الجيش للتدمير الذي حل بمناطقهم.
كما عزز وجود مقاتلين حوثيين، في صفوف القبائل التي تمتلك مخازن خاصة للسلاح، وهناك القبليين الذين جندتهم الحكومة كجيش إضافي، وانضموا بعد ذلك للحوثيين.
المصدر الثالث لأسلحة الحوثيين، وهو الأهم الجيش اليمني نفسه، حيث تقف أسباب عديدة خلف هذه الظاهرة أبرزها ضيق وحدات في الجيش من النفوذ الوهابي السلفي الذي يمثله علي محسن الأحمر في المؤسسة العسكرية، وضآلة المرتبات التي يتلقاها الجنود، في حين تُقدم جماعات الحوثي مرتبات مغرية لعناصرها.
ولعل انقسام الجيش اليمني وتمزقه إلى فرق ساعد على تقوية شوكة الحوثيين، وسيطرتهم على العديد من القواعد العسكرية، ففي بداية المعارك، كانت أسلحة الحوثيين هي ما تمتلكه القبائل في اليمن عادة، (إيه كيه-47) و(آر بي جي) و(قنابل يدوية) و(آر بي كي) وعقب كل حرب، كان الحوثيون يحصلون على مزيد من الأسلحة المذكورة آنفا بالإضافة إلى (إم 2 بروانينغ) و(بنادق عديمة الارتداد) و(إم 252) و(جي 3) ومضادات خفيفة للطائرات عدلها المقاتلون الحوثيون لاستخدامها ضد الدبابات والمدرعات على الأرض.
وعدد من (إم-113) و(تي-55) وهامفي مصفحة تصفيحا خفيفاً، وهذه غنموها عقب اشتباكهم مع السعوديين عام 2009، وكان إسقاط مروحيات (ميل مي-8) التابعة للجيش اليمني كان بأسلحة صغيرة وليس بصواريخ أرض جو، فلا يمتلك الحوثيون هذه، أما حالياً فيمتلك الحوثيون العديد من الأسلحة المتطورة التي سيطروا عليها من مخازن سلاح الجيش اليمني.
وقال بحث سياسي: "إن المؤسسة العسكرية خسرت لوحدها هذا العام أكثر من ألف شهيد من أبنائها، وأن حوالي 600 منهم قتلوا على يد الحوثيين، أثناء مهاجمتهم للمعسكرات وإسقاط المحافظات، فيما قتل حوالي 400 على يد القاعدة وجماعات مسلحة غالبيتهم في عمليات اغتيال وتفجيرات وهجمات مباغتة للمعسكرات والنقاط العسكرية".
وحول خسائر الحوثيين قال التقرير إنه لا توجد معلومات دقيقة عن ضحايا جماعات الحوثي، إلا أن تقارير تقول: إن حوالي خمسة آلاف مسلح قتلوا في حروبه، من بينهم ألفا قتيل في محافظات مأرب والجوف وعمران، ومثلهم في العاصمة صنعاء ومدن أخرى مثل الحديدة وإب، وحوالي ألف قتيل سقطوا في حروب رداع بالبيضاء.
وقال التقرير: إن الحوثيين حصلوا على أسلحة نوعية من اقتحامهم لقيادة المنطقة السادسة (الفرقة أولى مدرع سابقا) والمعسكرات التابعة لها، مثل اللواء 310 في عمران، ومن القيادة المركزية لوزارة الدفاع وهيئة الأركان.
ومن بين الأسلحة التي اغتنمها الحوثيون، أخيراً أكثر من 120 دبابة من نوع ( T55-T62)، وحوالي 70 مدرعة ( BTR – BMB) .20 مدفع ( شيلكا وهاوتزر ذاتي الحركة) وحوالي 10 عربات ( كاتيوشا)، وما يقارب من 100 صاروخ ( بين حراري مضاد للطيران وغراد بر- بر)، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، إلى جانب مئات الأطقم العسكرية وعشرات المخازن للذخيرة الحية .
ومن المرجح حصول الحوثيين على شحنات صواريخ إيرانية نوعية، على الرغم من كونهم يمتلكون حوالي 70% من قدرات الجيش اليمني، فيما هم يحاصرون معسكرات أخرى فيها أسلحة نوعية واستراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى، ويتحكمون بالمطارات العسكرية بالطيارات الموجودة فيها.
وقال مراقبون إنه لم يعد هناك جيشا وطنيا بعد 21 سبتمبر من العام 2014، وكل ألويته في المناطق الشمالية والغربية والتي كانت مرهقة في صراعاتها السابقة مع الحوثيين، فيما عرف بالحروب الست سقطت في يد الحوثيين بعد اجتياحهم لقيادة الدفاع المركزية في العاصمة صنعاء مؤخرا، وإن كانت هناك وحدات في الشمال لم يتم السيطرة عليها، لكنها محاصرة وممنوعة من التحرك.
