البهرة "شيعة الحاكم بأمر الله".. النشأة والتاريخ

الأربعاء 31/يوليو/2019 - 03:38 م
طباعة البهرة شيعة الحاكم
 
البهرة شيعة الحاكم
البهرة طائفة تزعم أنها مسلمه تنبثق من الطائفة الإسماعيلية التي تدعو إلى اسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، قيل إنهم ينحدرون من سلالة العهد الفاطمي التي كانت تحكم مصر وهم مسلمين شيعة، وبعد سقوط الدولة الفاطمية هاجر الكثير منهم إلى أنحاء متفرقة، منهم من ذهب لليمن ومنهم من استقر بالعراق وشبه الجزيرة العربية.. يتميز البهرة في كونهم يجيدون التجارة بدرجة عالية جدًا، واسم البهرة مشتق من كلمة (vehru)، التي تعني التجارة في اللغة الجوجارتية الهندية، وصلت دعوتهم إلى بلاد الهند عن طريق تجارتهم وخط السير الذي كان يصل بين اليمن وتجار الهند، إلى أن أصبحت طائفة البهرة من أكبر الطوائف الإسلامية في بلاد الهند.
وتصنف الإسماعيلية البهرة، بأنها مستعلية نسبة إلى الإمام المستعلي ومن بعده الآمر، ثم ابنه الطيب، وهي طائفة ترفض العمل في السياسة وتركز على العمل بالتجارة، وانطلقوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعُرفوا بالبهرة، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة عن غيرها من المهن.
وهم  يدينون بالمذهب الإسماعيلي ويمثلون الجانب المعتدل منه، وهم في عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الشيعة الاثني عشرية في شيء، إلا أنهم يختلفون مع الشيعة الإمامية في قضية الإمامة، فهم يعترفون بستة من الأئمة الاثنى عشر فقط من الإمام علي حتى جعفر الصادق، ويأخذون بقية أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق الذي توفي في حياته. ولأجل ذلك سميت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية، تمييزًا لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصية الإمام جعفر لابنه موسى الكاظم الإمام السابع الذي لا تعترف به الإسماعيلية.

نشأة البهرة

نشأة البهرة
كان للمستنصر الفاطمي عدة أولاد منهم محمد ونزار وعبد الله وإسماعيل وحيدرة وأحمد، وكانت الدولة في قبضة بدر الجمالي وزير المستنصر ومن بعده ولده الأفضل .
وكان بدر ولده على مذهب الإمامية، مخالفًا بذلك مذهب الدولة والعائلة الفاطمية .. وأراد الأفضل تعيين أحمد الأصغر خليفة للمستنصر بعد وفاته وتصدى له نزار الابن الأكبر للمستنصر، ورفض مبايعة أخيه الأصغر الذي لقب بالمستعلي، وفر من وجه الأفضل مخافة أن يبطش به، ولجأ إلى إسكندرية حيث تحالف معه ونظما جيشا غزا الدلتا، وتصدى له جيش الأفضل فأوقع جيش نزار به الهزيمة، إلا أن جيش الأفضل استعاد قوته ودخل موقعة فاصلة مع جيش نزار بالقرب من القاهرة وهزم جيش نزار وفر إلى إسكندرية وتحصن بها وحاصرها الأفضل برا وبحرا حوالي العام. ثم استسلمت في النهاية وطلب نزار الأمان فأمنه الأفضل . 
ويروي المؤرخون أن المستعلي رفض تأمين نزار بعد أن جاءه أسيرا في قبضة الأفضل وحبسه وضيق عليه إلى أن مات، وقيل الحسن الصباح زعيم الفرقة الشهيرة بالحشاشين وهو أحد الدعاة الإسماعيلية البارزين في تلك الفرقة، خطب لنزار وعمل على تكوين فرقة له عرفت وقتها بالنزارية، وأرسل بعض أتباعه لإحضار نزار من مصر إلى فارس حيث مقر دعوته، وقيل أيضا إن نزار فر من الحصار حول الإسكندرية واتجه إلى الصباح في فارس وتزوج ابنته ونص بالإمامة من بعده على ولده منها . .
ومن المعروف تاريخًا أن الحسن الصباح كون فرقة انتحارية هدفها تصفية كل معارضي دعوته، وكان من ضحاياه الوزير نظام الملك وزير ألب أرسلان وملك شاه من ملوك السلاجقة، وقد حاولوا قتل الخليفة الآمر بأحكام الله ابن المستعلي في عام 524 ه‍، ويُذكر أن هذه الفرقة الانتحارية أصابت المجتمع السلجوقي بالرعب حيث كانت غارات الفدائيين الإسماعيليين لا تنقطع عن السلاجقة، وكما تذكر كتب التاريخ فقد كان الحسن الصباح على درجة كبيرة من الفقه وقد دون عقائده في كتب . فهو من ثم الذي أعطى الدفعة الفكرية الأولى لاتجاه النزارية وعمل على نشره في بلاد فارس وما وراءها.
 وتمكن من الاستيلاء على بعض القلاع الواقعة على بحر قزوين، منها قلعة الموت الحصينة التي اتخذوها مقرا له ولأتباعه، وبدأ يشكل خطورة على السلاجقة الذين كانوا يسيطرون على فارس والعباسيين في بغداد .
البهرة شيعة الحاكم
ولقد أدى الخلاف حول أحقية الإمامية من بعد المستنصر إلى انقسام فرقة الإسماعيلية، وانتقل هذا الخلاف إلى الهند التي كانت قد وصلتها دعوة الشيع من قبل ظهور الفاطميين عن طريق اليمن، ثم عن طريق البحرين بعد ظهور الفاطميين.
واتجه شيعة الهند القُدامى إلى تبني الدعوة المستعلية، وأصبح يطلق عليهم اسم البهرة ، وهي تعني بالعربية: تاجر.. وربما كان سبب ظهور كلمة البهرة وإطلاقها على اتجاه المستعلية يعود سببه إلى العلاقات التجارية التي تربط هؤلاء الهنود الشيعة بمصر واليمن، من هذا ارتبطت المستعلية بمصر ارتباطًا روحيًا لكونها تمثل قاعدة الفاطميين، وبها مراقد أئمتهم وآثارهم، بينما أخذت النزارية طابعًا إقليميًا وحصرت نفسها في محيط الهند ولم تعد ترتبط بمصر ذلك الارتباط الروحي الذي يوجب عليها الهجرة إليها كما هاجرت فرقة المستعلية .
استقر البهرة واندمجوا في المجتمع الهندي الذي يتسم بالتسامح وتعدد الأديان، ومع انفتاح دول الخليج هاجر إليها البهرة للعمل شأنهم شأن بقية الآسيويين، وتوجد أعداد كبيرة منهم في الإمارات العربية المتحدة وخاصة في دبي التي يعتبرونها مركزاً لهم، كما يتواجدون في بقية دول الخليج، كما أنهم لهم تاريخ عريق في اليمن التي تعتبر تابعة لمحافظة صنعاء.
البهرة شيعة الحاكم
ويُحاول البهرة أن يكون طراز حياتهم فاطميًّا، فقد كانوا أولاً في المدينة إلى أيام جعفر الصادق ثم انتقلوا إلى عدة مراكز وأرادوا أن يقيموا دولة، فأقاموها أولاً في "أبكجان" بالجزائر، ثم بَنَوا عاصمتهم "المهدية" في تونس، واختاروا "المنصورية" عاصمة لهم، ثم القاهرة، وقد تم ذلك في عهد أربعة أئمة: المهدي بالله، القائم بأمر الله، المنصور بالله، ثم المعز لدين الله الذي نقل العاصمة إلى القاهرة، وبعده جاء العزيز بالله، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر بأحكام الله، والأخير هو الإمام العشرون في عداد الأئمة الفاطميين بعد علي بن أبي طالب، وابنه "الطيِّب" هو الحادي والعشرون، والإمام الآمر هو الذي أمر بحمل ابنه الإمام وإبعاده عن القاهرة إلى بقعة أَخفَوها عن الناس، ثم أقاموا لهم في اليمن نائبًا، فالفاطميون يعتقدون أن الأئمة من نسل الإمام الطيِّب، وأن النواب والدعاة تسلسلوا من نسله إلى وقتنا هذا، فوجود الداعي يدل على وجود الإمام. وسوف يأتي يوم يَظهَر فيه الإمام. يقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين: نحن نختلف مع الاثني عشرية، فالذي اختفي عندهم هو الإمام الثاني عشر والذي سيظهر بشخصه يومًا ما، أما نحن فنقول: إن الذي اختفي هو "الطيب"، وحين انتهى عمره الطبيعي خلفه ابنه إمامًا، وهكذا فنحن لا نعتقد أن الإمام يعيش فوق عمره الطبيعي.

فرق البهرة

فرق البهرة
بهرة داودية
البهرة الداودية أحد فرق البهرة أو الإسماعيلية المستعلية، وهي الفرقة التي اتبعت الخليفة الفاطمي المستعلي بالله، مقابل أخيه نزار بن معد الذي اتبعه نزارية، وبعد غيبة إمامهم الواحد والعشرين الطيب أبي القاسم تولي النيابة عن الإمام الغائب ما يعرف بالداعي المطلق.
بعد وفاة الداعي المطلق محمد عز الدين بن الحسن سنة 946 هـ / 1539م، أصبح الداعي الهندي يوسف نجم الدين بن سليمان (توفي 874 هـ / 1567 م) داعيا مطلقا للدعوة الطيبية التي انتقل مركزها من اليمن إلى الهند. فانتشرت الدعوة الإسماعيلية في الهند منطلقة من ولاية كوجرات غربي الهند. واستجاب لتلك الدعوة جموع غفيرة من الهنود من طبقة التجار، وهم ممن يطلق عليهم باللغة الكوجراتية اسم البهرة۔
الداودية والسليمانية
عقب وفاة الداعي المطلق السادس والعشرون داود بن عجب شاه، في سنة 999 هـ / 1591 ميلادي حدث انقسام في هذه الفرقة، حيث انتخب بهرة كجرات _ الذين يشكلون الأغلبية بين أفراد الفرقة _ الداعي المطلق السابع والعشرين داود برهان الدين بن قطب شاه (توفي سنة 1021 هـ / 1612م) خليفة لسلفه، وبعثوا بنص الانتخاب إلى أصحابهم في اليمن، وهؤلاء هم الداوودية، ومركز الدعوة الداودية في الهند ولهم جامعة في سورات تسمى السيفية تدرس علوم مذهبهم.
ولكن بعد فترة انتخب عدد محدود من أفراد هذه الفرقة الداعي المطلق السابع والعشرين سليمان بن الحسن، والذي كان في عهد سلفه مسئولًا عن الدعوة باليمن، هو صاحب النص الشرعي والخليفة لداود بن عجب شاه. ولديهم وثيقة لا تزال محفوظة لدى الدعوة السليمانية، وقد عرف بالسليمانية.
وفي سنة 1005 هـ / 1597م، تُوفي سليمان في أحمد آباد، وعُرف مؤيدو سليمان باسم السليمانيين، ويدعى ممثله الرئيس في الهند باسم (المنصوب)، مركز دعوة السليمانيين اليوم في مدينة نجران السعودية، حيث أغلب الإسماعيلية في نجران سليمانية ولهم اتباع في الهند واليمن، ويمثله اليوم الداعي المطلق عبدالله بن محمد المكرمي .
البهرة العلوية
تأسست البهرة العلوية منذ زمن قريب، ففي عام 1980 حدث انقسام جديد داخل البهرة الداودية، حيث انتخب البعض الداعي المطلق ضياء الدين صاحب ولقبوا بالبهرة العلوية، وينتشرون حاليا في بعض مدن الهند وهم أقل طوائف البهرة الثلاثة عددًا.

صفات البهرة

صفات البهرة
يوقر البهرة زعيمهم بشكل يزيد بكثير على توقير السنة للمشايخ، أو الأزهريين المعممين، ويسمونه البرهان.
ويشتهر البهرة بالتعصب الشديد لمذهبهم وعقيدتهم وتقاليدهم التي ورثوها من قادتهم وزعمائهم (إسماعيلية اليمن المعروفين بالصليحيين )، فهم يحافظون عليها محافظة تامة ولا يقبلون تبديلا لتلك التقاليد أو تطويرها ومن مظاهر ذلك: 
1ـ الزي الخاص بهم رجالًا ونساء، حتى أن الناظر المتمعن فيهم يعرف البهري من غيره.
2ـ لهم أماكن خاصة للعبادة لا يدخلها غيرهم أطلقوا عليها اسم جامع خانة فهم لا يؤدون فريضة الصلاة إلا في الجامع خانه مع رفضهم لإقامة الصلاة في المساجد التي لغيرهم من المسلمين.
ورغم اتفاق البهرة ظاهريًا مع غيرهم من المسلمين في العبادات والشعائر فإنهم يعتقدون عقائد باطنية بعيدة كل البعد عند معتقد أهل السنة والجماعة، فهم مثلا يؤدون الصلاة كما يؤديها المسلمون، ويحافظون على حدودها وأركانها كالمسلمين تمامًا، ولكنهم يقولون إن صلاتهم هذه للإمام المستور من نسل الطيب بن الآمر، ويؤدون شعائر الحج كما يؤديها المسلمون ولكنهم يقولون إن الكعبة التي يطوفون حولها هي رمز للإمام، وهكذا يذهبون في عقائدهم مذهبًا باطنيًا يلتقي مع التيار الباطني العام، يقوم أعضاء الطائفة بجمع مبلغ شهري من كل الأعضاء للإنفاق على المشاريع المشتركة وذلك مصدر التمويل.
وقد زاد من الصدع بين البهرة والناس السماح باختلاط الرجال والنساء في الصلاة، ما دعا جماعات البهرة إلى اتخاذ ركن في المسجد للصلاة، وإن كان الناس قد تعودوا عليهم وألفوهم.

عقيدتهم

عقيدتهم
 1- يعتقد البهرة بألوهية أئمتهم، فيصلون كما يصلي المسلمون ولكنهم يقولون إن صلاتهم للإمام الإسماعيلي الطيب بن الآمر الذي داخل الستر سنة 525هـ "حسب اعتقادهم" وأن أئمتهم المستورون من نسله إلى يومنا الحاضر، وقد نشرت جريدة "من" الباكستانية بتاريخ 6/10/1977م تقول: "رجل بوهري يسجد لكبير علماء البهرة".
2- يقدمون صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين وهكذا الحج إلى بيت الله الحرام.
وينقل الشيخ محمد نجم الغني عن أحد حجاج البهرة قوله في أداء مناسك الحج فيقول: "إنا وصلنا عرفات قبل الناس، كما وصل إليها إسماعيلية اليمن... وقد أدى جميعنا مراسم الحج قبل الناس بيومين، وحين تجمهرنا في عرفات تحت قيادة عالم إسماعيلي يمني أحاط بنا جمع من أهل السنة، وسألونا عما نعمل قبل الوقفة، فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة، فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج، ثم انصرفنا إلى مزدلفة، وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينة، وكلما سألنا الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم بأنا قادمون من الطائف، سننزل مكة، ثم نقدم منها إلى عرفة، وهكذا قضينا تلك الليلة، ثم عدنا إلى عرفة، وسرنا شركاء لعامة الحجيج".
3- أباحوا الربا علانية عطاء وأخذا.
4- يرون أن الكعبة هي رمز للإمام.
5- إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، فهم يدفعون أموالاً طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد.
6- يعتقدون أن الإمام الطيب بن الآمر دخل الستر "الغيبة" في الكهف.
7- يعتقدون أن الأئمة الثلاثة "أبو بكر وعمر وعثمان" مغتصبون الخلافة من علي بن أبي طالب.
8- يعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي بن أبي طالب وهم معصومون من الخطأ!
9- يحترمون القرآن الكريم ظاهرياً ويفسرونه تفسيراً باطنياً شيطانياً.
10- قبلتهم في صلاتهم يتوجهون إلى قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين، المدفون في مدينة بومباي في الهند ويطلقون عليه اسم "الروضة الطاهرة".
11- وتجب عليهم الصلاة في العشرة أيام الأولى من شهر محرم، وفي غيرها لا تجب عليهم الصلاة، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى – الجامع خانة – وإذا لم يذهب الشخص منهم إلى الجامع خانة في العشرة أيام الأولى من محرم يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان.
12- والزكاة والصيام والحج عندهم معاني غير التي نفهمها.
13- كل فرد قبل أن يسافر يذهب إلى الروضة الطاهرة ويطوف بها عدة مرات.
أما أركان الإسلام عندهم فهي سبعة الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والولاية، والطهارة، وتتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام، ويقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين، قولنا بالطهارة احتياط، لأننا في وسط بيئة غير مسلمة بالهند وهم في صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، بل يصلونها ظهرًا، ويصلون العيد دون خطبة أربع ركعات، ويقدسون مأساة كربلاء لمدة عشرة أيام، ويحتفلون بيوم الغدير في يوم 18 من ذي الحجة، حيث تمت الوصية للإمام علي، يصومون فيه ويُجدِّدون العهد للداعي المطلق في بومباي أو الدعاة المبايعين وهم نوابه في الأقاليم وأتباع الداعي يُطيعونه طاعة عمياء، وهناك عهد قديم بالولاء للإمام الطيب والإمام المنتظر والداعي المطلق عندهم معصوم في كل تصرفاته. 
ويقول سلمان رشدي مندوب سلطان البهرة في اليمن، إنهم لا يسجدون إلا لله، ويعتقدون بأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن حينها والإمامة تتوالى من والد إلى ولد من نسله‏.‏ 
ويؤكد رشدي أن أتباع الطائفة يعرفون أسماء الأئمة حتى الإمام الطيب الحادي والعشرين الذي اختار الستر، والمقصود بالستر أنه اختفي لكنه موجود الآن ليس بشخصه، فالداعي المطلق السلطان برهان الدين ينوب عنه ويقيم دعوته‏.‏‏ 

أحوالهم الاقتصادية

أحوالهم الاقتصادية
كثُرت التساؤلات حول الأموال والدور الاقتصادي الكبير الذي لعبته طائفة البهرة في العالم العربي والإسلامي، فقد لعبت الطائفة دورًا كبيرًا في ترميم المساجد التاريخية في اليمن ومصر والعراق وسوريا، وغيرها من الدول المهمة عقائديًا للبهرة.
فقد اشتهرت البهرة بالتجارة والاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، وتعد من أكثر الطوائف الإسماعيلية ثراءً، وتولى الدكتور محمد برهان الدين (توفي في يناير الماضي عن عمر 103 عام) رئاسة الطائفة خلفاً لوالده الدكتور طاهر سيف الدين الذي توفي عام 1960، ويُعد محمد برهان الدين من كبار أثرياء الهند، إذ يُقدر دخله في السنة بنحو 220 مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة «خمس الأموال»، استطاع من خلالها شراء وإنشاء أكثر من عشرين مصنعاً كبيراً في الهند وباكستان وغيرهما، وله فنادق ضخمة مثل فندق أمبيسدر أوتيل وفندق سند زهاوس، واشترى مشروع المياه الغازية كوكاكولا في بومباي، يطلق محمد برهان الدين على نفسه اسم السلطان وعلى أبنائه اسم الشاه زاده "الأمراء"، وعلى بناته الشاه زادي "الأميرات"، ويسمى مبعوثه الهندي الذي ينوب عنه في إدارة شئون أتباعه في الأقطار الأخرى بالأمير. 
ومن أعمالهم أنهم قاموا بإصلاح ضريح كربلاء والنجف والضريح الفضي لمشهد رسول حسين والسيدة زينب في القاهرة، كما عملوا قبة من الذهب فوق ضريح الحسين المزعوم في القاهرة، وترميم جامع "الأنوار" الكبير الذي بناه الخليفة الفاطمي قبل ألف عام).
ويعتبر البهرة بوضعهم الحالي ورثة الفاطميين المصريين، وأمناء دعوتهم عقيدة وتشريعا، ومؤلفات العهد الفاطمي هي المصادر المعتمدة لباطنيتهم دون ريب، وإن كنت ترى أن عامتهم قد تأثر بالهندوسية والفكر الغربي معاً في الآونة المعاصرة، وأخذ يتخلص من قيود التكتم والانزواء، وأسرار الدعوة وفلسفة اليونان، غير أن زعيمهم "الداعي المطلق" مازال محور الحركة والتكتل، لذا لا يسهل النفوذ إليهم، والوصول إلى ما عندهم، وما يحتفظون به من وفاق أو خلاف مع شرع الله، ويعود ذلك إلى أن قوام الدعوة الإسماعيلية هو الإخفاء وعدم العمل في وضح النهار، فإن كان أعداؤهم الأمويون والعباسيون في الأزمة الغابرة أجبروهم على ذلك السير، فقد تمت السيطرة على جزء غير يسير من العالم الإسلامي إبان عهد الفاطميين في مصر، والصليحيين في اليمن، غير أن دعوتهم لم تظهر من وراء القضبان الحديدية، ولا تزال كذلك رغم انتشار العلمانية والإلحاد في الدول التي يسكنونها الآن، وإنهم اليوم في مأمن على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم إن أرادوا الكشف عما يُبيتون في ظلام الليل.
وعدد المحلات التجارية والمؤسسات كما أحصاها مؤلف كتاب "غلشن معلومات" 18331 منها محلات للظروف المعدنية وللمواد الغذائية وللثياب، ولهم بعض مصانع الزجاج والصفائح والأخشاب والأدوات الكتابية والعطورات والأدوية والمجوهرات... إلخ.
وتمتاز هذه المحلات بأنه لا يوجد فيها أي محل للمسكرات والمخدرات والخمور والسجائر، فإن استعمال هذه الأشياء ممنوع منعاً باتاً فيهم وإن كان الجيل الجديد استباحوا السيجارة وعمت البلوى ومع ذلك ملتزمون بالامتناع عن تجارة هذه الأشياء.

أحوال البهرة العلمية والثقافية

أحوال البهرة العلمية
ويرى بعض الباحثين أن نشاطاتهم العلمية متقدمة ويشيدون بذكرها بأن طائفة البهرة أحرزت في حياة الداعي الراحل الواحد والخمسين "طاهر سيف الدين" تقدماً ملحوظاً لم يسبق له مثيل خلال ثمانية قرون من تاريخ الدعاة الفاطميين، وفي المرافق التعليمية والاقتصادية والتنظيمية، ومنذ أن تولى منصب "الداعي المطلق" عام 1915، قام برحلات إلى مراكز الطائفة في الهند وخارجها لتنظيم شئون الدعوة، وتم تحت زعامته بناء أكثر من 350 مسجداً ونحو 300 مدرسة خاصة بأتباعه ومن المعاهد العلمية الكبيرة الجامعة السيفية "الأكاديمية" العربية بمدينة سورت" بولاية كجرات وتعتبر الجامعة السيفية مركز التعليم للمذهب الفاطمي في العالم اليوم، ويفد إليه الطلاب من أبناء الطائفة من البلاد العربية والإفريقية والأوروبية وغيرها، وهناك نشاط في تعليم بناتهن تعليماً دينياً إلى حد التأويل.
واما عن لغتهم فالبهرة الغجراتيين يتكلمون بالغجراتية الخالصة وهم الأغلبية وأما بواهر "اندور" و"أجين" و"رتلام" و"رام فور" فيتكلمون الهندية الممزوجة بالغجراتية وتوجد في مخاطباتهم ألفاظ عربية بكثرة، وذلك لأن كتبهم الدينية كلها باللغة الغجراتية التي كانت تكتب بالخط العربي ويكثر فيها ألفاظ وتراكيب عربية، وإن كانت هذه الكتب قد توجد بالخط الغجراتي أيضاً في هذه الأيام، والمراسيم الدينية من قبل الداعي والقائد الأعلى تصدر باللغة العربية الفصيحة وكل مقدمة من الرسائل تبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين والأئمة الدعاة أجمعين وذلك باللغة العربية، ولو كان الكتاب في لغة ما، وعامة البهرة الذين لا يفهمون اللغة العربية يستفهمونه من أئمة المساجد أو العمال.

أحوالهم الاجتماعية

أحوالهم الاجتماعية
ولهم عادات وطقوس هندوسية في حفلات الزواج فيستعملون معجون الكُركُم على جسم العريس في تلك الأيام، ويقومون بتقاليد وثنية في استقبال العريس بإيقاد السرج، ويفرشون طريق العريس بالنقود المالية الثمينة.
وهؤلاء يلتزمون بالأصول الدينية عندهم والرسوم المذهبية ونساؤهم أشد في ذلك فلا يرغبن في الخروج على تقاليد الطائفة في الزواج مثلاً، ويحاولن لإبقاء رجالهم في حدود الدين، ونسبة التعليم في النساء أقل لأن الطبقة الكهنوتية لا تشجعهن على ذلك، كما يقومون بعمل حفلات زفاف جماعي من أجل توفير النفقات ودعم المتزوجين حديثا.
وإذا مات فيهم أحد يقومون بإقامة الولائم بعد التكفين، وفي اليوم الثالث والتاسع والأربعين وبعد تمام السنة، ولا يقام أي فرح من الأفراح خلال أربعين يوماً حداداً على الميت، وتوجد فيهم أوهام الوثنيين الهنادك، مثل اعتقاد حلول أحد في جسم أحدهم ويتشاءمون بمرور الجنازة من أمامهم، ويستعملون التمائم والتعاويذ خوفًا من إصابات العين.

نشيد بهري

نشيد بهري
ربما تكون طائفة البهرة الطائفة الوحيدة التي يكون لها نشيد- يشبه السلام الوطني للدول- يؤكد محمد برهان الدين عند زيارته للدول الإسلامية على ضرورة مقابلة رئيس الدولة وكبار الحكومة، وقد كان الاستعمار البريطاني يستقبل والده بواحد وعشرين طلقة مدفع، كما يستقبل الملوك والرؤساء، كذلك يصر الداعي على أن تصحبه المواكب الضخمة وسيارات الرئاسة في البلد المضيف والموسيقى العسكرية التي تعزف بالنشيد البهري الخاص.

عددهم في العالم

عددهم في العالم
يقدر عدد البهرة في العالم، بنحو 12 مليون شخص، وتنتشر الطائفة في 500 مدينة وقرية في الهند ومراكزهم الرئيسية هناك بومباي، وجاجارت، ومهرا شاترا، ووراجستران، وتاميلاندو، وسورت ويقدر عددهم اليوم بحوالي مليوني نسمة، ويوجد حوالي 300 ألف يعيشون في باكستان وبريطانيا وسيلان ويوجد في تنزانيا وكينيا وفي دول الخليج كالكويت والإمارات" دبي"، واليمن، وأخيرًا في مصر أساس فكرهم.

الانضمام إلى الطائفة

الانضمام إلى الطائفة
لا يقبل من أراد أن يكون من أبناء هذه الطائفة، إلا بعد أن يتم تزويده بكتب عنها لقراءتها، كما أنه يخضع لاختبارات عديدة حتي يتم التأكد من أنه بالفعل يرغب بالانتماء لطائفة البهرة عن قناعة كاملة، ودون أن يكون لديه أي أغراض أخرى كرغبته في الزواج من إحدى بنات البهرة مثلًا، حيث إن الطائفة لا توافق أبدًا على أن تتزوج أي فتاة من بنات الطائفة بشخص ليس من الطائفة. نفسها

البهرة في الهند

البهرة في الهند
انتقلت زعامة الطائفة الداؤودية من اليمن إلى الهند سنة 944هـ، بعد ضعف الإسماعيلية في اليمن ومحاربة أئمة الزيدية (الهادوية) لهم، حيث انتقلت من الداعية اليمني محمد عز الدين إلى أول داعٍ هندي هو يوسف نجم الدين من عائلة (تارمل)، وهو الداعي رقم 24 في سلسلة دعاة الداؤودية، ومع الزمن أصبحت نيابة الإمام المستتر (الطيب ابن الآمر) – كما يزعمون- حكراً على أبناء تارمل، ولهذا يقول سلمان رشيد مندوب سلطان البهرة في اليمن لجريدة (الثقافية) إن داعي الإمام (النائب عنه) هو من يعرف الإمام المنتظر إذا خرج، ويضيف أن الإمام لديهم يأخذ عمره الطبيعي أثناء مراحل الاستتار ثم يوصي لابن من سلالته بالإمامة، أي: أن الإمام سيظهر ليس هو الإمام الذي استتر لأول مرة (الطيب بن الآمر) قبل عدة قرون، بل سيكون واحد من سلالته (يلاحظ أنهم يختلفون عن الاثني عشرية في مسألة الإمام المنتظر، فالاثنا عشرية يعتقدون بأن إمامهم المستور قبل عدة قرون هو نفسه الذي سيظهر وإن تأخر ظهوره، أما البهرة فيؤمنون بالعمر الطبيعي لإمامهم المستور.
وجاء في مجلة (الأهرام العربي 333) أن الملكة أروى بنت أحمد الصليحي زعمت بأنها أخفت الطيب ابن الآمر، وجعلت نفسها كفيلة ونائبة عنه في تولي شؤون الدعوة الإسماعيلية الفاطمية، أما طقوسهم الدينية السنوية في اليمن فتبدأ بزيارة سلطانهم إلى اليمن، حيث يجتمع الآلاف في قرية الحُطيب الحرازية، وتقع الحُطيب على جبل شاهق ينتصب في أعلاه حصن منيع يحمل فوق رأسه جامعاً قديماً بني منذ تسعمائة سنة – في عهد الصليحيين- يصعدون إليها من جهة واحدة فقط لزيارة الضريح، وفي مولد (الولي) يحمل (الحجاج) البهرة سلطانهم على كرسي له ثمانية مقابض (ويروى أنهم عند حملهم للسلطان يقرؤون قوله تعالى "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"، بينما تنفي الطائفة هذا القول بشدة.
أما لباسهم الرسمي فهو على الطريقة الهندية وباللون الأبيض، ولهم قبعات مطرزة بخيوط ذهبية، ونساؤهم يلبسن الرداء على الطريقة الهندية بألوان وردية وسماوية وبيضاء أيضاً. 

البهرة في مصر

البهرة في مصر
أثار تزايد أعداد طائفة البهرة، علامات استفهام في مصر، خاصة فيما يتعلق بأنشطتهم التي أصبحت ظاهرة بشكل كبير، حتى إن سلطان البهرة محمد برهان أصبح يأتي إلى مصر كل عام للاطمئنان على رعاياه وأبناء الطائفة كما يحتفلون هم بمولده أمام مسجد الحاكم بأمر الله في قلب القاهرة.
وفي المهندسين وشارع سوريا تحديداً يوجد للبهرة مكتب يدعى «مكتب سلطان طائفة البهرة في مصر»، يقوم بعمل المنسق بين أبناء الطائفة وهو ما يدعو للتساؤل حول حجم أعداد الطائفة في مصر ونشاطاتها غير الظاهرة.
واستقر البهرة في مصر في ستينيات القرن العشرين، ويقيمون احتفالاتهم حول مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر في ميدان الليمون، في منطقة القاهرة الفاطمية. ويعتقدون بأن المهدي المنتظر سيبعث من أحد الآبار السبعة داخل مسجد الحاكم. .
ويحتفل البهرة في مصر بمولد زعيمهم محمد برهان الدين سلطان في 11 مارس من كل عام. وتقام احتفالات على مدار أسبوع كامل داخلي مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر. في وقت الاحتفال يزدحم مسجد الحاكم بأمر الله عقب صلاة الفجر بالبهرة مرتدين زيهم الباكستاني المميز، حيث يؤدون الصلاة دون تفريق بين الرجال والنساء. ويرددون الترانيم ويطوفون بضريح الحاكم بأمر الله في صحن المسجد، حيث يحجون إليه كل عام ويمثل قبلة البهرة في مصر ثم تدافعوا يشربون من بقعة من أرض الجامع يعتقدون أن الحاكم بأمر الله شرب منها قبل أن يطوفوا رافعين الرايات والاعلام في شارعي المعز لدين الله الفاطمي والجيوشي والعودة مرة أخرى الى مسجد الحاكم بأمر الله وفي صلاة الظهر ينقسموا للصلاة في مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر اللذين يشرفان عليهما رغم تبعيتهما للأوقاف، ثم يخرج أهالي الطائفة الى الشارع يوزعون الصدقات والأموال على الفقراء طالبين منهم الدعاء للسلطان محمد برهان الدين بالعمر المديد.
ويشرف البهرة على تجديد وتنظيف مسجد الأقمر، وحصلت البهرة على تصريح من وزارة الداخلية المصرية لإقامة هذا الاحتفال السنوي ويتم دعوة كبار رجال الدين السنة المسلمون كل عام، ويأتي الاحتفال مئات من البهرة من مصر واليمن وباكستان والهند وإيران ويسير موكب الاحتفال عبر شوارع القاهرة الفاطمية.
وفي منطقة المرج حيث ضريح "الأشتر" الذى يعتقدون أن الإمام المالك الاشتر مدفون هناك ويحتفلون بمولده، و يتوافدون الآلاف على الضريح في شهور مختلفة من السنة .
ويعتبر فندق الفيض الحكمي مقر طائفة البهرة في مصر، ووجهة كل أبناء الطائفة في العالم، وقد تراه فندقاً عادياً في البداية بمستوى متوسط ولكن عند البحث تجد أن الفندق لا يدخله المصريون ولا السائحون الأجانب من الدول الأوروبية وأتوبيسات السياحة تنقل الهنود والباكستان من أتباع الطائفة إليه يومياً.

علاقة البهرة برؤساء مصر

علاقة البهرة برؤساء
وعلاقة زعيم البهرة  الراحل محمد برهان بمصر مرت عبر تاريخها بالعديد من العقبات، فما أن أستطاع برهان الدين ترتيب لقاء بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر والتنسيق معه لرعاية أبناء الطائفة وعدم التضييق عليهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية حتي جاءت محاولة جماعة الإخوان لاغتيال عبدالناصر والمتمثلة في حادث المنشية الشهير وهنا بدأت إجراءات أمنية مشددة تهدف إلي منع الاجتماعات فانزوت الجماعة ومارست طقوسها في هدوء.
ولكن الطائفة وجدت طريقها إلي مصر مر أخري عبر ترميم المساجد وهو الإجراء الذي كانت تتتبعه في كل دول العالم فعبر تاريخ الطائفة علي مستوي العالم ساهمت بعض جهود سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين في إحياء الآثار الفنية الإسلامية والفاطمية وترميمها حيث قام بترميم الجامع الأقمر وترميم الجامع الجيوشي وترميم وإعادة بناء مسجد اللؤلؤة وبناء ضريح السيدة زينب ومقصورة السيدة رقية.
وبالفعل نجحت هذه الخطة لإعادة تواجد البهرة بشكل قوي في كل أنحاء العالم وبمصر بصفة خاصة، حيث أحرزت جهود سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين وإنجازاته في جميع المجالات، تقديرًا عالميًا ملحوظًا، كل ذلك من قبل عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية، وعدد من الجامعات العربية والإسلامية، حيث قامت جامعة الأزهر تحت مشيخة الدكتور أحمد حسن الباقوري، وبتوجيه من رئيس الجمهورية المصرية آنذاك جمال عبدالناصر بمنحه درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية Honoris Causa  بتاريخ 31 مارس 1966، تقديرًا لجهوده الخيِّرة في العمل علي توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
وفي عهد السادات قام برهان الدين بترميم الجامع الأنور بالقاهرة، وهو من أعظم المساجد الأثرية الإسلامية الفاطمية وأضخمها، وقد كان قبل الترميم في حالة يرثي لها، تراجعت لها عن ترميمه كثير من المنظمات الأثرية بمن فيها منظمة اليونيسكو، رممه سلطان البهرة مع أبناء طائفته في 28 شهرًا، وافتتحه سنة 1981 مع رئيس جمهورية مصر العربية آنذاك محمد أنور السادات وعدد كبير من الوزراء والمسئولين، كما تم تكريمه بـوشاح النيل علي يد الرئيس أنور السادات عام 1971، ولكن بعد اغتيال السادات عام 1981، ولم يكن ذلك استهدافا خاصا بهم وإنما ضمن المطاردات الأمنية لكل الجماعات الدينية، ونال البهرة نصيبا من هذه المضايقات، فعادت الطائفة إلي إخفاء طقوسها الدينية.
وفي عام 2005 التقي محمد برهان الدين الرئيس الأسبق حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ، وكانت بمثابة لقاء تمهيدي يعيد فيه برهان الدين المياه إلي مجراها، حيث قام بعد ذلك في مايو 2007 بزيارة خاصة لمصر زار خلالها مزارات آل البيت وتفقد أحوال الطائفة ومشروعاتها في مصر واختتم الزيارة بلقاء الرئيس الأسبق مبارك، حيث أعرب عن تقديره وشكره للرئيس الأسبق لرعاية مصر للسياحة الدينية التي تقوم بها طائفة البهرة ورعايته لمساجد آل البيت وأما الحديث الذي دار بينهما فقد كان حول استثمارات الطائفة في مصر خاصة بمدينة السادس من أكتوبر، حيث تقيم مصانع للرخام والبلاط والزجاج والسيراميك كما تحدث عن توجهات الطائفة لتوجيه هذه الاستثمارات إلى باقي قطاعات صناعة البناء، كما تم تكريم برهان الدين بـوشاح النيل مرة ثانية على يد حسني مبارك.

البهرة في اليمن

البهرة في اليمن
تعتبر اليمن أهم البلدان لدي طائفة البهرة، وقد زارها السلطان الراحل محمد برهان أكثر من مرة، فهي تعد البلد الأهم في عقيدة البهرة، لأنه في نظرهم مقر الإمام المستتر (الطيب بن الآمر) الذي سيظهر آخر الزمان ويحكم الناس، أما الآن فينوب عنه (الدعاة المطلقون) – حسب معتقداتهم - وآخرهم محمد برهان الدين الذي يحمل الرقم الـ 52 في الترتيب.
كما زار سلطان الجديد للبهرة مفضل سيف الدين و الوفد المرافق له محافظة عدن اليمينة خلال مارس الماضين ضمن زيارته سلطان البهرة لليمن.
و يقول سلمان أكبر -نائب السلطان- عن استتار إمامهم: "ولا يعني أن دعوة الإمام المستتر غير موجودة في اليمن وإنما هي موجودة، وأتباعه دائماً موجودون هنا، أما الدعاة المطلقون فقد انتقلوا إلى الهند".
ومن أسباب اهتمامهم باليمن وجود ضريح (حاتم الحضرات) في قرية الحطيب في حراز (غرب صنعاء)، وهو مزار ديني يأتي إليه الآلاف من أتباع الطائفة من مختلف دول العالم كل سنة، وتقام عنده الاحتفالات الدينية والاجتماعية
المستعلية) في اليمن فيدّعون أن له ولداً يسمى (الطيب)، ويقولون أن والده (الآمر) أرسل سجلاً بذلك إلى ملكة اليمن أروى بنت أحمد الصليحي (أو سيدة بنت أحمد الصليحي، حسب تسمية بعض المصادر التاريخية).
وأما عن مصير (الطيب) يقول أتباعه إنه استتر – بعد مقتل أبيه - خوفاً من عبد المجيد (ابن عم أبيه) الذي استأثر بالحكم الفاطمي دونه، وعلى هذا الأساس جعلوا له نواباً (أئمة مطلقين) يقومون - نيابة عنه- بزعامة الطائفة. وكان أول من تقلد هذا المنصب هو (الإمام المطلق) الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي الهمداني عام (520هـ) في اليمن إبان حكم أروى بنت أحمد الصليحي التي أعلنت استقلالها عن الدولة الفاطمية في مصر.
وتعاقب أئمة الفرقة المستعلية بعد الذؤيب حتى كان الإمام السادس والعشرين (داوود قطب شاه)، وبعده انقسمت الطائفة إلى قسمين:
قسم أيد داوود قطب شاه، واعتبروه الإمام السابع والعشرين؛ فسُموا (الداوودية) وهم (البهرة)، ويُسمون أيضاً (الدُّوَّد)
وقسم قال بإمامة سلمان بن حسن، واعتبروه الإمام الـ (27)؛ فسُموا (السليمانية)، وهم (المكارمة) نسبة إلى المكرم زوج الملكة أروى، وزعامتها الدينية (أي المكارمة) موجودة في نجران، وهم موجودون أيضاً في شرق حراز بجوار (البهرة)، إلا أنهم أضعف من البهرة، وليس لهم احتفالات معلنة كالتي لدى البهرة.
وتعد الثورة اليمنية عام 1962م البداية الفعلية للاستقرار لدى هذه الطائفة داخل اليمن، فقد استفادت من زوال النظام الملكي بصنعاء، الذي كان لا يألو جهداً في محاربة هذه الطائفة فكرياً وعسكرياً، وللإمام يحيى حميد الدين فتوى شهيرة بتكفير هذه الطائفة وإباحة دماء أتباعها وأموالهم أينما وُجدوا، وجاء العهد الجمهوري ليفتح المجال أمام البهرة في ممارسة طقوسهم وشئونهم الدينية والاجتماعية.
وظهرت نتائج ذلك على أرض الواقع: فقد انتشرت مدارسهم الدينية ومساجدهم، وتوسعت تجارتهم بدعم كبير من زعمائهم داخل اليمن وخارجها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاعوا التغلغل داخل السلطة وفي مختلف أجهزة الدولة، والتحق العشرات منهم في "مختلف وحدات الجيش وفي الشرطة، ويحملون رتباً عسكرية رفيعة"، حسب ما قاله أحد زعماء الطائفة في حوار مع جريدة (الراية) القطرية في 28 مايو 2005، وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، استطاع كسب تأييد أبناء البهرة في عدد من الفعاليات السياسية، أبرزها الانتخابات، ومن ذلك ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية –إبان الانتخابات الرئاسية في عام 1999م- حول وجود دعم مالي كبير من محمد برهان الدين سلطان البهرة للرئيس في حملته الانتخابية.
واليمن تُعد قبلة الأطماع الإسماعيلية منذ نشأتها الأولى، وأنهم يعتقدون أن دولتهم الجديدة سيكون مولدها في اليمن، ويستدلون بقوله _تعالى_: "كما بدأنا أول خلق نعيده"، وقد حذر علماء ووجهاء محافظة "إب" من مخطط البهرة للانقلاب ضد السلطة وتكوين دولة جديدة، ففي بيان شديد اللهجة صادر عن علماء إب – في السنة الماضية- توضيح لتحركات البهرة في اليمن، وحذر من تسلمهم المناصب، كما حذر من السماح لهم بشراء الأراضي والبيوت المجاورة للجامع الكبير بمدينة جبلة محافظة إب، كما حذر من تسليمهم قصر السلطنة (قصر الملكة أروى) في نفس المدينة.

البهرة في منطقة نجران السعودية

البهرة في منطقة نجران
هنال الآلاف من البهرة في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، وهم من البهرة السليمانية (المكارمة)، وينتسبون إلى سليمان بن الحسين (تـ 1005هـ). 
ومنحت المملكة العربية السعودية أرضًا بالمجان لسكان منطقة فيها أغلبية شيعية قرب الحدود مع اليمن، وهي خطوة يقول دبلوماسيون إن هدفها تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة.
فقد قرر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 2009، تخصيص 1200 كيلومتر مربع لأهالي نجران استجابة لمطالبهم.
وكثيرًا ما اشتكى الشيعة الإسماعيليون وهم أغلبية في منطقة نجران من التمييز ضدهم ومن تردي أحوال المعيشة في البلاد ذات الأغلبية السنية. وتسعى السلطات السعودية لتحسين الأمن على الحدود مع اليمن.
وقال محمد العسكر وهو ناشط بارز في طائفة الشيعة الإسماعيلية، إن القرار وافق "مطلبا رئيسيا"، قُدِّم للعاهل السعودي في عريضة قبل عامين، موضحا أن 40 ألفا من أهالي نجران كانوا ينتظرون الأراضي. وبعضهم ينتظر منذ عشرين عامًا.
واضاف أن الملك عبد الله استجاب لتطلعات أهالي نجران، وأن القرار سيحسن مستوى معيشة أهالي نجران، لافتا إلى أن أهالي نجران يحتفلون منذ الصباح بالقرار.
كما أزاح العاهل السعودي، في وقت سابق من 2013 محافظ نجران بعدما اشتكى الشيعة الإسماعيلية بشأن جهوده لتوطين سنة من أصل يمني وإعطائهم مساكن ووظائف في مسعى لزيادة تهميش الشيعة الإسماعيلية.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في عام 2000 بين المئات من أفراد هذه الطائفة من جهة والشرطة من جهة أخرى في نجران، وفي الأسبوع الماضي طلب نحو 181 مواطنا من أبناء هذه الطائفة من محافظ نجران الجديد وهو ابن للملك إرضاء أهالي المنطقة الفقيرة من خلال إنهاء التمييز وتحسين ظروف المعيشة، وأوردت وسائل الإعلام السعودية خططا من أجل تحسين البنية الأساسية في نجران وستنشئ الحكومة منطقة صناعية في منطقة جيزان القريبة من نجران من أجل خلف فرص عمل في الجنوب الفقير نسبيا، ويبلغ عد ابناء الطائفة الاسماعيلية بجنوب السعودية حوالي ثلاثة مليون شخص 
وفي شهر ديسمبر من العام 2002، ألغى العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز أحكاماً بالإعدام على 17 سعودياً منهم اتهموا بإثارة الشغب في نجران في إبريل سنة 2000. واستبدل الحكم بالحبس عشر سنوات لكل منهم. كما تم في الوقت نفسه الإفراج عن الذين أمضوا نصف فترة محكوميتهم.

رأي المذاهب الاسلامية في البهرة

رأي المذاهب الاسلامية
أما بسؤال أهل العلم والمتخصصين  فتبين أن هذه الطائفة خارجة عن الإسلام وهذا ما أكدته دار الافتاء المصرية طبقاً للفتوى الصادرة عنها في 18 فبراير 2014  برقم 680732 على الموقع الرسمي لها والتي تتضمن أنهم طائفة تابعة للفرقة الاسماعيلية الشيعية التي تعتقد بأمور تفسد عقيدتها وتخرجها عن ملة الاسلام والتي من أهمها الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحى أثناء فترة حياته وانتقلت الرسالة إلى الامام على رضى الله عنه، كما أنهم لا يعترفون بوجود الجنة والنار على الحقيقة بل ينكرن الحياة الاخرة والعقاب الأبدي ويعتقدون أن نهاية النفس بالعودة إلى الأرض مرة أخرى  ويرمزون الجنة بحالة النفس التي حصلت العلم الكامل والنار بالجهل ويقدسون الكعبة باعتبارها رمزاً للإمام على رضى الله عنه .
وهذا ما يتعارض مع كونهم تابعين للدين الإسلامي أما ما يتعارض مع إقامة شعائرهم الدينية في مساجد المسلمين فقد أصدرت دار الافتاء أيضاً فتوى برقم 632783 في 18 فبراير 2014 على موقعها الرسمي أكدت فيها على  الوجوب على المسلمين بمنع من يصلى في مساجدهم إن كان يصلى للاستهزاء، كما أنه لا يجوز لغير المسلم الراغب في الهداية للإسلام الصلاة في المساجد قبل دخوله في الإسلام حتى ولو كان في نيته الرغبة للهداية .
رأي المرجع الأعلى السيد السيستاني في شأن طائفة البُهرة، نشر علي موقع «شبكة السراج» تحت صفحة «كنز الفتاوى»، حينما سُئِل عن الطائفة،: البهرة طائفة من الاسماعيلية، يعتقدون بإمامة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام، مع أنه مات في حياة أبيه، فيقولون: انه لم يمت، ثم اعتقدوا بأئمة بعده الى زماننا هذا، وهم طائفتان: الأغاخانية والبهرة، ولكل منهم إمام في هذا العصر، وهناك منهم من يظهر العداء لسائر الأئمة عليهم السلام، فإن أظهروا فهم نصّاب نجسون، والا فلا يحكم بنجاستهم، ولا تسمح له بوضع صورة امامه، فهذا دعاية للضلال.

أبرز رجال الطائفة

أبرز رجال الطائفة
السلطان محمد برهان الدين 
ولد محمد برهان الدين ولد في عشرين من ربيع الآخر سنة 1333 هجري الموافق 6 مارس 1915 ميلادي في مدينة سورت الواقعة في الضفة الغربية من شبه القارة الهندية.
وينتمي السلطان إلى أسرة عريقة في الهند اعتنقت الإسلام منذ بزوغ شمسه الطاهرة في هذه القارة، ونشأ وتربى على يد والده الداعية الفاطمي الراحل الدكتور طاهر سيف الدين الذي تولى زمام زعامة طائفة البهرة لمدة لا تقل عن 53 سنة، وقد كان والده ذا شخصية إسلامية وعالمية بارزة حظيت بأنواع من التقدير والاحترام، وله مؤلفات وأشعار في اللغة العربية ساهمت إسهاما كبيرا في إثراء الأدب العربي والإسلامي والفاطمي على حد سواء، وقد عينته الجامعة الإسلامية الهندية رئيسا لها اعترافا بجهوده المبذولة في سبيل الامة الإسلامية وتوحيد صفوفها وتقديرا لها. 
 ابتدأت حياة السلطان الحالي الدكتور برهان الدين في رحاب القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث أنه ختم القرآن الكريم ترتيلا في الخامسة من عمره، واستمر في تلقي التعاليم الإسلامية والآداب العربية حتى أتقن اللغة العربية الفصحى في حداثة سنه نطقا وكتابة إلى حد تمكن فيه من تصنيف القصائد وكتابة العبارات المقفاة بهذه اللغة المميزة.
عينه والده السلطان الراحل منصوصا له (ولي عهده) في التاسعة عشرة من عمره، لما رأى تمكنه ونبوغه في العلوم الإسلامية والعربية ونباهته في تولي أمور الطائفة وتدبير شؤونها، وعقب تعيينه لهذا المنصب عكف برهان الدين على حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب حتى أكمل حفظه في سنتين عن عمر يناهز الواحد والعشرين.
وتولى الدكتور محمد برهان الدين (92سنة) رئاسة الطائفة خلفاً لوالده الدكتور طاهر سيف الدين (تـ 1385هـ - 1960م)ـ ليكون (السلطان) المطلق الثاني والخمسين لطائفة.
وتوفي سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين إثر اصابته بنوبة قلبية قبل أسبوعين من اتمام عامه الـ103، وذلك يوم الجمعة 16 ربيع الاول 1435 هـ الموافق 17 يناير 2014 م، وتم دفنه الى جانب والده الدكتور الراحل طاهر سيف الدين في بومباي، حيث  شيع جنازته مئات الالاف من ابناء الطائفة وغيرهم في منظر لم ير مثله۔
وعقب وفاته خلفه على رئاسة الطائفة ابنه الثاني سلطان البهرة الحالي، مفضل سيف الدين، ويعتبر الداعي الثالث والخمسين من سلسلة الدعاة الفاطميين۔ 

تكريمه

تكريمه
أحرزت جهود سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين وإنجازاته في كافة المجالات تقديرا عالميا ملحوظا، كل ذلك من قبل عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية وعدد من الجامعات العربية والإسلامية.
فقد قامت جامعة الأزهر تحت مشيخة الدكتور أحمد حسن الباقوري، وبتوجيه من رئيس الجمهورية المصرية آنذاك جمال عبد الناصر، بمنحه درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية (Honoris Causa)، بتأريخ 31 مارس 1966 تقديرا لجهوده الخيرة في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما قامت جامعة عليكر الإسلامية بمنحه شهادة الدكتواره في العلوم الفلسفية، بتاريخ 8 نوفمبر 1966، كما طلبت منه عام 1999 أن يرأسها كما ترأسها والده السلطان الراحل الدكتور طاهر سيف الدين من 1953 إلى حين وفاته في عام 1965، وقامت جامعة كراتشي- الباكستان عام 2005/1425 بمنحه شهادة الدكتواراه في الآداب.
كما تم تكريمه بـوشاح النيل عام 1978/1398 على يد رئيسي جمهورية مصر السابقين أنور السادات وحسني مبارك، وتكريمه بـوسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى عام 1982/1402 على يد الملك حسين.
ومن إنجازاته المعمارية: تتمثل بعض جهود سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين، في إحياء الآثار الفنية الإسلامية والفاطمية وترميمها في التالي: ترميم وإعادة بناء مسجد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بالكوفة، وترميم الجامع الأنور بالقاهرة، وهو من أعظم المساجد الأثرية الإسلامية الفاطمية وأضخمها، وقد كان قبل الترميم في حالة يرثى لها، تراجعت لها عن ترميمه كثير من المنظمات الأثرية بمن فيها منظمة اليونيسكو، رممه سلطان البهرة مع أبناء طائفته في 28 شهرا، وافتتحه سنة 1401/1981 مع رئيس جمهورية مصر العربية آنذاك محمد أنور السادات وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين.
كما  أسهم في ترميم الجامع الأقمر (القاهرة) 1996/1416، وترميم الجامع الجيوشي (القاهرة)، وترميم وإعادة بناء مسجد اللؤلؤة (القاهرة)، كما قام تذهيب ضريح أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بالنجف وضريح الإمام الحسين وضريح أخيه العباس في كربلاء، بالإضافة الي بناء ضريح السيدة زينب ومقصورة السيدة رقية بالقاهرة، وبناء ضريح لعم النبي صلى الله عليه وآله جعفر الطيار رضوان الله عليه، وبناء ضريح السيدة رقية في سوريا.

السلطان الحالي للبهرة

السلطان الحالي للبهرة
نصبت طائفة البهرة، المفضل سيف الدين سلطاناً جديداً لها، خلفاً للسلطان محمد برهان الدين الذي توفي منتصف يناير الماضي، في مدينة مومباي الهندية.
ومفضل سيف الدين سلطان البهرة والداعي المطلق الثالث والخمسون من سلسلة الدعاة المطلقين الفاطميين، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين.
ولد سلطان البهرة الحالي مفضل سيف الدين في مدينة سورت الواقعة في الضفة الغربية في الهند يوم الثلاثاء 23 رمضان 1365 هجري الموافق 20 اغسطس 1946 ميلادي.
 وينتمي السلطان إلى أسرة توارثت زعامة طائفة البهرة منذ مدة مديدة، وهي اسرة عريقة اعتنقت الاسلام منذ بزوغ شمسه في شبه القارة الهندية، تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، منذ صغر سنه، ومازال يرافق والده ويلازمه طيل حياته حتى ورث عنه جميع خصال الزعامة والشهامة، زوجه والده في ريعان شبابه، وله خمسة أولاد ثلاثة من الذكور، أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين واثنتان من الإناث.
وحسب ما يعتقده أبناء طائفة البهرة وتنص على ذلك كتبهم، أنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتوقيف وتعيين له من السلطان الراحل، وسلطان البهرة الحالي مفضل سيف الدين هو الابن الثاني لوالده سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وقد عينه والده خلفا (ولي عهد) له قبل وفاته بعامين في 1432/2011 بمدينة بومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة، حين رآه متقنا ومتفننا في جميع العلوم والفنون، متفردا في شؤون الزعامة، جديرا بحسن السياسة والتدبير.

الخلاصة

الخلاصة
فرقة البهرة من الفرق الشيعة الإسماعيلية، يتمتع رئيس الطائفة بعلاقات قوية مع أغلب رؤساء وحكومات الدول، وذلك لعدم وجود طموح سياسي، يقلق هؤلاء الحكام، كما لقوة الاقتصادية التي يتحكم بها سلطان البهرة تجعله محط اهتمام جميع الحكام، وللسلطان سيطرة روحية  قوية على أتباعه من أبناء الطائفة، لذلك يتواجد البهرة في العديد من الدول بفضل التزامهم وعدم وجود اطماع  سياسية، وقوتهم الاقتصادية وتبنيه سياسية ترميم وتجديد العديد من المساجد والمؤسسات الدينية بالدول الموجودين بها

شارك