هل رابطة التنوير المنشقة عن الإخوان.. تعيد إنتاج الجماعة؟

الأربعاء 22/أبريل/2015 - 06:34 م
طباعة هل رابطة التنوير
 
هل رابطة التنوير
في الأسابيع القليلة الماضية، وبعد إعلان الإخوان في الأردن جمعيتهم المتوافقة مع القانون الأردني ودخولها تحت عباءة الدولة، اعتزم منشقون عن "جماعة الإخوان"، تأسيس رابطة تهدف لمحاربة تحركات الجماعة من مظاهرات واحتجاجات ضد النظام، في خطوة أقرتها قيادات منشقة عن الجماعة، بعد أقل من شهر على الاجتماع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتهدف الرابطة التي تضم كلاً من كمال الهلباوي وثروت الخرباوي ومختار نوح (المنشقين عن الإخوان) وسعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر، والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى إلى مواجهة الإخوان فكريًا، وقال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني السابق، إن "هناك خطة مستقبلية جديدة لمحاربة الأفكار التكفيرية ومواجهة أفكار الإخوان، وذلك من خلال تنظيم ندوات في جميع محافظات الجمهورية للرد على الأفكار التكفيرية". وأضاف الزعفراني، أنه "تمت مناقشة هذه الخطة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاجتماع الأخير مع عدد من المعنيين بهذه الفكرة، والذي دعا إلى العمل في هدوء دون صدام ومواجهة الفكر بالفكر". وأشار إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء رابطة تتكون من مجلس إدارة ومجلس أمناء يضم علماء من الأزهر وبعض الإعلاميين والمثقفين، ومن بينهم كمال الهلباوي وثروت الخرباوي، ومختار نوح، إبراهيم عيسى، وعاصم بكرى، لافتًا إلى أن الرابطة تهدف إلى توعية الشباب بالأفكار المعتدلة وفهم تعاليم الدين الإسلامي الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية وإلى نبذ العنف. وأوضح الزعفراني، أن الرابطة ليست تنظيمًا موازيًا للإخوان لكن ستكون في شكل رسمي، مشيرًا إلى أن هناك اتصالاً مع شباب الإخوان للعودة إلى الفكر الصحيح الذي يهدف إلى البناء والتخلي عن منهج الجماعة وسياستها. وشدد الزعفراني على أنه "ليس هناك أي فكرة لطرح مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين والنظام"، وقال إن "الفترة القادمة ستشهد تحركًا كبيرًا على مستوى مناطق عديدة في جميع المحافظات لنشر الفكر المعتدل".

سامح عيد وأهداف الرابطة:

سامح عيد وأهداف الرابطة:
من جانبه، أكد سامح عيد المنشق عن جماعة الإخوان، أن "هدف الرابطة المزمع تأسيسها هو الدفاع عن مفاهيم الإسلام المعتدل ومحاربة الأفكار التكفيرية ونبذ الكراهية والحقد وتدعو إلى احترام الآخر وقبوله في المجتمع دون تفرقه على أساس الدين أو الجنس أو العرق ومواجهة الفكر بالفكر والرأي بالرأي وليس بحمل السلاح والقتل"، وأشار إلى أن "حملة ستبدأ خلال الفترة القادمة تجوب المحافظات لنشر الوعى لدى الشباب ومحاربة الأفكار المغلوطة التي تروج لها جماعة الإخوان مثل الخلافة وتطبيق الشريعة"، لافتًا إلى أن "الرابطة ليس لها علاقة بجماعة الإخوان من قريب أو بعيد، وأن فكرة المصالحة مع الجماعة غير مطروحة إطلاقًا"، وذكر عيد، أن هناك حركة لا مركزية من قبل الرابطة تجوب المحافظات بالتعاون مع وزارة الثقافة لعمل أفلام سينمائية ومسرحيات إضافة الى ندوات تنويرية لنشر الفكر المعتدل ومواجهة الإعلام الفضائي الذى أثر في عدد كبير من الشباب ببثه أفكار تحرض على العنف والقتل ونشر الكراهية والتشدد وعدم احترام الآخر.

نقد للفكرة:

نقد للفكرة:
فيما أكد الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي، ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن "دولة القانون هي العلاج الحقيقي للمواطنة وهناك حقوق وواجبات وليس من ضروريات الدولة وجود تنظيم الإخوان، بعد أن صدر حكم قضائي بتصنيفها على أنها تنظيم إرهابي، إضافة إلى أعمال العنف والشغب الذى يمارسه التنظيم في الشارع  وأدى ذلك إلى عداء للشعب المصري بالكامل". وأضاف السعدني، أن "تأسيس ما يسمى رابطة التنوير التي يدعوا لها المنشقون عن جماعة الإخوان، ما هو إلا تقسيم الأدوار وستار ومحاولة لالتفاف لعودة التنظيم مرة أخرى وممارسة نشاطه ولكن الدولة لديها أجهزة ترصد كل شيء". وقال إن "من يريد ممارسة الدعوة فمكانها المساجد وليس الشارع والفضائيات"، منتقدًا دعوات البعض التي تنادى بالمصالحة مع الجماعة، معتبرًا أن الخطأ الأكبر ليس في مؤسسات الإخوان ولكن الخطأ في أفكار حسن البنا مؤسس الإخوان.

أول اللقاءات والهجوم على داعش والإخوان:

أول اللقاءات والهجوم
وقد التقى بعض ممثلي الرابطة والمنشقين عن جماعة الإخوان اول مارس الماضي 2015،  بأحد الفنادق المعروفة بمنطقة مصر الجديدة، لوضع خطة مستقبلية لمحاربة الأفكار التكفيرية ومواجهة فكر الإخوان، حيث تم الاتفاق على إصدار كتب، بالإضافة إلى تنظيم ندوات في إطار حملة موسعة ضد الفكر التكفيري. محذرين من "داعش" والإخوان حيث قال مختار نوح، إن الاجتماع الذى جمع بين عدد من القيادات المنشقة عن جماعة الإخوان وآخرين، هو اجتماع دوري لرابطة "التنوير" تم خلاله بحث ميزانية الرابطة والدورات التي يمكن أن تقدمها لنشر فكر التنوير، موضحًا أنه تم الاتفاق على نشر كتاب حول فكر التكفير لدى "داعش" و"الإخوان"، وأشار نوح إلى أن الرابطة تم إدراجها ضمن روابط الوعى الثقافي التابعة لوزارة الثقافة، بموافقة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق، ومن المقرر أن يلتقى وفد من الرابطة بوزير الثقافة الجديد، لبحث آليات تفعيل دورها خلال الفترة المقبلة.

البنية التنظيمية للرابطة:

البنية التنظيمية
وأشار نوح، إلى أن المجلس الرئاسي للرابطة يضم في عضويته كلاً من الإعلامي إبراهيم عيسى والدكتور كمال الهلباوي والدكتور سعد الدين الهلالي وإبراهيم العربي، بالإضافة إلى مجلس أمناء يضم نحو أكثر من 30 عضوًا، أبرزهم ثروت الخرباوي وأحمد ربيع الغزالي، بالإضافة إلى عاصم بكرى، الذى سيتولى منصب رئيس اللجنة الإعلامية. رابطة المراجعات الفكرية فيما قال خالد الزعفرانى، القيادي السابق بجماعة الإخوان والخبير بالحركات الإسلامية.

رؤية الرابطة:

رؤية الرابطة:
وحول الرؤية التي تنتهجها الرابطة قال الزعفراني، في تصريحات صحفية أن الحملة التي ستقوم بها الرابطة ستعتمد على أن الدين لا يشترط إنشاء جماعة من أجل أن ينشر، وكذلك مواجهة أفكار جماعة الإخوان، وعلى رأسها مؤسس الجماعة حسن البنا. وأوضح الزعفراني، أن الحملة من المفترض أن تبدأ خلال أيام قليلة، وأن اجتماعات أخرى سيتم إجراؤها خلال الفترة المقبلة، موضحًا أنهم سيسعون لإقناع شباب الإخوان بالتخلي عن منهج الجماعة وسياساتها.
بينما أضاف سامح عيد: أن الحملة التي ستبدأ فيها الرابطة لن تقتصر على القاهرة فقط، وإنما ستكون على مستوى محافظات الجمهورية بالكامل. وأوضح القيادي الإخواني المنشق، أن الرابطة ستستعين بعدد من الوسائل من بينها المسارح، والأفلام السينمائية، وسيتواصلون مع منتجي أفلام لإنتاج أفلام سينمائية تتضمن الفكر التنويري وتقاوم فكر الجماعة العنيف. وأشار سامح عيد، إلى أنه سيتم الاستعانة بعلماء الأزهر الشريف، وعلماء النفس والاجتماع، من منطلقات دينية، وطلب دعم من الدولة لهذه الحملة، لأنها تقاوم فكرًا يشكل خطرًا على الأمن القومي المصري، وان اعضاء الرابطة  سيعتمدون على التعريف بأهمية الدولة المدنية الحديثة، وسيعتمدون على قناعة دينية، وسيوضحون خطورة الفكر العنيف الذي تنتهجه الجماعة، موضحًا أنهم سيتواصلون مع جميع المواطنين وليس المستهدف بها شباب الإخوان فقط.
فهل تنتظر مؤسسات الدولة وجمعيات المجتمع المدني المتنوعة والعاملة في الساحة الثقافية والتنويرية رابطة التنوير الاخوانية لنشر التنوير والثقافة في مصر؟ ولما لم يقوم هؤلاء بالانضمام لأي حزب موجود او أي مؤسسة ثقافية ويتبنون من خلالها نشر هذه الافكار التنويرية على حد قولهم وطموحهم؟ هذه الأسئلة واخرى كثيرة تدور في الذهن حول هذه الرابطة وانتمائها لجماعة الاخوان من ناحية، والسؤال الأهم: هل هذه الرابطة تمثل إعادة إنتاج للجماعة؟

شارك