قبائل سيناء في مواجهة "أنصار بيت المقدس"

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 02:29 م
طباعة قبائل سيناء في مواجهة
 
نبهنا في وقت سابق من دخول قبائل سيناوية في معركة مباشرة مع جماعة "أنصار بيت المقدس" وتسليح هذه القبائل أو تكوين ميليشيات قبلية لمواجهة تلك العناصر الإرهابية؛ حتى لا تتحول سيناء إلى ساحة حرب أهلية؛ حيث إن المنوط به مواجهة تلك العناصر هي قوات الأمن "شرطة وقوات مسلحة" بما لديهم من إمكانات تسليحية وغطاء قانوني لشن هذه الحرب ولكن بأي حق سوف يسمح للأهالي بحمل السلاح ومواجهة هؤلاء الإرهابيين؟ ورغم تحفظات الكثيرين من الخبراء والقانونيين وكذلك من قيادات شرطية إلا أنه شهدت شبه جزيرة سيناء تطورات متلاحقة منذ الساعات الـ 48 الأخيرة، وذلك بعد إعلان مصادر قبلية الدخول على خط المواجهة ضد التنظيمات الإرهابية، وبخاصة تنظيم "أنصار بيت المقدس" في أعقاب استهدافه أشخاصا ينتمون لقبيلة "الترابين" التي تعد واحدة من أكبر القبائل في شمال سيناء. 
قبائل سيناء في مواجهة
وشن المئات من أبناء قبيلة "الترابين" الاثنين 27 أبريل 2015، هجوما مُسلحا ضد تنظيم "أنصار بيت المقدس" في مدينة رفح، ردا على مقتل شاب من القبيلة على أيدي عناصر التنظيم. وأشارت مصادر إلى أن الهجوم الذي نفذته قبيلة "الترابين" يلاقي دعما من قبائل أخرى في مناطق متفرقة من سيناء، وأن أبناء القبائل البدوية ببعض مدن جنوب سيناء تحركوا بسياراتهم مسلحين باتجاه مدينة رفح، لدعم قبيلة "الترابين" وقبائل شمال سيناء فيما وصفته بـ"حربها ضد تنظيم بيت المقدس في مدينتي رفح والشيخ زويد".
كانت وسائل إعلام مصرية قد أكدت الأحد 26 أبريل 2015، أن تنظيم بيت المقدس قتل أحد أفراد قبيلة "الترابين" في قرية "البرث" الحدودية جنوب مدينة رفح، فضلا عن اختطاف مواطن آخر من نفس القبيلة. ووزعت عناصر تابعة لتنظيم بيت المقدس بيانا يوم السبت على المواطنين، يهدد قبيلة "الترابين" بأنه في حال تعاونها مع قوات الجيش المصري فإنها ستصبح هدفا للتنظيم. 
قبائل سيناء في مواجهة
وأصدرت قبيلة "الترابين" مساء الاثنين بيانا أكدت فيه أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" بات هدفا مشروعا للقبيلة. وجاء في البيان الذي تناقلته وسائل إعلام مصرية أنه "بعد أن تمادى الإرهابيون في العدوان وتلوثت أيديهم بالدماء البريئة، وانتهكوا الحرمات وتجاوزوا الخطوط الحمراء، تحت ستار الدين، فقد نفذ صبر القبيلة وأقامت عليهم الحجة بالعرف والشريعة".
كما جاء في البيان أن دماء التنظيم الإرهابي باتت مباحة، وأن الترابين أهل سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم، وأنه "آن الأوان للذود عن النفس والعرض والمال، فلا تلوموا إلا أنفسكم"، طبقا لنص البيان. 
ولفتت مصادر إعلامية أن "قبيلة الترابين سيطرت على صحراء قرية العجراء في شمال سيناء، وحرقت مخابئ تابعة لتنظيم داعش ومعاقل تنظيم أنصار بيت المقدس". ونقل عن مصادر قبلية في سيناء أنه سيتم عقد اجتماع طارئ بعد أسبوعين في مركز الحسنة بوسط سيناء، بمشاركة جميع القبائل، لبحث سبل تطهير سيناء من الإرهاب ومواجهة تنظيم "أنصار بيت المقدس" خلال المرحلة المقبلة.
قبائل سيناء في مواجهة
وأشارت مصادر إلى أن مئات المسلحين من قبيلة "الترابين" يحاصرون معاقل إرهابية بمدينة الشيخ زويد، مستخدمين في تحركاتهم عشرات السيارات المحملة بالأسلحة، والتي انطلقت من مناطق متفرقة بوسط سيناء وجنوب رفح، وحاصرت بؤرا بمنطقة العجراء والجميعي جنوب مركز الشيخ زويد، ونجحت في الوصول إلى مواقع المسلحين، وأن العديد من المسلحين لاذوا بالفرار.
وتوعدت مصادر قبلية في سيناء تنظيم أنصار بيت المقدس بأنهم أصبحوا هدفا أينما حلوا، وأن قبائل سيناء عازمة على الثأر لدماء من قتلهم التنظيم، وأن الحديث يجري عن حرب مفتوحة ستشهد العديد من التطورات خلال الساعات القادمة، خاصة وأن تنظيم بيت المقدس يستعين بعناصر أجنبية.
ومن اللافت للنظر أنه لم يخرج حتى الآن أي مسئول أمني لتأكيد ما قامت به قبيلة الترابين أو نفيه، فهل ما يحدث في سيناء تحويل للمعركة من معركة بين الدولة بأجهزتها الأمنية على الإرهاب المتمثل في أنصار بيت المقدس من جهة وبين قبائل سيناء وهذا التنظيم الإرهابي من جهة أخرى؟ 

شارك