الإخوان بين طلب المصالحة في الداخل وشن الحرب على مصر من الخارج

الأربعاء 29/أبريل/2015 - 02:02 م
طباعة الإخوان بين طلب المصالحة
 
لا تكف جماعة الإخوان عن تدبير المؤامرات ونسج الحكايات لتشويه الدولة المصرية في كل مكان سواء كان إقليميا على مستوى الوطن العربي أو على المستوى العالمي، ورغم الكثير من محاولاتهم الفاشلة في النيل من مصر حكومة وشعبا، تلك المحاولات التي يدفع ثمنها الشباب وليس القيادات، إلا أن الجماعة مصرة على نفس النهج، فمؤخرا قد نشرت الجماعة نص الخطاب الذي أرسلته عبر الوفد الذي شكلته في ماليزيا، للتحريض ضد مصر في القمة التي تعقدها دول جنوب شرق آسيا، في الوقت الذي قالت مصادر مقربة من الجماعة هناك أزمة يعاني منها التنظيم بعد توجيه أعضائها داخل مصر انتقادات لقيادات الخارج، بسبب الفشل الذي يلاحقها.

خطاب الإخوان لدول شرق آسيا

خطاب الإخوان لدول
تضمن خطاب الجماعة الذي أرسلته إلى دول جنوب شرق آسيا، الزعم بأنها تمثل الشعب المصري، واستعانت الجماعة بتقارير منظمة "هيومان رايتس ووتش"، ومنظمة العفو الدولية، حول المحاكمات والأحكام الصادرة ضد قيادات الإخوان، حيث زعمت أن الأوضاع الحقوقية في مصر ليست على ما يرام. وحرضت الجماعة في خطابها الذي نشره موقع "إخوان ويب" الناطق الرسمي للجماعة باللغة الإنجليزية، دول جنوب شرق آسيا بمقاطعة مصر، حيث زعمت الجماعة أنها تمثل ثورة 25 يناير، وأن مصر في حاجة إلى مراعاة مبادئ الإعلام العالمي لحقوق الإنسان. وشن البرلمان الإخواني المزعوم في تركيا، حملة تحريض ضد مصر في قمة "آسيان"، التي تضم دول جنوب شرق آسيا، وقال البرلمان إنه أرسل أيضا خطابا للمشاركين في الاجتماع السادس والعشرين لقادة دول مجموعة "الآسيان" في ماليزيا وإندونيسيا، زعم فيها أن الوضع الحالي بمصر سيؤدي إلى انتشار الإرهاب. 

إخوان الداخل والخارج

يحيى حامد، القيادي
يحيى حامد، القيادي البارز بجماعة الإخوان
لا شك في أن ممارسات إخوان الخارج تعصف بكل المحاولات التي يقوم بها إخوان الداخل، في سبيل العودة مرة أخرى للحياة السياسية خصوصا مع دعوات المصالحة والمراجعات التي زاد الحديث عنها في الشهور القليلة الماضية، حيث قالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان: إن أعضاء الجماعة داخل مصر وجهوا خلال الأيام الماضية نقدا لاذعا لقيادات الخارج، بعد فشل جميع جولاتهم الخارجية، موضحة أن الجماعة عولت كثيرا على القيادات الهاربة في تواصلها مع دول الخارج ولكن لم تفلح في تحقيق أي شيء. ورد يحيى حامد، القيادي البارز بجماعة الإخوان، وعضو وفد الجماعة المتواجد في ماليزيا حاليا، على انتقادات أعضاء الداخل لهم، حيث قال في تصريحات عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "نعتمد على الداخل في تحركاتنا والخارج يوسع دائرة المواجهة عبر التحركات الخارجية". 
السفير معصوم مرزوق،
السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق
من جانبه قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن الخطابات التي يوجهها الإخوان لدول جنوب شرق آسيا لا نتيجة لها، موضحا أن العالم يعرف أن الإخوان لا تعبر عن الشعب المصري، لا سيما بعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة ولقائه بزعماء العالم؛ ما يؤكد أن هناك نظاما مصريا منتخبا، وليس كما تزعم الجماعة. وأضاف مرزوق: "كنت أعتقد بعض الذكاء السياسي لقيادات الإخوان في تحركاتها، ولكن هم أثبتوا بهذا التحرك أنهم لا يملكون أي قدر من الذكاء، وهذا التصعيد يدفع ثمنه الشباب الذي ظن بهم خيرا"، موضحا أنه على شباب الجماعة أن يعلموا أن تلك القيادات تضحى بهم. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن العالم لا يعترف بالإخوان كممثل عن الشعب المصري، مما سيجعل خطابهم لا نتيجة له، كما أن التقارير التي يستشهدون بها لن تؤثر كثيرا على الدول. وكشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن أن التنظيم الدولي للإخوان بماليزيا يساعد قيادات الجماعة في توصيل هذه الخطابات إلى دول جنوب شرق آسيا، موضحا أن الجماعة تعتمد على أن بعض هذه الدول يوجد بها جاليات إسلامية كثيرة ومنظمات إسلامية تابعة للإخوان تسهل لهم تلك التحركات. وأضاف فهمي أن الجماعة أصبحت تتفاعل بشكل كبير مع المؤتمرات الدولية التي تعقد، وتسعى إلى التواصل بشكل أكبر مع منظمة الأمم المتحدة، وتروج أن الحكومة مرتبكة بسبب تأجيل الانتخابات، مشيرا إلى أن هذه التحركات يجب مواجهتها بتصحيح الصورة الحقيقية.

إخوان الداخل ومبادرة التهدئة

نائب المرشد العام
نائب المرشد العام خيرت الشاطر
على صعيد آخر متناقض مع ما يقوم به إخوان الخارج أطلق قياديو جماعة الإخوان في السجون مبادرة جديدة للمصالحة مع الدولة، وقّع عليها نائب المرشد العام خيرت الشاطر مؤخرًا، تقضي بالتهدئة مع الدولة المصرية، على أن تسمح للجماعة بالمشاركة السياسية وتقديم الدية إلى ضحايا الإخوان والإفراج عن القيادات المسجونين، مع التراجع عن المطالبة بعودة مرسي.
وسربت المبادرة إلى «البوابة نيوز» زوجة أحد الإخوان الهاربين إلى الخارج، وسيتم عرضها على الحكومة المصرية عبر وسطاء لم يتم تسميتهم حتى الآن.
الإخوان بين طلب المصالحة
وتحدد المبادرة عددًا من المحاور المهمة، أهمها خروج قيادات الإخوان من السجن، وتحديد دور القوات المسلحة والشرطة والقضاء وإبعادهم عن العملية السياسية، وكفالة الأمن لأسر ضحايا مظاهرات الإخوان، ودفع الدية إلى أسر الضحايا. وطالبت بالسماح للجماعة بالمشاركة السياسية، وفقا لشروط مسبقة يتم الاتفاق عليها، مع التعهد بالتخلي عن مطلب الإخوان في عودة المعزول محمد مرسي إلى الحكم.
وتلقى قياديو الإخوان بالخارج نصوص المبادرة لمراجعتها قبل السعي لتقديمها إلى الحكومة، بعد نجاح المهندس خيرت الشاطر في إقناع الإخوان المسجونين بها وفقًا لقاعدة «ليس في الإمكان أفضل مما كان».
كما أرسلت جماعة الإخوان بنودها إلى عدد من سفارات دول الاتحاد الأوروبي، بهدف الضغط على النظام المصري لقبولها.
وأكد مصدر بالجماعة أن عددًا من تلك الدول وافقت فعليا على المبادرة، وستجري اتصالات وساطة مع الحكومة المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة.
فهل ينجح إخوان الداخل في سعيهم للتصالح مع الحكومة والشعب المصري خلال الأيام القليلة القادمة، طبقا لتلك المبادرة؟ أم أن هناك رأيا مغايرا لإخوان الخارج؛ نظرا لما يقومون به من تصعيد على المستوى الدولي؟

شارك