طالبان تواصل ربيع الدم.. ولقاء الدوحة يضع أفغانستان على مفترق طرق

الأربعاء 06/مايو/2015 - 01:48 م
طباعة طالبان تواصل ربيع
 
واصلت حركة طالبان "حملة العزم" ضد القوات الحكومية والأجنبية في أفغانستان، وشهدت البلاد عددًا من العمليات الانتحارية ضد أهداف لقوات الأمن والجيش الأفغاني.

هجوم طالبان على مراكز أمنية

هجوم طالبان على مراكز
شهدت أفغانستان، أمس الثلاثاء، عددًا من الهجمات الأمنية، من قبل حركة طالبان ضمن ما أطلقت عليه حملة "الحزم" والتي تبدأ مع حلول الربيع. 
وقال مقاتلو حركة طالبان "الإمارة الإسلامية: إن المعركة مستمرة في البلاد ضمن سلسلة عمليات العزم، وشهدت مناطق شيوان كنج آباد وكراني، بمديرية بالابلوك عمكليات عسكرية ضد رجال الشرطة والجيش الأفغاني، خلال المواجهات بهذه المناطق قتل 32 جنديًّا وشرطياً بمن فيهم القائد سلطان، وأصيب 36 آخرين بجروح خطرة، كما دمرت 3 مدرعات و4 رينجرات وسيارة تويوتا بوكس للشرطة الأفغانية.
ولفت مقاتلو طالبان في بيان للحركة، أن: "غنم المجاهدون عتاداً وذخيرة حية، كما أصيب 5 من مجاهدي الإمارة الإسلامية في هذه المواجهات"، مضيفة: "سلسلة عمليات العزم خلال عشرة أيام ماضية تكبد العدو خسائر بشرية ومادية جمة في أطراف مديرية بالأبلوك؛ حيث أدت إلى انهيار معنويات العدو؛ حيث يعيش جنود العدو في حالة من الاضطراب والخوف؛ لذا يقصف العدو من الخوف والهلع منازل الأهالي بقذائف هاون؛ مما أسفر عن إصابة 7 قرويين من عامة الناس".
فيما أعلنت الداخلية الأفغانية أن 57 عنصراً من حركة طالبان قتلوا في عمليات عسكرية نفذها الجيش الأفغاني في 13 ولاية مختلفة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن القوات الأمنية نفذت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة عمليات عسكرية في ولايات أروزكان وزابول وهيرات وغزني وهلمند ولوكار وقندوز وسربل وفارياب وبكتيكا وخوست وبغلان، مشيرةً إلى أن العمليات أسفرت عن مقتل 57 مسلحاً من طالبان، وإصابة 35 آخرين. وأفاد البيان أن قوات الأمن أبطلت مفعول 7 عبوات ناسفة كانت مزروعة على جوانب الطرقات في مدن ننكرهار وقندهار ودايكندي وبكتيكا.
كما أعلن حاكم ولاية قندوز في أقصى شمال شرق أفغانستان التي شهدت أعنف مواجهات بين القوات القوات الحكومية والمسلحين منذ قرابة أسبوعين أمام الصحفيين اليوم الأربعاء أن 210 أشخاص، من بينهم 190 من مقاتلي حركة طالبان و20 من أفراد الأمن لقوا مصرعهم خلال مواجهات 13 يوماً في تلك المواجهات.
وقال حاكم الولاية، محمد عمر صافي في مؤتمر صحفي اليوم: قتلت قوات الأمن 190 من مقاتلي حركة طالبان من بينهم العديد من الأجانب وأصيب آخرون خلال قتال عنيف، مؤكداً مقتل 20 من أفراد الأمن وإصابة 30 آخرين خلال نفس الفترة، مضيفا أن ما يربو على 200 مدني أصيبوا خلال فترة المواجهات الماضية وتم نقل ما يربو على 10 آلاف أسرة إلى أماكن أكثر آمانا.
وتشن طالبان هجمات دموية منذ الإطاحة بها من السلطة في أواخر 2001، وحذرت من أن الإعلان عن تمديد بقاء القوات الأجنبية سيضر بفرص محادثات السلام وتعهدت بمواصلة القتال.

مؤتمر الدوحة

مؤتمر الدوحة
وفي العاصمة الدوحة وخلال يومي "2-3" مايو، عقد اجتماع للأطراف الأفغانية والدول ذات الاهتمام بالشأن الأفغاني في مدينة «الخور» القطرية برعاية منظمة «بغواش» الكندية وباستضافة قطر، وطالبت باكستان وبإلحاح شديد أن تشترك في هذا المؤتمر، وقد طفت أخيرا أسماء من يشترك من مندوبيها في المؤتمر مثل رستم شاه مومند وأسد دراني وشجاع باجا، ولكن مطالبة باكستان رفضت.
اشترك في المؤتمر من الحزب الإسلامي الذي يعتبر جهة ثانية مناوئة للحكومة الأفغانية كل من غيرت بهير وقطب الدين هلال. كما دعي للاشتراك في المؤتمر كل من سفير السويد وروسيا، واشترك فيه مندوب يوناما بعثة الأمم المتحدة.
ودعي للاشتراك في المؤتمر ثلاث سيدات من أفغانستان وهن ملالي شينواري، لينا شينواري ووزمه حضرت زي، واشترك فيه باستقلال قيوم كوجي عم الرئيس أشرف غني، والملا عطاء الله لودين حاكم مقاطعة ننجرهار السابق، وعضو مفوضية الصلح العليا، والملا شهزاده شاهد عضو البرلمان الأفغاني، والمتحدث باسم مفوضية الصلح.
ودعي للاشتراك في المؤتمر كل من الملا وكيل أحمد متوكل وزير الخارجية في إمارة طالبان والملا عبد السلام ضعيف سفير طالبان في باكستان ولكنهم رفضوا الاشتراك فيه لأسباب غير معلومة.
واشترك في المؤتمر وفد مكون من ثمانية أشخاص تابع لطالبان برئاسة شير محمد عباس وهم: الملا جان محمد مدني، الملا سيد رسول حليم، الملا شهاب الدين دلاور، القاري دين محمد حنيف، الملا عبدالسلام حنيفي، محمد سهيل شاهين والحافظ عزيزالرحمن.
وجاءت أهم مطالب حركة طالبان لإيجاد الصلح والمصالحة والتي اعتبرتها موانع يجب إزالتها فورا، وهي:
1- انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان.
2- إنهاء القائمة السوداء التي تحتوي على أسماء قادة طالبان.
3- إنهاء الجوائز التي ترصد على قتل أو اعتقال قادة طالبان.
كما استطاعت طالبان أن تبلغ وجهة نظرها إلى المجتمع الدولي عن طريق مؤتمر باغواش في قطر حول قضايا مهمة، والتي تعتبر حساسة جدا في ملفها، مثل القانون الأفغاني الحالي وتعليم المرأة وعملها خارج المنزل وحقوقها المشروعة وغير المشروعة.
ورأت الحركة أن اجتماع الدوحة بين الأفغانيين الذي تمت رعايته من قبل مؤسسة (باغواش) العالمية بمشاركة ممثلي الأمم المتحدة وسفير السويد في أفغانستان بهدف إيجاد إطار التفاهم والحوار بين الأفغانيين- دليل واضح وقاطع على رغبة الأفغانيين في الصلح والأمن وإعادة الاستقرار.

نتائج الحوار

نتائج الحوار
وعلي صعيد نتائج لقاء الدوحة، فإن الحوار لم يكن فاشلاً ولم يكن ناجحًا، إذ لم يخرج الحوار بالتوصل إلى اتفاق هدنة بين حركة طالبان والحكومة خلال محادثات الدوحة، رغم مطالب "قيوم كوجي" عم الرئيس الأفغاني أشرف غني التهدئة والهدنة وإيقاف الحرب، ولكن طالبان رفضت هذا الطلب؛ لذلك خرج اللقاء بدون بيان ختامي، إلا من بعد المطالب من قبل الحركة الأفغانية.
وكانت مطالب حركة طالبان، كالتالي: فتح مكتب طالبان في قطر، إلغاء القائمة السوداء التي تحتوي على أسماء قادة طالبان، تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حركة مضادة للثقافة الأفغانية، بناء علاقة حسنة مع دول الجوار، انسحاب جميع القوات الأجنبية، مباحثات واسعة حول القانوني الأفغاني، استمرارية مثل هذه المؤتمرات.
وقال أحد المشاركين: إن الجانبين ناقشا احتمال وقف إطلاق النار، لكنهما اختلفا في نهاية المطاف بشأن استمرار وجود القوات الأمريكية في البلاد.
ورحبت الولايات المتحدة وباكستان بالمحادثات المغلقة لإنهاء الصراع المستعر في البلاد منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة في عام 2001. ولم تصدر الحكومة الأفغانية بيانًا رسميًّا عن الاجتماعات، لكن عضوًا في المجلس الأعلى للسلام بأفغانستان أكد أن وفداً سيحضر الاجتماعات في قطر مع طالبان.
وقال أحد ممثلي طالبان في المحادثات: "بدأ الحوار بصراحة وطلب الوفد الأفغاني وقيوم كوتشاي عم الرئيس (الأفغاني) أشرف غني منا وقف القتال وإعلان وقف إطلاق النار. وصفونا بأننا إخوة، ونصحونا بأن نذهب إلى أفغانستان وبأن نلتزم بالدستور الأفغاني" . وتابع: "إن حركة طالبان قالت إنها لن توقف القتال إلى أن ترحل كل القوات الأجنبية عن أفغانستان".
ونقل عن وفد الحكومة الأفغانية قوله: "إن معظم القوات الأجنبية غادرت ولم يتبق سوى المدربين الذين سيغادرون أيضاً إذا أوقفت طالبان القتال".
وقالت مصادر من طالبان ومصادر أفغانية: إن حوار قطر شارك فيه ممثلون من عدة دول منها الولايات المتحدة والصين وباكستان. 
وقال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة ليس لديها "اجتماعات حالية أو مقررة مع طالبان في الدوحة أو أي مكان آخر"، لكن واشنطن "تؤيد بشدة عملية المصالحة التي يقودها الأفغان؛ حيث تواصل طالبان والأفغان الحوار للتوصل إلى تسوية لحل الصراع في أفغانستان". 

المشهد الأفغاني

المشهد الأفغاني
جاء فشل لقاء الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان ليشير إلى تصاعد الأوضاع الميدانية في أفغانستان في ظل حملة العزم التي بدأتها الحركة ضد قوات الجيش والشرطة، وهو ما يضع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني في موقف صعب، إذا لم تحقق الأمن والاستقرار لليمن في ظل تصاعد أعمال العنف، وهو ما هدد الاستقرار السياسي الهش الموجود بالبلاد... فهل سينجح غني في التوصل لاتفاق سلام مع طالبان عقب هذا اللقاء، والذي لم يكن فاشلا ولا ناجحا؟ أم ستشهد البلاد تصاعدًا لأعمال العنف؟

شارك