بعد مبايعة "جند الخلافة" لـ"داعش".. هل يتنامى نفوذ التنظيم في الجزائر؟

الأحد 10/مايو/2015 - 11:46 ص
طباعة بعد مبايعة جند الخلافة
 
مع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي في معظم الدول العربية، بدأ يتوسع بنفوذه في المنطقة المغاربية وبدأها بالجزائر، حيث أعلنت كتيبة تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تنشط بمحافظة سكيكدة، شرقي الجزائر، انشقاقها عن التنظيم ومبايعتها لأمير "داعش" أبو بكر البغدادي، بحسب بيان نشرته مواقع جهادية.
بعد مبايعة جند الخلافة
يبدو أن التنظيم بدأ يفرض نفوذه في بلاد المغرب الإسلامي والشرق الأوسط، فبعد انتشاره في العراق وسوريا وكذلك توسعه في ليبيا، بدأت تتضح أطماعة في تنامي نفوذه بمختلف البلاد، ونشر فكره الإرهابي.
ومع توسع التنظيم في ليبيا، في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي، يشكل خطرًا على الجزائر؛ لما تشهده من انتشار كافة أشكال العناصر المسلحة الإرهابية.
وفيما ترتبط بعض الكتائب المسلحة المنتمية لتنظيم القاعدة في تونس ببعض الكتائب في الجزائر كان متوقعًا أن يندمجوا في أي لحظة؛ نظرا لما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من إغراءات لبعض الجماعات الجهادية.
وجاء بيان مبايعة الكتيبة لداعش، عبر كلمة صوتية لأحد أعضاء الكتيبة تحت عنوان "بيان من كتيبة سكيكدة كتيبة أنصار الخلافة بجبال الرحمن" ببيعة خليفة المسلمين وانضمامهم للدولة الإسلامية.
وجاء في التسجيل: "طاعة لله تعالي ورسوله، نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم الحسيني القرشي على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، وندعو المجاهدين في كل مكان إلى مبايعته".
وتعد هذه الكتيبة الثانية التي تعلن انشقاقها عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر بعد إعلان كتيبة الوسط بالتنظيم، والتي تنشط بمحافظات شرق العاصمة مبايعتها للبغدادي شهر سبتمبر الماضي.
بعد مبايعة جند الخلافة
كانت تبنت هذه الكتيبة الملقبة بـ"جند الخلافة" في أرض الجزائر إعدام رعية فرنسي يدعى هيرفي غوردال، اختطفته بجبال تيزي وزو شرق العاصمة في 21 سبتمبر الماضي.
فيما تمكنت قوات الجيش الجزائري من قتل قائدها عبد الملك قوري في ديسمبر الماضي، إلى جانب عدد من عناصر التنظيم في عمليات متواصلة بالمنطقة.
وكان أفاد تقرير سابق بأن الشرطة الدولية "انتربول" سلمت الجزائر قائمة بأسماء 1500 مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وحذرت من محاولات دخولهم إلى الجزائر بجوازات سفر مزورة.
وسلمت الإنتربول الجزائر القائمة التي تضم 1500 مقاتل من داعش، إلى جانب تقدم الشرطة الدولية بطلب للجزائر، ترغب من خلالها في الحصول على موافقة من السلطات العليا على استخدام قاعدة البيانات التي تمتلكها شركة الخطوط الجوية الجزائرية؛ من أجل تسجيل جوازات السفر المسروقة التي يمكن استعمالها من طرف الجماعات الإرهابية.
وحصلت الجزائر بدورها على قاعدة بيانية بأكثر من 40 مليون وثيقة سفر تمتلكها منظمة الانتربول، لمساعدتها على اعتقال المشتبه في انتمائهم للتنظيمات الجهادية المتطرفة.
كانت الجزائر قد حصلت نهاية العام الماضي على قائمة مصغرة بـ"استمارات حمراء" لأسماء وهويات متطرفين ومقاتلين في داعش، بهدف توزيعها على المطارات والموانئ ونقاط الحدود التفتيشية، قصد اعتقالهم عند عبورهم أي حدود، إلى جانب تدقيق جميع جوازات السفر بـ"صفة منهجية"، ومقارنتها بقاعدة بيانات الانتربول لوثائق السفر المسروقة والمفقودة في مراكزها الحدودية.
بعد مبايعة جند الخلافة
ونبهت الجزائر آنذاك الانتربول إلى أن الإرهابيين الذي يسعون للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وبالخصوص تنظيم داعش، يسافرون على متن الرحلات البحرية السياحية، وذلك في أسلوب جديد للوصول إلى تلك التنظيمات والانضمام إليها.
وكثفت قوات الأمن الجزائراية من تواجدها داخل المطارات لتدقيق المراقبة والتصدي إلى خطر عودة المقاتلين من جبهات القتال في سوريا والعراق.
من المعروف أن الجزائر قامت بالتأمين على كل الوافدين إليها من أوروبا وسوريا، وتركيا على وجه الخصوص؛ باعتبارها منفذًا مروريًّا للمتشددين الراغبين في الالتحاق بداعش في العراق أو بجبهة النصرة في سوريا.
فيما حاولت الجزائر على مدار الفترة السابقة تضييق الخناق على الجهاديين عبر إجراءات أمنية لمكافحة الإرهاب واجتثاثه.
وتشهد المنطقة المغاربية أحداثًا متسارعة جعلتها تفرض كافة وسائل التأمين؛ من أجل حماية وسلامة أراضيها، وكان على رأسهم الجزائر، بعد تهديد حدودها في ظل ما تشهده ليبيا الآن، كذلك كثفت الجزائر من التنسيق الأمني والاستخباراتي مع تونس؛ نظرًا إلى الارتباط الوثيق بين كتيبة عقبة بن نافع التونسية وعدد من الكتائب الجزائرية، مثل الفتح المبين وغيرها من الكتائب والجماعات الإرهابية الموالية للقاعدة وداعش على حد سواء.
بعد مبايعة جند الخلافة
فيما اعتبرت الجزائر، أن استقرارها يعتمد على محورين أساسيين، أولهما أمني قوامه نشر وحدات عسكرية وقوات أمنية مدعومة بكل الوسائل لتأمين الحدود، وثانيهما دبلوماسي يقوم على اعتماد الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في ليبيا التي أصبح الوضع فيها مُرْبِكًا بالنسبة إلى الجزائر.
كذلك شهدت الجزائر الأسبوعين الماضيين تبني الحوار الليبي بين الأطراف المتنازعة في مبادرة منها لحل الأزمة لحماية وسلامة أمنها وأراضيها.
وأكد مراقبون أن تنظيم "داعش" يتوسع حاليًا خارج قاعدته في العراق وسوريا لإقامة ميليشيات تابعة له في أفغانستان والجزائر ومصر وليبيا.
وقدر متابعون عدد مقاتلي داعش في سوريا والعراق بما بين 20 إلى 31 ألفا.
تشير بعض التقارير العسكرية إلى صعوبة زرع خلايا لداعش في الولايات الشمالية، ولهذا فهو في المقابل يسعى لاحتلال جنوب شرق الجزائر بالقرب من ولاية "اليزى" لملء الفراغ الذي تركه عبد السلام طرمون رئيس حركة "أبناء الصحراء من أجل العدالة" بعد مفاوضاته الناجحة مع الحكومة الجزائرية والسماح له بدخول منطقة جنوب شرق الجزائر والاستفادة من قانون المصالحة.
ويوضح المشهد الحالي أن بداية "داعش" في الجزائر ستكون على أيدي كتيبة "سكيكيدة" أو "جند الخلافة"؛ ما يؤدي إلى تنامي وتوسع نفوذ التنظيم في البلاد، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا وغيرهم.

شارك