بكين تفكك 181 خلية إرهابية بتركستان الشرقية.. هل تخشى الصين ظهور "داعش" و"القاعدة"؟

الإثنين 25/مايو/2015 - 03:01 م
طباعة بكين تفكك 181 خلية
 
دخل الصينيون منعطف الانضمام إلى الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، وسط ارتفاع مؤشر انضمام صينيين إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

181 مجموعة إرهابية

181 مجموعة إرهابية
أعلنت الصين الاثنين تفكيك 181 مجموعة وصفتها بـ"الإرهابية"، منذ بدأت حملة قمع منذ عام في إقليم شينغ يانغ، ذي الأكثرية المسلمة، والذي يشهد اضطرابات متكررة.
وبحسب الإحصاءات التي وفرتها السلطات المحلية التي يتعذر تأكيدها من مصادر مستقلة، فقد تم تعطيل 96% من هذه "المجموعات الإرهابية" قبل أن تتمكن من التحرك.
وأفادت الإحصاءات نفسها بأن 112 مشتبهًا به سلموا أنفسهم إلى الشرطة، على ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة وموقع تيانشان الإخباري التابع لسلطات شينغ يانغ.
وأطلقت حملة القمع التي أثارت انتقادات كثيرة من منظمات حقوق الإنسان، بعد هجوم دام في أورومتشي كبرى مدن الإقليم في 22 مايو 2014.
واقتحمت سيارتان رباعيتا الدفع حشدًا في سوق مفتوح في المدينة، فيما رمى ركابهما متفجرات. وقتل في العملية 39 شخصًا والمهاجمون الأربعة، فيما أصيب 90 شخصًا بحسب الحصيلة الرسمية.
وتم تمديد العملية حتى آخر 2015، وانعكست في أعمال قمع صارمة تمثلت في عشرات عقوبات الإعدام وعمليات الإعدام، وتوقيفات تلتها محاكمات سريعة.
ويشهد الإقليم اضطرابات متكررة تغذيها العداوة بين إثنيتي هان (الأكثرية في الصين) والأويغور (وهم مسلمون ناطقون بالتركية) الذين تعتبرهم السلطات المركزية "إرهابيين" أو "انفصاليين".

تركستان الصينية

تركستان الصينية
وتركستان الشرقية هي إقليم في أقصى شمال غرب الصين، تسكنه أغلبية تركية مسلمة، وتطلق عليه بكين اسم "شينغيانغ"، ومعناه الأرض الجديدة.
وأقام الحزب الإسلامي التركستاني، الذي أسّسه أبو محمد التركستاني (حسن مخدوم، 1964 – 2003) أواخر تسعينيّات القرن الماضي، معسكرات عدّة في مناطق سيطرة «طالبان» في أفغانستان وبإشرافها، وتخصّص بعضها في تدريب «الجهاديين الفتيان» وهم مقاتلون تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 16 عامًا. 
وتنقل تقارير عدّة عن محللين عسكريين باكستانيين ومتابعين لشئون «الحركات الإسلامية» تأكيدهم أن «العديد من المقاتلين في صفوف طالبان تعود أصولهم إلى الجماعة التركستانية المقاتلة». 
ويبدو أن السنة الأخيرة قد شهدت استقطاب عدد من هؤلاء للانضمام إلى الحرب السوريّة. 
فيما كانت بكين قد أصدرت قبل سنوات تقريراً اتهمت فيه الحركة الانفصالية بالارتباط بتنظيم «القاعدة».
ويعد الحزب الإسلامي أحد أهم المنظمات التي تُسْهم في إرسال مقاتلين إلى سوريا للقتال في صفوف جبهة النصرة، وأحرار الشام والفصائل الجهادية المسلحة، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
فالحزب الإسلامي التركستاني، النواة الحاضنة لـ«الجهاديين» الأويغور في سوريا هو "الحزب الإسلامي التركستاني" (المنادي بالانفصال عن الصين)، ومنذ مطلع عام 2013 شكّل «الحزب» فرعًا له باسم «الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام».
وحسب دراسة نَشرها معهد واشنطن في يونيو 2014، فقد "جعل الحزب من سوريا قاعدة ثانية للعمليات المتقدمة له بعد أفغانستان في السنوات الأخيرة". أسهمَ العدد الكبير للاجئين الأويغور في تركيا (نحو 20 ألفاً) بسهولة استقطاب "مجاهدين" من بينهم، للانضمام إلى "الحزب" الذي اتّخذ من الأراضي التركية مسرحاً أساساً لنشاطه، مع غضّ نظر ودعمٍ من المخابرات التركية. وتؤدي "جمعية التضامن والتعليم لتركستان الشرقية" دوراً محوريًّا في عمليات ضم المقاتلين، وتجهيزهم للتوجه إلى سوريا، تحت غطاء "تقديم الدعم الإنساني إلى الشعب السوري".

في سوريا

في سوريا
مثل كثيرٍ من "المهاجرين"، أثارت دعوات "النّفير" التي أطقلها المتشددون من رجال الدين الإسلامي إلى سوريا حماسة مقاتلي إقليم شينغيانغ، غربي الصين أو ما يعرف تاريخيًّا بإقليم "تركستان"، منذ بواكير الصراع السوريّة، ليبدأ دخولهم فُرادى عبر الأراضي التركيّة، قبل أن يتحولوا تدريجيًّا إلى نواة لواحدة من أشد المجموعات «الجهاديّة» تنظيمًا.
وفي 2012 بدأ الظهور العلني لصينيين بتنظيم «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة بسوريا، كان عددٌ قليل من المقاتلين التركستانيين (ويُعرفون باسم "الأويغور"، وهم من أقلية صينية تدين بالإسلام في غربي الصين) قد انتظموا في صفوفها. يدفعهم إلى ذلك وجود صلات "عقائديّة" وطيدة بين حاضنهم "الحزب الإسلامي التركستاني" من جهة، وبين كلّ من حركة طالبان في أفغانستان وتنظيم "قاعدة الجهاد" من جهة أخرى. كذلك كان عدد قليل من هؤلاء (خمسة يتقنون اللغة العربية) قد انضووا في صفوف حركة أحرار الشام الإسلاميّة.
وشارك مقاتلو "التركستاني" في معارك متفرّقة في الشمال السوري (إدلب، وريف حلب) بأعداد محدودة، تحت راية "جبهة النصرة" حيناً، وراية "أحرار الشام الإسلاميّة" حينًا، و"جيش الفتح" إبّان معارك إدلب الأخيرة. شكّلت معركة جسر الشغور انعطافةً في عمل "الحزب"، حيث كان فعليًّا رأس الحربة الأساسي فيها.

صينيون في "داعش"

صينيون في داعش
ولم يتوقف وجود الصينيين في تنظيم "جبهة النصرة" أو "أحرار الشام" الإسلامية، ولكن كان هناك عدد كبير من الصينيين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، وقدرت صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أن نحو 300 صيني يحاربون في صفوف "داعش" في العراق وسوريا.
وقالت الصحيفة: إن أعضاء صينيين في حركة تركستان الشرقية الإسلامية يسافرون إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى الدولة الإسلامية.‏
وأضافت الصحيفة: «طبقًا لمعلومات من مصادر عدة منها ضباط أمن في المنطقة الكردية العراقية وسورية ولبنان هناك نحو 300 صيني متطرف يحاربون مع الدولة الإسلامية في العراق وسوريا».‏
وأشار المفكر السياسي والصحفي الفرنسي تييرى ميسان إلى أن دراسات ومعلومات الولايات المتحدة أشارت إلى فئة أخرى من المقاتلين المنضمين لداعش، حيث استقر مئات من المقاتلين الصينيين مع عائلاتهم منذ بداية شهر يونيو ٢٠١٤ في شمال شرق سوريا. البعض منهم تمت ترقيتهم فورًا إلى رتبة ضباط. وهم تحديدًا من الأويغور المسلمين السُّنَّة ممن يتحدثون اللغة التركية.

تصنيف إرهابي

تصنيف إرهابي
وتنظر الحكومة الصينية إلى أعضاء «الحزب الإسلامي» باعتبارهم إرهابيين انفصاليين. 
وأنشأت الصين وروسيا وأربع دول في آسيا الوسطى- هي قرغيزستان وكزاخستان وطاجكستان وأوزبكستان- منظمة شنغهاي للتعاون في 2001 كتكتل أمني إقليمي لمواجهة التهديدات التي يشكلها التطرف وتجارة المخدرات من أفغانستان المجاورة.
وأعلنته الإدارة الأمريكية عام 2009 جماعة إرهابية. وأدرجته الأمم المتحدة على قائمات المنظمات الإرهابية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. كما تعتبر الحكومة الروسية هذه الجماعة تنظيماً محظوراً منذ عام 2006.

المشهد الصيني

المشهد الصيني
يبدو أن الصين تواجه خطرًا على أمنها القومي من عودة المقاتلين إلى زعزعة الأمن في البلاد، خاصة في إقليم "شينغيانغ" أو تركستان الشرقية، ذات الأغلبية المسلمة، وهو ما يزيد من الأوضاع الأمنية، مع دعوات انفصال لأقاليم أخرى، لذلك الحكومة الصينية أصبحت أمام تحدٍّ أمني جديد من نفوذ "داعش" والقاعدة إلى البلاد.
ويأتي ذلك مع إعلان تنظيم «داعش» في شهر يوليو 2014، عن برنامج وخريطة لإقامة «دولة خلافة» للتنظيم، تشمل دولًا من الشرق الأوسط وأوروبا، ظهر غرب الصين على الخريطة؛ ليؤكد تربص التنظيم بالصين وسعيه إلى توسيع حدود عملياته المسلحة المستقبلية لتشمل تلك المنطقة.
فيما يرى المحلل الإيطالي "مانيلو دينوتشي" أن الهدف المقبل لـ"داعش" هي الصين، لافتًا إلى أن هذا ما يتماشى مع السياسية الأمريكية باستهداف منطقة آسيا، مؤكدًا أن "داعش" ما هي إلا أداة أمريكية، كما فعلت في حربها ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال السبعينيات من القرن الماضي.
بكين تفكك 181 خلية
للمزيد عن تنظيم شرق تركستان الإسلامي.. حلفاء القاعدة في جنوب الصين .... اضغط هنا

شارك

موضوعات ذات صلة