في مؤتمر وزارة الأوقاف.. تجديد الخطاب الديني.. المسئولية والآليات

الثلاثاء 26/مايو/2015 - 06:27 م
طباعة في مؤتمر وزارة الأوقاف..
 
عقد أمس الاثنين 25مايو 2015، مؤتمر "تجديد الخطاب الديني" برعاية وزارة الأوقاف وقد حضر المؤتمر نخبة من المثقفين والسياسيين وعلماء الدين والاعلاميين وغيرهم، في محاولة من وزارة الاوقاف للخروج بوثيقة ضابطة لتجديد الخطاب الديني.

الجلسة الافتتاحية

الجلسة الافتتاحية
قام وزير الاوقاف أ . د محمد مختار جمعة بافتتاح المؤتمر مرحبًا في كلمته بالسيد المهندس/ خالد عبد العزيز وزير الشباب، والدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، وسماحة أ. د/ شوقي علام مفتي الديار المصرية، والسادة الحضور.
       وأكد وزير الأوقاف في كلمته على أن الشعب المصري يؤمل أن يخرج المشاركون بوثيقة وطنية حول آليات تجديد الخطاب الديني، وأن نكون على مستوى الحدث والمسئولية، وأن نستشعر قيمة ما نحن فيه، مشيدًا بكلمة أ / محمد الدسوقي، والتي أشار فيها إلى أن مصر تمر اليوم بحدث مهم يتصدى له صفوة من علماء مصر ومفكريها وأدبائها لبحث واقع الخطاب الديني تلبية لدعوة وزارة الأوقاف لتصحيح المسار والأفكار ومواجهة الأخطار، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح وحرية الاعتقاد وحق التعايش لجميع أطياف المجتمع .
        كما أشار وزير الأوقاف في كلمته إلى أن هناك جهودًا كبيرة تبذل من رجال الدين والمفكرين ومؤسسات الدولة، لدرجة أن بعض أحكام القضاء تضمنت إشارة هامة لتجديد الخطاب الديني الذي يجمع ولا يفرق، ويبشر ولا ينفر، ويصلح ولا يفسد، وييسر ولا يعسر، ويصون ولا يبدد ويعمر ولا يخرب.
       كما بين وزير الاوقاف في كلمته أن الإسلام دين يدعو إلى السلام في الأرض وليس دين عنف، ولابد أن تخرج وثيقتنا بخطاب وسطي بعيدًا عن الإفراط والتفريط، ولا يمكن أن يكون الخطاب الديني وحده هو العامل في مواجهة العنف والتطرف، بل لابد إلى جانبه من خطاب علمي وثقافي وتربوي وإبداعي وفني على قدر المسئولية حتي يتحول شبابنا من عقلية التبعية والتقليد إلى عقلية النضج والفكر والوعي والقدرة على التفكير والإبداع والنقد والتميز .
        وامتدادًا للتواصل والتفاعل مع المجتمع وتكليلاً لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فقد أكد وزير الاوقاف، أن حصاد هذه اللقاءات والمنتديات لم يذهب سدى، وإنما نتج عنها كثير، فقد صدر كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح"، وسيتم تدريب 60 ألف إمام على دراسة وتدريس وشرح هذه المفاهيم، إضافة إلى الجزء الأول من سلسلة تجديد الخطاب الديني الذي يوزع مع الأخبار، والذي تم ترجمته إلى ثلاث عشرة لغة بالتعاون مع لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى وكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وصدور كتاب "أسرار البيان القرآني" لتقوية الحس الديني في مواجهة موجات الإلحاد والتسيب .
       واختتم وزير الأوقاف الكلمة بأن الوزارة تعمل على تجديد ملتقى الفكر الإسلامي بثوبه الجديد الذي تستضيفه وزارة الشباب، يضم عالمًا ومثقفًا ومسئولا، وينقل على الهواء مباشرة للتواصل مع الشباب، مشيرًا إلى أنه لابد من تكاتف جهود جميع مؤسسات الدولة للخروج بوثيقة لتجديد الخطاب الديني تكون على مستوى المسئولية والحدث .

في مؤتمر وزارة الأوقاف..
وفي كلمته أكد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب على أنه لابد من ربط الخطاب الديني بواقع الشباب في سبيل وضع الحلول لقضايا ومشاكل الشباب مع جعل ربط التراث بالواقع داعيًا إلى تطوير خطاب الشباب والانتقال من مرحة التلقين إلى مرحلة التفاعل مع الشباب حيث إن الطريقة التفاعلية أصبحت حتمية وضرورية في هذا العصر، مشيرًا إلى أن الشباب على دراية بتقنيات العصر الحديث والقدرة على المناقشة والحوار، فلابد من التفكير جديا عند محاورة الشباب، ومراعاة عقولهم ومحاولة صياغة عقل مبدع ومبتكر وقادر على مواجهة التحديات .
        كما أكد أ.د/ عبد الواحد النبوي وزير الثقافة أن تجديد الخطاب الثقافي يعتبر محورًا مهمًا ومكملاً لتجديد الخطاب الديني في مواجهة كافة قضايا المجتمع كالإرهاب والجهل، ولا بد من تكاتف الجهود في ظل المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر من خلال قبول الآخر، فالتجديد مسئولية مشتركة بين كافة مؤسسات الدولة، ولا بد من توفير أسباب الازدهار والرفاهية للمجتمع .
       وفي سياق متصل أشار وزير الثقافة إلى أن التجديد في لغة الحوار لا بد أن يكون جدليًا مهذبًا يحترم الآخر للوصول لأرضية مشتركة تجمع كافة أطياف المجتمع، أما عن جهود وزارة الثقافة لتجديد الخطاب الديني  فقد وقعت برتوكول تعاون مع وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني  من  خلال الندوات والأمسيات الثقافية على امتداد ربوع الجمهورية، مشيرًا إلى أن وزارة  الثقافة ستطلق مسابقة للتأليف في التجديد الثقافي ونشر قيم المحبة والتسامح والسلام لإخراج أجيال صالحة لقيادة الأمة.
        وفي كلمته أكد أ.د / شوقي علام ــ مفتي الجمهورية ــ أن التجديد من أهم خصائص الدين وضرورة حتمية ولا يمكن التقدم إلا إذا تجدد الفكر مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية لن تتقدم إلا بالتعامل الحكيم مع النص، فلا بد من مراعاة الثوابت مع عدم الوقوف عند حدود المسطور، بل لابد من استخراج القواعد والأصول، ومراعاة حال الأمة استجابةً لمتطلباتها، فالأمة في أمس الحاجة إلى منهج وسطي معتدل .
       كما أوضح مفتي الجمهورية أن الشباب قوة فاعلة في المجتمع ولن يتقدم المجتمع إلا بهم، مؤكدًا على ضرورة العناية بالشباب والعمل على حل مشاكلهم وقضاياهم .
     واختتم كلمته بحتمية تضافر وتكاتف الجميع كل في مجاله الديني والعلمي والفني للخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني، مع ثنائه الشديد على هذه المبادرة والجهد الذي تبذله وزارة الأوقاف في مواجهة التطرف.

الجلسة العلمية الأولى

الجلسة العلمية الأولى
عقدت الجلسة العلمية الاولى برئاسة أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا والذي أكد على أن تجديد الخطاب الديني لا يعني نسف التراث ولكن يعني إنزال التشريع على القضايا المعاصرة، وتلك هي المهمة التي نطرحها في الندوة.
         وأشار أ.د/ عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر في كلمته إلى أننا في حاجة إلى تجديد الخطاب بكل معانيه وآلياته، ويقوم التجديد على داعية ملم بقضايا الزمان والمكان بشرط أن يكون انتماؤه لله ورسوله ولوطنه لا للشرق ولا للغرب، واصفًا خطاب الداعية بأنه ينطلق من فقه المقاصد الشرعية، إضافة إلى إدراك فقه الواقع، مضافًا إليها حفظ العقل والمال والنفس ولا يكون ذلك إلا من خلال حفظ الوطن، مع ضرورة تحقيق الأمن والرفاهية للمجتمع.
        وفي كلمته بيّن أ.د / مصطفى الفقي المفكر السياسي أن الخطاب الديني لن يجدد إلا في إطار حفظ الثوابت، وأننا في حاجة ملحة إلى تجديد الخطاب العقلي والفكري، وأننا يجب أن نعمل على تنقية الخطاب مما شابه من أفكار دخيلة ومحاولات لَيِ الذراع، وتصوير الإسلام على غير صورته الحقيقية، مع كون هذا الخطاب يُساير العصر، فالدنيا تتغير والعالم يتحول، مما يعني ضرورة فتح باب الاجتهاد والتجديد والتفكير.
         كما أشار أ.د/ طه أبو كريشه في كلمته إلى أن أهم آليات تجديد الخطاب الديني تتمثل في القائم بالخطاب الديني لابد أن يؤهل تأهيلاً علميًّا مناسبًا، فلابد من إعادة النظر في المستوى العلمي لمن يقوم بالخطاب الديني، كما تتمثل في آلية محتوى الخطاب بالمادة العلمية التي تصنع منه عالمًا قادرًا على توصيل الخطاب الديني السمح، مستوعبًا لواقع العصر والمستجدات، معتبرًا الجمهور والمتلقي آليةً ضرورية من آليات تجديد الخطاب الديني، مع الوضع في الاعتبار اختلاف الخلفية الثقافية والاجتماعية لدى هذا الجمهور، مضيفًا إلى ذلك ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة للخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني، ومضافًا إليها تجديد الخطاب الإعلامي، والسياسي، والاجتماعي، والفكري، والعلمي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الالتزام بالمنهج القرآني.
في مؤتمر وزارة الأوقاف..
من جانبه دعا أ.د / سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة إلى تفعيل دور المؤسسات لتجديد الخطاب الديني، والوقوف في وجه الدعوات الهدامة والواهية التي لا أساس لها، مع اعتبار الخطاب الديني الوسطي المعتدل القائم على تعاليم الإسلام السمح ومقاصد الشريعة، مُستنكرًا الخطاب المتشدد الذي يُسيئ للإسلام، ويُظهره بغير صورته السمحة، كما أشار إلى ضرورة تكاتف المؤسسات الثقافية والمجتمعية مع المؤسسات الدينية للخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني.
        كما أكد الفنان / محمد صبحي صاحب  مبادرة ” معًا في حب مصر “  أن تجديد الخطاب الديني ليس كافيًا بل لابد من مراعاة البعد الإنساني والمجتمعي  من خلال محاربة الفقر والجهل، فعندنا عدد كبير من السكان في عشوائيات وما في حكمها يحتاج إلى خطاب يصل إليهم ويراعي ظروفهم الفكرية والمجتمعية، مضيفًا إلى أن المشكلة الحقيقية في التعليم الذي لابد من إصلاحه بمختلف مراحله، مختتمًا حديثه بأنه لابد من التكاتف بين الدين والتعليم والثقافة والفن، فبدون هؤلاء أنت تبني خطاب ديني ثم يهدم.
         ومن جهته دعا أ.د/ عبدالله المغازي استاذ القانون الدستوري ومستشار رئيس الوزراء إلى نشر المنهج الوسطي المعتدل، وتجديد الخطاب الديني يحتاج إلى مناهج دون التعرض للثوابت الدينية داعيًا الإعلام إلى البناء، كما أشار إلى أنه لابد أن يتواكب مع الخطاب الديني خطاب سياسي يكون عليه صناعة الأمل، مبينًا قيمة العدل المجتمعي لتجديد الخطاب الديني، مختتمًا حديثه بأنه لابد من التربية على المبادئ والأخلاق فلا يكفي العلم بغير خلق، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه مشروع ” صناعة الإنسان ".

الجلسة العلمية الثانية

الجلسة العلمية الثانية
برئاسة أ.د/ إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر، انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثانية بعنوان "بحث آليات تجديد الخطاب الدين ” 
       وفي كلمته أكد عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق أن دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني جاءت من منطلق تدهور حال المسلمين، وضرورة حماية الإسلام ونشر تعاليمه السمحة في مواجهة التطرف، مما يقتضي الوعي الكامل بالظروف المحيطة بنا في المنطقة والعالم من حولنا، من هنا تأتي ضرورة تجديد الفكر حتى يتجدد الخطاب طبقًا لمقتضيات العصر، وتساءل عن إنجازات المسلمين وإسهاماتهم في علوم الحضارة الإنسانية وما قدموا للبشرية ؟!
      كما نبه على ضرورة الأخذ بفقه الواقع دون الانجرار إلى الخلافات التي تعمق الهوة بين المجتمعات الإسلامية، مما يُؤدي إلى إعاقتها عن التقدم، في حين أن الأمم الأخرى تسعى جاهدةً نحو التقدم والرقيّ، وأشار إلى أهمية إعلاء قيمة الدولة الوطنية التي تُبنى على أساس الولاء الوطني، وقد جاءت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني من منطلق التوجه نحو مستقبل مشرق ومجتمع متقدم في المجالات المختلفة، مما يحتم علينا مُشاركة العالم انجازاته في مجالات الحياة المختلفة، والعمل على رفاهية المجتمع، داعيًا إلى إصدار بيان إدانة لما يحدث لمسلمي  "ميانمار" من ذبح وسفك للدماء، واختتم بقوله: "فلنجدد خطابنا، ولنعش زماننا، وليكن هدفنا الحقيقي أن يكون القرن 21 قرننا.
      كما أشار أ.د/ جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية – في كلمته – إلى أن تجديد الخطاب الإعلامي من خلال عمل ميثاق شرف إعلامي أصبح ضرورة ملحة وحتمية لإصلاح المجتمع، داعيًا إلى تفعيل المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تُقر الحريات دون المساس بالآخرين أو التعدي على أعراضهم مع عدم الإضرار بالأمن القومي أو المساس بسيادة الدولة.
     من جانبه ثمن أ.د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة جهود وزير الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ووضع وثيقة وطنية له، داعيًا إلى تصحيح التدين الذي يستقيم مع صحيح الدين بعيدًا عن التشدد، فقد جعل الله الدين لسعادة البشر وضمان استمرار حياتهم، فالخطاب الديني لابد أن يكون باعثًا على التقدم والرقي كما ينبغي أن يكون متوازنًا معتدلاً؛ ليكون قادرًا على مواجهة التطرف والغلو من ناحية، وكل الفساد والإلحاد من ناحية أخرى، كما أشار إلى ضرورة النهوض بالداعية الناقل للخطاب الديني مراعاةً لظروف المتلقي لهذا الخطاب في ظل تعاليم الإسلام السمح المعتدل.
      وفي سياق متصل أكد الإعلامي  أسامة كمال، أن التعليم له دور أساسي ورئيسي في تهيئة المتلقي للخطاب الديني، وهذا يُعوّل عليه كثيرًا، كما أشار إلى أهمية الخلق في حياة المسلم باعتباره الأساس في بناء شخصية المسلم، وركن من أركان تجديد الخطاب الدين، فلابد من نشر القيم الأخلاقية في مواجهة الدعوات الهدامة ونبذ الغرور.
       من جانبها حذرت أ.د / آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من التمذهب والتشرذم والعصبية، وجعل النصوص آلية للأهواء الشخصية، وخطورة توظيف الدين لصالح السياسة، وطالبت الأمة بضرورة الاعتصام بحبل الله بدلاً من الفُرقة، مُشيرةً إلى أن الإسلام دين الرحمة، داعيةً إلى استيعاب أدوات الحضارة الحديثة في سبيل النهوض بالمجتمعات الإسلامية.

توصيات مؤتمر الأوقاف

توصيات مؤتمر الأوقاف
وقد خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات الهامة هي:
1-  تجديد الخطاب الديني يعني: تجريده مما علق به من أوهام، أو خرافات، أو فهمٍ غير صحيح ينافي مقاصد الإسلام وسماحته، وإنسانيته وعقلانيته، ومصالحه المرعية، ومآلاتِه المعتبرة، بما يلائم حياةَ الناس، ويحققُ المصلحة الوطنية، ولا يمس الأصول الاعتقادية، أو الشرعية، أو القيم الأخلاقية الراسخة .
2- يجبُ أن يتجه الخطابُ الدينيُّ المعاصر إلى إقناع العقل، وإمتاع الوجدان، والرقي بالمشاعر، وتنمية  المواهب الإبداعية، والتشجيع عليها، وتعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ المعاني الوطنية، وإشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن جمعيا، واحترام حق التعدديةِ الاعتقاديةِ والفكريةِ في ضوء الحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع وبما لا يخل بأمنه القومي .
3- بناء مناهجِ التربية الدينية على معاييرَ ومؤشراتٍ تعززُ الفهمَ الصحيح للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية، وتعظيمِ دورِ المؤسساتِ التعليمية في المجتمع، وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية والحفظ والتقليد والتلقين إلى مستويات جادة من الوعي والتفكير والإبداع، والقدرة على التمييز والتمحيص والنقد .
4-  تكوين الدعاة علميا ورُوحيا وسلوكيا بما يمكنهم من فهم الرؤى الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلي الواعي، وتنمية مهارات فهم النص فهمًا صحيحًا في ضوء الإلمام الجيد بالثابت والمتغير، وتطبيقه على الواقع المتغير، والتدريب المستمر المتنوع، في ضوء مستجدات العصر، وفقه الواقع، والمقاصد، والأولويات، والموازنات، والمآلات، والنوازل، على أن يتغير نظام القبول بالكليات الشرعية ليأخذ خيرة الطلاب وأعلاهم مجموعًا وبحد أدنى 70%، لا أن تكون حصة هذه الكليات هي بقايا طلاب الكليات العلمية، مع العمل على تحسين الأوضاع المادية للسادة الأئمة والخطباء بما يمكنهم من التفرغ لأداء رسالتهم النبيلة.
5- تعاون المؤسسات الدينية، والعلمية، والتعليمية، والثقافية، والفنية، والإعلامية، في إنتاج  خطاب عقلي، وعلمي، وثقافي، وديني، وتربوي، ووطني، يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات، يحافظ على الثوابت الشرعية والأخلاقية والقيمية للمجتمع، ويضع حلولاً واضحةً ومناسبةً تتسم بالمرونة والواقعية لكل ما يواجه المجتمع من مشكلات أو تحديات، مع إعادة النظر في مكونات المناهج الدينية في جميع مراحل التعليم بما يتناسب مع معطيات العصر ومتطلباته.
6-  تكوين مجموعات من الشباب والفتيات، وتدريبهم التدريب الكافي علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا، مع الاهتمام بدراسة اللغات المختلفة، وإتقان اللغة العربية، والبعد عن التقعر فيها، وتمكينهم من أدوات التواصل العصرية، بما يكسبهم القدرة على الحوار والإقناع لمحاورة نظرائهم، على أن تُشجع المؤسسات المختلفة كلٌ في مجاله على ذلك وفي إطار تعاون مشترك فيما بينها .
7- تنظيم دوراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ دينية وثقافية دورية بالتعاون بين المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بالشأن الديني والفكري والثقافي في كل ربوع الوطن، حتى نستطيع الوصول إلى كل شرائح المجتمع في مساجدهم، ومدارسهم، وقصور الثقافة، ومراكز الشباب، والتجمعات العمالية، والقرى والنجوع، مع التركيز الشديد على العشوائيات والمناطق الأكثر فقرًا، حتى لا تتخطف أبناءَها يدُ التشدد والإرهاب، على أن يعود للمسجد في هذه المناطق دوره الاجتماعي ليسد الطريق أمام المتاجرين بالدين ومن يوظفونه لأغراضهم السياسية والانتخابية .
8- تحويل شرح توصيات مؤتمر "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه: طريق التصحيح" إلى برامج تدريب وتثقيف في المؤسسات والوزارات والهيئات المختلفة وتعميم نشرها بغيّة تصحيح المفاهيم الخاطئة، والعمل على ترجمتها إلى اللغات المختلفة، لنؤكد للعالم كله أن ديننا دين رحمة وسلام لا عنف فيه ولا إرهاب
9- تخريج داعيات فقيهات يعملن على تصحيح الأفكار الخاطئة فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل بما يتفق مع تعاليم الإسلام الصحيحة وينقذ هذه الشريحة من الوقوع في أيدي داعيات الجماعات المتشددة أو النفعية أو غير الوطنية .
10- تبني خطاب ثقافي وفكري يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة، ويُرسخ مفاهيم الولاء الوطني في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية الدولية التي لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية، وإنما تبحث عن خلافة أو سلطة مزعومة أو متوهمة لا تخدم مصالح دولنا، بل تعمل على هدمها لصالح قوى الاستعمار الجديد التي توظف هذه التنظيمات وتدعمها ماديًا ومعنويًا .
11- حشد طاقة المجتمع كُله لمحو الفكر المتطرف والمتفلت على حد سواء، ودعم قضايا العمل والإنتاج، والعدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، والقضاء على البطالة، بما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته .
12- الإفادة القصوى من وسائل الإعلام المختلفة، وتوظيف بعض الأعمال الفنية والإبداعية لنشر القيم النبيلة، وإنتاج أعمال تدعم القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية، وبخاصة في مجال ثقافة الطفل .
13-  أن تكون مبادئ الأخلاق والقيم الوطنية موضع اهتمام في جميع المراحل التعليمية، والمنتديات التربوية والثقافية والتثقيفية .
وأخيرًا :
      رغم التوصيات المطروحة خلال المؤتمر، فهناك توصيات أخرى عديدة عبر أوراق العمل المختلفة وعدت وزارة الأوقاف بنشرها لاحقا مع بعض الأوراق العلمية المقدمة في إصدار خاص، وستقوم لجنة التوصيات بمتابعة تنفيذها على أرض الواقع.

شارك