مؤتمر "القبائل الليبية" في مصر.. بين الآمال والمخاوف
الأربعاء 27/مايو/2015 - 05:58 م
طباعة
في ظل المساعي التي تقوم بها بعض الدول العربية لحل الأزمة الليبية، تواصل القبائل الليبية اجتماعاتها في مصر الذي تحاول احتواء الآزمة وإيجاد حلول لها.
فبين الآمال والمخاوف، بدأت منذ أول أمس الاثنين 25 مايو 2015، 3 جلسات تناولت ثوابت الدولة الليبية ودور القبائل في عودة الاستقرار في البلاد.
حضور ليبي مكثف
يشهد الاجتماع حضورًا ليبيًّا مكثفًا، حضروا إلى مصر لمتابعة الاجتماعات عن قرب في ظل ما يعوله الكثيرون من الليبيين في الداخل والخارج.
وشارك في الاجتماع ما يقرب من 400 مشارك من داخل ليبيا من شيوخ وعقّال القبائل الليبية، حيث يمثلون مختلف القبائل من كافة المناطق في الشرق والغرب والجنوب في ليبيا.
كان أقر الحاضرون في بداية الاجتماع اليوم 27 مايو 2015، بضرورة عمل هيئة للمصالحة الوطنية الشاملة تستمد شرعيتها من البرلمان الليبي ومقره طبرق مكونة من شيوخ وأعيان القبائل الليبية ليكون صبغة شرعية ملزمة، وإقرار الإخوان المسلمين تنظيم إرهابي، والعمل على توحيد الخطاب الإعلامي ليكون رافدًا للمصالحة الشاملة بين كل الليبيين، والعمل على الاهتمام بأوضاع المهجرين والنازحين والمدن المنكوبة.
أبرز القبائل المشاركة
من أبرز القبائل المشاركة من الشرق الليبي العبيدات، البراعصة، الحاسة، الفايد، درسة، أولاد حمد، قطعان، جراري، سعيطي، عوامي، مغربي، عقوري، فرجان، فواخر، عبيد، عُرفة ومصراتة الشرق.
ومن الغرب الليبي شاركت قبائل أعيان طرابلس، ترهونة، ورشفانة، زليتن، الزنتان، الخمس، النوايل، المشاشية، العجيلات، الزاوية، الرجبان والجعافرة.
وقبائل التبو، الزِوية، الاواجلة، المقارحة، أولاد سليمان، الطوارق، الاهالي، الأشراف، أوباري، من الجنوب الليبي.
في ذات السياق، أعلن عدد من قبائل وممثلي أعيان المدن والقرى والشيوخ في ليبيا، مقاطعتهم لمؤتمر القبائل الليبية في مصر، مطالبين بعقد المؤتمر في ليبيا .
مخاوف وآمال
يقول الدكتور محمد الشحومي الإدريسي، ممثل قبيلة أولاد الشيخ زليتن الليبية، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، وأمين سر اللجنة التحضيرية ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر: "إن هناك مؤشرات لنجاح الاجتماع في مصر والتي ستدفع إلى نجاح المفاوضات في ليبيا".
وقال الإدريسي: "إن الملتقى يعتبر جهد تحضيري لاجتماع أشمل يعقد على الأرض الليبية خلال 3 أشهر".
فيما نفى الشحومي ما تردد حول غياب الشخصيات المؤثرة والفاعلة في قبائلها ومناطقها ومدنها، مؤكدًا أن المجتمعين هم من أعيان ووجهاء وشيوخ ليبيا ولهم وزنهم ومكانتهم بين أهلهم.
وعن أعمال الملتقى قال الإدريسي: "انتهينا من وضع جدول الأعمال، والذي يتضمن 3 بنود هي وضع الأسس التي سيكون عليها البيان السياسي الذي سيصدر عن الملتقى، وتشكيل لجنة تحضيرية لعقد اجتماع أشمل للقبائل يعقد في ليبيا، تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية".
وأبدى بعض المتابعين والمهتمين بالشأن الليبي تشاؤمهم من نتائج على اعتبار أن شيوخ القبائل الليبية الموجودين في زمام فجر ليبيا والكتائب المسلحة لن يستطيعوا الحضور إلى القاهرة لاعتبارات أمنية، وأن هذه المناطق هي مناطق قتال صعب التحرك فيها أمنيًّا، بالإضافة إلى رفض بعض شيوخ القبائل الجلوس على مائدة حوار تكون الأمم المتحدة شريكًا فيها؛ بسبب اتهامات لبرناردينو ليون بأنه يعمل لتنفيذ مخطط أمريكي بريطاني لتقسيم ليبيا إلى مناطق والتشكيك في نوايا الأمم المتحدة بشأن الأزمة الليبية.
كانت بعض المصادر الليبية والقريبة من ملف الحوار الليبي أن برناردينو ليون هو صاحب فكرة عقد مؤتمر للقبائل الليبية في مصر، رغم اختلاف الرؤيتين المصرية والأممية للأزمة الليبية.
ملتقى تاريخي
من جانبه استضاف المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية برئاسة الربان عمر المختار صميدة والنائب الأول لرئيس المجلس العمدة أحمد رسلان ونواب رئيس المجلس وهيئة مكتبه وشيوخه وعواقله ورموزه وفد مشايخ ورموز القبائل الليبية وذلك بفندق "جراند حياة" بالقاهرة، على هامش ملتقى الحوار بين أبناء القبائل الليبية الذي يعقد برعاية وزارة الخارجية المصرية .
وحضر اللقاء قيادات المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية الدكتور سالم أبو غزالة نائب رئيس المجلس للشئون القانونية، والمتحدث الرسمي له، والشيخ موسي اللواحي رئيس لجنة التراث بالمجلس، والشيخ عطية ابوعليوة والعمدة نايف جيرة الله نائب، والمستشار سليمان عبدالعزيز، والحاج حمدي عودة سالم، ومن الجانب الليبي الشيخ عادل الفايدي المنسق الرسمي لمتلقي الحوار الليبي، والشيخ مسعود عمر العمدة، والشيخ رسل حنيش وعدد كبير من مشايخ ورموز القبائل الليبية وسط حضور مكثف رموز ومشايخ الجانبين .
من جانبه قال الربان عمر المختار صميدة رئيس المجلس: إن هذ الملتقى تاريخي، سوف نرى ليبيا بهذا الجمع بادرة للاستقرار السريع لعودة ليبيا للوحدة الوطنية والاستقرار مرة أخرى .
صعوبات تواجه ليبيا
أضاف: "بلادنا العربية تمر بصعوبات تحتاج لمساعدة أبناء القبائل العربية فهم صِمام الأمان لوطننا العربي، ومصر وليبيا شعب واحد، وبيننا وبين أشقائنا في ليبيا علاقة جيرة ونسب ومصاهرة، ونؤكد أن المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية بكامل تشكيله وقياداته على قلب راجل واحد سوف يعمل مع الأشقاء الليبين بكامل قوته وطاقته ليكون حلقة الوصل بين الإخوة الليبين وبين الحكومة المصرية" .
وأشار صميدة إلى أنه سوف يكون هناك قريبًا مذكرة تعاون بين مجلسنا وبين ومجالس وروابط القبائل الليبية حتى تعود ليبيا إلى أمنها واستقرارها .
ورحب العمدة أحمد رسلان النائب الأول لرئيس المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية في كلمته بكل الإخوة الليبيين على أرض مصر الكنانة بلدهم الثاني، ووصفهم بأنهم عَصب الوطن الليبي، ويحملون لواء الوطن مدافعين عن كرامته واستقراره وأمنه وحماية حدوده من كل عدوان .
وتحدث الشيخ مسعود عمر ممثلًا عن الجانب الليبي قائلًا: في هذه اللحظات الطيبة المباركة التي يجتمع فيها شمل القبائل العربية الليبية والمصرية، نسأل الله أن يدوم راحة وهناء البلدين، ونحن في غاية السعادة لما وجدناه من أشقائنا المصريين من حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، ونطمئن إخواننا المصريين، أن ليبيا لها رجالها في شرق البلاد وغربها ونحن جميعا أبناء القبائل العربية سوف نعمل من أجل ليبيا ومن أجل الحفاظ على حدودنا المشتركة .
قبائل مصر مترابطة بليبيا
أوضح الدكتور محسن البطران المنسق العام للمجلس القومي للقبائل العربية والمصرية أن الأمة العربية في أشد الحاجة الآن للتكاتف والترابط حتى تعود لأمجادها، وأننا من هنا في مصر قلب العروبة نبعث برسائل هامة إلى مشايخ ليبيا: تراحموا وترابطوا وتكاتفوا حتى تعود ليبيا إلى أمنها، والرسالة الثانية للحكومة المصرية: أن تستمر في دعمكم، والرسالة الثالثة للإرهاب الأسود، لن تسقط ليبيا والرسالة الرابعة للمجتمع الدولي، ارفعوا الحظر عن إخواننا في ليبيا واعملوا على عودة الوطن، ونأمل أن الملتقى والحوار بين القبائل الليبية ينتج عنهما خارطة طريق لمستقبل الشعب الليبي .
وأكد الشيخ موسى اللواحي رئيس لجنة التراث بالمجلس أن ليبيا تمرض من الانشقاقات والاختلافات والفتن، ولكنها لن تموت، مضيفاً: ما من قبيلة في مصر إلا ولها امتداد في ليبيا، ونحن أشقاء في التراث والفكر والهوية، وأن ما عجزت عنه الحكومات والساسة في ليبيا سوف ينجح فيه أحفاد عمر المختار من شيوخ وعواقل ليبيا أبناء القبائل الليبية، ومن خلال مجلسنا القومي للقبائل العربية والمصرية سوف ندعمكم ونقف إلى جانبكم .
وقال العمده مهدي القطعاني عمدة السلوم: أجدادنا كانت لهم وقفات تاريخية سطرها التاريخ في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي حين غزا الاستعمار وطننا الشقيق ليبيا، وإنه على أبناء القبائل الليبية أن ينبذوا خلافاتهم، وأن يضعوا مصلحة ليبيا فوق أي مصالح شخصية أو عرقية، وأنتم أهلٌ لها وقادرون على لملمة الشتات وتوحيد الصف.
