اليمن: التحالف يكثف غاراته.. وهادي يدعو إلى إنجاح الحل السياسي

الأربعاء 27/مايو/2015 - 08:35 م
طباعة اليمن: التحالف يكثف
 
تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية لإنجاح الحوار اليمني في جنيف الذي يكتنفه الغموض، مع اتساع الأزمة الإنسانية في البلاد، وتأسيس مجلس لمقاومة في اب.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلي الصعيد الميداني شهدت اليمن عددا من الغارات لمقاتلات التحالف قيادة السعودية ضد اهداف جماعة انصار اله "الحوثي" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح،  وشن طيران التحالف عدداً من الغارات الجوية على مواقع الحوثيين وقوات الجيش المتمرد، في أماكن متفرقة في مدينة تعز جنوب اليمن، أهمها موقع العروس الاستراتيجي، في جبل صبر جنوب غرب المدينة. 
ولم تقتصر غارات التحالف العربي هذه المرة على المواقع العسكرية، بل استهدفت أيضاً منازل قيادات حوثية، وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، الموالية لصالح،.
كما قتل في المعارك الدائرة في منطقة " الحرير " بمحافظة تعز ، نجل قائد المقاومة الشعبية بتعز حمود المخلافي وافادت مصادر محلية في المحافظة مقتل اسامة حمود المخلافي بعد معارك ضارية في تعز بين المقاومة الشعبية والحوثيين مدعومين بقوات الجيش الموالي لهم .
واستهدفت مقاتلات التحالف معسكر قوات الأمن الخاصة وسط صنعاء، بعد سلسلة، وسقط جراءها 140 شخصاً بين قتيل وجريح، حسب الإحصائيات الرسمية الأولية. 
واستهدفت الغارات إلى جانب، معسكر قوات الأمن الخاصة، جبل النهدين ومعسكر قوات العمليات الخاصة في الصباحة، ومواقع متفرقة بالعاصمة صنعاء. وفي محافظة حجة، شمالي اليمن، شن التحالف العديد من الغارات، وأعلن الحوثيون أنها أسفرت عن سقوط 39 قتيلاً ونحو 18 جريحاً في منطقة "المرزق".
وفي محافظة "إب" وسط اليمن، اعلن عن تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية لتنظيم وتنسيق المقاومة الشعبية بموجب اتفاق بين مشايخ المحافظة، ضد المليشيات الحوثية وحلفائها. واختارت المقاومة الشعبية في إب، الشيخ عبدالواحد حيدر حزام عضو المجلس ناطقاً رسمياً باسم المجلس. ودعا بيان «مجلس المقاومة الشعبية في إب» كافة أبناء المحافظة من مشايخ ووجهاء وكل مكونات المحافظة بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم للاصطفاف مع المقاومة بدعمها ومساندتها والالتفاف حولها حتى تحقيق النصر .
أكد شهود عيان، أن ثلاثة انفجارات على الأقل، وقعت جراء غارات التحالف على المعسكر الذي يقع بجوار السفارة السعودية والسفارة الإماراتية، وشُوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع، كما هرعت سيارات الإسعاف باتجاه المكان. 
وفي محافظة الحديدة غربي البلاد، استهدف طيران التحالف بغارات صباح اليوم، مبنى كلية الطب بجامعة الحديدة، كما استهدف منزلاً يتبع للواء علي محسن الأحمر، سيطر عليه الحوثيون وحولوه إلى مقر قيادي لهم، وكذلك استهدفت الغارات مجدداً القاعدة الجوية في الحديدة. 
دمرت قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، في وقت مبكر الأربعاء، قاعدة بحرية سيطر عليها الحوثيون في محافظة الحديدة غربي اليمن، حسب مصدر أمني. وقال المصدر لوكالة الأناضول إن "قوات التحالف دمرت بحوالي 15 غارة جوية القاعدة البحرية في مدينة الحديدة عاصمة المحافظة التي سيطر عليها الحوثيون في أكتوبر، وأضاف أن "التدمير الذي شاركت فيه بارجات بحرية طال مختلف مباني القاعدة بما فيها مقر القيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة التي تضم أسلحة متنوعة، مع تدمير ناقلتين بحريتين عسكريتين إحداهما تدعى بلقيس والأخرى شمسان بالإضافة إلى تدمير سبعة زوارق بحرية حربية". 
فيما ذكرت مصادر صحفية من الضالع اليوم، إن مواجهات مسلحة عنيفة تدور الآن في منطقة سناح التابعة لمحافظة الضالع الجنوبية، وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية تقدمت نحو تلك المنطقة "بعد تطهير مدينة الضالع بشكل كامل من المسلحين الحوثيين، حيث لم يتبق لها سوى تلك المنطقة التي يقع بداخلها مبنى المحافظة".

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم، أنه قام وبالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع، خلال الثلاثة أيام الماضية بإعادة 2787 من اليمنيين العالقين في جمهوريتي مصر والهند إلى بلادهم، وأوضح المتحدث الرسمي للمركز رأفت الصباغ، أن عملية إعادة اليمنيين العالقين في جمهوريتي مصر والهند تمت عبر مطار بيشة بواسطة طيران الخطوط الجوية اليمنية ووصلوا إلى مطاري صنعاء وسيئون في الجمهورية اليمنية، وفق ما اوردته وكالة الانباء السعودية (واس). وأكد أن ذلك يأتي ضمن مهام المركز الإنسانية ليصل بذلك العدد الإجمالي للذين تم إجلاؤهم إلى الآن  4 آلاف و505 مواطنين يمنيين. وتقود السعودية منذ 26 مارس الماضي، تحالف عربيا يضم 12 دولة، يستهدف مواقع جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الجيش ومصالح اقتصادية وتجارية. 
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم، أنه قتل ما يقرب من 2000 شخص وجُرح 8000 جراء النزاع في اليمن الذي بدأ في مارس الماضي. وقالت المنظمة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إن "النزاع في اليمن دخل أسبوعه العاشر وتزايدت أعداد القتلى والمصابين".
 وأضافت المنظمة "كما هو الحال دائما في النزاعات، فإن المدنيين الأبرياء هم الذين يدفعون الثمن". وأوضحت أن الملاجئ التي تأوي الأشخاص المشردين داخليا مليئة بقصص عن الخسائر الفادحة وإرادة البقاء على قيد الحياة، فالطفلة ملك التي تبلغ السادسة من العمر فقدت أمها وشهدت مصرع آخرين حولها بينما كانت أسرتها تفر من الاشتباكات". وأشارت المنظمة، إلى أن هناك ما يقرب من 7.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الطبية على وجه السرعة، لافتة إلى أن شركاء لمنظمة الصحة تمكنوا من إرسال ما يقرب من 48 ألف طن من الأدوية إلى اليمن، خلال وقف إطلاق النار الذي سرى لمدة 5 أيام في وقت سابق من هذا الشهر، مما أتاح خدمة 400 ألف شخص، ولكن هذا أٌقل بقليل من المطلوب. 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كافة قوى الخير في كل قرية ومدينة ومحافظة من ارض اليمن التكاتف والتلاحم والتماسك من اجل إنجاح التحول السياسي في اليمن بصورة إيجابية حتى يعود اليمن الى وضعه الطبيعي ومكانته التاريخية لينعم مواطنيه بالأمن والاستقرار والسكينة العامة التي يحلم بها كل مواطن يمني حر. جاء ذلك خلال لقائه، مساء أمس، وفد من أبناء إقليم تهامة وضم الوفد ممثلين عن كافة القوى السياسية والاجتماعية من ابناء الاقليم، حيث جرى مناقشة المستجدات على ارض الواقع وماتمر به اليمن عامه ومحافظات عدن وتعز والضالع ولحج ومأرب والحديدة من اعمال عنف وقتل للابرياء وتدمير للممتلكات من قبل المليشيات الحوثية وصالح والتي عاثت في الارض فساد من خلال ماتمارسه من اعمال وحشية تتنافي مع كل القيم والاعراف السماوية. 
وادى اللواء ركن عبده محمد حسين الحذيفي، اليوم، اليمين الدستورية امام الرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية بمناسبة تعينه وزيراً للداخلية. 

المشهد الاقليمي

المشهد الاقليمي
وعلي صعيد المشهد الاقليمي، وقال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء إن التحالف العسكري في اليمن “جاء لحفظ أمن دولنا واستجابة لطلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي”.
وافتتح الشيخ صباح أعمال الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
وأعلنت مص، اليوم، رفضها لسياسة الأمر الواقع في اليمن والقفز على الشرعية، في إشارة إلى سيطرة جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله"، على العاصمة صنعاء والسيطرة مؤسساتها. وقال وزير خارجية مصر، سامح شكري، في كلمته التي ألقاها، اليوم، أمام الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، والمنعقدة حاليا بالكويت إن "مصر تعتبر أن الأمن القومي لمنطقة الخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري". وتابع "ومن هذا المنطلق، كان الدعم المصري قوياً وواضحاً لتحرك ائتلاف الدول العربية في اليمن على الصعيدين السياسي والعسكري"، وأشار إلى أن "هذا الدعم جاء إنقاذاً لليمن واستجابة لنداء السلطات اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته"، وقال "إن هذا التحرك العربي الجماعي، والذي جاء في توقيت بالغ الدقة، كان بمثابة العامل الحاسم الذي أنقذ اليمن الشقيق من الانزلاق إلى مصير مجهول وفوضى شاملة".
واكد وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين عيسى بن عبد الرحمن الحمادي، على "ضرورة عدم التراجع والقبول بالتحاور مع الحوثيين والمتمردين قبل أن يتم تسليم السلاح وقبل أن يقدموا اعتذارا عما بدر منهم في حق الشعب اليمني، وحينها فقط يمكن قبولهم كمكون من مكونات العملية السياسية". وأشار الحمادي، في حديث مع وكالة الانباء الالمانية، إلى أن مؤتمر الرياض أكد على نهج الحل في اليمن. وشدد الحمادي، على أن "مؤتمر الرياض" يرتكز على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216، فضلا عن المبادرة الخليجية. وتقود السعودية منذ 26 مارس الماضي، تحالف عربيا يضم 12 دولة، يستهدف مواقع جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الجيش ومصالح اقتصادية وتجارية. 

الحضور الإيراني

الحضور الإيراني
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، اليوم، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حث السعودية على إنهاء حملتها العسكرية في اليمن قائلا إن الصراع "سيجلب الضرر" على المملكة. وأدانت إيران مرارا حملة ضربات جوية تشنها السعودية على جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، منذ مارس الماضي، بعد أن بدأ المقاتلون المتحالفون مع طهران في قتال قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي للسيطرة على البلاد. وصدرت تصريحات ظريف في الكويت حيث حضر اجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي وتمثل أكبر مسعى إيراني مباشر للتواصل مع دول الخليج العربية بشأن الأزمة في اليمن. ونقلت الوكالة عن ظريف قوله "نقول لأشقائنا السعوديين إننا نريد مستقبلا أكثر إشراقا لكل الدول في المنطقة وما يفعلوه في اليمن سيجلب الضرر عليهم في نهاية الأمر." .

المشهد اليمني

المشهد اليمني
يظل المشهد اليمني في حالة سباق بين غارات مقاتلات بقيادة السعودية، وصراع القبائل والقوات الموالية للرئيس اليمني منصور هادي من جهة، وجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح من جهة أخرى، مع جهود إقليميه ودولية لاحتواء الحرب وإنهاء الصراع في البلد الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية، فهل سينتصر الحوار للإنسان اليمني أم ستقضي الحرب على ما تبقى من إنسانية في اليمن الحزين؟

شارك