اتهامات لـ"التحالف" بالتقصير أمام "داعش".. واستمرار المعارك بين الجيش السوري والإرهابيين
الأربعاء 27/مايو/2015 - 11:17 م
طباعة
بالرغم من سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر الأثرية، وتنامي نفوذ التنظيم بشكل موسع على حساب قوات الجيش السوري، لقي اليوم العشرات من عناصر "داعش" مصرعهم في قصف جوي على معاقلهم في محافظة الرقة، بينما قتل أكثر من 20 جندياً من قوات الجيش في معارك مع المعارضة المسلحة في محافظة اللاذقية، بعد أن قام الجيش السوري بتنفيذ غارات على قاعدة للتنظيم في محافظة الرقة شمالي البلاد، والتي تعد المعقل الرئيسي لداعش في سوريا.
وفى الوقت نفسه قتل 7 من عناصر داعش في القلمون بريف دمشق، إثر كمين أعده فصيل "أحرار الشام" لسيارة عسكرية كانت تقل عناصر داعش في منطقة القلمون الشرقي، بينما تصدى مسلحو المعارضة لمحاولة تقدم قامت بها القوات الحكومية باتجاه منطقة الجب الأحمر.
يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه وليد المعلم وزير الخارجية السوري تركيا بـ "دعم الإرهاب والتآمر ضد سوريا"، داعيا لتنسيق أكبر مع بغداد لمحاربة تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن دمشق تريد تنسيقا أكبر مع بغداد لمحاربة مقاتلي داعش الذين سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين.
أكد المعلم أن كلًا من سوريا والعراق أدركا ضرورة أن يقاتلا معا، منتقدا في الوقت نفسه تركيا لما وصفها بأفعال عدائية وانتهاكات للمجال الجوي السوري، مشيرا إلى أن الشعب السوري قادر على صد أي هجوم ومنع أي محاولة لتقسيم سوريا، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأرميني، أن استخدام الأجواء السورية من قبل طائرات غير سورية عدوان موصوف ومن حق سوريا بما تملكه من إمكانيات التصدي لهذا العدوان، لكن الشيء الجيد في هذا التصريح أنه اعتراف تركي بنية العدوان على سوريا.
كما تحدث المعلم عن عدم نية التحالف الدولي في شن غارات واضحة وحازمة على تنظيم داعش، مستشهدا بالأحداث الأخيرة في تدمر وسط سوريا، والاشارة إلى أن تنظيم داعش تحرك في صحراء مكشوفة بتدمر، ولم يتحرك طيران التحالف كما في معركة عين العرب كوباني، عندما كان نشطاً لمنع وقوع عين العرب بيد داعش بعد ذلك تلاشى ، مضيفا بقوله "نحن لم نكن ولا نعول على غارات التحالف الدولي في سوريا".
وانتقد المعلم فرنسا واعتبرها دعمًا للإرهاب والجماعات الإرهابية التي تسعى لإسقاط بشار الأسد والدولة السورية، مطالبا بضرورة وقف كل أشكال المساعدة للجماعات الارهابية.
من ناحية أخرى قال شهود عيان إن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا سيطرت على بلدة المبروكة التي كانت تخضع لـتنظيم داعش في شمال شرق البلاد، وأن التحالف الدولي ساعدها على استكمال السيطرة على القرى التي كان يستقر فيها التنظيم بالمنطقة، ونقل متابعون عن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وحدات حماية الشعب الكردية مدعومة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني استعادت السيطرة مطلع الأسبوع على 14 بلدة آشورية بمحافظة الحسكة، وكان آخرها المبروكة، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة استمرت عشرة أيام، وانتهت بإخراج التنظيم من المنطقة.
وقال مراقبون إن التحالف الدولي شن غارات عنيفة وكثيفة قبل قيام مقاتلي وحدات الحماية وداعميها بتمشيط المنطقة، والإشارة إلى أن السيطرة على المنطقة ستفتح الطريق أمام تقدم وحدات حماية الشعب باتجاه بلدة تل أبيض التي تقع على الحدود مع تركيا، وكذلك الرقة التي تعد معقل تنظيم داعش، والتأكيد على أن وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت على أربعة آلاف كيلو متر مربع من الأراضي في تقدمها هذا الشهر، وأن جيش النظام السوري انتزع أيضا السيطرة على أراض من تنظيم الدولة بالمنطقة نفسها.
وفى تقرير لها أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن سيطرة تلك القوات على البلدات التي تقطنها غالبية آشورية جاءت بعد غارات كثيفة لقوات التحالف الدولي تركزت قرب بلدة تل تمر بمنطقة الخابور.
وسبق أن شن تنظيم داعش هجومًا يوم 23 فبراير الماضي استهدف منطقة الخابور التي تضم 35 بلدة آشورية، وتمكن من السيطرة على 14 بلدة منها، ما تسبب بنزوح آلاف الآشوريين.
