تحذيرات أممية من المقاتلين الأجانب.. وسوريا تنتقد دعم قطر للإرهاب علانية
الخميس 28/مايو/2015 - 07:49 م
طباعة
داعش يقدم اغراءات مالية للاجانب
محمد الجولاني قائد جبهة النصرة
تصاعدت ردود الأفعال الغاضبة نتيجة بث قناة الجزيرة حوارا مع زعيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة أبو محمد الجولانى، واعتبره البعض ترويجا للجماعة الارهابية، في الوقت الذي ربط فيه البعض بين إذاعة القناة القطرية لهذه المقابلة لتأكيد دعم قطر للجماعات الارهابية في سوريا، وانتقل الغضب إلى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث اعتبر المبعوث السوري لدي الأمم المتحدة بشار الجعفري إن ما تم اذاعته في الجزيرة يمثل انتهاكا "فاضحا" لقرارات الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب .
أكد الجعفري أن النظام القطري يسعون من خلال إجراء هذه المقابلة مع رئيس كيان إرهابي مدرج على قوائم مجلس الأمن إلى تبييض صفحة جبهة النصرة تماما.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تضع فيه الولايات المتحدة جبهة النصرة في قائمتها للمنظمات الإرهابية ويفرض عليها مجلس الأمن عقوبات.
مقاتلون اجانب
وكانت الجزيرة بثت مؤخرًا الجزء الأول من مقابلة مع زعيم جبهة النصرة، وأكد فيها أن الجبهة تركز على الاستيلاء على العاصمة السورية دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا تستهدف أهدافا غربية.
أكد الجولاني أن على الأقلية العلوية في سوريا أن تتبرأ من الأسد وتترك هذا المذهب وأضاف بقوله "رسالة الى العلويين كل قرية تقول انها تتبرأ من بشار الأسد وما يفعله بشار الأسد في أهل السُنة وتمنع الرجال من الذهاب إلى القتال في صف بشار وتتراجع عن الأشياء العقائدية التي أخرجتهم من دينهم وتعود إلى حضن الإسلام فهم إخوان لنا وننسى كل الجراحات التي بيننا وبينهم."
شدد الجولاني على أن جبهة النصرة تسلمت تعليمات من زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، بتجنب شن هجمات على الخارج يمكن أن تعيق عملياتها في سوريا، وأكد بقوله "هنا لتحقيق مهمة واحدة، لمحاربة النظام وعملائه على الأرض، بمن فيهم، حزب الله والآخرين ليس لدى جبهة النصرة أي خطط أو توجيهات لاستهداف الغرب، لقد تسلمنا أوامر واضحة بعدم استخدام سوريا للهجوم على الولايات المتحدة، أو أوروبا، حتى لا نعيق مهمتنا الحقيقية ضد النظام، قد تفعل القاعدة ذاتها ذلك، ولكن ليس هنا في سوريا".
ونفى قائد جبهة النصرة أيضا ادعاءات أمريكا بأن للجبهة خلية سرية تسمى "جماعة خراسان" كلفت بتدبير هجمات خارج سوريا، مضيفا بقوله "ليس هناك شيء اسمه جماعة خراسان، لقد اخترع الأمريكيون ذلك لخداع الجمهور، ويدعون أن تلك الجماعة أسست لاستهداف الأمريكيين، وهذا غير صحيح".
وتعهد الجولاني بألا تؤذي الجبهة أي فرد من الأقليات المسيحية أو الدرزية، ممن لم يقاتل ضدها، وأن العلويين سيكونون في أمان إذا "تخلوا عن السلاح، وتبرأوا من الأسد، ولم يرسلوا رجالهم للقتال في صفه، وآبوا إلى الإسلام".
من ناحية آخري أعلن جولمرود حليموف، الضابط الكبير في الشرطة ورئيس القوات الخاصة في طاجيكستان، أنه انضم إلى تنظيم "داعش" في سوريا، بعد أن كان يظن أنه مفقود منذ شهرين، وأطلق حليموف مقطع فيديو يظهر فيه مرتديا ملابس سوداء حاملا بندقية، ويقول فيه إنه انضم إلى تنظيم "داعش" احتجاجا على ما وصفه بسياسات طاجيكستان المعادية للإسلام.
وبالرغم من انضمام مئات الأشخاص من هذه المنطقة وسط آسيا إلى تنظيم داعش للقتال في سوريا، يري مهتمون أن انضمام حليموف إلى داعش مفاجأة حيث يعد أرفع مسئول ينضم إلى هذا التنظيم، ولا يعرف هل أن تنظيم "داعش" قد قبل انضمامه في صفوفه.
وكشف حليموف عن حصوله على دورات تدريبية لقتال المسلحين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه وصف هذه التدريبات بأنها تكشف عن نية أمريكا لقتل المسلمين.
بينما يري عبد الجليل عبدورسولوف مراسل بي بي سي في طاجيكستان إن حليموف كان مفقودًا منذ مايو الماضي، في الوقت الذي رفضت فيه السلطات الطاجيكية التعليق على مكان وجوده الحالي.
وتتحدث تقارير عن مشاهدة هؤلاء المقاتلين يقاتلون في عدد من المعارك الكبرى في المدن السورية، ومن ضمنها حلب وكوباني، ومؤخرا في تدمر.
ويتزامن ذلك مع صدور تقرير عن اللجنة الخاصة بمكافحة التطرف الإسلامي التابعة لمجلس الأمن الدولي يحذر فيه من زيادة عدد الجهاديين الوافدين إلى الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، والإشارة إلى انه خلال السنوات الماضية انضم أكثر من ألف جهادي أجنبي من نحو 100 جنسية إلى صفوف التنظيم.
وقبل انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن غدا الجمعة حذر التقرير من استمرار تدفق المقاتلين الأجانب في الآونة الأخيرة بعد ان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مع الإشارة إلى أن "هجرة الجهاد" إلى ليبيا باتت تزداد نطاقا أيضا في الأشهر الأخيرة.
التقرير أشارت أيضا إلى أن العراق وسوريا وليبيا تحولت إلى "مدارس" للإرهابيين، كما أصبحت كل من تونس والمغرب وفرنسا وروسيا من بين الدول الأكثر عرضة لهجمات محتملة قد يدبرها أولئك المتطرفون في المستقبل، مع التأكيد على أن الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" إلى "أفغانستان جديدة"، حيث يتدرب المتطرفون على أساليب القتال وسبل صنع المتفجرات وتنفيذ الهجمات بطرق أخرى.
