استمرار غارات التحالف على معاقل الحوثيين.. وسط تواصل مساعي الحوار

الجمعة 29/مايو/2015 - 03:03 م
طباعة استمرار غارات التحالف
 
تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، للشهرين وخمسة أيام، فيما تُبذل جهود أممية وعربية لإنجاح الحوار اليمني  مع تأجيل حوار جنيف، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شن طيران التحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن، صباح اليوم الجمعة، غارات جوية على تجمعات للحوثيين في مدينة دمت، التابعة لمحافظة الضالع جنوبي البلاد.
استهدفت طائرات التحالف، بالعاصمة صنعاء ،منزل الشيخ مجاهد بن حيدر في شارع الخمسين وهو أحد القيادات الحوثية في المحافظة . 
وسيطرت "المقاومة الشعبية" على منطقة "الجعولة"، شمال غربي مدينة عدن، جنوبي اليمن،، بعد معارك عنيفة مع مسلحي الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بحسب مصادر إعلامية محلية.
أفادت مصادر صحفية يمنية اليوم الجمعة أن المقاومة الشعبية تقدمت نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين الحوثيين والجيش الموالى للرئيس السابق على عبد الله صالح فى محافظة عدن جنوبى اليمن. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ)، إن المقاومة الشعبية المدعومة من قبل التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية قامت بتطهير منطقة دار سعد بشكل كامل من الحوثيين، وتقدمت نحو جزيرة العمال بمنطقة خورمكسر وسيطرت عليها.
وفى السياق ذاته، افادت المصادر، بأن غارات جوية شنها طيران التحالف العربى فجر اليوم على تجمعات للحوثيين فى منطقة جعوله، والعريش، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، وتدمير دبابات تابعة لهم فى ذات المناطق. 
وظهر تقدّم "المقاومة" ميدانياً عبر تمكّنها من السيطرة على منطقة الجفينة، جنوب محافظة مأرب، أمس الخميس، بعد معارك عنيفة، ليلة الأربعاء، وتاتي هذه التطورات بعد ساعات من إصدار الحوثيين قراراً ممن يسمى "المجلس الثوري" بتعيين محافظ جديد لمحافظة مأرب موالٍ لهم. 
وفي محافظة تعز، سقط قتلى وجرحى، في اشتباكات، أمس، بين مسلحي "المقاومة" والحوثيين. 
و جاء تصاعد أنشطة وتحركات "المقاومة"، بعد مؤتمر الرياض، الذي أقرّ في وثيقته "دعم المقاومة" وتوسيع ساحتها لمختلف المحافظات اليمنية التي يتواجد فيها الحوثيون. 
فيما ذكرت مصادر في محافظة ذمار أن مسلحي جماعة الحوثي، اختطفوا مساء الخميس، ثلاثة من مشايخ الحداء، بينهم رئيس الملتقى الوطني لقبيلة الحداء، من مقطة قحازة، جنوب العاصمة صنعاء، بحسب "يمن برس".
وأكدت المصادر، أن مسلحي الحوثي، اختطفوا كلاً من الشيخ علي محمد القوسي، رئيس ملتقى قبيلة الحداء، والشيخ محسن علي البيحاني، والشيخ صالح أحمد فقعس، عضوي الملتقى، مساء الخميس، من نقطة قحازة، أثناء توجههم إلى العاصمة صنعاء.
فيما ذكرت تقارير اعلامية، مواقع عسكرية تابعة لجيش السعودي في نجران وجيزان تعرضت لقصف صاروخي عنيف.
كما تم تدمير آليات سعودية في موقعي الشهبة والوعوع في الجهة المحاذية لمحافظة صعدة.

القدرات العسكرية:

القدرات العسكرية:
فيما أكد التقرير الدوري لمركز أبعاد للدراسات والبحوث ،أن الميليشيات الحوثية وقوات علي عبدالله صالح، تسببت بمقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وأن عاصفة الحزم نجحت عسكريا بتدمير السلاح الاستراتيجي وخلقت معادلة جديدة داخل اليمن، وأشار الى أن تحالف الحوثيين وصالح لم يعد يحتفظ بقدرات صاروخية وأسلحة استراتيجية كبيرة، إلا ما يصل نسبته الى 20% من القدرات الكاملة، التي كانت موجودة قبل عملية التحالف. 
ولفت التقرير إلى أن ثلثي أفراد الجيش غادروا المعسكرات إلى منازلهم بعد الانقلاب، وأن حوالى 40% فقط من قوات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري، ما زالت تنفذ أوامر قيادات عسكرية تابعة لصالح والحوثي، في التوجه لشن حروبها على المحافظات. 
 وحسب التقرير، فإن من الملاحظ أن خريطة المقاومة العسكرية تتوسع يوما بعد يوم، وان قدراتها القتالية تتطور، مؤكدا أن المقاومة الأكثر ثباتا على الأرض هي المقاومة الوطنية التي لا تتشح بوشاح المناطقية والمذهبية، وأن الحوثيين يعتمدون لتحقيق تقدم، على أسلوب خلق أعباء إنسانية تخلفها هجماتهم على المدنيين.   
وأشار إلى أن أكبر خطر يواجه اليمن في هذه المرحلة، هو الحرب القذرة التي يقودها تحالف قوات صالح، وميليشيات الحوثي ذات الطابع المذهبي والمناطقي، التي تتجه باليمن إلى انقسامات وفوضى وحروب أهلية مدمرة تهدد أمن دول الجوار وتحوّل المنطقة إلى جحيم. 
 وأوصى التقرير بضرورة تأمين المستقبل اليمني بقوانين تحقق العدالة الانتقالية، وتمنع الأفكار الهدامة والإرهابية، وتحظر الجماعات المسلحة وتعاقب تلك التي تريد الوصول الى السلطة من خلال العنف، وتحديد مسارات آمنة لانتقال سلمي من خلال خلق بنية اقتصادية تساهم في اعمار اليمن، وتخفف وطأة وتبعات الحرب على اليمنيين، ووضع لبنات أساسية لتعليم جيل يبني ولا يهدم، ويستند الى إرث تاريخي وثقافي يوثق لعنف حركة الحوثيين وعداء إيران للعرب وحقد نظام الاستبداد والفساد الذي رأسه صالح وسيطرت عائلته عليه.

مستقبل الحوار:

مستقبل الحوار:
وعلي صعيد الحوار، أعلن المتحدث الرسمي لجماعة أنصار الله، محمد عبدالسلام، أن جماعته تجري مباحثات في العاصمة العُمانية مسقط مع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية حول مقترحات وحلول الأزمة في اليمن. 
وأوضح عبدالسلام، وهو أحد أعضاء الوفد الحوثي المتواجد في عُمان، أنه "في إطار اللقاءات المستمرة في سلطنة عمان يتم التباحث حول الكثير من المسائل المتعلقة بـ(..) اليمن وتبادل الآراء ومقترحات الحلول ووجهات النظر مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية".
وأشار الناطق باسم الحوثيين إلى أن ذلك "يجري بإشراف الأشقاء في سلطنة عمان وقد لمسنا حرص القيادة العمانية على إحلال السلام والأمن والاستقرار ودعم الإغاثة الإنسانية والحلول السلمية والجهود الدولية ذات الصلة برعاية الأمم المتحدة"، على حد تعبيره. 
ويتواجد وفد حوثي في عُمان، الجار الشرقي لليمن، منذ أيام، وتشير التسريبات إلى أنه يجري لقاءات مع وفود غربية أميركية وأوروبية لمناقشة مقترحات وحلول للخروج من الأزمة في البلاد.
في غضون ذلك، كشف عبد العزيز جباري، رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض «إنقاذ الوطن وبناء الدولة الاتحادية»، أن الاجتماع الذي ترأسه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، وجمع بين أعضاء بالحكومة اليمنية، ومستشاري الرئيس اليمني، وممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في مؤتمر الرياض، أكد أن القوى السياسية ستعمل على التنسيق التام بينها في أي خطوة مستقبلية ومنها الذهاب إلى مؤتمر جنيف. وأضاف جباري لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن لسنا ضد الحوار.. لكن نحن أيضا مع الحوار المثمر، مع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص مؤتمر الرياض، وما نتج من قرارات أممية وعلى رأسها القرار 2216. وإذا تم الالتزام بتلك القرارات ذات الصلة فإننا سنذهب لجنيف». وتابع: «إن الأطراف اليمنية اتفقت خلال الاجتماع الذي جرى (أمس) الخميس على أن الحوار من أجل الحوار أمر مرفوض كون الحوار جرى في العاصمة صنعاء لمدة عام وخرجت عنه قرارات تم الاتفاق عليها.. نحن بحاجة لتنفيذ ذلك».
وجدد جباري اتهامه لإيران بالبحث عن مكاسب وضمان موطئ قدم لها باليمن، عبر ذراعها المتمثل في المتمردين الحوثيين.

الحضور الايراني:

الحضور الايراني:
وعلي صعيد الحضور الايراني، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان استعداد طهران لأرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني.
وبحث أمير عبد اللهيان خلال لقائه أمس الخميس المتحدث باسم الحكومة الجيبوتية محمود علي يوسف على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في الكويت، وبحث معه القضايا المرتبطة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني .
وأشار أمير عبد اللهيان إلى الخطة الإيرانية المكونة من أربعة بنود لتسوية الأزمة اليمنية معتبراً بذل جهود جادة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية في إطار الأمم المتحدة بأنه أمر مهم وضروري.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
من الحزم إلى الأمل ولا يزال اليمن تائها بين شد وجذب مختلف الفرقاء، تراجعت الآمال السياسية المعقودة على "جنيف" بعد التأجيل، لكن محطة ثالثة دخلت على الخط، بين جنيف والرياض، تمثلت في انطلاق مشاورات سرية غير معلنة في العاصمة العُمانية مسقط وهو ما يضع الأمل في إنهاء الازمة عبر الوساطة العمانية المدعومة خليجيا وعربيا ودوليا، ولكن تبقى التحركات الإيرانية تجهض أي محاولة لإنهاء الحرب.

شارك