الإخوان يواصلون الإرهاب.. والدعوة السلفية تتوجه بالنصيحة
السبت 30/مايو/2015 - 12:55 م
طباعة
بعد البيان الصادر من التنظيم الدولي في الخارج، واصل منتسبون لجماعة الإخوان، أعمال العنف والشغب في عدد من أحياء القاهرة والمحافظات أمس الجمعة 29 مايو 2015، استجابة لدعوة أطلقتها الجماعة قبل أيام، دعت خلالها أنصارها إلى مواصلة التظاهر و«مواجهة قوات الشرطة».
وشهدت منطقة الهرم أمس اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها طلقات الخرطوش والحجارة والألعاب النارية، بين عشرات من عناصر الجماعة وقوات الأمن، وسط أنباء عن سقوط مصابين.
وكان عشرات من أنصار الجماعة، قد خرجوا في مسيرات شغب عقب صلاة الجمعة، بالشارع الرئيسي بالهرم، احتجاجاً على أحكام الإعدام والمؤبد التي صدرت بحق قيادات الجماعة الأسابيع الماضية، حيث سيطرت حالة من الكر والفر بين عناصر الإخوان وقوات الأمن، التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفرقة الاحتجاجات، وطاردت عناصر الجماعة في الشوارع الجانبية.
وتجددت أعمال العنف في منطقة المطرية شرق القاهرة، التي تعد أحد معاقل أنصار الجماعة، بعد أن نظم أنصار الإخوان مسيرة عقب صلاة الجمعة، انطلقت من أمام مسجد الرحمن وطافت شارع المطراوي، واشتبك خلالها شباب الجماعة مع عدد من أهالي المنطقة وأصحاب المحال التجارية، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفرقة المشاغبين، وتلقي القبض على عدد منهم، بعد مطاردات في الشوارع الجانبية.
وتأتي تلك الاحتجاجات في أعقاب بيان صدر قبل أيام، ووقع عليه 140 من قيادات التنظيم الدولي للجماعة، حرض أنصارها في الداخل على استهداف القضاة والإعلاميين والسياسيين في مصر؛ ما يؤشر لأيام ساخنة.
وشهدت الميادين الرئيسية بالقاهرة تشديدات أمنية مكثفة لقوات الشرطة تحسبًا لخروج أي تظاهرات لعناصر الإخوان، استجابة لبيان قيادات الجماعة الذي حرض شباب الإخوان على التظاهر وأعمال العنف والتخريب.
الدعوة السلفية تتوجه للجماعة بالنصح
وفي محاولة منها لرأب الصدع في جماعة الإخوان والنصح لها للتخلي عن منهجية العنف تجاه الوطن وأبنائه، وجه الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية رسائل لقيادات جماعة الإخوان وشبابهم الذين أعلنوا رسمياً انتهاج العنف. وقال "برهامي" في رسالته لشباب الإخوان: "إن الجهاد الذي أعلنه الشيخ حسن البنا ليس ضد مجتمعاتكم ولا دولكم ولا جيشكم وشرطتكم مهما كان من ظلم وعدوان؛ فهم لم يكفروا بعد، وقتالكم ضدهم فساد عريض في صالح الأعداء الذين يجب جهادهم بالفعل، وأيضًا بالضوابط الشرعية، وليس بالشعارات والحماسات التي تضر الأمة كلها وفي العالم كله، واعتبروا بحال داعش والقاعدة الذين رفضتم سبيلهم مِن قبل. حسن البنا لم يعلنه ضد الجيش والشرطة، وأضاف "برهامي" في رسالته لشباب الإخوان: "لا شك أن المتكلمين عن الجهاد وحتمية تسليح الثورة يتكلمون من خارج البلاد ولا يدركون حقائق الأمور في الشارع المصري- حقيقة ومجازًا- وغائب عنهم استحالة السير في هذا الطريق؛ لأنه سيكون على أشلاء الجماعة ومن يعاضدها، كما أن المعادلة الصفرية لو تحققت وهميًّا لصالح مَن يرون هدم الدولة فسيكون ذلك على أشلاء وطن وأشلاء مجتمع وأشلاء دعوة وجماعة، ولا يرضي الله ولا رسوله ذلك". وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: "أثار مقال الدكتور محمود غزلان عاصفة بين شباب الإخوان الرافض لمبدأ السلمية وعدم التكفير الذي دعا إليه د. غزلان وشيوخهم الذين استحضروا موقف الهضيبي ومَن معه في سجون عبد الناصر في الستينيات، حين ظهر فكر التكفير كفصيل ضمن عبارة الفكر القطبي الذي تعاطف معه أو توافق جزئيًّا حين ذاك، فكان الرد الحاسم مِن المرشد وعامة شيوخ الجماعة برفض فكر التكفير بكل درجاته، رغم فداحة ما صنعه عبد الناصر بالإخوان".
وتوجه برهامي برسالة لقيادات التنظيم قال فيها: أنتم من سمحتم بالبذرة الخبيثة أن تنمو.. واستطرد برهامي: "ذكَّر الدكتور غزلان بتهديدات المرشد الهضيبي بالفصل من الجماعة لمن يصر على الفكر المتطرف وتنفيذ ذلك بالفعل، وكما خرجت الأصوات الرافضة التي بدأت مؤدبة ثم تحولت إلى سوء الأدب- كما هو الآن تمامًا- أصوات الشباب التي تقدر الشيوخ وتعترض تمامًا على موقفهم وتتهمهم اتهامًا مغلفًا بالخيانة وتضييع الدين وتضييع الجهاد، والذل والخنوع للباطل وهي طرق معروفة نهايتها، إن لم تكن هي الآن قد وصلت إلى هذه النهاية، التكفير والعنف والصدام مع المجتمع وليس فقط الدولة؛ فالمجتمع المتعاطف ضد فكرهم التكفيري الصدامي هو إما عبد الطاغوت وإما هو على أحسن الأحوال من الطبقة المتميعة المتوقف فيها والتي لا مانع من التضحية بها في سبيل تحقيق الأهداف التي يجزم كل عاقل يعرف الحسابات أنها لا تتحقق إلا بالسنن الشرعية". وقال نائب رئيس الدعوة السلفية لـ"الإخوان": "وأحب أن أوجه رسالة إلى شيوخ هذا الفصيل الكبير داخل المجتمع المصري والمحسوب داخليًّا وخارجيًّا على العمل الإسلامي، واجبكم ومسئوليتكم أن تصبروا على ما تعلنونه، وأن تكونوا صادقين فيه عن عقيدة رافضة للتكفير بكل درجاته، وكذا التوقف والتبين، ومهما وجدتم رفضًا مِن شبابكم فعليكم البذرة وعليكم سقيها حتى تنمو؛ لأنكم الذين سمحتم بالبذرة الخبيثة أن تنمو، وسمحتم بالخطاب المنحرف أن يتصدر قبل رابعة وبعدها- رغم النصيحة- حتى ولو اتهموكم بأبشع التهم التي من أشدها لديكم أنكم صرتم مثل حزب النور". الدعوة السلفية تسعى لنصيحة الإخوان.
ومن جانبه قال عبد الرحمن صقر، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية: إن الدعوة السلفية تسعى لإنقاذ الجماعة من العنف، حيث إن القيادة الحالية للإخوان ورطت الشباب في العنف، والآن الجميع يسعى للنصيحة. ووجه صقر رسالة إلى الدعوة السلفية، قائلا: "كنتم فين من الأزمة في السابق؟، فلم يفعل أحد من الدعوة السلفية كما فعل الشيخ عماد عفت في احداث مجلس الوزراء، متابعا: "للأسف الدعوة السلفية لم تقوم بالمطلوب منها في النصيحة".
ومما لا شك فيه أن هذه الرسالة من الدعوة السلفية ربما تقوم بشيء ما من التقارب بين من ينادون بالسلمية في الجماعة وبين الدعوة السلفية؛ لإيجاد طريق للتصالح مع المجتمع والدولة حتى لو كان هذا التصالح بين فصيل واحد من الجماعة الإرهابية، يأتي هذا استكمالًا لمحاولات الدعوة السلفية الحثيثة وحزب النور للتقريب بين النظام الحالي وبين الفصيل الداعي إلى التصالح في جماعة الإخوان، رغم رفض الكثير من الشعب وممثلي الدولة الصلح مع الجماعة بحال؛ لاتخاذهم العنف منهجًا للتغيير.
