هل تصمد "مفخخات داعش" أمام صواريخ الولايات المتحدة؟

الأحد 31/مايو/2015 - 12:04 م
طباعة هل تصمد مفخخات داعش
 
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة أقوى أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام وهي "السيارات المفخخة" التي يقودها انتحاريون، بهدف زرع الرعب بين المدنيين وإظهار السلطات الحكومية على أنها عاجزة وغير قادرة على الحكم. وتمهيد أراضي جديدة لضمها لدولة التنظيم.
هل تصمد مفخخات داعش
حيث كشف الجنرال جون آلن منسق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، عن أن الولايات المتحدة ستقوم بإرسال 2000 صاروخ مضاد للدبابات، وستضاعف من جهودها لإنجاح الحملة التي يشنها التحالف ضد داعش، مع "الالتزام" بمساعدة العراقيين لهزيمة التنظيم وستقوم الولايات المتحدة بإرسال ألفي صاروخ مضاد للدبابات إلى العراق لمجابهة أسلوب داعش في تفخيخ العجلات في الرمادي.
 وشدد على تأييد جهود حكومة حيدر العبادي الرامية لاستعادة الأراضي العراقية، وأنه سيحث العبادي على الاستمرار في نقل الصلاحيات إلى قيادة المحافظات والقيادات المحلية؛ ولذلك فعلى حكومة العبادي وضع كل العراقيين المتواجدين في ساحة المعركة تحت قيادة وسيطرة الحكومة، إلى جانب تذليل التحديات اللوجستية، للحصول على المعدات والمساعدات للقوات العراقية بأسرع وقت ممكن لدعم هذه الجهود.
هل تصمد مفخخات داعش
التنظيم الدموي لا يكف عن تنفيذ هذه الاستراتيجية الدامية والتي تهدف إلى تحقيق أكبر خسائر ممكنة في القوات من خلال تفجير عدد من السيارات والجرافات المدرعة المفخخة في مواقع الجيش وقوات الأمن، ثم الهجوم على بقايا الموقع، وقد قام في بالاستيلاء على المدينة بهذا الأسلوب؛ حيث قام بتفجير 30 سيارة مفخخة في وسط المدينة، وكانت هذه هي الخطة الرئيسية للتنظيم للسيطرة على المدينة، حيث وصلت السيارات إلى وسط المدينة، بعد اختراق جرافة مدرعة الحواجز المحيطة بالمباني الحكومية.
 وكانت نتائج الانفجارات، نسف "مباني المدينة بأكملها"، حيث قام التنظيم باستخدام سيارات مفخخة ذات أجهزة تفجير ارتجالية، وقام باستخدام جرافات مدرعة ومفخخة في نفس الوقت، بهدف هدم الأسوار المحيطة بمباني المدينة المهمة، وبعد أن قام بالوصول إلى المبنى يتم تفجير البلدوزر، في المبنى ليسويه بالأرض.
هل تصمد مفخخات داعش
ومن أبرز عمليات داعش بالسيارات والجرافات المفخخة 
1- تفجير جسر البوفراج الاستراتيجي بواسطة سيارة. 
2- الهجوم على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بـ17 سيارة مفخخة.
3- الهجوم بـ8 سيارات مفخخة على قاعدة عسكرية تقع في منطقة الشيحة الواقعة قرب مدينة الفلوجة.
4- الهجوم على منطقة جبة التابعة لناحية البغدادي غرب الأنبار، بـ9 سيارات مفخخة ثم السيطرة عليها.
5- الهجوم على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بـ6 سيارات مفخخة للوصول إلى قلب المدينة.
6- الهجوم على كل المواقع والثكنات العسكرية شرقي مدينة الفلوجة الواقعة غرب العراق، بعد تفجيره 9 سيارات مفخخة، أوقعت 150 قتيلًا من الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي.
هذا الأسلوب وصفته مجلة "كومنتاري" الأمريكية، باستراتيجية السيارات المفخخة، وأن التنظيم يصر على مواصلة استخدامه حتى وإن أرسلت الولايات المتحدة صواريخ مضادة له؛ حيث قام التنظيم مؤخرًا بتفجير سيارتين مفخختين وسط العاصمة العراقية "بغداد" أمام فندق "بابل"؛ مما أسفر عن مقتل 10 وإصابة 30 شخصًا على الأقل، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى 10 آلاف جندي للسيطرة على "بغداد"؛ لأن استراتيجيته الحالية في إضعاف مقاومة المدينة تتمثل في السيارات المفخخة، وتسلل مقاتليه مع اللاجئين النازحين من غرب العراق؛ وذلك تمهيدًا لبداية القتال في الشوارع بشكل جدي.
هل تصمد مفخخات داعش
 وتعيد الشاحنات المفخخة التي يسهل قيادتها ويصعب وقفها ويستخدمها انتحاريو "داعش"، في كسب المعارك أسلوب دائم للتنظيم، وقد نفذ مقاتلو "داعش" مؤخرًا حوالي ثلاثين هجومًا بآليات مفخخة في مدينة الرمادي غرب بغداد، ضد المقار الحكومية والقوات المساندة لعناصر الأمن التي تمكنت من الصمود نحو عام كامل، واستخدموا ناقلات الطواقم والشاحنات التي تم الاستيلاء عليها خلال الهجمات التي نفذوها، محملة بأطنان من المواد المتفجرة، وثبتوا على جانبيها صفائح حديدية لحمايتها من أي سلاح مضاد يعرقل تقدمها وعندما يكون هناك موقع شديد التحصين، يعتمد الداعشيون هجمات انتحارية مباشرة عبر آليات مفخخة تحصن من جوانبها لمنع استهدافها بنيران مباشرة.
واعتبر خبير عسكري عراقي أن "هذه الآليات محصنة من الأسلحة الرشاشة الثقيلة من عيار 12,7 ملم وحتى من القذائف المضادة للدروع ومحملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة التي تبقى فعالة على مسافة 50 مترًا، وتظهر مقاطع فيديو لهذه الهجمات التي استخدمها تنظيم "داعش" في كوباني ومواقع أخرى، قوة الانفجار من على بعد عدة أميال، وأن الأضرار الناجمة أكبر من تلك التي تحدثها قنبلة تزن نصف طن تلقيها طائرة حربية"، وتابع أن "الشاحنات المفخخة تمثل قوتهم الجوية".
هل تصمد مفخخات داعش
وقال اندرو تيريل الأستاذ في المعهد العسكري للدراسات الاستراتيجية: "إن "هجمات "داعش" في العراق قد تكون الأولى باستخدام هذه التفجيرات كجزء من المعركة من قبل قوة هجومية كبيرة في الحرب في الشرق الأوسط".
وقال مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية: "إن عشرات الآليات المفخخة التي استخدمت في الهجوم على الرمادي كانت محملة بمتفجرات تسببت في تفجير بحجم التفجير الذي حدث في 1995 في مدينة أوكلاهوما، وإن شاحنة مفخخة مثل تلك التي استخدمت في أوكلاهوما تحمل "متفجرات تعادل القنبلة التي كانت تنقلها طائرة بي-24 في الحرب العالمية الثانية وهذا سلاح جوي صغير، وإنها في الرمادي كانت بشكل واضح أقوى بكثير، وتعادل هجومًا جويًّا بقنابل تزن ألف رطل".
وبعد سقوط الرمادي، قامت واشنطن بتجهيز القوات العراقية بألفي دبابة من طراز إيه تي-4 طراز تتمتع بقوة نارية قادرة على نسف الآليات المفخخة التي يعتمدها الجهاديون.
وقال هذا الخبير العسكري في هذا السلاح المضاد للدبابات الذي طورته السويد: إنها "جيدة في الأرض المكشوفة، لكنها غير موجهة. فإذا كانت الشاحنة متوجهة نحوك عليك الوقوف بمواجهتها، وعندما تكون الشاحنة على بعد نحو مئة متر يكون الأوان قد فات أصلًا وداخل المدينة، في الرمادي مثلًا، غالبًا ما يكون من المستحيل تجنب الشاحنات المفخخة".
هل تصمد مفخخات داعش
وتابع: "قررنا عدم القتال داخل المدن بسبب هذه الشاحنات المتفجرة التي لا يمكنها التواجد داخل المدينة؛ لأن الشوارع صغيرة، وباعتماده الشاحنات الانتحارية المفخخة التي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات في هجمات برية، أجبر تنظيم الدولة الإسلامية الحكومة العراقية وحلفائه على إعادة النظر تكتيكيًّا.
 واختتم حديثه بقوله: "أكبر أسطورة عسكرية خلال القرن الماضي كانت أن القوة الجوية وحدها قادرة على دحر العدو"، وأن استخدام الشاحنات المفخخة ساعد تنظيم الدولة الإسلامية في صنع "نموذج جديد".

شارك