آية الله الآصفي.. رجل إيران في العراق

الثلاثاء 04/يونيو/2019 - 06:32 م
طباعة آية الله الآصفي..
 
رحل في مثل هذا اليوم 4 يونيه 2015،  ممثل قائد الثورة الاسلامية ايه الله علي خامئني في النجف الأشرف وعضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت آية الله  محمد مهدي الآصفي.

حياته

وُلِدَ محمد علي محمد البروجردي الآصفي، في مدينة النجف العراقية 25 ابريل عام 1939، تعود أصوله إلى مدينة بروجرد الإيرانية، فكان أبوه هو آية الله الشيخ علي محمد الآصفي من فقهاء الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف، وأمه هي بنت آية الله الشيخ محمد تقي البروجردي.

دراسته

دراسته
بدأ دراساته الحوزوية في النجف الأشرف حتي الحصول علي درجة الاجتهاد من آية الله ميرزا هاشم الآملي والشيخ مرتضي آل ياسين وحصل علي الماجستير من جامعة بغداد.
كما حصل على البكالوريوس من كلية الفقه في دورتها الأولى، وبعدها حصل على الماجيستير في العلوم الإسلامية من جامعة بغداد.
أساتذته، السيّد محسن الطباطبائي الحكيم، والشيخ عبد المنعم الفرطوسي، والشيخ محمّد رضا المظفّر، والسيّد أبو القاسم الخوئي، والشيخ مجتبى اللنكراني، الشيخ صدرا البادكوبي، الشيخ باقر الزنجاني، الشيخ حسين الحلّي، وايه الله الموسوي الخميني قائد الثورة الايرانية.

في حزب الدعوة الاسلامية

في حزب الدعوة الاسلامية
وكان الآصفي من المفكرين المشاركين في تأسيس حزب الدعوة الاسلامية في العراق عام 1962، كما عمل بين صفوف جماعة العلماء في النجف، وتعرض لملاحقة نظام البعث البائد.
وكان الآصفي من الأوائل المؤمنين بنهج الخميني ومبدأ ولاية الفقيه والمروجين له بحماس شديد، فهو يجعل الفقيه بولايته عن المهدي الغائب ممثلا للمهدي.
 لذلك كان الآصفي من الرواد والفاعلين إلى تأسيس "المجلس الفقهي" لحزب الدعوة مع رفيق دربه كاظم الحائري ليكون للمجلس الولاية الشرعية في كل عمل. كما كان الآصفي من القلائل المؤيدين للخميني في النجف، حيث لم تكن للخميني صلات قوية مع العرب ومراجعهم بل الكثير يعتبره غريبا في فقهه وعرفانه وأفكاره.
كان الآصفي من الأوائل الذي رفع راية الدعوة لتأييد الخميني في مختلف مراحله، وقاد مجموعة من حزب الدعوة إلى فرنسا لزيارة الخميني العام 1979 وإعلان تأييدهم الكامل للخميني أمام العالم كما كان الآصفي من الأوائل الذين ذهبوا إلى إيران العام 1979 لكي يلاقي الخميني، ويعلن التأييد المطلق للخميني وثورته
وفي عام 1980 بات الآصفي هو الناطق الرسمي للحزب (وهو أعلي منصب آنذاك) مواجها خط علي الكوراني الذي أعلن انشقاقه عن الآصفي في صراعات شخصية تنافسية مشهورة معروفة. 
وعندها باتت قيادات الحزب إيرانية فارسية بامتياز تتكون من عمائم إيرانية أمثال كاظم الحائري الشيرازي ومهدي الآصفي ومرتضي العسكري.
دخل الآصفي في المراحل الأولي لتأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وكان نائبا للرئيس محمود الهاشمي الشاهرودي (الذي بات رئيس القضاء الإيراني الأعلى لدورتين متلاحقتين) في بداية الثمانينيات ثم خرج من المجلس عندما تحول المجلس تبعًا لباقر الحكيم وجماعته فخرجت أكثر التيارات الإسلامية الأخرى من المجلس كحزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي وغيرها.
في العام 1999 أعلن الآصفي خروجه من حزب الدعوة نهائيا، لكنه بقي علي علاقة وطيدة بقياداته ، ثم انضمّ الآصفي إلى مؤسسات ولي الفقيه خامنئي الرسمية مثل مؤسسة "المجمع العالمي لأهل البيت".
وشغل الآصفي عام 1982 منصب نائب رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكان ممثل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في العراق، كما له العديد من المؤلفات في المجالات الدينية والفكرية.

خارج العراق

خارج العراق
في عام 1970 م حينما قررت نظام الرئيس حزب البعث المنحل في العراق، إخراج العراقيين من أصول إيرانية من العراق، اضطر الشيخ الآصفي إلي الخروج من العراق، فقضي سنوات كثيرة في الكويت، ثم عاد لإيران بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وبدأ حينها إلقاء دروس علمية بالحوزة العلمية، كما ألقى محاضرات بالتفسير الموضوعي للقرآن الكريم في شكل حلقات علمية، وألف مجموعة مؤلفات دينية أشهرها "آية التطهير"، "ملكية الأرض في الفقه الإسلامي"، "الدعاء عند أهل البيت"، وغيرهم.
وظل خارج العراق حتي رجع إلي الحوزة النجف العلمية بالنجف الاشرف بعد الاحتلال الامريكي للعراق في 2003، واستمر نشاطاته العلمية و الثقافية.

ضد المرجعية العربية

ضد المرجعية العربية
من أشهر مواقف آية الله الآصفي أنه كان ضد المرجعيات العربية، فقد كانت له مواقفه ضد مرجعية آية الله محمد باقر الصدر، والتي كانت بتعريب مرجعية النجف الأشرف وتقديم رجل الدين العربي علي رجل الدين من أصول ايرانية في النجف الأشرف، والتي تعتبر اهم مراجع الشيعة في العالم  اجمع.
 كذلك عمل أية الله الآصفي، ضد مرجعية  آية الله محمد حسين فضل الله في لبنان، ويتهكّم بها علناً في المجالس، و قاد حملة شعواء كبيرة ضد فضل الله لأسقاطه لكونها مرجعية إصلاحية عربية، كما تحاملت المرجعيات الفارسية المختلفة في قم خصوصا وإيران عموماً بالفتاوى الكثيرة ضد فضل الله حتي قالوا بأنه "ضال مضلّ" في فتاوى قم وغيرها. 
وهي حملة واسعة جدا ومقصودة ومدروسة لإسقاطه إلي أبعد الحدود فقد صدرت أكثر من مائة فتوى ضد فضل الله جاء في بعضها إجابة عن سؤال "هل يجوز شراء اللحم من شخص يقلد محمد حسين فضل الله "الجواب: "لا يجوز شراء اللحم من الشخص المزبور"، وفي سؤال آخر: "هل يجوز الصلاة حول عالم توجد في مكتبته بعض كتب فضل الله"، كان الجواب: "لا يجوز الصلاة وراء الإمام المذكور لأن كتب فضل الله هي كتب ضلال". إن الكثير من الخطباء وقراء المجالس الحسينية الذين شتموا فضل الله من علي منابرهم كانوا يصلون وراءه ويستلمون مساعداته ويقدسونه في مجالسهم الخاصة والعامة إلي فترة قريبة جداً. من أهم كتب الآصفي أيضاً "ولاية الأمر" وكذلك كتاب "نظرية الإمام الخميني" وكلاهما تمجيديان لولاية الفقيه الإيرانية يشابهان كتابه السابق "علاقة الحركة الإسلامية بولاية الفقيه" في التنظير لولاية خامنئي على المسلمين جميعا وخصوصا العراق والخليج العربي. 

تصعيد المالكي

تصعيد المالكي
عمل الآصفي علي تصعيد رجال ايران في حزب الدعوة الي حكم العراق ، فبعد الاحتلال الامريكي واسقاط نظام صدام حسين، دفع الآصفي بالتعاون مع المرجع الشيعي ايه الله علي السيتاني، بنوري المالكي لحكم العراق،  وشهد هذه الفترة تلاحم بين ولاية الفقيه وحزب الدعوة الحاكم؛ لذلك أصدر ايه الله محمد الآصفي،  الفتاوى أيام الانتخابات في ضرورة انتخاب المالكي وحزب الدعوة.
 وكذلك حرّم خروج المظاهرات ضد المالكي في ساحة التحرير وغيرها كما حرّم إضعاف الحكومة والمالكي بأي وجه كان وأصدر بيانات في ذلك معتبرا أي إضعاف لها هو جريمة كبرى لن يغفرها الله؟! ثم جاء بشخصية أخرى من حزب الدعوة عندما نفدت ورقة المالكي رغم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية مما يعطيه حصانه عن العقاب عن فترة حكمه فضلا أنه يكون بعيدا عن الأضواء ليقوم بالدور الإيراني الخلفي وهكذا كانت زيارة المالكي الأخيرة لإيران وبيان دوره في المرحلة القادمة .كما أصدر الآصفي فتاوى تمنع العفو العام.

الآصفي و"داعش"

الآصفي وداعش
وراي المرجع الديني محمد مهدي الآصفي، أن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" صناعة امريكية وتمويله من السعودية وتدربه تركيا، معلنا عن رفضه لأي تدخل أمريكي في الشأن العراقي.
 فيما أكد على قدرة فصائل الحشد الشعبي، على دحر “داعش”، قائلا " الحشد الشعبي قد أستقطب حشوداً واسعة من شباب العراق والجماعات الجهادية تحت لواء واحد, وأصبح قوة ضاربة في العراق, وهزم داعش في مواقع عديدة, وهذا امر يخيف امريكا والعربية السعودية وقطر بطبيعة الحال. وتحاول امريكا وحلفاؤها في الغرب, وعملاؤها في المنطقة حلّ هذا التجمع الشبابي الجهادي الذي بات يؤرقهم بالقوة العسكرية والتدخل الامريكي السافر في العراق. إن شعبنا في العراق يتخوف من هذا المشروع الذي تتزعمه أمريكا ويتحفظ ويرتاب منه".
ويرى أن ظهور داعش يهدف إلى إعادة الولايات المتحدة الأمريكية احتلال العراق تحت مبرر، مواجهة التنظيم قائلا:" نعتقد أن امريكا وحلفاءها وعملاءها يطلبون في هذا المشروع (السياسي- العسكري) إدخال القوات الأمريكية الى العراق، وإعادة الاحتلال الأمريكي مرة أخرى، بكل ما يستتبعه من الكوارث على العراق".
كان الآصفي على رأس المؤيدين لفكرة "الحرس الوطني" التي دعت إليها الحكومة العراقية، وأصدر بيانًا حينها يمدح فيه تلك الخطوة ويطالب بإبعاد البعثيين، والذين لعبوا دورًا كبيرًا في إبعاده من العراق في شبابه، عن المشاركة بذلك الحرس المنوط به إعادة وحدة العراق من جديد.

ضد الأنظمة الخليجية

ضد الأنظمة الخليجية
وفي الإطار ذاته، عُرِفَ الآصفي بمعاداة المملكة العربية السعودية وعدد من الانظمة السنية في المنطقة العربية وخاصة الخليج، ، فكان الإيرانيون يعتبرونه ممثل قائد الثورة الإسلامية من منطلق منصبه كعضو في الهيئة العليا لأهل البيت، وكان من أبرز مواقفه الذي أثبت ذلك، هو رفضه التام للتدخل السعودي في اليمن  ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين"، واصفًا إياه بالعدوان.

مؤلفاته

مؤلفاته
- نظرية الإمام الخميني في دور الزمان والمكان في الإجتهاد
- أثر العلوم التجريبية في الإيمان بالله
- ملكية الأرض في الفقه الإسلامي
- المدخل إلى دراسة نص الغدير
- الدعاء عند أهل البيت
- تاريخ الفقه الإسلامي
- الجسور الثلاثة
- آية التطهير
- ولاية الأمر

وفاته

وفي 4 يونيه 2015، أُعلنت وفاة  آية الله الشيخ "محمد مهدي الآصفي" اثر مرض عضال في الكبد في إحدى مستشفيات العاصمة الإيرانية طهران.

شارك