"التحالف" يواصل غاراته ضد الحوثيين.. وترحيب دولي بحوار جنيف
الثلاثاء 09/يونيو/2015 - 09:04 م
طباعة
فيما يذهب الفرقاء في اليمن إلى جنيف في 14 يونيه الجاري، للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب مع موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، ويأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني:
مع احتدام الاشتباكات بين الحوثيين وجماعة الرئيس السابق علي صالح من جهة والمؤيدين للرئيس عبد رب منصور هادي من جهة أخرى.
شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية، الثلاثاء، عدة غارات على مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وفي العاصمة صنعاء، حيث أكدت مصادر أن بعضها استهدف مقر وزارة الدفاع ومجمع العرضي التابع لها عند باب اليمن وسط العاصمة ما أدى إلى إصابات، وألحق أضرارا في المنازل القريبة.
وفي صنعاء أيضا استهدفت الغارات منزل الشيخ نعمان دويد أحد أبرز الموالين للرئيس السابق بالإضافة إلى المدرسة الفنية، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة.
كذلك شن التحالف غارات على معسكر ألوية الصواريخ في جبل فج عطان جنوب صنعاء.
وأغارت طائرات التحالف على مواقع تجمعات لمسلحين حوثيين في محافظة مأرب شرقي اليمن، وقصفت القصر الجمهوري في جبهة صرواح غرب المحافظة.
وفي جنوب اليمن، دارت مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية والحوثيين في مناطق بمحافظتي تعز وعدن وسط غارات موازية لطيران التحالف.
وذكر مصدر محلي في المحافظة الثلاثاء لوكالة "سبوتنيك" أن 16 مسلحا قتلوا وأصيب آخرون في تجدد المواجهات في مناطق الطلعة الحمراء والجفينة بمديرية صرواح شمال اليمن، إلى جانب شن طيران التحالف 4 غارات على منطقة الأشراف التابعة لمحافظة مأرب والمؤيدة للحوثيين، وغارتين على سد مأرب القديم.
وأضاف المصدر، أن أشد المعارك دارت في وادي المخدرة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، في حين تمكن المؤيدون لهادي من السيطرة على موقعين في الجفينة بمساندة الطيران الحربي التابع لقوات التحالف العربي، الذي زودهم بكميات كبيرة من الأسلحة عبر المظلات.
اشتباكات الحدود:
من جانب آخر أعلن الحوثيون أن قواتهم تصدت أمس الاثنين لأول محاولة تقدّم لقوات برية سعودية، إلى داخل الأراضي اليمنية.
وجاء في الخبر الذي نشرته وكالة "سبأ" للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون، أن قوات الحوثي واللجان الشعبية المسلحة، تصدت "لأول توغل برّي سعودي في منطقة حرض اليمنية، المقابلة لمنفذ الطوال السعودي"، معتبرة أن "التوغل"، يعد مؤشّرا على "ضراوة الحرب الدائرة على الحدود والتي تلوح بتدخل بري".
وأفادت الوكالة، أن مقاتلات الأباتشي السعودية، قصفت الليلة منطقتي "ميدي" و"الملاحيظ"، التابعتين لمحافظة "حجة" شمال غربي العاصمة اليمنية صنعاء.
قال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري إن "كل الحدود السعودية تعتبر منطقة محرّمة". وأكد عسيري في حديث مع قناة "العربية ـ الحدث"، عدم تواجد القوات داخل الأراضي اليمنية، وذلك بعدما أنباء عن دخول القوات السعودية الأراضي اليمنية. وأشاد عسيري في الوقت ذاته بالعمليات التي تقوم بها المقاومة الشعبية ضد الحوثيين أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، واصفاً تلك العمليات بـ"البطولية".
ووقعت أن اشتباكات عنيفة يوم امس بين القوات السعودية والحوثيين شرق مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة.
من جهة أخرى أعلنت الرياض مقتل جنديين سعوديين في محافظة ظهران الجنوب إثر تعرض مراكز حدودية لقذائف من داخل الأراضي اليمنية.
الوضع الإنساني:
كشف وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن صندوق الاستقرار الدولي المزمع انشاؤه تحت إشراف الأمم المتحدة، سيقدم مساعدات إنسانية لليمن والعراق، معتبرا قرار مجلس الأمن رقم 2216، المحور الأساسي والمنطلق الأساسي لمعالجة الوضع في اليمن، وقال الجار الله في تصريحات صحفية، "عندما يتم تنفيذه نستطيع القول باننا وصلنا الى مراحل النهاية الصراع في اليمن"، وحول ما إذا كانت هناك مبادرة عمانية بعد الاجتماع الذي تم اخيرا بين العمانيين والحوثيين قال الوكيل الجار الله "ليست هناك مبادرة والاخوة في عمان دائما دورهم مهدئ وسالم وبالتالي عمان بوصفها الحالي تستطيع القيام بدور وسيط بالكثير من المسائل ومن ضمنها الافراج عن الرهينة الأميركي"، وعن ما اثاره بعض المراقبين الدوليين من عدم وجود اماكن جديدة في اليمن يمكن استهدافها من قبل قوات التحالف قال الجار الله "طالما هناك اهداف عسكرية فهناك استمرار للعمليات العسكرية ومتى تحقق تدمير الاهداف العسكرية كافة فتأكدوا انه لن يكون هناك استهداف لأي شيء آخر".
فيما حملت ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، الامم المتحدة وامينها العام المسؤولية الكاملة للوضع الكارثي لليمن، داعية إلى إلزام دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية بإيقاف عملياتها على اليمن وقدراته وشعبه، وقال مصدر في اللجنة - بحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين - إن "هذا هو الدور المسئول الذي يجب أن تضطلع به الأمم المتحدة حيال هذا الشعب المظلوم والمعتدى عليه والذي يعيش أوضاعاً كارثية".
حوار جنيف:
كشف المتحدث باسم المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف أحمد فوزي إن الرئيس عبد ربه منصور هادى سيشارك في مؤتمر جنيف حول اليمن المقرر في 14 يونيه الجاري بجنيف.
وأضاف فوزي في تصريح خاص له في جنيف اليوم الثلاثاء أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيحضر اليوم الأول من المشاورات. واكد أنه وحتى اللحظة لم توجه الدعوة إلى أي من الأطراف الإقليمية، كما أن الأمم المتحدة حددت 3 أيام للمباحثات قد تمتد إلى 4 أيام، وأنه لن يسمح للصحافة والإعلام بتغطية مؤتمر اليمن.
جدد الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله الحوثيين، في اليمن، محمد عبدالسلام، موافقة جماعته على المشاركة في مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، من دون شروط مسبقة.
وأكد عبد السلام الذي يشارك في وفد الجماعة الزائر لروسيا، في تصريح صحافي اليوم، أنهم "لمسوا حرصاً من موسكو على انعقاد مؤتمر جنيف في موعده المحدد وأن يكون حواراً بلا شروط يفضي في النهاية إلى إيقاف العدوان وإغاثة الشعب اليمني وإلى حل المشكلة السياسية في اليمن".
وكان نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، قد صرح في مؤتمر صحافي أن الحكومة لن تذهب إلى "جنيف" من أجل المفاوضات بل من أجل التشاور لتنفيذ القرار 2216، وإجهاض "الانقلاب".
وتعليقاً على هذه التصريحات، قال الناطق باسم الحوثيين: " لسنا معنيين بما يقوله هؤلاء فليصنفوا أنفسهم بما يشاءون هم وقفوا ضد الشعب اليمني وقرروا حتى قتله وتدمير بناه التحتية، هؤلاء لم يعودوا طرفاً يستطيع التحدث بلغة المنطق وإنما يتحدث بلغة العدوان وبلغة التدمير وبلغة قتل الشعب اليمني، ولهذا يتضح من خلال مواقفهم هذه أنهم لا يريدون لحوار جنيف أن ينعقد".
فيما اعلن حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم، أنه لم يتلق دعوة رسمية حتى الان للمشاركة في محادثات "جنيف" المزمع انعقادها في 14 يونيه الجاري برعاية الامم المتحدة، وقال الناطق الرسمي باسم الحزب ردا على سؤال عن التفاصيل المتعلقة بعدد المكونات المشاركة ومستوى وحجم التمثيل إن "المؤتمر الشعبي العام لم يتلقى دعوة رسمية حتى الآن تمكنه من الإجابة وفقا لما تحتويه"، وأشار إلى أن "بعض التفاصيل مازالت محل بحث وتشاور مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد اسماعيل ولد الشيخ بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري"، وفق ما أورده موقع "المؤتمر نت". وجدد ناطق المؤتمر، التأكيد على موقف الحزب المرحب بعقد مؤتمر جنيف لإجراء مشاورات بين المكونات السياسية اليمنية دون شروط مسبقة لأي منها وبحسن نية برعاية الأمم المتحدة.
المشهد الإقليمي:
من المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بعد غدٍ الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، الدورة 135 للمجلس الوزاري، برئاسة وزير خارجية قطر، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، خالد بن محمد العطية، تتصدر أجندتها ملف الأوضاع في اليمن. ويأتي الاجتماع قبل 3 أيام من انطلاق مؤتمر جنيف في 14 يونيه الجاري، الرامي إلى تسوية الأزمة اليمنية. وأوضح أمين عام مجلس التعاون، عبداللطيف بن راشد الزياني، أن المجلس الوزاري سيبحث آخر التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بالأمن والاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن ملف الأوضاع في الجمهورية اليمنية يأتي في مقدمة القضايا التي سيبحثها وزراء خارجية دول المجلس، وبين الزياني أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن عددًا من الموضوعات والمشاريع التكاملية المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، ومتابعة سير الإجراءات حيال ما تم تنفيذه من قرارات المجلس الأعلى، والمجلس الوزاري، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمجموعات الأخرى، إضافة إلى التقارير التي تم رفعها من قبل اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة.
المشهد الدولي:
أعلن الاتحاد الأوربي ترحيبه باتفاق الأحزاب اليمنية الرئيسية، على حضور المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بجنيف في الـ14 من الشهر الجاري. وقالت المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوربي كاثرين راي، في بيان ان "هذا الاتفاق يعد خطوة ايجابية لتحقيق تسوية سياسية واسعة النطاق في اليمن من خلال الجهود الدولية الرامية الى التوصل الى حل مستدام للازمة اليمنية بعد المؤتمر الذي عقد في الرياض في الفترة من الـ17 وحتى الـ19 من شهر مايو الماضي". وأوضحت راي أن اشتراك جميع الأطراف دون شروط مسبقة وبحسن نية في المفاوضات التي ستعقد في جنيف يمكن أن يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وأكدت دعم الاتحاد الأوربي لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد لاستئناف المفاوضات السياسية الشاملة بين الاحزاب اليمنية الرئيسية وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة.
كما رحبت الولايات المتحدة بإعلان بمحادثات "جنيف" بين الاطراف اليمنية المقررة في 14 يونيه الجاري بجنيف بقيادة الأمم المتحدة، مؤكدة على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها من المسلحين الحوثيين. وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان صحافي، الليلة الماضية، عن دعم بلاده لدعوة مجلس الأمن "جميع الأطراف في اليمن لحضور تلك المحادثات بحسن نية وبدون شروط مسبقة". ودعا الى أن تصب المحادثات الى جانب مبادرات دول مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار اليمني وقرارات مجلس الأمن المعنية للوصول الى حل سياسي للأزمة اليمنية، وطالب كيربي أن يكون التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار "وسحب القوات العسكرية من المدن اليمنية" أولية للمشاركين في تلك المحادثات، ودان المتحدث الهجوم الصاروخي التي تعرضت له السعودية في الـ6 من الشهر الجاري إضافة إلى الهجمات الأخرى التي تعرضت لها الأراضي السعودية من قبل الميليشيات الحوثية، وأكد على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها وحدودها وشعبها وأهمية "التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية لحقوق الانسان واخذ كافة الاحتياطات للتقليل من إصابة المدنيين".
الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الإيراني في الأزمة اليمينة والهجوم المتواصل على السعودية وانحياز إيران للحوثيين، قال اللواء رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن هزيمة السعودية ضد الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح في اليمن ستكون حتمية.
ونقلت عنه وكالة فارس الإيرانية قوله: "إن انتصار الشعب اليمني بات واضحا وهزيمة السعوديين في تحقيق مأربهم المعلنة ستكون حتمية".
وأضاف أن "صدام وحماته الأمريكيين والأوروبيين والعرب قد حاولوا جاهدين تحجيم ثورتنا الاسلامية والحد من نفوذنا الثقافي".
ووصف صفوي نظام الأسد في سوريا وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن بـ"مدرسة المقاومة"، وقال: " إن نتاج الدفاع المقدس هو صنع مدرسة على يد أبناء الإمام والإسلام في الدول المتطلعة للحرية عنوانها المقاومة والصمود".
المشهد اليمني:
يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، ومساعٍ لإقرار هدنة في رمضان، عقب نجاح الحوار بين جماعة الحوثيين ومسئولين أمريكيين ويمنيين في العاصمة العُمانية مسقط، يعقد عليها الأمل في نجاح مفاوضات "جنيف" في 14 يونيه الجاري، للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب المشتعلة منذ 26 مارس الماضي.
