دلالات رفض استقبال الإدارة الأمريكية لوفد الإخوان

الأربعاء 10/يونيو/2015 - 04:17 م
طباعة دلالات رفض استقبال
 
في ظل محاولات الإخوان المتكررة لوجود غطاء دولي لها مرة في ألمانيا ومرة في الولايات المتحدة- وجهت الإدارة الأمريكية ضربة غير متوقعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك عن طريق رفض وزارة الخارجية الأمريكية مقابلة وفد الجماعة، حيث ذكرت وكالة "رويترز" أن نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثكى قال: إن الإدارة الأمريكية لن تعقد أي لقاء مع أعضاء وفد الإخوان. 
وأضافت "رويترز" أن التوترات تعكس الصدام بين رغبة الدبلوماسيين الأمريكيين على التعامل مع كل الأطياف السياسيين في مصر، وعلى النقيض الخوف من إغضاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الرئيس المصري عبد
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
يأتي هذا في ظل حالة من الانقسامات الداخلية في صفوف جماعة الإخوان وإن بدا على السطح غير ذلك، فالحرب الدائرة بين الصقور والحمائم ما زالت مستمرة وإن حاول بعض شيوخ الجماعة احتواءها حتى لا تظهر على السطح، فلم يجد التنظيم الدولي للجماعة سوى الملجأ الخارجي والمتمثل في حليفهم القوي "الولايات المتحدة" والتي كانت تعد الراعي الرسمي للجماعة حتى اللحظات الأخيرة؛ نظرًا لتبني أوباما شخصيًّا وجهة نظر الجماعة في نظرته إلى الحكومة المصرية، غير أن نظرة الإدارة الأمريكية قد تتباين مع وجهة نظر أوباما، وهذا أدى مؤخرًا بفشل محاولات الإخوان للقاء ممثلين من الخارجية الأمريكية، خصوصًا بعد فشل الجماعة في التأثير على الألمان لعدم قبول زيارة السيسي، من ناحية ومن ناحية أخرى انهيار شعبية العدالة والتنمية التركي والذي يعد الحليف القوى للجماعة، وإن معظم القيادات الهاربة تعيش في تركيا بجوار أردوغان وحزبه.
السفير جمال بيومي
السفير جمال بيومي
ويرى خبراء أن رفض وزارة الخارجية الأمريكية مقابلة وفد جماعة الإخوان، نجاح لسياسة مصر الخارجية، واعتراف كامل بـ «30 يونيو».
قال السفير جمال بيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب: إن رفض وزارة الخارجية الأمريكية، مقابلة وفد جماعة الإخوان، يعتبر نجاحًا لسياسة مصر الخارجية، وتصحيحها الصورة المغلوطة التي ينشرها التنظيم الدولي.
وأضاف بيومي، أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر تحركًا إيجابيًّا نحو العلاقات المصرية؛ ما يؤكد نجاح سياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي في الخارج، مطالبًا الدولة بالاستمرار في بناء المؤسسات واستكمال خارطة المستقبل.
كما يرى السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قرار رفض وزارة الخارجية الأمريكية، مقابلة وفد جماعة الإخوان الإرهابية، يؤكد على حرص الولايات المتحدة الأمريكية على علاقاتها مع مصر.
وأضاف بدر، أن من مصلحة العلاقات بين مصر وأمريكا، عدم التناقض في التصرفات الرسمية الأمريكية؛ خصوصًا وأن جماعة الإخوان تناور لتخريب تلك العلاقات.
السفير حسن هريدي
السفير حسن هريدي
وأضاف السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية استقبال وفد إخواني خلال الفترة الأخيرة يدل على تغيير جذري تجاه ثورة 30 يونيو والاعتراف الكامل بها.
وأوضح هريدي، أن البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية عن رفض الإدارة استقبال الإخوان رسالة واضحة للعالم بتغير المواقف تجاه الجماعة.
ومن جانبه قال، هشام النجار، الباحث الإسلامي: إن علاقة الدول بالتنظيمات بحسب طبيعة الواقع السياسي هي علاقة غير شرعية هشة ولا تدوم، حيث تبحث الدول عن مصالحها الدائمة والكبرى مع الدول ومؤسساتها التي تمثلها. وأضاف النجار، أن رفض الإدارة الأمريكية لقاء الإخوان ضربة أخرى مؤثرة خلال مدى زمني قصير بعد الضربة التركية عقب خسارة حزب العدالة والتنمية الأغلبية البرلمانية، وجاءت مباشرة عقب عجز الإخوان في إفشال زيارة السيسي لألمانيا. وأوضح النجار أن فشل الإخوان في الخارج متوقع لسبب منهجي أصيل، وهو أن نجاح أي تيار سياسي إنما يتحقق انطلاقاً من خياراته الوطنية وإنجازاته الكبرى في بلده، واعتماد الإخوان على نفوذ التنظيم الدولي والقيادات الهاربة كان رهاناً فاشلاً منذ البداية، واليوم بعد المستجدات والتطورات الأخيرة يتحول التعامل مع ملف الإخوان في الخارج من دبلوماسي إلى أمني ومخابراتي خاصة بعد الإعلان الواضح عن تبني العنف، متابعا: "تنظيم يعلن ذلك بوضوح لا تتعامل معه الولايات المتحدة من خلال دبلوماسيتها إنما من خلال أجهزة مخابراتها، وهذا من السهل اكتشافه بتتبع تاريخ علاقة الولايات المتحدة مع مختلف التنظيمات والكيانات سواء إسلامية أو غير إسلامية".
داليا زيادة الناشطة
داليا زيادة الناشطة الحقوقية
فيما قالت داليا زيادة الناشطة الحقوقية، المنسق العام للحملة الشعبية لإدراج الإخوان جماعة إرهابية دوليًا: إن القرار الأمريكي خطوة ممتازة تضاف للتحذيرات التي أطلقتها بعض مراكز الأبحاث هناك وإعلانهم رفضهم للقاء الجماعة أو ممثليها. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت نتيجة للجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية لتوضيح الصورة للأمريكيين، وإثبات أنهم يستحقون أن يطلق عليهم جماعة إرهابية نظراً لدعمهم الصريح للعنف وتحريضهم عليه وممارسته، بالإضافة للمجهود المبذول على المستوى الرسمي واستدعاء الخارجية المصرية للسفير الأمريكي وتحذيره من خطورة لقاء جماعة إرهابية كان له أثر. وتابعت "الحملة الشعبية لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابي دولي زارت أمريكا في مارس الماضي، والتقينا مسئولين كبار وأعضاء بالكونجرس والخارجية، وأعربنا عن استيائنا على لقائهم بالإخوان وقدمنا لهم ت وثائق ثبت أنهم تنظيم إرهابي يستهدف ليس فقط أمن مصر لكن أمن أمريكا أيضًا.

شارك