أرستقراطية

السبت 13/يونيو/2015 - 06:01 م
طباعة أرستقراطية
 
كلمة يونانية الأصل، تعني حكم أفضل المواطنين لفائدة جميع الشعب، ويتفق أفلاطون وأرسطو في أن الحكومة الأرستقراطية هي أفضل أنواع الحكومات وأكثرها عدلاً، لكنهما يتفقان أيضًا في التحفظ على قدرتها في الاستمرار، ذلك أنها عرضة للانحراف والتحول إلى حكم القلة بكل ما يشوبه من فساد.
تطور مفهوم الأرستقراطية ليتخذ دلالة تشير إلى قيادة الصفوة من أصحاب المنزلة الرفيعة، الشرفاء أو النبلاء أو الكهنة. وفي هذا السياق، تبدو الديمقراطية نقيضًا موضوعيًّا للأرستقراطية، ويتجلى ذلك بوضوح في تحول الكلمة إلى نقيضة سلبية مع اشتعال الثورة الفرنسية، فهي تعبر عن أصحاب الامتيازات الطبقية من أعداء الشعب.
التمييز ضروري بين أرستقراطية المولد والأرستقراطية غير الوراثية، وبحكم التحول الاجتماعي المستمر يبدو منطقيًّا أن يصعد بعض متواضعي المولد إلى طبقة أعلى، وأن ينحدر بعض المنتسبين إلى الشريحة العليا نحو هاوية الطبقة الأدنى.
عبر المراحل التاريخية المختلفة، تعرضت الطبقة الأرستقراطية، بحكم محدودية عددها، لكراهية الغالبية الشعبية، واعتبارًا من القرن الثاني عشر بدأ تراجع الأرستقراطية بفعل ظهور المدن وصعود الطبقة البرجوازية التي تستمد مكانتها من الثراء المادي في المقام الأول.
وجهت الثورة الفرنسية الضربة الأقسى لطبقة النبلاء الأرستقراطيين في فرنسا بشكل خاص، وفي أوربا على وجه العموم، واستمر الصراع خلال القرن التاسع عشر، لكن هزيمة الأرستقراطية لم تحل دون صمودها الطويل وانتعاشها في فترات عودة الملكية، فضلاً عن انخراط قسم كبير من أفرادها في الأنشطة الاقتصادية المربحة، وفي تقلد الوظائف الحكومية الرفيعة، وحتى قيام الثورة الشيوعية في روسيا سنة 1917، استمر النظام الأرستقراطي محتفظًا بهيبته في دول أوربا الوسطى والشرقية. 

شارك