دعا زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي المتطرف أبو بكر البغدادي، الذي نصب نفسه "خليفة للمسلمين" منذ أيام- جموع المسلمين إلى طاعته، قائلاً في أول ظهور وفق ما جاء في تسجيل نشرته مؤسسة "الاعتصام"- الجناح الإعلامي الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية- أثناء خطبة (الجمعة) في الجامع الكبير بمدينة الموصل العراقية: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، واصفاً مبايعته بـ"الأمر العظيم"، و"الأمانة الثقيلة".

وظهر البغدادي شخصاً طليق اللحية، يرتدي ثياباً أسود، (الثوب الداعشي)، كما ظهر في مرتكزاتهم الفكرية، أن الالتزام بالثوب "الداعشي" واجب وتاركه يُعاقب بالجلد، وألقى البغدادي خطبته وهو طليق اللسان، متحدثاً عن فضل الجهاد، ومخاطر تركه.

وتابع البغدادي قائلاً: "إذا أردتم موعود الله فجاهدوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين واصبروا على تلك المشقة، ولو علمتم ما في الجهاد من الأجر والكرامة والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة، لما قعد أو تخلّف منكم أحد عن الجهاد"، داعيا إلى "الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم".

الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي أفتى ببطلان إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الخلافة؛ كونه لا يخدم المشروع الإسلامي، وقال بيان للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي: إن الخلافة نتمنى أن تقوم اليوم قبل غد، لكن الخطوة التي اتخذها تنظيم "الدولة الإسلامية" يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سوريا، معتبرين أن إعلان فصيل معين- مهما كان- للخلافة باطل شرعا، لا يترتب عليه أي آثار شرعية، بل يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سوريا.

وفي تطور ملحوظ في خطط "الدولة الإسلامية" من الناحية التنظيمية للدولة، كشف موقع "يني شفق" التركي أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصدر أمس الأول جواز سفر رسميا في الموصل؛ ليوزعه على 11 ألف شخص داخل المدن والنقاط الحدودية بين العراق وسوريا التي أحكم السيطرة عليها.

وكتب في أعلى الجواز عبارة "دولة الخلافة الإسلامية"، وبجانبها علم "الدولة الإسلامية"، وأنه تم ذلك في مركز الهويات وجواز السفر الذي افتتحته الحكومة العراقية سنة 2011، على أساس أن تبدأ في عملية استخراج بطاقات الهوية بداية الأسبوع المقبل؛ لتكون هذه العملية بمثابة خطوة أخرى بهدف مؤسسة الدولة الجديدة، وتمتد حدود الدولة الإسلامية في سوريا 400 كيلو متر من الحدود التركية قرب مدينة الباب إلى الحدود العراقية في "البوكمال" وهي أراض استولى التنظيم على معظمها في معارك مع فصائل منافسة وليس مع قوات الأسد.

وفرض تنظيم "الدولة الإسلامية" نفوذه على معظم مناطق الشرق السوري، وعزز وجوده على الحدود مع العراق، وتمكن مقاتلون "الدولة الإسلامية" من السيطرة على أكبر حقل نفطي في سوريا، بلدة زور مغار من وحدات حماية الشعب الكردي؛ ليوسع بذلك نطاق دولته.

كما سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على معظم أنحاء شرق سوريا في وقت يواصلون تقدمهم في المحافظات السنية بالعراق المجاور، كما استولى التنظيم على أسلحة من مخازن السلاح في سوريا والعراق وعلى أموال من البنوك في المدن التي سيطر عليها، كما يضع يده على حقول نفط وأراض زراعية، وبسط التنظيم سيطرته الكاملة على نقطة عبور للمرة الأولى ووفر له منصة انطلاق في الهجوم على مواقع جبهة النصرة بمحافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط.

نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صورا أظهرت عمليات هدم وتفجير لمجموعة من المراقد والأضرحة السنية ودور العبادة الشيعية في محافظة نينوي العراقية قام بها عناصره،

وبث التنظيم في حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي تقريرا مصورا تحت اسم "تقرير عن هدم الأضرحة والأوثان في ولاية نينوي" التي يسيطر مسلحو هذا التنظيم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على معظم مناطقها.

ومن أبرز الأضرحة التي تم نسفها بحسب ما ظهر في الصور ضريح الشيخ فتحي وقبر البنت ومزار وقبر شيخ الطريقة الصوفية أحمد الرفاعي، وهدمت هذه المراقد بواسطة الجرافات، كما شمل التقرير تفخيخ وتفجير مساجد شيعية في الموصل مركز محافظة نينوي وتلعفر، وبينها حسينيتا جواد وقدو في تلعفر وحسينية القبة وسط الموصل، لتظهر مدى تشدد التنظيم، فضلاً عن التشابه الكبير بين تلك التنظيمات في استهداف أضرحة الأولياء.

وتبرر تلك التنظيمات المتشددة هدمها للأضرحة بالادعاء أن الإسلام أمر بمساواتها بالأرض، ويعتقدون كذلك أن القباب التي على القبور يجب هدمها كلها؛ لأنها أسست على معصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

وتعارض تلك التنظيمات أيضا بناء الحسينيات الشيعية التي يعتبرونها بمثابة معابد، وفي تحرك مواز لهدم الأضرحة والمراقد والحسينيات، اتخذ عناصر التنظيم من مطرانية الكلدان والسريان الارثوذكس في حي الشرطة شرق الموصل مقرا لهم ورفعوا علمهم عليها بعد إزالة الصلبان.

وفي حين نفت إيران بشكل متكرر إرسال جنود للقتال في العراق لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، أمس (السبت)، مقتل طيار إيراني خلال "دفاعه عن المقدسات" في العراق، بحسب البيان، وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن "الكولونيل شجعات علم داري مرجاني قُتل أثناء دفاعه عن مواقع مقدسة" للمسلمين الشيعة في مدينة سامراء، شمال العاصمة العراقية بغداد، ولم توضح "إرنا" ما إن كان الطيار قتل أثناء التحليق أو خلال معارك على الأرض.

 

كانت طهران أعلنت مؤخراً أنها مستعدة لتقديم الدعم اللازم للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حربها ضد عناصر "الدولة الإسلامية"، إلا أنها أكدت عدم إرسالها جنوداً هناك، ولكنها أعربت عن استعدادها تقديم السلاح الى بغداد في حال طلبته"، ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن إيران نشرت بشكل سري طائرات استطلاع من دون طيار في العراق، كما أنها ترسل المعدات العسكرية جواً.

وعلى صعيد الاقتتال في الأراضي السورية، كانت "الدولة الإسلامية" حتى وقت قريب بعيدة عن ضربات قوات الرئيس السوري بشار الأسد، التي ركزت اهتمامها على استعادة أراض في وسط سوريا، واستفادت من الاقتتال بين فصائل المعارضة والذي فجر شرارته توسع الدولة الإسلامية، خاصة وأن حكومة الأسد تعتبر "الدولة الإسلامية" قوة مدمرة لمقاتلي المعارضة.

الأسبوع الماضي ضربت طائرات حربية مدينة القائم العراقية الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية" عبر الحدود من بلدة البوكمال، وقالت مصادر في سوريا والعراق: إن الطائرات سورية رغم النفي الرسمي من بغداد ودمشق، ولأول مرة منذ سيطرت "الدولة الإسلامية" على الرقة كلها قصفت قوات الأسد المدينة عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين.