الأزمة العراقية بين استقلال الأكراد والتدخل الأمريكي

الإثنين 07/يوليو/2014 - 09:13 م
طباعة بارزني والمالكي واوباما بارزني والمالكي واوباما
 
قرر البرلمان العراقي المنتخب حديثاً تأجيل جلسته الثانية التي كان مقرراً انعقادها غداً الثلاثاء إلى 12 أغسطس المقبل، بسبب عدم اتفاق جميع الكتل السياسية على تسمية مرشحيها للمناصب الرئاسية الثلاثة، وسط تصاعد في الأحداث السياسية، وهو ما يزيد الأزمة في ظل تمسك نوري المالكي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعدم الوقوف أمام الدعوات المطالبة بتخليه عن هذا المنصب، وتصاعدت حدة الاتهامات بشأن التدخل في العراق، ومحاولة دول إقليمية فرض سيطرتها على ما يحدث، في الوقت الذى اتهمت فيه إيران الولايات المتحدة بإدارة المعارك في العراق، وخرجت تصريحات من داخل ايران تتهم الادارة الأمريكية بانها تتحكم في مركز القيادة الرئيسي للحرب الإرهابية ضد العراق. 
البرلمان العراقي
البرلمان العراقي
من ناحية أخرى ترك النواب الأكراد في برلمان العراق، قرار تغيبهم عن جلسة البرلمان غداً الثلاثاء، بيد البيت الشيعي ما لم يستبدل مرشحه لرئاسة الوزراء نوري المالكي الذي يُدير البلاد من العام 2006، واشترط النواب الأكراد تقديم مرشحيهم لرئاسة الجمهورية ومنصب أحد نائبي رئيس البرلمان، باستبعاد المالكي الذي وصفوه بـ"حجر عثرة" أمام تشكل الحكومة الجديدة.
مسعود البارزاني
مسعود البارزاني
وقال مثنى أمين، رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في برلمان العراق، إن القوى الكردستانية اتفقت على عدم حضور جلسة النواب، غداً الثلاثاء، ما لم يحسم التحالف الشيعي مسألة منصب رئيس الحكومة، ورجح أمين تأجيل جلسة الغد، لعدم اكتمال النصاب القانوني، لتغيب النواب الأكراد حال لم يستبعد التحالف الوطني مرشحه المالكي لرئاسة الوزراء.
ووسط التخبط السياسي في العراق، كشفت مواقع إلكترونية ووكالات الأنباء عن رسالة  بارزاني، رئيس إقليم كردستان، إلى جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، يؤكد فيها أن حكومة بغداد الاتحادية فاشلة بإدارة المالكي، وحال لم تتغير سيتجه بارزاني نحو الانفصال وإعلان الدولة الكردية".
ميخائيل بجدانوف
ميخائيل بجدانوف
من جانبه كشف "ميخائيل بجدانوف" نائب وزير الخارجية الروسية، عن اقتراحات روسيا في الشأن العراقي وعن موقفها من الاستفتاء حول استقلال كردستان العراقي، مشيرًا إلى أن العراق أصبح اليوم من جديد المنطقة الأكثر سخونة في العالم العربي والشرق الأوسط عامة.
وأوضح قائلًا " ما يحدث في أراضي العراق وسوريا ما يسمي بدولة الخلافة التي يتزعمها أبو بكر البغدادي، يشير إلى طريق مباشر نحو تقسيم العراق، بل ليس العراق وحده، فدولة الخلافة هذه قد أُعلنت على أرض سوريا أيضًا، نحن نقف مع الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية والسورية وغيرها من دول المنطقة، ومع استقلال هذه الدول، كما ندعو لتوحيد جهود وقدرات دول المنطقة والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب بشكل فعال وبشكل خاص جماعة "داعش".
أكد المسئول الروسي أن المجتمع العراقي بحاجة لتوحيد الجهود أيضا، فلابد من التفاهم بين زعماء الفرق الرئيسية الثلاث الشيعة والسنة والأكراد، وعلى أصدقاء العراق أن يساهموا في هذا الأمر بسعيهم على الساحة الدولية، أما روسيا فتحافظ على اتصالاتها مع جميع الأصدقاء العراقيين، في ظل محاولات توحيد الجهود مع الشركاء الغربيين والإقليميين، وكذلك مع دول الخليج لمساعدة العراق في حفظ وحدته والدفاع عن سلامة أراضيه وسيادته، هذا التوجه ينطبق كذلك على سوريا"
وحول محاولات مجلس الأمن بشأن قرار مرتقب يحظر فيه شراء النفط من الإرهابيين في العراق، أكد المسئول الروسي أن هذا القرار ينطبق على العراق وسوريا وليبيا، وتمت مناقشته في مجلس الأمن الدولي، قائلًا: "أعتقد أنه يأتي في خدمة المصالح المشتركة، إذ لابد من إدراك عام وواضح بضرورة عدم السماح لعمليات تهريب النفط والثروات الباطنية الأخرى، لا على مستوى الحكومات ولا على مستوى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فهذه العمليات عدا أنها تنفذ بشكل غير مشروع تؤدي في نفس الوقت إلى دعم الإرهابيين ماديًا".
مسعود جزائري
مسعود جزائري
من جانبه أكد العميد "مسعود جزائري" مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشئون الثقافية، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدير مركز القيادة الرئيسي للحرب الإرهابية ضد العراق، وأن ما يحدث اليوم في  المنطقة والعراق لا يمكن حصره بأعمال الجماعات الإرهابية، بل إن التحركات الإرهابية في سوريا وسائر دول المنطقة، هي جزء من استراتيجية نظام الهيمنة أمام نهضة الصحوة الإسلامية."
وشدد على أن دراسة الأحداث والوقائع في المنطقة تشير إلى أن هذه الاستراتيجية استخدمت ضد دول ترفض الهيمنة الأمريكية، وأن تدمير قدرات القوى الثورية في العالم الإسلامي، وإلهاءها بتحديات داخلية بدلًا من تهديد مصالح الاستعمار، كما حصل في سوريا يعد من ضمن مخططات الأمريكيين التي يجري تنفيذها بدقة."

شارك