صفقة جنود "عرسال" تعزز من موارد "النصرة" بالدولارات القطرية

الخميس 25/يونيو/2015 - 04:15 م
طباعة صفقة جنود عرسال
 
  تعتمد  قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة " على العديد من الموارد الاقتصادية التى تعزز من موقفها القتالى في سوريا ومن هذه الموارد تبرعات أثرياء الخليج العربي  وأموال الصداقات والتبرعات والزكاة  والتمويل الدولي  وعوائد الموارد والسلع من الأماكن المسيطر عليها  وعوائد التهريب من النفط، والأسلحة، والآثار حيث تقدر العوائد اليومية من النفط المهرب ما بين 2 إلى 4 ملايين دولار والهبات من مؤيدي التنظيم والخائفين منه وعوائد المنتجات الزراعية  ولكن تبقى عوائد تحرير الأجانب المختطفين  من أبرز مصادر التمويل  لديها
صفقة جنود عرسال
   و ذكرت  العديد من التقارير أن عوائد هذه الطريقة بلغت أكثر من 25 مليون دولار سنويًّا وهو ما تحاول ان تستفيد منه جبهة النصرة الان من خلال بوادر صفقة سعت إليها دول عربية وإقليمية مع "جبهة النصرة" لإطلاق ستة عشر عسكريا لبنانيا محتجزين لديها، مقابل دفع فدية مالية تصل إلى حدود 30 مليون دولار أميركي، وإطلاق سراح خمس نساء من "جبهة النصرة" معتقلات في السجون اللبنانية  لإنهاء هذا الملف بالكامل على ثلاث مراحل خلال أسبوع.
صفقة جنود عرسال
على الرغم من اهمية الصفقة الا أنه يوجد العديد من العراقيل  التى تقف دون إتمامها من  منها العراقيل التى  وضعها حزب الله أمام التنفيذ من خلال  فرض رأيه على خلية الأزمة التي شكّلتها في السابق الحكومة اللبنانية، بسبب اقتناعه بقدرته على تحرير المختطفين عسكريًا، للزعم بأنه "حامي حدود لبنان ومحرر العسكريين".
 وأكدت مصادر ، أن التفاوض مع الإرهابيين الخاطفين، قطع فعلاً شوطاً كبيراً  وأن خطوة انفراجية مفاجئة قد لا تكون مستبعدة في المدى الزمني القريب جداً وأن الوسيط الذي أمن الاتصال مع المسلحين الخاطفين، كان قطرياً وأن الدوحة تؤكد للسلطات اللبنانية دوماً أن لا اتصال لها ولا علاقة بينها وبين مسلحي داعش   ولكنهم أكدوا دوماً قدرتهم على التفاوض مع النصرة وهو ما قاموا به فعلاً طيلة الفترة الماضية و أن معطيات دقيقة حول العسكريين المخطوفين، باتت موجودة لدى السلطات اللبنانية، بنتيجة الوساطة القطرية 
صفقة جنود عرسال
 وتابعت أن الصفقة التي يتم التفاوض حولها تتضمن مطلبين للخاطفين: الأول هو إطلاق سراح عدد من الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية  ولكن السلطات اللبنانية نجحت في إقناع المسلحين بأنه يستحيل قانونياً إطلاق سراح أي سجين صادر بحقه حكم قضائي  والثاني هو دفع فدية مالية لهم،   وأن قطر هي من  ستدفع لهم الفدية ، بمعزل عن علم السلطات اللبنانية التى سبق أن  دفعت مبالغ مالية صغيرة في مراحل سابقة للخاطفين، ضمن مفاوضات جزئية، قيل أن الهدف منها ، هو عدم إقدام الإرهابيين على تنفيذ تهديدات كانوا قد أطلقوها بتصفية بعض العسكريين الأسرى
صفقة جنود عرسال
 العسكريين الأسرى الستة عشر الذين يتم التفاوض على تحريرهم،  مع جبهة النصرة، موزعين على المذاهب التالية: ثلاثة مسيحيين، ستة دروز، وسبعة شيعة. وبالتالي لا يوجد بينهم  عسكري واحداً  من السنة  بالاضافة الى  أن عملية التبادل مع الخاطفين، ، ستتم في منطقة باتت محاصرة بالكامل من الجهة الشرقية، من قبل مقاتلي حزب الله والجيش السوري. ما يعني أن العسكريين اللبنانيين الأسرى، لن يؤتى بهم لتسلميهم إلى السلطات اللبنانية، من الداخل السوري. بل على الأرجح أنهم سينقلون من مكان ما في جرود عرسال اللبنانية، أو حتى من قلب مدينة عرسال اللبنانية. 
صفقة جنود عرسال
فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن جبهة"النصرة" وضعت اسم طليقة أبو بكر البغدادي زعيم داعش (مع أولادها) ضمن قائمة السجناء المطلوب إطلاق سراحهم مقابل العسكريين اللبنانيين المختطفين لديها في عرسال، كما ضمت القائمة أيضا اللبنانية جمانة حميد والسورية آلاء العقيلي زوجة القيادي في "النصرة" أنس شركس المعروف بـ "أبو علي الشيشاني". و إنها  النصرة قدمت لائحة بأربعين اسما اندرجت في خانة التفاوض وليست قائمة نهائية وذلك بمبادرة من "النصرة" نفسها التي أبدت استعدادا غير مسبوق للأخذ والرد في ملف العسكريين.
صفقة جنود عرسال
وأضافت المصادر أنه تبين في ضوء مداولات الساعات الأخيرة أنه يمكن تثبيت 19 اسمًا في اللائحة معظمهم من اللبنانيين الذين تلتزم السلطات اللبنانية بإطلاق سراحهم وليس بينهم أحد من "الموقوفين الخطيرين"، وتحديدًا ممن صدرت بحقهم أحكام بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة وأن المفاوضات التي يقودها القطريون بين السلطات اللبنانية و"جبهة النصرة" حققت خرقًا جديدًا، وذلك مع انتقال مسئول المخابرات الخارجية القطرية إلى العاصمة التركية حيث اجتمع أكثر من مرة بقياديين من "النصرة"، وناقش معهم اللوائح التي كانوا قد أرسلوها قبل ثلاثة أسابيع إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وتزامنت اجتماعات أنقرة مع توجه شخصية سورية جديدة  تمثل القطريين الى جرود عرسال لتفقد العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى "النصرة"، ولقاء القادة الميدانيين المسئولين هناك وأبرزهم أمير "النصرة" في القلمون أبو مالك التلي ولكن  الجانب اللبناني رفض شمول الصفقة موقوفين من جنسيات عربية، ويصل عددهم إلى نحو عشرة وأبرزهم السعودي فهد المغامس (تونسي ويمنيان وجزائري وفلسطيني وعدد من السوريين)، وذلك بسبب وجود معاهدات بين لبنان والدول العربية تمنع هكذا أنواع من التبادل والمقايضة.  
ولكن قطر أعلنت في  ديسمبر 2014م انسحابها من الوساطة بين الحكومة اللبنانية والمسلحين في جرود عرسال شرق لبنان ، وأعلنت وزارة الخارجية، "عدم إمكانية استمرار دولة قطر في جهود الوساطة لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين  وأن  جهود الوساطة جاءت لأسباب إنسانية، وانطلاقاً من حرص دولة قطر على الحفاظ على أرواح الأبرياء، وذلك بعد طلب من الأشقاء في لبنان الوساطة القطرية وأن قرار عدم إمكانية الاستمرار جاء نتيجة لفشل الجهود المبذولة. 
يذكر أن جبهة "النصرة"  أحتجزن 17 عسكرياً لبنانياً في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية المحاذية لمنطقة القلمون السورية و أعدمت منهم  الجندي محمد حمية ، بإطلاق رصاصة في رأسه، قبل أن تعدم البزال وينفذ أهالي العسكريين اعتصامات واحتجاجات في أكثر من نقطة من لبنان، للضغط على الحكومة للتفاوض مع الخاطفين. 

شارك