المبادرة المصرية بين قبول إسرائيلي ورفض حمساوي.. وغزة الضحية

الثلاثاء 15/يوليو/2014 - 01:18 م
طباعة المبادرة المصرية
 
رفضت حركة حماس مبادرة مصر لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، فيما وافقت إسرائيل صباح اليوم على الاقتراح الذي لقي دعمًا عربيًا وأمريكيًا.
وأطلقت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد أسبوع من العنف أسفر عن 191 قتيلاً فلسطينيًا على الأقل، والتي تنص على وقف تام لإطلاق النار اعتبارًا من صباح اليوم وإعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة.
وجاء مضمون المبادرة على وقف كامل للعمليات الحربية الجوية والبحرية والبرية اعتبارًا من اليوم الثلاثاء الساعة 6,00 بتوقيت جرينتش، على أن تستقبل مصر خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة وفودًا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث بشأن تثبيت وقف إطلاق النار.
فوزي برهوم
فوزي برهوم
فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس، رد على تلك المبادرة قائلا: "بالنسبة للمبادرة المصرية لم يصلنا شيء بشكل رسمي، ووقف إطلاق النار دون التوصل لاتفاق مرفوض"، مضيفاً: "لم يحدث في حالات الحروب وقف إطلاق النار ثم التفاوض".
 وعلى الرغم أن نص المبادرة لم ينشر رسميا بعد، فقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى انه يتضمن، إنهاء الأزمة وإلزام الطرفين بوقف النيران في موعد أقصاه الساعة السادسة حسب التوقيت العالمي جرينتش، أي الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء حسب توقيت القدس، فبعد اتصالات أجرتها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، طرحت مبادرة تؤدي إلى وقف جميع الأعمال العدائية برًّا وبحرًا وجوًّا.
عقب هذه المبادرة أعلنت إسرائيل عن قبولها للاقتراح المصري لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ابتداء من الساعة التاسعة من صباح اليوم، الثلاثاء، وقد تم التعبير عن ذلك في بيان مقتضب جدا صدر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية "الكابينيت"، المنعقد صباح اليوم، وجاء فيه أن "الكابينيت قرر قبول الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار" في قطاع غزة.
وعلى إثر ذلك، أوقف الجيش الإسرائيلي غاراته وأعلن أن عملية "الجرف الصامد"، التي أطلقها قبل ثمانية أيام قد وصلت إلى نهايتها.
الجناح العسكري في حركة حماس، اعتبر أن هذه المبادرة رضوخًا فلسطينيا؛ ولذلك فقد واصل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل بعد الموعد الذي حددته مصر لوقف النار.
قال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في بيان له: إن ما يتم ترويجه بشأن نزع سلاح المقاومة غير خاضع للنقاش، ونحن شعب تحت الاحتلال، والمقاومة بكافة الوسائل حق مشروع للشعوب.
إسماعيل هنية
إسماعيل هنية
وكان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، قال أمس: "نقول بشكل مبسط وواضح ليست المشكلة في التهدئة ولا العودة لاتفاقيات التهدئة؛ لأننا نريد وقف هذا العدوان على شعبنا، ولكن المشكلة هي واقع غزة من حصار وتجويع وإغلاق للمعابر وإهانة للناس يجب أن يتغيّر هذا الوضع وينتهي الحصار، يجب أن يعيش شعبنا في غزة حراً كريماً يتمتع كما باقي شعوب العالم، وأن يعيش أهلنا في الضفة الغربية في أمن من استباحة العدو لمدنهم ومنازلهم والاعتقالات التي ينفذها الاحتلال. 
وفيما رفضت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، فجر الثلاثاء، المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة إياها "ركوعاً وخنوعاً"، ومتوعدة إسرائيل بأن معركتها معها "ستزداد ضراوة".
وسخرت القسام في بيان لها من المبادرة قائلة: لم تتوجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام، إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
وتابعت: "معركتنا مع العدو ستستمر وستزداد ضراوة وشدة وسنكون الأوفياء لدماء الشهداء، ونعد شعبنا أنها لن تضيع سدى ولن يجهضها أحد كائنًا من كان".
 فيما أعلن مسئول إسرائيلي كبير، أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية ستجتمع في وقت مبكر من صباح اليوم للبحث في الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع يومها الثامن.، قائلا: إن الحكومة الأمنية ستجتمع باكرًا لدرس الاقتراح المصري جديًا.
باراك أوباما
باراك أوباما
من جانبه رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمبادرة المصرية، معربًا عن أمله في أن تتيح هذه المبادرة العودة إلى الهدوء، قائلا: "نحن متشجعون إزاء تقديم مصر هذا الاقتراح لتحقيق هذا الهدف، والذي آمل أن يتيح استعادة الهدوء".
 وأكد أوباما أن اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر"، واصفاً في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي على القطاع بأنه "مأساوي".
وقال: ما من بلد بإمكانه أن يقبل بإطلاق صواريخ عشوائيًا على مدنيين. لقد كنا واضحين جدًا، إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد ما اعتبره هجمات لا تغتفر من جانب حماس. وأضاف أوباما "وفي الوقت نفسه فإن مقتل وجرح مدنيين فلسطينيين هو مأساة، ولهذا السبب شددنا على الحاجة إلى حماية المدنيين أيًّا كانوا وأينما كانوا".
ومن جانبها، دعت جامعة الدول العربية في ختام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة التطورات في غزة، "كل الأطراف" المعنية إلى دعم المبادرة المصرية.
وأضافت أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبح أمرا لا يجب الصمت تجاهه ويتطلب تدخل المجتمع الدولي.
فيما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمبادرة المصرية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
 وقالت الوكالة: إن عباس رحب بالمبادرة المصرية للتهدئة، وثمن الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية لحماية الشعب الفلسطيني". وأضافت أن الرئيس الفلسطيني "دعا جميع الأطراف إلى الالتزام بهذه المبادرة حفاظاً على دماء شعبنا والمصالح الوطنية العليا"، مطالبًا بأن "تمهد هذه المبادرة لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
 يأتي ذلك، قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى مصر، بشأن التشاور لتهدئة تنهي العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أسبوع والتي خلفت 191 شهيدا فلسطينيا، ويجري الوزير الأمريكي خلال زيارته مباحثات مع عدد من كبار المسئولين المصريين، 
واتصل كيري بنظيره المصري سامح شكري الأحد بخصوص الأزمة الراهنة في غزة وتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية. 
وهاتف كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد لتكرار عرض واشنطن التوسط من أجل الاتفاق على تهدئة.
المبادرة المصرية
وتشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة راح ضحيتها نحو 191 قتيلاً وأكثر من 1400 جريح، غالبيتهم من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.
ونددت دول عديدة في أمريكا اللاتينية بالعملية العسكرية التي تشنها منذ أسبوع إسرائيل على قطاع غزة، مطالبة بوقف إطلاق النار، في حين شهدت غالبية هذه الدول التي تحكمها أنظمة يسارية تظاهرات داعمة للفلسطينيين.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه على اتصال "بالأطراف في المنطقة للتوصل إلى تهدئة بين الجانبين.
ودعت المتحدثة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانيتش، كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفادي الخسائر في الأرواح والعودة إلى الهدوء."
وطالبت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بإنهاء العنف فورا ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
في السياق ذاته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من "تداعيات خطيرة" للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقال الديوان الملكي الاردني في بيان: إن الملك عبد الله وبان بحثا في تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث جدد الملك التحذير من التداعيات الخطيرة لما يجري في القطاع على المنطقة واستقرارها.
وأكد العاهل الاردني، على ضرورة وقف استهداف المدنيين وأهمية احترام القانون الدولي في هذا الشأن، محذراً من مخاطر الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين؛ مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد. 
وعلى الرغم من الإقرار بأنه من الممكن إيجاد حل دبلوماسي في نهاية الأمر قال مسئول إسرائيلي إن بلاده ستواصل هجومها العسكري في الوقت الحالي؛ "لإعادة الهدوء لفترة طويلة من خلال إلحاق أضرار كبيرة بحماس والجماعات الإرهابية الأخرى في قطاع غزة".
المبادرة المصرية
في المقابل، توعدت كتائب القسام عدوها بـ"معركة طويلة"، وقال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان: "إننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جدا مع العدو ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جدا".
ودعت مصر كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ نظراً لأن تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد سيسفر عنه ضحايا لن يكون في صالح أي من الطرفين، ومن هذا المنطلق يلتزم الطرفان خلال فترة وقف إطلاق النار بالآتي:
أ- تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برًّا وبحرًا وجوًّا، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.
ب- تقوم جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية "Hostilities" من قطاع غزة تجاه إسرائيل جوًّا، وبحرًا، وبرًّا، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.
ج- فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
د- أما باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن سيتم بحثها مع الطرفين.
وعن تنفيذ المبادرة، ذكر بيان وزارة الخارجية: تحددت ساعة 0600 يوم 15 /7/2014 "طبقاً للتوقيت العالمي"، لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية، وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
وأضاف البيان: يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار، واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة «طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012.
وكذلك يلتزم الطرفان بعدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين حال القيام بأي أعمال تعرقل استقرارها.

شارك