المبعوث الأممي يصل اليمن.. والحوثيون يطالبون بهدنة
الأحد 05/يوليو/2015 - 06:18 م
طباعة
يستمر الصراع في اليمن بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" والرئيس عبدربه منصور هادي، مع فشل الجهود في التوصل إلى اتفاق وإنهاء النزاع، مع تفاقم الوضع السياسي وسط مطالب دولية للهدنة.
الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، صباح اليوم، 10 غارات على عدد من مواقع وتجمعات الحوثيين "أنصار الله" والقوات الموالية لهم في محافظة تعز وسط اليمن.
وذكر سكان محليون لـ"المشهد اليمني" أن الغارات جددت استهدافها للقصر الجمهوري وشعاب الدباء غرب القصر، ومعسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا)، من جهة أخرى، قصف مسلحو الحوثي والقوات الموالية لهم الأحياء السكنية في محيط جبل جرة بمحافظة تعز، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى جراء القصف.
وفي العاصمة صنعاء، شنت طائرات التحالف فجر السبت أربع غارات على مخزن للأسلحة، مما أدى إلى انفجارات، وخمس غارات على مقر قيادة الدفاع الجوي بحسب شهود.
واستهدفت غارة جوية أخرى للتحالف في صنعاء منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، كما ذكرت مصادر قريبة من المتمردين، مما أدى إلى سقوط قتلى بين المتمردين الموجودين فيه.
واستهدفت سلسلة غارات معسكراً تابعاً للدفاع الجوي في منطقة "الجميمة" ومنطقة "خشم البكر"، في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة صنعاء. وتضاربت الأنباء، حول قصف أحد المقار التابعة لجهاز الأمن القومي (أحد فرعي الاستخبارات اليمنية)، في منطقة "صَرِف". كذلك شن التحالف، أربع غارات على معسكر قوات الأمن الخاصة (القوى الأساسية لوزارة الداخلية)، في مدينة عمران، مركز المحافظة.
كما أعلنت "المقاومة الشعبية" في ما يعرف بـ"إقليم آزال" شمالي اليمن، تنفيذها هجوماً مساء السبت استهدف طاقماً عسكرياً تابعاً للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي لحج، تحديداً جبهة بلة، شمال قاعدة العند الجوية، سيطرت "المقاومة"، إثر عملية عسكرية، على موقع قرب قاعدة العند، وغنمت عتاداً عسكرياً من آليات وذخيرة، ما استدعى ردًا من ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، والتي قصفت مناطق قرب سيلة بله وأطراف ردفان، وفق مصادر في "المقاومة".
كما تعرضت مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية ليل أمس السبت وفجر اليوم لعدة غارات قامت بها طائرات التحالف استهدفت عدد من الفنادق ومحطة تعبئة غاز وسوقاً لبيع القات. وبحسب مصادر طبية، سقط أكثر من ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى اثر استهداف الطيران مساء الأمس لسوق لبيع القات في منطقة مثلث عاهم 5 كم جنوب حرض.
مقتل قياديين في "القاعدة":
قضت غارة أمريكية (الجمعة) على قياديين سعودي وكويتي، من كبار القادة العسكريين لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الإرهابي. ونعى عنصر التنظيم القيادي المعروف بـ"شكيم الخرساني" أخاه الأصغر أحمد فرحان المالكي، المُكنى "أبو شعيب المالكي"، الذي قضى جراء القصف مع زميله الكويتي عبدالله عامر العتيبي والمعروف بـ"أبو عبدالرحمن الكويتي". وأعلن تنظيم "أنصار الشريعة" أمس مقتل أربعة من عناصره جراء قصف طائرة أمريكية من دون طيار، من بينهم القائد العسكري عبدالله العتيبي، وأحمد المالكي في مدينة المكلا اليمنية، والمالكي هو شقيق أحد كبار القادة العسكريين للتنظيم، والمعروف بـ "شكيم الخرساني"، أو "أبو هاجر المالكي"، فيما قتِل أخوه الثالث أيضاً قبل أشهر في اليمن. وكان المالكي رفيقًا لعبدالله العتيبي، الذي قضى معه في القصف ذاته، إذ عملا معاً مدربين عسكريين لعناصر التنظيم، وقدما دورات تدريبية عسكرية وشرعية، والعتيبي هو أيضاً من كبار القادة العسكريين والشرعيين في التنظيم، وذلك لخبرته العسكرية مع تنظيم "القاعدة"، إذ قاتل في أفغانستان، ثم انتقل للقتال مع تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا، ليقضي أخيراً في اليمن مع تنظيم "أنصار الشريعة"، وسُجن العتيبي لأعوام، ولكنه التحق في صفوف التنظيم فور خروجه من السجن، وعرف العتيبي بأسماء عدة، منها "يعقوب الكويتي"، حين كان في أفغانستان، و"منصور الشامي" في سورية، و"عبدالعزيز القطري" في اليمن.
وتمكنت قوات الجيش اليمني في اليمن من قتل خمسة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة و "داعش" في محافظة لحج خلال حملة أمنية أمس السبت.
وأوضح المصدر أن معظم هذه القيادات هم من خبراء صناعة المتفجرات، وعلى رأسهم أمير تنظيم "داعش" علي عبد الرقيب كندش والمعروف بـ"عباس اللحجي".
وذكر المصدر أنه تم تصفية المدعو عمار خالد محمد عبدالله سعيد الشاجع أمير ما يسمى "بداعش" في لحج، وقتل المدعو مصطفى محمد عنبر القيادي في القاعدة مع توحيد محسن هايل السلامي، الذي يعتبر من أبرز العناصر الإجرامية في لحج خلال العملية.
وأضاف أن الحملة أيضًا أسفرت عن مقتل هاني العيساوي من عناصر تنظيم القاعدة في الحوطة.
الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، باشرت ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟدﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻠﻴب اﻷﺣﻤﺮ أمس توزيع ﻤوﺍﺩ غذائية في ﻣﻨﺎطق ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﺑﻤدﻳﻨﺔ ﻋدﻥ جنوب اليمن، وذلك إثر وصول 160 طنًّا من المساعدات مخصصة لتغطية اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍلطاﺭﺋﺔ ﻟنحو 17500 ﺷخص، ويأتي هذا التحرك في وقت كشفت تقارير أن نصف سكان ﻋدﻥ ﻗد ﻧﺰﺣوﺍ بحثًا ﻋﻦ ﻣﺄﻭﻯ ﺃﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧًﺎ.
ﻭقال رئيس ﺒﻌﺜﺔ اللجنة ﺍﻟدﻭﻟﻴﺔ للصليب الأحمر في عدن رﻭﺑﺮﺕ ﺯﻳﻤﺮﻣﺎﻥ: إن «ﺳﻜﺎﻥ ﻤدﻳﻨﺔ عدن يعيشون تحت وطأة معاناة شديدة منذ ثلاثة».
وأفاد ﺯﻳﻤﺮﻣﺎﻥ بأن توزيع المواد الغذائية «ﻭﺳﻴﺴﺘﻤﺮ على مدى ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌدﻳد ﻣﻦ ﺍﻷﺣياء الخاضعة لسيطرة الأطراف (المتقاتلة)، وكذلك في الأﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰحت إﻟﻴﻬﺎ أﻋدﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺮ».
في غضون ذلك، وجه ﺣﻘوﻗﻴوﻥ يمثلون 16 ﻣﻨظمة ﻣﻦ 13 ﺩﻭﻟﺔ (اليمن والمغرب والعراق والنرويج وبريطانيا وتونس ولبنان والأردن وسوريا ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ موريتانيا مصر فلسطين) نداء إﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟدﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻠﻴب ﺍلأﺣﻤﺮ، من أجل اتخاذ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ عاجلة ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤدﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ولاحظوا أن هناك «ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴوﻥ ﻣدﻧﻲ أجبروا على ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ من مدنهم، وتعرض ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤدﻧﻴﻴﻦ لأﻣﺮﺍﺽ ﻣﺰﻣﻨﺔ نتيجة ﻧﻘص ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟطبية ونقص ﺍﻟﻤوﺍﺩ ﺍﻟﻐذﺍﺋية».
الحوار اليمني:
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء محادثات مع جماعة أنصار الله وبعض المكونات الأخرى، في مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بشأن المساعي الرامية إلى التوصل إلى تسوية للنزاع الدائر في البلاد، منذ انقلاب تحالف الحوثيين – صالح على الشرعية الدستورية أواخر العام الماضي.
ويقول مصادر سياسية في صنعاء: إن الحوثيين يعتزمون التركيز خلال محادثاتهم مع ولد الشيخ على موضوعي إبرام هدنة خلال شهر رمضان، وفكرة تشكيل حكومة شراكة انتقالية، كما يصفونها.
وكان المبعوث الأممي قد التقى في مسقط بممثلين عن جماعة الحوثي، وتناقش معهم أساسيات الهدنة وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
ويقول مراقبون: إن تحقيق هدنة إنسانية بين طرفي الحرب يعد تحديًا حقيقًا للمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، والذي يقوم بإجراء جولة بين الرياض وصنعاء، لتقريب وجهات النظر، بغية إقرار الهدنة الإنسانية والتي تفرضها الأوضاع الإنسانية الكارثية في البلاد.
ويتوقع أن يركز الحوثيون، علي اللجوء إلى هدنة، خلال محادثاتهم مع ولد الشيخ اليوم، وطالب رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي بهدنة إنسانية "كمقدمة لوقف غارت التحالف وفك الحصار" على ألا تكون كالهدنة السابقة التي "لم تلتزم بها دول التحالف".
وأكد الحوثي أن الوضع الإنساني في البلاد صعب جداً ووصل إلى مرحلة حرجة لا يتحمله أغلبية السكان من ذوي الحاجة ومن هم في دائرة الاستهداف التي أعلنتها السعودية، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسئولية أخلاقية تجاه الشعب اليمني والضغط على "التحالف لوقف غارتهم ورفع الحصار".
فيما قالت مصادر سياسية في الآونة الأخيرة لـ«الشرق الأوسط»: إن الحوثيين «سيطرحون على المبعوث الأممي مقترحًا شبه جاهز بتشكيل حكومة شراكة، تشارك فيها أطراف متحالفة مع الحوثيين في الحراك الجنوبي»، ومضت المصادر في القول: إن الحوثيين سيقدمون طمأنة للمبعوث الأممي بشأن هذه الحكومة، وبأنها ستشمل كل المكونات السياسية وألوان الطيف السياسي، بحسب اعتقادهم.
المشهد اليمني:
ومع مساعي الأطراف الداخلية والخارجية من أجل هدنة في اليمن، يترقب اليمنيون- الواقع بين كل أولئك والمتضرر منهم- خبراً واحداً فقط يتمنى أن يصل إلى مسامعهم بشكل عاجل، وهو اتفاق الأطراف المتصارعة على هدنة إنسانية يحفظ دماء اليمنيين المتبقية ويعيد الحياة إلى طبيعتها.. هل سينجح المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتحقيق حلم الشعب اليمين بعيدًا عن أمراء الحرب في تحقيق أمنية الهدنة ووقف الحرب؟
