البرلمان العراقي يختار رئيسه.. والبنتاجون يقيِّم الجيش العراقي

الثلاثاء 15/يوليو/2014 - 06:38 م
طباعة البرلمان العراقي البرلمان العراقي
 
سليم الجبوري
سليم الجبوري
في خطوة نحو استعادة الاستقرار الغائب، ومحاولة اختيار حكومة جديدة يرضي عنها المجتمع العراقي، وتواجه التحديات الراهنة، نجح البرلمان العراقي في انتخاب السياسي السني، سليم الجبوري، رئيساً للبرلمان، بعد أن حصل على أغلبية مطلقة من أصوات النواب، وسط تكهنات بوجود نية الاتفاق على الجبوري كرئيس لمجلس النواب، ليكون جزءاً من اتفاق أوسع لإنهاء الأزمة في ظل طموحات رئيس الوزراء، نوري المالكي، للحصول على فترة ولاية ثالثة. 
وحصل الجبوري، مرشح القوى السنية الرئيسية في البرلمان المؤلف من 328 نائباً، على 194 صوتاً من بين أصوات 273 نائباً حضروا جلسة اليوم وشاركوا في عملية التصويت، علماً بأن عدد الأصوات المطلوب للفوز بهذا المنصب 165 صوتاً، وحصلت النائب "شروق العبايجي"، التي نافست الجبوري على هذا المنصب، على 19 صوتاً، بينما جرى فرز 60 ورقة تصويت باطلة.
وبحسب العرف السياسي المتبع في العراق، فإن رئيس الوزراء يكون شيعياً، ورئيس البرلمان سنياً، ورئيس الجمهورية كردياً، وينص الدستور على أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوماً من تاريخ أول انعقاد للمجلس، وهي الجلسة التي انعقدت في الأول من يوليو الحالي، ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخابه.
الجيش العراقي يتقدم
الجيش العراقي يتقدم
من ناحية أخرى شن الجيش العراق والميليشيات الشيعية هجومًا اليوم لاستعادة مدينة تكريت من المسلحين الإسلاميين، بعد أن بدأت قوات برية مدعومة بغطاء جوي هجومها في الفجر على مسلحين يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية ويسيطرون على تكريت منذ منتصف يونيه، وإذا استعاد الجيش والميليشيات الموالية له السيطرة على تكريت موطن صدام حسين، فستكون أول مدينة في قبضة المسلحين تعود لسيطرة الحكومة منذ اندلاع الأزمة في العراق الشهر الماضي.
وقال ضابط يشارك في هجوم اليوم إن مقاتلين متطوعين وقوات ميليشيات منها ميليشيا عصائب أهل الحق يقاتلون جنبًا إلى جنب مع الجيش، لكنهم يتلقون الأوامر من قادتهم، وبدأ الهجوم من قرية العوجة على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الجنوب من المدينة، واستعاد الجيش السيطرة على العوجة مسقط رأس صدام مساء الثالث من يوليو، ويحاول منذ ذلك الوقت التقدم شمالا، وتركز القتال اليوم في جميع أنحاء منطقة شيشين جنوبي تكريت، واتجه الجيش أيضًا صوب مجمعات قصور صدام الرئاسية السابقة، حيث يحتجز مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية الأسرى ويُجرون محاكماتهم الإسلامية الخاصة.
على الجانب الآخر أكدت البنتاجون، أن الفرق العسكرية الأمريكية أنهت تقييما للقوات الأمنية العراقية، وسط تقارير عن توصل الضباط الأمريكيين لاستنتاجات قاتمة، وتم نشر الفرق في بغداد في وقت سابق هذا الشهر بعد هجمات لمتطرفين سُنة في مختلف أنحاء العراق، وسيطرتهم على مناطق واسعة كانت بيد القوات الحكومية.
استغرق إعداد التقرير أسبوعين، وتم النظر في قوة وتماسك وقيادة الوحدات العراقية على مستوى الألوية، بحسب مسئولين، وقال المتحدث العسكري، الأدميرال جون كيربي، إن "التقييم الذي أجرته الفرق في العراق وصل إلى البنتاغون"
الأميرال جون كيربي
الأميرال جون كيربي
وبحسب "نيويورك تايمز"، حذر التقرير من أن أي جنود أمريكيين يعملون كمستشارين، يواجهون مخاطر أمنية، نظرًا إلى اختراق القوات العراقية من قبل متطرفين سنة وقوات مدعومة من إيران أو ميليشيات، ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن التقرير السري يذكر أن نصف وحدات الجيش العراقي فقط، مؤهلة لتلقي النصح من القوات الأمريكية.
ورفض كيربي التعليق على تفاصيل التقرير، لكنه أقر بالخطر الناجم عن "تهديدات داخلية"، وبأن الجيش تعلم دروسًا من خبرته في أفغانستان، حيث هوجمت قوات الحلف الأطلسي وقتل عناصر منها على يد عسكريين أفغان، وقال "عدم التفكير بالتهديد الداخلي سيكون تصرفًا غير مسئول وغير حكيم"
غير أنه في الوقت الحالي فإن المستشارين الأمريكيين البالغ عددهم نحو 220 الموجودين على الأرض، يركزون فقط على تقييم قدرات الجيش العراقي وليس تقديم نصائح تكتيكية في معركة بغداد ضد المتطرفين السنة.
وتترك تعليقات كيربي المجال مفتوحًا أمام احتمال عدم اتخاذ البيت الأبيض قرارا بإرسال المزيد من المستشارين، أو مساعدة إضافية للقوات الحكومية العراقية.
باراك أوباما
باراك أوباما
ولم يستبعد الرئيس، باراك أوباما، تسديد ضربات جوية، لكنه وكبار قادته العسكريين، قالوا إن الأزمة في العراق لا يمكن حلها إلا من خلال تسوية مع قادة السنة والشيعة والأكراد.
وقال رئيس أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الجنرال، مارتن دمبسي، للإذاعة الوطنية العامة الشهر الماضي، إنه يمكن للضربات الجوية أن تحصر باستهداف كبار قياديي الميليشيات المتطرفة وضمان سلامة البنية التحتية، أو "إحباط هجمات" يقوم بها عدد كبير من المسلحين، لصد الهجوم على بغداد.
وقال دمبسي الأسبوع الماضي، إن القوات العراقية عززت دفاعاتها في محيط بغداد، لكنها ستكون بحاجة على الأرجح لمساعدة خارجية من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها مقاتلو "الدولة الإسلامية" السنة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الفرق توصلت في تقييمها إلى أن القوات العراقية لديها القدرة للدفاع عن بغداد، لكن ليس بالضرورة عن كامل المدينة، خاصة إذا ما تعرضت لهجوم كبير.

شارك